قضايا وآراء

على جناح اللغة الفرنسية

معاصرة نواكب بها المستجدّات الثقافية من ناحية ونعبّر بها عن واقعنا وطموحاتنا إلى مختلف القرّاء باللّسان الفرنسي في شتّى أنحاء العالم فالكتابة بالفرنسية إذن ما عادت سجنا وما عادت عقدة وإنّما أصبحت لدى الجيل الذي نهل من معارف المدارس الوطنيّة أداة للتبليغ والانتشار

 في هذا السياق الحضاري والثقافي نشرت الأديبة التونسية آمنة حاج قاسم  مجموعة من الأقاصيص بعنوان  - Point de vue -  - وجهة نظر-.

 

هي أقاصيص بسيطة لكنها عميقة وذات أبعاد ودلالات لأنها تعبّر عن معايشة للواقع التونسي في حياته اليوميّة في مختلف صورها ومشاهدها الحية ففي قصّة ـ العيد ـ تصوّر آمنة الحاج قاسم مواكب الناس وهم مبتهجون رغم معاناتهم عند ازدحامهم في المواصلات وهي الوسائل التي يعاني منها أغلب الناس وتنتهي القصّة بتمنيات الرّخاء والخير لجميع المسحوقين والمظلومين في الأرض.

و في قصّة - مشهد من حياة-  تصوّر الكاتبة بهجة عائلة وهي تتمتّع بالمصيف على ساحل البحر ولكنّها في قصّة أخرى تعبّر عن لوعة صيّاد لم يحالفه الحظ أمّا في قصّة - عرق بارد - فهي تنقل معاناة الذين يركبون الحافلات يوميّا فتراهم في ازدحام كأنهّم السمك في علبة السردين وتقارن بين قافلة الجمال في الصحراء وهي تسير على راحتها وبين سائر السيّارات والحافلات وهي تزدحم في الطرقات فشتّان بين هذا وذاك.

و تعبّر الكاتبة آمنة عن قضايا المرأة التونسية المعاصرة تلك التي خرجت من الإطار التقليدي في الريف وجاءت إلى العاصمة فسكنت في أحد الأحياء الهامشيّة ففي قصّة – السرّ – تصوّر ملامح امرأة بما فيها من شقاء وتعب حيث أنّ السفساري وهو الملاءة البيضاء التي تلتفّ بها المرأة في العاصمة التونسيّة، لم يستطع أن يخفي شقوق يد تلك المرأة... إنّها شقوق الصقيع والشمس اللافحة.

فأغلب قصص هذه المجموعة تعبّر عن انحياز واضح لقيم التحرّر والعدل وتحتفل بطيبة الناس الكادحين وهم يعملون بشرف مثل شخصية البائع المتجول في قصة  ـ عم علي ـ فهذه الأقاصيص  تنضوي تحت لواء الأدب الإنساني.

أمّا الأسلوب، فلئن كان السرد هو لمهيمن على الأقاصيص الخالية من الحوار تقريبا غير أنّ ذلك السرد يرتقي أحيانا إلى الشاعرية فيصبح كالقصيد النثري مثل قولها في قصّة – الخالدات –

أرسم بالأزهار، بالرغبات، بالأحلام، بالحبّ، بالخيالات العجيبة وبالجنون

أرسم بالأزهار لعلني أغفر لهذا العالم مظالمه وجرائمه

أرسم بالأزهار لأطارد  الشياطين الرّجيمة  ولأحتفل بولادتي الجديدة...

ففي هذا المقطع لآمنة حاج  قاسم  نلاحظ  صورا وشفافية موحية

نعم

إنّ الكتابة الإبداعيّة ولادة جديدة.

 

Soufabid.com

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1306 الاربعاء 03/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم