قضايا وآراء

قراءة في رواية "جنان بنت الري" لعبد القادر بن الحاج نصر

كتابة الرواية التاريخية لأوروبا في القرن التاسع عشر، ومن أبرز روادها  ولترسكوت  في أنجلترا وفيكتور هيجو في فرنسا. وقد كان جرجي زيدان أول كاتب عربي استلهم التاريخ واستحضر الشخصيات التاريخية في أعماله الأدبية الشاهدة على الحقب الممتدة في العصر الجاهلي إلى عصر النهضة، واستلهم أحمد باكثير التاريخ المصري والتاريخ العربي القديم . واتجهت عناية علي الجارم بالشخصيات الشعرية فكانت . أما نجيب محفوظ فقد بدأ كتابة الرواية من بوابة التاريخ فكتب "كفاح طيبة" و"عبث الأقدار" و"رادوبيس" في المرحلة الأولى من كتاباته.

 

في تونس فقد كان حسن حسني عبد الوهاب أول من كتب قصة "أميرة من غرناطة" سنة 1905 دون أن ترتقي للشكل الفني للرواية بتشعبات أحداثها وشخصياتها، ولكنه يعتبر أول من أدخل التاريخ إلى السرد القصصي، وعرب محمد المشيرقي قصة  "خاتم عقد بني سراج" سنة 1909، وقد اعتبر الناقد محمود طرشونة بأن رواية محمد الرزقي "الساحرة التونسية" الصادرة سنة 1910 هي أول رواية تاريخية تونسية وقد اهتمت بفترة الحسن الحفصي، وقد نسج على منواله المحامي محمد الحبيب في كتابه الرواية التاريخية فكتب رواية "بسالة تركية" سنة 1920، وتلته رواية "وطنية الأتراك"  وقد اهتم في هذين العملين بمرحلة الخلافة العثمانية ممجدا دورها البطولي في التصدي للغزو المسيحي، ولن نغفل قصة زين العابدين السنوسي "أميرة الجم"  حيث وظف الكتب تاريخ الفتح الإسلامي ، و تبرز أيضا أهمية روايات البشير خريف التاريخية التي نهلت من المصدر التاريخي وهي "بلارة" و"الدقلة في عراجينها"  و  روايات حسنين بن عمو الذي عاد إلى المرجع التاريخي في رواياته المتعددة .

 

فالكثير من الكتاب العرب وغيرهم استلهموا من التاريخ روائع الروايات والمسرح   . ويختلف التناول الفني للتاريخ من كاتب إلى آخر، وعبد القادر بن الحاج نصر الذي أصدر رواية "جنان بنت الري "  (1) وهي رواية تاريخية، عاد إلى التاريخ بدوره واستقى أحداثا، وأعاد نحت البعض منها، وصياغة ما شابه البعض الآخر، وابتكار أحداث توجه الرواية توجيها دراميا بمثابة القراءة الفنية لبعض المظاهر المستهجنة، وقد تكون غاية الكاتب في هذه الرواية الإسقاط أو تعرية الواقع العربي الراهن أو البحث عن أقنعة تاريخية لوضعيات معينة والأهم من ذلك قراءة الماضي قراءة تغذي متعة الكتابة والإحساس الايروسي  بجمالية التشكيل اللغوي لحياة تنفث فيها اللغة الروح على مراوغتها وحجبها لمكامن المبدع .

 

فالقارئ وهو يتابع سير الرواية يستشف بدوره متعة التناغم مع الأحداث . ويرى الكاتب عبد القادر بن الحاج نصر أن "الرجوع للتاريخ من نظرة موضوعية لأحداث التاريخ لا يتطلب موقفا أوليا مبنيا على استخراج كل ما هو مضيف في مرحلة ما من مراحل التاريخ للاعتزاز بها أو البحث عن العناصر السلبية أو الفترات المظلمة لإعادة تقديمها في شكل من الأشكال إنما يتطلب الأمر من الكاتب بأي نوع من الأنواع أن يعود إلى التاريخ برمته ليستقرئ أحداثه حتى إذا ما كتب إنتاجا ما به صبغة تاريخية يكون بمثابة الشهادة الموضوعية الحيادية على ما جرى في فترة من الفترات، أما إذا كان الأمر يتعلق بالإبداع الأدبي أو المسرحي أو الشعري فإن المسألة تختلف لأن الأهم في العودة إلى التاريخ هو تقديم صورة من صور الأحداث دون أن نلتزم الواقعية الجافة أو لمنطق كتابة التاريخ مثلما يفعل المؤرخون، وفي النهاية فإن ما يقدم في الحاضر اعتمادا على التاريخ قد يكون عبرة " (2)

 

"جنان بنت الري"  هي رواية تاريخية، أرخت لفترة ما قبل الحماية الفرنسية بتونس إثر حالة الفساد المالي واستبداد البايات وظهور الأوبئة القاتلة، والمجاعة . وتتناول الرواية حقبة تاريخية بعينها لكنها تبتكر شخصيات ترمز لأسماء بعينها، ذكرها الكاتب بأسمائها، وقد خلع عنها ألقابها  .والرواية تحفل بتفاصيل تاريخية من خلال وصف ملابس الشخصيات وتصاميم القصور وأثاثها والجنان التي كان يملكها البايات في "منوبة" ، والسجون مثل حبس النساء ب"دارجواد" .  وقد رصدت هذه الرواية التاريخية  فترة انهيار حكم البايات الذي أصبح تحت ظل الاستعمار في ما بعد . وبررت أسباب تراجع وسقوط حكم نخرته أمراض عديدة مثل هتك الأعراض واغتصاب الأموال وتحويل البلاد لحبس لمن تجرأ على المطالبة بحقوقه .

 

الأسئلة التي تطرح في هذه الرواية : ما هي مظاهر الابتكار الفني، وكيف يستحيل التاريخ إلى مادة جاهزة للمؤلف لينفث الأحداث من جديد ؟ وماهو الحد الفاصل بين المعطيات الجاهزة والخلق الفني ؟

 

الوقائع الواردة طي هذه الرواية أغلبها حقيقي وردت في كتب التاريخ . كل ماهو ممكن الحدوث وارد أيضا، طريقة الحياة، طريقة التحاور، كيفية معالجة المسائل السياسية حقيقية بدورها . شخصيات تاريخية معروفة وشخصيات مبتكرة . أما المرجع التاريخي فهو أساس صلب بنيت عليه أحداث هذه الرواية، وكأن الكاتب عبد القادر بن الحاج نصر يسعى إلى الابتكار واستلهام بعض الأحداث الجانبية من خلال التاريخ، فهو يعيد قراءة هذا التاريخ فنيا ويعيد نحته بخلق مواقف تعري مظاهر الوهن وتكشف عن سخرية لاذعة :

 

"هناك مجموعتان من الشخصيات في الرواية : المجموعة الأولى هي المشير أحمد باي ومحمود بن عياد وزير الخزانة، ومصطفى آغا ومصطفى خزندار، وهذه المجموعة هي شخصيات معروفة في التاريخ وفعلت في ذلك العصر في الأحداث ما فعلت، ولكل منها مميزات وملامح إلا أنني عندما انطلقت في الكتابة كنت أعلم أنني لن أضيف شيئا جديدا في ما فعله محمود بن عياد مثلا عندما استولى على أموال الخزينة، فأهل الذكر يعرفون ذلك أكثر مني، ولكنها كانت وجوها لا بد منها، أولا لحصر الفترة التاريخية ثم لتحديد ملامح المجتمع الذي وقعت فيه هذه الأحداث وترتبط ارتباطا وثيقا بمجريات الواقع، أما المجموعة الثانية والأهم والتي تتكون من حسن التاجر الكبير الذي تدين له الخزينة بأموال كبيرة وابنته فاطمة التي تساعده في حسابات المتجر وزوجها سليمان المسؤول على فرقة من فرق الخيالة والذي ذهب في مهمة داخل البلاد لأخذ الجباية من المواطنين .. هذه المجموعة الثانية تمثل الركيزة الأساسية في بناء الرواية، وهي مستوحاة من الخيال الصرف، وهي التي تتعرض لظلم محمود بن عياد الذي مارس عليها كل فنون السلب والإهانة والإذلال . هي شخصيات خيالية وأحداث خيالية لكنني أعلم علم اليقين أن مثل هذه الشخصيات ومثل هذه الأحداث التي وقعت قد وقع مثيل لها في تلك الحقبة التاريخية، بل وقع ما أبشع منها . وأضيف إلى شخصيات المجموعة الثانية تلك المرأة التي التقى بها المشير أحمد باي في سجن "دارجواد" والتي أطلقت عليها إسم "صاحبة اللوبانة"، لأنها كانت تتحدى المشير وهي تكلمه بتحريك اللوبانة بطريقة ما بين فكيها وهي التي دعت أن يصاب بالفالج فأصيبت به " (3) .

 

وبذلك عاد عبدالقادر بن الحاج نصر في الرواية إلى التاريخ، واستقى أحداثا، وصاغ ما شابه بعضها وابتكر أحداثا توجه الرواية وجهة درامية، فقد اتجه إلى التاريخ مستلهما أحداثه وشخصياته وأثرى الرواية بطاقات الخيال خدمة للضرورة الدرامية في الحكي بابتكار شخصيات وأحداث تمثل لديه الوضعيات التي لم يدونها التاريخ وتمثل عصب العمل الروائي، وقد توفق في ذلك خاصة في الفصل المعنون ب"صاحبة اللوبانة ": ص132 إلى ص147 بابتكار شخصية صفية الماكثة في "دارجواد" والتي سخرت من الباي وأعلمته أنها دعت عليه بالموت لأن محمود المكلف بخزينة البلاد وصاحب المآمرات والدسائس قد أوصلها إلى هذا الحال إثر تفكيك رباطها العائلي .

 

فشخصية صفية الساخرة هي عصب هام يحرك الرواية رغم ظهورها الصغير الحجم إذ أعدمت وحين مرض الباي طلب إعادتها حية لتنجيه من الموت : " قالت كلمتها وانصرفت . كانت هادئة مبتسمة، متحدية، كانت تنظر إلي كما لم ينظر إلي أحد في الإيالة .. برود، وعنف، وجبروت . خرجت من وسط النساء، وتقدمت نحوي، شقراء، جميلة، فاتنة، تسوي العلكة بين أضراسها كما تسوي الرحى حبات القمح .. أحنيت رأسي .. المشير يحني الرأس ! ومن دب في الجسم خوفا من أن ترفع يدها أمام الوزراء وأمراء العسكر، خوفا من أن ترتمي علي وتقبلني .. تخيلت ذات اللحظة أنها قد تفعلها فلا شيء يثنيها . كانت تتحدث إلي حديثا متوازنا، متراكبا، وأنا ساكن كانني أمام شيطانة .. طلبت مني بأدب شديد أن أمنحها فرصة الكلام ومنحتها الفرصة .. كانت متعالية هازئة .. أخذت تقيسني وتزنني، ترفعني إلى فوق، وتحطني على الأرض .. حاولت السيطرة على غضبي، وعلى خوفي، كنت أتلاشى أمامها " ص 179-180 .

 

وهذه الشخصية النسائية بدت متحدية، ساخرة، متسمة بالعنف اللفظي والسلوكي، في حين أن فاطمة الواردة في هذه الرواية والتي بدت لنا ضحية بعد قتل أبيها وزوجها، فقد تجلى دورها في تصعيد وتحوير البناء الدرامي للرواية من خلال الانقضاض على محمود وتجريده من رجولته تحت وقع أسنانها . فأسنان صفية صاحبة اللوبانة وأسنان فاطمة بمثابة الرحى التي داست على مواطن الوجع وكشف المستور في صورة واهنة مجردة من الذكورة ومن الحياة . ونلمس في نهايات شخصيتي فاطمة وصفية ( انتحار فاطمة، وإعدام صفية ) أن الكاتب يجعل من الشخصيات النسائية المحركات الفاعلات لتنمية الأحداث دراميا دون أن تعطي تلك النهايات تبريرا للعجز، وإنما تصور الضعف والانكسار وأجراس الوجع وألوان الفجيعة وسطوة الظلم ونهاية الاستبداد .

 

ويرجع الكاتب مظاهر التسلط والقهر إلى النظام الذكوري، وقد ورد على لسان المشيرة في الرواية : " لا أرى إمرأة واحدة في الإيالة تستطيع التطاول على الرجل، الرجل هو سبب البلاء . لو ضبطت إمرأة في فراش لارتكاب الحرام فإن أحد الرجال أغراها أو اغتصبها .. النساء صالحات بالطبع، فلو صلح الرجال استقامت الدنيا " ص117 .

 

فالمرأة في "جنان بنت الري" وفي جل أعمال عبد القادر بن الحاج نصر جميلة التصوير لكنها مضطهدة، كما نلاحظ أن ردة فعلها تقوم على التحدي وعلى كشف المستور: " المرأة التي عملت على تقديمها في رواياتي هي امرأة ليست عادية، وإنما هي مثال للمراة الطموح التي تحاول أن تثور على وضعها الاجتماعي وتتجاوزه إلى وضع تكون فيه سيدة نفسها، وتملك حرية الحركة والمبادرة والفعل، لكن هذا لا ينجح أبدا إلا من خلال صراع مستميت ضد الرجل إذا كان الرجل مضطهدا لها، وضد الإدارة إذا كانت الإدارة مكبلة لمواهبها، وضد العادات والتقاليد إذا كانت عائقا في مسيرتها . كل امرأة في رواياتي متميزة بالمغامرة والجرأة ومحاولة التجاوز لأوضاع معينة، أما الجانب الفطري في المرأة فهي المرأة التي هي بطبيعتها غير مستكينة وغير راضية خاصة على الوضع الذي يفرض عليها من طرف عادات المجتمع، هي امرأة لديها إرادة تعود إليها حين تقهر لتأخذ منها القوة والخلاص" (4) .

 

النص التاريخي والنص الروائي

 إن ما نستشفه من خلال رواية "جنان بنت الري" أن النص التاريخي يختلف عن النص الروائي، فالأول يخضع إلى علم التاريخ، والثاني يخضع إلى شروط جمالية وفنية، مقتضاها أن الكاتب ينظر للتاريخ نظرة موضوعية ويستقرئ أحداثه، لكنه لا يلتزم الواقعية الجافة، ولا يخضع إلى منطق كتابة التاريخ . فالتاريخ يقدم هيكل الأحداث والشخصيات التاريخية الجاهزة، فالوقوف على الأحداث التاريخية كما جرت في الواقع، والعودة إلى التاريخ، إلى حقبة تاريخية معينة وشخصيات تاريخية معروفة كانت الروافد التي شحنت أحداث الرواية بأحداث مبتكرة . وهذا ما يعبر عنه بالوهم الروائي حسب الكاتب رياض خليف : " يستند الوهم الروائي في رواية "جنان بنت الري" إلى التاريخ القريب، وتحديدا تاريخ ما قبل الاحتلال، فالكاتب يختار فضاءات وشخوص وأحداث روايته من ذلك العصر ويعتمد على مصدر من مصادر خياله الروائي، لكن عبد القادر بن الحاج نصر لا يكتب في هذا العمل رواية تسجيلية أو تاريخية وإنما هي رواية واقعية يستند التوهم والتخيل فيها على التاريخ ... إن الوهم الروائي يقوم أحيانا على الحلم وأحيانا أخرى على تمثيل الواقع المعاش ومسايرة أنماطه وسلوكياته وظواهره، ولكنه يقوم أيضا على استعادة الماضي، وهذا أمر تنغمس فيه روايات كثيرة من بينها هذه الرواية، ولكن عبد القادر بن الحاج نصر في لحظة انغماسه في التاريخي لا يقدم لنا عملا تاريخيا وإنما يباغتنا بإبداع أدبي فني وذلك هو العمل الروائي (5)

 

إن الواقع التاريخي كوعاء للأحداث الممكنة الوقوع إنما هو أساس يمكن الاحتكام إليه للابتكار والتخييل ولكن في حدود الممكن، فقياس أحداث الرواية على أحداث التاريخ، هو قياس الخيال على الواقع، لتكتب الرواية في حدود الواقعية التاريخية ولا تبتدع الأحداث الخارجة عن منطق العصر والمكان التي دارت فيه، ولولا العودة إلى الواقع التاريخي لما تراءى الواقع الروائي .

 

العودة إلى التاريخ لقراءة الحاضر انطلاقا من الماضي

في العودة إلى التاريخ رغبة من الكاتب في قراءة الحاضر انطلاقا من مرآة الماضي والحد الفاصل بينهما هو فصل الواقع عن وهم الواقع، والرؤية للواقع من خلال الوهم الفني رغبة من الكاتب في تمثل الحاضر من خلال أصداء الأحداث الحاضرة في الذاكرة وما تركته تلك الأحداث من صور  ينفث فيها الكاتب من خياله، ليتمثل الواقع تخييليا، ولكنه يقيم نصه الروائي على أسس مكانية جرت عليها أحداث تاريخية . فالأمكنة الثابتة التي دارت عليها أحداث في القرن التاسع عشر مازالت قائمة وتحتفظ بأصداء الماضي الشاهد على حقبة حكم البايات مثل قصر باردو وقصر المحمدية وباب البحر والإيالة التونسية وهي تدلل على أمكنة حكم البايات، ودار المعروف ودار جواد وهي أماكن للعزل الاجتماعي أو لللقاء، ومن بين  هذه الأمكنة مفتوحة على الخارج : مالطا ومرسيليا وقصور الأستانة. وبين الأمكنة المغلقة والأمكنة المنفتحة تسجن الأحداث في دائرة التاريخ ليصل الصدى إلى صرخة تندد بالمعاناة العربية الراهنة،  حيث الخروج الرمزي من سجن التاريخ وسجن الأحداث المتكلسة في آن: "إن رواية جنان بنت الري رواية الحاضر التي تلوذ بالماضي، ففي قراءة سيمولوجية لغلاف الرواية نلاحظ تآلفا بين العنوان الذي احتوى على كلمة "الري" وفي مقاربة لذلك كله بواقعنا الشعبي نجد أن الصورة لا تعدو كونها صورة " الري" الذي يلي في ترتيب صور لعبة الورق المشهورة بالكارطة المجيرة والكوال " .

 

إن القياس على الماضي لم ينبر من خلال غلاف الرواية فحسب بل من خلال الأحداث التي تتمرأى عبرها قضايا عديدة : "إن القارئ يجد نفسه وهو يقرأ رواية "جنان بنت الري" أمام كاتب متمرس بفعل الكتابة المتاثرة بالتاريخ والمؤثرة فيه، فثمة هنا آفاق رحبة لقياس قضايا هذه الرواية - الجوع والقحط الجنسي والخيانة الوطنية المحمولة على أكف العبيد على مقاسات الراهن والمتخيل والممكن "  (7)

 

ولا تعد هذه الرواية الوحيدة التي عاد فيها الكاتب إلى التاريخ، بل انطلق من كتابة الرواية الوطنية التي تؤرخ للحركة الوطنية المناهضة للاستعمار في روايته "الزيتون لا يموت"، ورصد انغلاق المجتمع التونسي أثناء تجربة التعاضد في ستينات القرن الماضي في روايته " قنديل باب المدينة "، وتبقى رواياته المتعددة بمثابة شهادات فنية على التحولات الاجتماعية التي عرفها المجتمع التونسي .

 

.....................

هوامش

 (1) جنان بنت الري - رواية لعبد القادر بن الحاج نصر صادرة عن الشركة التونسية للنشر وتنمية فنون الرسم في 2006 - ط1

(2) حوار الروائي عبد القادر بن الحاج نصر مع هيام الفرشيشي، الملحق الثقافي لجريدة الصحافة التونسية، 27 جانفي 2006، العدد 519، ص 3

(3)  المصدر السابق

(4)  المصدر السابق

(5)  الوهم الفني و والوهم الروائي في "جنان بنت الري"، رياض خليف، م الثقافي لجريدة الشروق : 2-11-2006 .

(6)  محمود الغانمي - الملحق الثقافي لجريدة الحرية - 30 مارس 2006 - ص7 .

(7) (المصدر السابق) .

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1307 الخميس 04/02/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم