قضايا وآراء

ثقافة نفسية: (7) الغيرة العصابية

سألنا عددا من السيدات فكانت اجاباتهن كالآتي:

•الزوجة اللي ما تغار على زوجها معناها ما تحبه

•الغير حلوه ..اذا ما تجيب بلوى

•يعجبني وارتاح جدا اشوف زوجي يغار عليّ

 

فيما كانت اجابات عدد من الأزواج كالآتي:

•ما منغص حياتي بالبيت غير غيرة زوجتي

•الغيرة لطيفة اذا كانت خفيفه

•غيرة زوجتي عليّ تشعرني بحبها لي .

 

من هذه الاجابات نستنتج أن الزوجات والأزواج يريدون ان يغار احدهما على الآخر، ويعدّون الغيرة من مظاهر الحب، والاحساس بقيمة احدهما عند الآخر، فيما يشكو آخرون من الغيرة .

وعلميا نقول ان الغيرة نوعان، صحية : حين يرتاح لها الطرف الآخر، وتثير فيه مشاعر الحب والاحساس بقيمته، ومرضية: حين تسبب للآخر ازعاجا ويطلب منه ان يتوقف عنها. وهذا النوع المرضي نسميه (الغيرة العصابية) التي تعبّر عن الحاجة الى التملك. وتشيع هذه الغيرة بين النساء أكثر، ذلك أن الزوجة في مجتمعنا تكون معتمدة اقتصاديا واعتباريا على زوجها، وتكون مسكونه بالقلق خوفا أن لا تأخذه واحدة اخرى. وتشيع أكثر بين الزوجات اللواتي يؤمنّ بأن الرجال لا يؤتمنون، واللواتي تعوزهن الثقة بالنفس . ولهذا تكون الواحدة منهن في حالة انذار دائم : تفتش جيوب زوجها وتشمشم سترته (والآن الماسنجر والموبايل) ..تراقبه بعين الراصد القناص. والزوجة المصابة بهذه الغيرة يثير فيها الشك اكثر من علامة استفهام اذا ارتدى زوجها قميصا جديدا وربطة عنق حمراء وتأنق، او وضع عطرا مميزا وخرج لوحده ..فتضعه في قفص الاتهام حتى لو كان بريئا ..وتتحول دون أن تدرك من زوجة وحبيبة الى شرطية ومحققة تدقق بالتفاصيل وتضخمها ..الأمر الذي لا يطيقه الزوج فيكون أمام خيارين: اما أن يعيش حياة الجحيم معها من اجل عيون الأطفال، واما أن يحسمها بالطلاق..فينهار بيت الزوجية . والأخطر من ذلك، أن الزوجة المصابة بالغيرة العصابية  قد تتطور لديها الحالة فتصل الى القناعة بأن زوجها (خائن) وأن عقوبته (الاعدام) فتقدم على قتله، او قتل نفسها للتخلص من حياة ما عادت تطيقها . ويحصل أن يقوم الزوج المصاب بالغيرة العصابية بقتل زوجته .

ويرى علماء النفس أن الغيرة لا علاقة لها بالحب انما تتعلق برغبة الشخص في تقوية ذاته الهشة عن طريق الحصول على الاهتمام الكامل من شريكه، وأن يكون هذا الاهتمام على مدار الساعة . ويصفون الشخص الغيور بأنه أناني الى أقصى درجة، ويشك دائما في وجود علاقة اخرى وراء كل مرّة يتأخر فيعا بالعمل . والمفارقة أن الشريك اذا استحال عليه ان يقنع شريكه ببراءته  سيذهب فعلا ويقيم تلك العلاقة .

 غير أننا نرى أن الغيرة مثل ملح الطعام ..من دون قليلها  تكون الحياة الزوجية (فاهيه) فيما الكثير منها كما لو تملأ الطعام ملحا .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1314 الخميس 11/02/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم