قضايا وآراء

ثقافة نفسية: (10) الشعور بالذنب .. والضمير

والشعور بالذنب ناجم عن الصراع بين "الضمير" و"الأنا"،اذ يقوم "الضمير" بصفته سلطة داخليه بمعاقبة الأنا حين يرتكب افعالا "غير مقبولة.

هذا يعني أن الشعور بالذنب حالة نفسية تتضمن مشاعر الأسف والندم والضيق والحزن مصحوبة بلوم الذات او تأنيبها او ادانتها، ناجم عن افعال او تصرفات قام بها الفرد، يرى انها كانت خاطئة او مشينة . ويظهر الشعور بالذنب عندما يؤذي المرء شخصا "آخر بريئا"، او عندما يرتكب سرقة، أو يأخذ رشوة، او يقترف افعالا" جنسية تخالف معتقداته الاخلاقية.

ويرى بعض السيكولوجيين ان الشعور بالذنب ينشأ من الرغبة غير الواعية لدى الفرد في ايذاء الاخرين المتمثلة بدوافع الرغبة في الانتقام او الحسد او الغيرة، وادراكه على مستوى الوعي، أن دوافعه ورغباته هذه مناقضة او متعارضة مع قيم المجتمع وتقاليده . فيما يرى آخرون : أن الناس يحترمون القانون لا بدافع الخوف فحسب وانما ايضا" لأنهم يشعرون بالذنب عندما يخرجون عليه ولا يمكنهم التخفيف عنه الا بعفو تمنحه السلطة، يكون مشروطا" بندم المذنب وعودته الى الخضوع بعد ايقاع العقوبه به وتقبله لها .

وقد توصل فريق من الباحثين الى ان الشعور بالذنب يمكن ان يكون سببا" في الأصابة بعدد من الاضطرابات النفسية، وخاصة الكآبة والقلق ولوم الذات الشديد وكره النفس وتدني احترام الذات . فيما توصل فريق آخر الى ان الشعور بالذنب يمكن ان يكون له دور ايجابي في عملية التكيف مع الآخرين، عندما يشعر الفرد انه ارتكب خطئا او ألحق أذى بآخرين فيعمد الى اصلاحه . وهذا يعني أن  الفرد الذي أحس بالذنب بسبب خطأ أو فعل غير لائق ارتكبه وسعى الى تصحيحه، دلّ ذلك على أنه يمتلك ضميرا حيا وصحيا من الناحية النفسية .

والذي قد لا تعلمه،عزيزي القارىء، ان الشعور بالذنب يؤدي الى الاصابة بعدد من الامراض الجسمية مثل: انواع القرح، ومرض الشريان التاجي، والذبحة الصدرية، وارتفاع ضغط الدم، وتهيج القولون .

وربما ستقول: لو كان هذا الكلام صحيح لكان نصف المسؤولين في مؤسسات الدولة مصابون بهذه الامراض لنهبهم مال اليتامى والفقراء والمساكين . فنجيبك: نعم، ولكن هذه الأمراض لا تصيب الا من لديه ضمير !.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1316 السبت 13/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم