قضايا وآراء

يا ليل الصمت متى غده .. في القيروان

 التونسي للمكفوفين بمدينة القيروان في رحاب المركب الثقافي ـ أسد بن الفرات ـ غير بعيد من مسجد أبي الحسن علي الحصري القيرواني الذي مايزال شاهدا حيا في قلب المدينة العابقة بشذى التاريخ

 ومنذ البدء اِعتبر الأستاذ ـ عماد الدين شاكرـ  رئيس الاتحاد أن هذه الندوة ستكون اِحتفالا بشخصية شاعر فذّ استطاع أن يتجاوز الإعاقة ومختلف التحديات التي ألمت بعصره فتمكن من الإبداع الأدبي مسافرا عبر مختلف بلدان المغرب والأندلس ومنشدا شعره في مختلف المحافل فهو مثال يحتذى في الإبداع  والإشعاع والطموح  وأعلن أن يوم الثالث عشر من كل شهرفيفري سيكون يوما اِحتفاليا خاصا بالثقافة

وقد طرقت الندوة مسيرة الشاعر التي كانت غزيرة بالأحداث سواء تلك التي حفت بشخصية الشاعر نفسه مثل فقده للبصر

وتخلي زوجته عنه وخاصة مصابه في ابنه الذي رثاه بديوان كامل أو تلك الأحداث السياسية التي ألمت بإفريقية بعدما زحف الهلاليون عليها مما اضطر عديد الأدباء إلى النزوح عنها و من بينهم الشاعر أبو الحسن علي الحصري

و طرقت الندوة أيضا المواضيع الشعرية لدى الشاعر حيث برز خاصة في الرثاء ضمن ديوانه اقتراح القريح و اجتراح الجريح الذي سار فيه على منهج في الشكل الشعري  فريد

غير أن قصيدته الشهيرة ـ يا ليل الصب متى غده ـ كانت محور أغلب المتحدثين بما لهذه القصيدة من طرافة و من معارضات عديدة في أغلب الأعصار والأمصار

وفي هذا السياق لابد أن نؤكد أن الغزل الذي ورد في مستهل القصيدة إنما ينتمي إلى معجم شعرالغلمانيات و صوره وإحالاته

وقد سار على نمطه أغلب المعارضين لهذه القصيدة ومن بينهم أحمد شوقي بينما استعمل شعراء آخرون شكل المعارضة للتعبير عن مواضيع في غيرالغزل  تتراوح  من الوطنيات والنقد الاجتماعي إلى الرثاء والمدائح النبوية مما يجعل قصيدة الحصري ملتقى لقصائد أخرى عديدة

إن هذه الندوة حول ـ علي الحصري القيرواني ـ تعتبر من أنجح الندوات التي أقيمت بمناسبة الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية و ذلك بفضل الإعداد الدقيق و الجمهورالمختص الذي واكب هذه الندوة بكل اهتمام من أولها إلى آخرها...كيف لا وأغلب الحاضرين كانوا من ذوي البصائر البصيرة....أما الآخرون فما عادت تستهويهم مثل هذه الندوات

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1317 الاحد 14/02/2010)

 

في المثقف اليوم