قضايا وآراء

الثروة الانسانية في العالم الثالث ومصيرها المجهول .. نظرة علي الأهواز

البشرية لاستخراج هذه الثروات وتنميتها المستمرة ولاستخدامها في برنامج طويلة المدي ففي المجتمعات المتقدمة الحديث عن الثروات و?يفية استخدامها بداء يتغير ويأخذ طابعا اخر بحيث ان الف?ر الانسان? الغربي استوعب اساس مفهوم الثروة اي العقل البشري والثروة الانسانية ?محوراساسي تدور حولها جميع انواع الثروووة المادية.

انما التر?يز علي العقل البشري والاهتمام بالمعرفة والطاقه الانسانية غيرت مستقبل المجتمعات الغربية حتي ادخلت مفهوم جديد للثروة سواء عن الثروات الطبيعية والانسان?ة؛ لقد ا?تشف العالم النام? الثروة الم?منة في قابليات عقل الإنسان وومعرفته وبهذا الاكتشاف العظيم تغيَّرَتْ الحياة البشرية تغييراً جذرياً ومن خلال السرد التاريخي ل?يفية تطور الحياة البشرية نري إن الأمم ?انت تعتمد عل? المصادر الارض?ة والح?وان?ة خلال آلاف السنين ف?ان الانسان يبحث عن شيء جاهز يجده في الطبيعة ل?سد جوعه و?د?ذ ح?اته البس?طه حتى تطورت قدرته ونمت عنده النشاطات التجار?ة والحرف?ة مرتبطة بمصدر الح?وانات والارض ويسري التاريخ بناال? آن نصل بما جاووا به الغربيون في الثورة الصناعية في القرن السابع عشر؛الثورة التي ر?زت علي القابليات العظيمة الكامنة في عقل الإنسان ح?ث تحوَّل الجهدُ البشري ذاته إلى ثروة عظ?مة متجددة تفوق المصادر الطب?ع?ة من ح?ث توظ?فها ب?ث?ر وبذل? اصبجت هذه الثورة هي المفتاح الذي أطلق هذه الطاقات المذخورة.

نعم ...الإنسان هو الثروة الأولى للأمة وليس ألمال فالإنسان يستطيع أن يأتي بالثروة ولكن الثروة لا تأتي دائما بالإنسان الناجح فما ا?ثر الشعوب التي لا تمتلك الثروة واهتمت في التنمية الإنسانية وحققت الكثير من النجاحات مثل اليابان مثلا؛ فهذه الدول عرفت أهمية الفكر الحديث للإنسان فحققت ما كان يعتبر مستحيلا في نظر البعض الأخر....و في المقابل ما ا?ثر الدول التي مازالت تغرق في الفقر والامية والامراض السارية رغم غناها في الثروات الطبيعية مثل الكثير من الدول الافريقية؛ وبذل? اذا اردنا ان نلقي الضوء علي دول الغير المتقدمة والغير متنامية نري الوضع لا يختلف فقط بل هو لازال متاخر بخطوات ?بيرة ومنشغل ب?يفية استخراج وعدم تضييع الثروات الطبيعة و?ان الزمن بتطورها الف?ري قد توقف في هذه المرحلة وبقي يطالب ويش?ي عن تضييع هذه الثروات او نهبها من قبل الدول الاخري أي المستعمرة...وخير شاهد علي ذل? الدول الإفريقية والمستعمرة التي مع ?ل هذه الثروات لازال الإنسان يعيش أسوأ حالات وهذا يعني وصول إلف?ر إلي طريق مغلق واذا وصل إلف?ر الي نقطة مغلقة فقد الدينامي?ية والابداع.

 

نظرة علي الاهواز

إن الثروة الإنسانية أي المخزون ألف?ري والطاقات العقلية البشرية او بالا حري الإنسان في الأهواز هي اخرما يف?ر به احد أو توضع تحت ضوء التساؤل للدراسة والحفاظ عنها من قبل النشطاء او النخب او المهتمين بالقضايا الإنسانية أو ألح?ومة؛ فهنا? فئة تطالب بحقوق الانسان الاهوازي و?ثرما يفضلون الحديث عن الثروات الطبيعية في الأهواز أو بالأحرى عن الأرض وحرمان الشعب وتجويعه ا?ثر من الثروات المذكوره سلفا ؛ بحيث انها في رايهم تعتبر من اثري مناطق العالم بالبترول وأراضيها الخصبة وتاريخها الاقتصادي ولاشك في ذلك اذ يضع النشطاء اصابعهم جاهلة أم متجاهلة علي هذه الثروات و يطالبوان بتوز?عها عل? الشعب وهكذا تستمرالش?وي البحته ; وهنال? فئة آخر? تطالب بتحر?ر الارض قبل تحر?ر الانسان من نظام وس?ادتها بنظام آخر ناه?? عن انواع المقاومات الت? تضح? بالانسان الاهواز? اولا لانقاذ ارضه حت? ?جد له ف?ها قبرا وه?ذا الجم?ع ?ل من عل? وتره منذ عقود من الزمن ?موتون من اجل الارض و?دفنون ف?ها وف? ?ل مره ?بداون من المربع الاول? في نفس الوقت لا نري اي حديث عن قيمة هذه الثروة الإنسانية اوما تحمل من قوة للإنتاج العلمي أو الطاقة الف?رية اذ ?انت توجد؛ وه?ذايتم التجاهل عن الثروة الإنسانية ?اغلي ثروة والصيانة عنها وتعبئتها لصالح الحياة الاجتماعية إل?ريمه.

 ومن هنا ?م?ن القول انما يتم ضياع الانسان ب?ل قواه العقلية والجسمية في الأهواز وتهدر طاقاته الف?رية والبيولوجية بشتي الطرق ?باقي المجتمعات في العالم الثالث بل بصورة أسوأ من ذل? وهي ما زالت أول ما تصد عين الطامعين في الثروات عليها اي قبل أن يترصدوا هذه الثروات يحاولوا محو أصحاب هذه الثروات من الأساس ح?ث ت?ون هذه الثروة ا? المستهدف الأول والأخير في جميع أنواع التدمير هو الإنسان ب?ل ما يحمل من طاقات ف?ريه وعقلية.

فال?وارث الاجتماعية والثقافية ?الجهل والإمراض المسرية، الامية و......والتي قضي عليها العالم منذ زمن بعيد في الدول الاخري هي الان تسهم بدرجة ?بيرة في تدمير وضياع قيمة الإنسان ?إنسان في الأهواز حتي اصبح الانسان سلعة للانسان فسلب منه الطابع الانتاجي والمبلور ف?ريا ?ان ام عملي من حيث نري هذا الامر يصل الي ان تضيع عدة عوائل حتي تعيش عائلة وهذا يعني ان يسئ وضع الانسان الي درجة انه يحدث التنازع للبقاء في السنين المب?رة من العمر للانسان أو بمفهوم الاقتصاد الانساني يعني ذل? ان قد بداء المجتمع يا?ل بالرأس المال ومن الطبيعي ان هذا الراس المال (الثروة) الانساني سوف ينفذ يوما بعد يوم وستبقي الثروات الاخري للأمم الاخري غير اصحابها الحقيقين !

وتتضاعف هذه الافات وال?وارث الاجتماعية في الاهواز بالنسبة الي باقي المجتمعات في العالم الثالث ؛ فمنذ الحرب الايرانية العراقية 1980 راح عشرات الف شخص ضحية نتيجة هذه الحرب وسواءا علي ذل? عدم الاسقرار الامني في الاهواز والتي اجبر المشردون الي البحث عن بر الامان طوال ثمان سنوات قد مهد الظروف لل?ثيرمن الافات الاجتماعية ?الامية، تهريب المخدرات،الوضع الصحي السئ،الفقر وازدياد مؤشر البطالة، وضف علي ذل? النسيج الاجتماعي القبلي وبعض وجوهه السلبية ?االنزاعات القبلية هي من العوامل الاخري المضاعفة من ال?وارث الاجتماعية المدمرة للثروة الانسانية الاهوازية والتي يسقط في هذه النزاعات شخص اوشخصين علي الاقل ناهي? عن النزاعات التي تتبع ذل? مطالبة بأخذ الثأر .

و ?م عدد هائل من هذه الضحايا تستطيع ان ت?ن مثمرة ومفيدة لمجتمعنا والحفاظ علي ثرواته وهنا يطرح هذا السوال نفسه فمن هو المتسلط والمصادر للثروات؟... الم ي?ن انسانا اخر ?هذه الضحايا في الخلق الا ان تعب علي نفسه اوتعبت عليه عائلته حتي اصبح يحصن نفسه من هذه ال?واراث ؛....فمنذ زمن بعيد والنشطاء يطالبون ويشت?ون من اجل المطالب الاخري لا صلة لها بخدمة المجتمع الاهوازي ?مجتمع انساني راسخ بالجهل والامية وما من مناد ينادي بتحرير الف?ر! وهنا اريد ان اتسائل فما هو المخزون الف?ري والانتاجي للمجتمع الاهوازي حتي الان، فالنشطاء العرب ف? ا?ران عبر السنوات الماضية في ذل? الزمن ?ذل? لم يف?روا في المستقبل ?ما هوالان وهذا يعني انهم ?انوا يف?روا ويخططوا للساعة دون اي بعد من النظرعلي قدر ما يشبعوا بطونهم اوفي احسن الاحيان آن ?تمتعوا بح?اتهم الاجتماع?ة ولولا ذل? ما?ان يصل الوضع بنا الي هذه المستوي! اذن فلم يختلف وضعنا الان ?ثيرا من السابق سوي الظرف الزمني والاليات.

من الأمور التي تعود عليها ال?ثيرمن النخبة هو التبرير ثم التبريربحجج واه?ه انما لاتوجد موسسات مدنية وح?ومية في الأهواز و?ذا و?ذا وسياسة الح?ومة ?ذا و?ذا وفي نفس الوقت نري ان مجتمعنا العرب? المتحلي بنسيجها القبلي اذا أراد ان يدين ويستن?ر امر لامحال من ذل? وخير شاهد علي ذل? هو ال?ثير من الامور التي تعتبر من الجرائم في المجتمع ?جريمة الشرف؛ اوناه?? عن النشاط لانقاذ المجتمع من ال?وارث الانسان?ة الت? طبعا تحتاج ال? ال?ات، ف?م ناشط اومثقف محا?د من الاهواز قام بدراسة  علم?ة للوضع المع?ش? الموجود ف? الاهواز وتوث?قها علم?ا،فهل من ثروة علم?ة تخص الانسان الاهواز? وتوصل ضج?ج بوسه ال? المهتم?ن وتحل عقدة من عقد ح?اته با? صورة ?ان او لازالت الثروة الانسان?ة ف? الاهواز تدفع ثمن ?سل مثقفوها وجهل اشباه المهتم?ن بشانها؟

فالمش?لة الاساسية هي اننا قد حصرت النشطاء في دائرة ف?رية ضيقة لانستطيع الخروج منها وه? التضح?ة بالعلم من اجل الس?اسة واذا ?ان الأسلاف منا قد ف?روا بهذا الأمر لما وصل بنا الامر الي هذه الدرجة فمنذ عشرات السنوات ونحن لم نجد أي رصيد ف?ري وعلمي ملفت للنظر لهذه الثروة الإنسانية وإنتاجه الف?ري التي لايستطيع احدا نهبه وتدميره وضياعه .

و?ما اشرنا مسبقا،ان لقد فهم الإنسان المثقف الواعي أهمية العلم واتل? هذا الوع? تحوُّل جذري في إدراك ما عل? العلم آن ?لعبه من دور ف? الح?اة البشر?ة؛ ح?ث اصبح ا?تساب العلم ل?س للعلم ذاته بل قمت اسسه لاستقامة محاولات التغ??ر وذل? من أجل تحسين حياة الإنسان وه?ذا اصبح العلم والانسان المتعلم هو مفتاح التفوق وهو المصدر الأول للقوة والازدهار؛اذن طالما لم يصلوا النخب الاهوازية اي المهتمين بالشعب الي درجة من الاستطاعة ليؤثروا او يغيروا ولو نسبة ضئيلة من هذا الواقع المريرف? ح?ن لا توجد موسسات ح?ومية تنقذ هذه الثروة وتنمي الف?ر البشري فمصير هذا المجتمع هو مصير مجهول يقرر مصيره الافات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لامعني لل?لام عن امور مثالية ?التحرير وحقوق الانسان والمقاومة في حين لم نجد اي حديث عن تحرير هذه الثروة الإنسانية من السجون الف?رية والعقلية ومخالب الأمراض الاجتماعية واستثمارها بين الحديث عن أنواع التحرير الأخر؟!! وهنا اسئلة ?ثيرة تطرح نفسها بان هل توجد برنامج لتطوير هذه الثروة وتطو?ر الطاقات الف?ريه والتف?ير ب?يفية التعبئة لهذه الثروات والحفاظ عليها من الضياع ؟ في حال يصل الإنسان المدمن الي مستوي ادني من الحيوان السالم (اعز?م الله) والمنتج لصاحبة وهذه حقائق نراها بام عيوننا في الاهواز في ?ل يوم .

الحقيقة هي ان لا احد يف?ر باستثمار هذه الثروات الانسا نية أوتقديم الخدمات لها بل الجميع تف?ر ب?يفية استثمار الثروات الطبيعية واستغلال الثروات الانسانية لمصالحها السياسة حيث لانري اي تحول نوعي علمي في القيم وما يتبع ذلك من تحول في الاهتمام ووالاتجاهات الف?رية، ?تخفيض اعداد الفقر وتحسين الوضع المعيشي والتمهيد الي بلورة الف?ر وتثقيف المجتمع

فما نحتاجه اليوم هو الاستثمار في الثروات الإنسانية عن سبل الترقية العلمية وورفع المستوي العلمي واجراء دراسات تخص المجتمع و?يفية استغلال هذه الثروة لتخدم الإنسان نفسه بنفسه فطالما ?ان الإنسان عالما واعيا استطاع ان يطور نفسه بام?انياته الذاتية لم يهدده شيئا أرضا و ثروة وسوف تعود هذه الثروات مهما سلبت منه بوعيه ودهائه مهما طال الزمن؛ فحرية ألف?ر والعقل الانسان? هي مافوق ?ل الحريات وبهذه النوع من الحرية سوف يضع حدا لجميع الآفات المرعبة ?انواع الاحتلال الاجتماعي،.... والثقافي و.... والأفات الاجتماعية  المدمرة لثروة الانسانية ?الامية، الفقروالإدمان التي ?ادت تبلع ثروة الإنسان ف?را و?يان بأسهل ما ?ان!

 

* باحثة من الاهواز -ايران

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1318 الاثنين 15/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم