قضايا وآراء

بطاقة محبة الى صديق الفقراء ناجي عقراوي ...

 التعبير هنا لجان بول سارتر، بأن الالتزام بالضرورة التاريخية قبل حب الذات، وتقديم الناس على النفس انتشالا لهم من الألم انما هي ثمرة ونبالة خلقية ومبدأية رفيعة الشأن .

 يوم عانى الاستاذ الراحل ماعاناه الكورد وجراء حكم الفاشية الصدامية، راح هذا الأديب الصامد والحقيقي يأتلق كالشمعة الساهرة على عذابات الناس ويعمل من اجل انقاذهم من براثن الفقر والحاجة وانه الرفيق البار ـ بحق وحقيق ـ لعروة بن الورد القائل " اوزع جسمي في جسوم كثيرة " نعم لقد سخر نتاجه ومداد عمره لشعبه وفوق ذلك راح يوم حالفه الحظ وعين مديرا عاما في احدى الشركات " براون بوفيري الايطالية " راح ينقذ ما يقدر عليه من احوال وظروف الناس المأساوية والحكاية تعود الى الثمانينات: كانت هناك شركة ايطالية مشرفة على مشروع ماء اربيل يترأسها جوزيف كلداني الايطالي الجنسية فعينه مديرا عاما فيها، كان ذلك في بداية الثمانينات "..." في نفس الوقت كانت هناك عوائل عائدة حسب القوانين الصادرة من السلطات بالعفو عن الكورد وكانت تسكن في مجمعات سكنية مثل مجمع قوشتبه وغيرها من المجمعات، كانت هذه العوائل تعاني من ظروف صعبة جدا لأنها كانت مهملة من قبل السلطات البعثية . استغل ناجي ئاكره يي وظيفته وشغله في الشركة فعمل على توظيف عشرات الاشخاص تقريبا في مختلف انواع الاعمال منهم من عملوا في مواقع العمل ومنهم في حراسة دور الاجانب ومنهم في رعاية حدائق الدور ومنهم الطباخين، وهكذا يكون قد انقذ كثيرا من العوائل من شبح الفقر "

 وفي الحكاية عـِبرة وعَبرة ! هي ان الفقر امتحان للنبل الانساني، ولقد اجتاز الاستاذ ناجي عقراوي هذا الامتحان بامتياز ... تحية لهذا الأديب بل الرجل الكريم من لدن احبته في الحياة ورفاق محنتنا المشتركة، وقفة إكبار له من الشاعر سليك بن سلكة القائل:

 

" أشاب الرأس أني كل يوم ٍ

أرى لي خالة ً وسط الرحال ِ

يعز ّ علي ّ أن يلقين ضيما ً

ويعجز عن تخلـّصهن مالي . "

 

تحية وقبلة من الشاعر الاممي ناظم حكمت القائل:

" اردت ان اشتري لك ثوبا من البنفسج الاصهب

الا ان الرفاق كانوا جياعا

 فاشترينا بثمنه

خبزا اسمر "

 

 رسالة حنين وبطاقة محبة الى صديق الفقراء والمظلومين والمعذبين في الارض استاذنا العقراوي ، قرنفلة ورد من كل قلب علوي مؤمن بالامام الامير الاشم القائل " لو كان الفقر رجلا لقتلته " من العظيم تولستوي الذي وزع ثروته على الفقراء ! من الذي كان يأكل العصيد البارد ويعطي ما يمنحونه من هدايا الى الفقراء: لينين ! . من هوشي منه الذي اهدى بيته الى جاره كما فعل محيي الدين العربي واعطى سكنه الى عابر سبيل ! انحناءة من الفلاح المحبوب ديرسو اوزيلا الذي ترك خرقة في الكهف فيها خبز واعواد ثقاب وغادر !!!!!

هناك الف سبب وسبب بموجبه نحبك يا استاذنا وننتمي اليك منها انك لم تبتن ِ قصرا على جسر ! على حد تعبير متصوف ما !

ان روح ناجي عقراوي لترف بالمحبة والسلام وحب العدالة على عموم كردستان في هذه الأيام بالذات .

 

*******

* حكمة قديمة: صنعت الدنيا للذين يحبون، أما الذين لايحبون فهم موتى وإن ابصرهم الناس .

 

2010/1/22

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1319 الثلاثاء 16/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم