قضايا وآراء

نتائج الانتخابات العراقية..في تنبؤات سيكولوجية

التي كانت قبل شهرين أقل بكثير، للأسباب الآتية:

1. تزايد ادراك المواطن لمسؤوليته بأن اصلاح حاله مرهون بصوته، وان الفرصة متاحة له أن يختار بين بدائل كثيرة ومتنوعة تلبي التطلعات، وأنه سيكون مقصّرا" بحق نفسه وأهله والوطن أن اضاع فرصة التغيير.

2. نجاح وسائل الاعلام ( صحافه، اذاعة، مواقع الكترونية، فضائيات...) في سحب عدد كبير من الذين فضلوا قبل شهرين أن يكونوا متفرجين على المشهد الانتخابي الى أن يكونوا مشاركين فيه، لاسيما المناضرات الجماهيرية مع المرشحين والمقابلات والمكاشفات الصريحة مع السياسيين والمثقفين التي اجرتها القنوات الفضائية وبخاصة: العربية، والسومرية، والبغدادية، والعراقية، والحرية، والشرقية.

3. ظهور شخصيات وكيانات سياسية تتمتع بالكفاءة الوطنية، وجد فيها الناخب العراقي أن صوته يمكن أن يأتي بها الى البرلمان، فتسهم في اصلاح الحال وانقاذ الوطن من محنته.

4. ان تزايد الحماس في العملية الانتخابية يؤدي، بقانون نفسي – اجتماعي، الى زيادة عدد المشاركين فيها، فيما الفتور يفضي الى العزوف عنها . وقد وصل هذا الحماس الى ذروته قبيل موعدها بفعل التنافس بين كيانات انشقت على بعضها، وظهوركيانات جديدة باصطفافات وطنية، ووجود أكثر من ستة الآف مرشّح، والدعايات والندوات التثقيفية.. في واقعة انتخابية فريدة بمواصفاتها، وفي حماسها التنافسي الذي يشبه ما يحصل في مباراة كرة القدم على كأس البطولة. وعامل نفسي آخر يتمثل بتجاوز الأحزاب والكيانات السياسية الكبيرة على الاعلانات والدعايات الانتخابية لكيانات صغيرة مما يثير غيرة من هواه معها فينتصر لها بصوته.

5. حث المرجعيات الدينية على المشاركة في الانتخابات وعدّها واجبا" وطنيا" وما يشبه تكليفا شرعيا، ووقوفها على مسافة واحدة من المرشحين... كيانات واشخاصا".

6. توافر الفرصة للعراقيين في الخارج لممارسة حقهم الانتخابي.

7. وجود مراقبين دوليين وعرب وممثلي كيانات مما يقلل عمليات التزوير في المدن ومراكز المحافظات.

 

سيتوزع الناخبون، سيكولوجيا، على ثلاث فترات زمنية، على النحو الآتي:

- الفترة الصباحية: سيذهب الى المراكز الانتخابية ممثلو الكيانات السياسية والمنتمون للأحزاب والكتل المشاركة في العملية الانتخابية.

- فترة الظهيرة: سيذهب الى المراكز الانتخابية المتعاطفون مع الأشخاص والكتل والأحزاب بعد أن يجسوا نبض الشارع من حيث الأمان.

- الفترة المسائية: سيذهب الى المراكز الانتخابية قسم من المترددين والمتفرجين على المشهد الانتخابي بعد ان يتأكدوا من سلامة الموقف .. متأثرين بأراء آخرين أنتخبوا وحجم المشاركة ..وبحوار داخلي مع النفس.

 

 

وان صدق تنبوؤنا هذا – كما صدق حين تنبئنا بفوز اوباما - فان نتائج الانتخابات ستكون على النحو الآتي:

1. ستتصدر المراتب الأولى ثلاث كتل هي: ائتلاف وحدة القانون، والائتلاف الوطني العراقي، والعراقية بنسب متقاربة تتراوح بين 18- 22%.

2. سيحتل المراتب الثانية ائتلاف وحدة العراق والتحالف الكردستاني بنسب بين13- 17% .

3. ستحصل الكيانات الأخرى على نسبة 20 – 25% .

4. ستحصل مفاجأة (سارّة لهذه ومؤسفة لتلك) فيما يخص قوائم:

احرار، اتحاد الشعب، الأمة العراقية، التغيير الكردستانية،

التوافق، وائتلاف العمل والانقاذ الوطني .

 

في ضوء ذلك ستكون تشكيلة البرلمان المقبل على النحو الآتي:

الائتلاف الوطني العراقي : 55 مقعدا زائد ناقص 5 مقاعد

ائتلاف وحدة القانـــــون : 55 مقعدا زائد ناقص 5 مقاعد

العراقيـــــــــــــــــــــــة : 55 مقعدا زائد ناقص 5 مقاعد

ائتلاف وحدة العـــــــراق : 35 مقعدا زائد ناقص 5 مقاعد

التحــــــالف الكردستاني : 35 مقعدا زائد ناقص 5 مقاعد

الكيانات السياسية الأخرى: 90 مقعدا زائد ناقص 5 مقاعد

 

هذا يعني أنه سوف لن يكون بمستطاع اية كتلة كبيرة ان تحصل على (163) مقعدا في البرلمان المقبل لتشكّل حكومة بمفردها، ولا حتى اكبر كتلتين ..بل يتطلب الأمر تحالف ثلاث كتل لتشكيل حكومة نتوقع، بحكم سيكولوجيا الصراع بين الفائزين وثنائية الطائفية والاثنية وما بينها من انشقاقات، أن تشكيلها سيستغرق بحدود ثلاثة شهور .

ان تنبؤاتنا هذه لا تسر وطنيين وتقدميين يتمنون ان تكون غالبية من يأتون يضعون انتماءهم للعراق ومصالح شعبه فوق انتماءاتهم الطائفية والاثنية ومصالحهم الشخصية، لأنها مبنية على واقع حال سيكولوجي ما يزال مريضا بالطائفية والفساد السياسي والمالي والاخلاقي والتعصب بكل انواعه وضعف ادراك الناخب العراقي لقوة صوته. ومع ذلك فان البرلمان المقبل سيشكل خطوة باتجاه خلق حالة توازن بين الكيانات الاسلامية والوطنية والعلمانية لبرلمان 2014..متمنين أن لا يفاجأ الناس بعيد انتهاء الانتخابات بفراغ أمني قد يحصل اذا ركب الفائزون رؤوسهم و(دكوا رجل) بخصوص من سيتولى رئاسة الوزراء.

 

4 آذار 2010

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1336 السبت 06/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم