قضايا وآراء

تناصات المتنبي مع الثقافة العالمية (2-2)

بين المتنبي والطرف الآخر من العالم، الا انه أضاع ذلك مدفوعا ببغضه الشديد للمتنبي، وطاعته العمياء لمولاه الوزير المهلبي فطرح التقاء المتنبي بأرسطو طرحا مشوهاً.

والحق إن المتنبي اطلع على الفلسفة الإغريقية ووجد فيها مادة ثقافية جليلة فتشربها وأضاف إليها من عندياته الكثير، فحكم المتنبي ليست أرسطية محضة، بل هي انعكاس لثقافته الواسعة وتجربته العريضة ونفسيته العارفة، ففي شعره حكم تراثية كثيرة فقوله:

وأكبِر نفسي عن جزاءٍ بغيبةٍ

وكلُّ اغتياب جهدُ من ما له جهدُ(48)

 

أخذه من قول الإمام علي (ع):" الغيبة جهد العاجز"(49)، وكثير من حكمه مصدرها التجربة الذاتية والمعالجة الشخصية(50)، والظروف القاسية التي مر بها فهو مدين لمصر بالكثير من حكمته(51).. وهكذا جاءت معانٍ فلسفية في شعره لم يذكرها الحاتمي. ومما أشار إليه قول أرسطو " روم نقل الطباع شديد الامتناع" . وفي ذلك يقول المتنبي:

يراد من القلب نسيانكم        وتأبى لطباع على الناقلِ

 

ويقول أرسطو: " إذا كانت الشهوة فوق القدرة كان هلاك الجسم دون بلوغها". ويقابله قول المتنبي:

واذا كانت النفوس كباراً

تعبت في مرادها الأجسامُ(52)

 

 

وقد أشار إحسان عباس إلى إمكانية رصد معان أخرى على غرار طريقة الحاتمي ولكنه لم يذكرها وبالمقابل فإن الحاتمي أورد ما لا يصلح للمقابلة فتعسف في ذلك(53).

ومن التناصات التي أوردها إحسان عباس قول المتنبي:

تلذ له المروءة وهي تؤذي

ومن يعشقْ يلذُّ له الغرامُ(54)

 

فالمصطلح الفلسفي الشائع في القرن الرابع كان معروفا تماماً للمتنبي فحديث المفكرين عن اللذة والأذى يوحي بهذه المطابقة(55).

إن هذه التناصات تفسر تأثر المتنبي بالفلسفة الإغريقية، ومحاولته أن يطرح نفسه فيلسوفاً ليعلم الجيل ويرشده لتكمل بذلك شخصيته التي أراد طرحها وهي صورة القائد والمعلم، وبالتالي فانه تأثر بأرسطو وغيره من الفلاسفة الإغريق. وكان هذا التطابق نتيجة إطلاعه على الفلسفة وتفكيره الفلسفي الثاقب في أمور الحياة، فجاء ذلك مزيجاً في شعره غطى مناحي الحياة وحياة الإنسان. وكان المتنبي مطلعاً شغوفاً بالقراءة إذ كان يقرأ يومياً إلى أن ينتهي من الليل أكثره(56).

 

سادساً- المتنبي ونيتشه:

أما التناص الآخر الذي نشير إليه فهو مع نيتشه حيث يلتقي المتنبي ونيتشه في أكثر من فكرة، وقد حلا للاثنين ان يتكلما بلسان الأنبياء فكل منهما يرى نفسه يحمل  رسالة إنسانية شاملة كرسالة الأنبياء؛ فنيتشه تكلم بلسان زرادشت النبي الفارسي، والمتنبي جعل نفسه كالأنبياء في قوله:

ما مقامي في ارض نخلة إلا

كمقام المسيح بين اليهودِ

أنا في امة، تداركها الله، غريب كصالح في ثمودِ(57)

 

وكلاهما اصطدم بـ(الحكام) فسمى نيتشه الحكومات الصنم الجديد(58) وسمى المتنبي الحكام الذين التقاهم أصناماً:

أسيرها بين أصنامٍ أشاهدها

ولا أشاهد فيها عفة الصنمِ(59)

 

ورسم كلاهما صورة البطل الخارق أو (السوبرمان) الذي يكون محله الذرى دائماً. قال نيتشه:" إنكم تنظرون إلى ما فوقكم عندما تتشوفون الى الاعتلاء، أما أنا فقد علوتُ حتى أصبحتُ أتطلع إلى ما تحت قدمي"(60). وقال المتنبي:

ضاق ذرعاً بان أضيقَ به ذرعاً زماني واستكرمتني الكرامُ

واقفاً تحت أخمصي قدر نفسي

               واقفاً تحت أخمصيَّ الأنامُ(61)

 

وآمن كلاهما بالقوة واستهجن الرحمة لان القوة من مبادئ التغيير قال نيتشه:" احترسوا من الرحمة لانها تعقد فوق الإنسان غماما متلبداً"(62). وقال المتنبي:

ومن عرف الأيام معرفتي بها

               وبالناس روى رمحه غير راحمِ(63)

 

وإن هذا الإحساس جعلهما يظنان أن الحرب السبيل الوحيد للتغيير ولذا آمنا بالحرب حلا لا بديل لها وروجا لها. قال نيتشه:"  لقد طال انتظار غيومي بين قهقهة الرعد، وقد آن لي أن أرشق الأعماق بقذائف بَرَدي"(64) وقال المتنبي:

لقد تصبرتُ حتى لات مصطبرٍ

               الآن أقحمُ حتى لات مقتحمِ(65)

 

وقال نيتشه في الحرب ايضا :" عليكم أن تحبوا السلم بوصفه وسيلة توصلكم إلى حروبٍ جديدة "(66) وقال المتنبي أيضاً:

وإن عمرتُ جلتُ الحرب والدةً

               والسمهريَّ أخاً والمشرفيّ أبا

 

بكلِّ أشعثَ يلقى الموت مبتسماً

حتى كأنَّ له في قتله أَرَبَا

 

قُحٍّ يكاد صهيل الخيل يقذفه

عن سرجه مَرَحَاً بالغزو أو طربا

 

فالموتُ أعذرُ لي والصبرُ أجملُ بي

والبرُّ أوسعُ والدنيا لمن غلبا(67)

 

خامساً- المتنبي وشكسبير

ونقف أخيرا مع شكسبير عملاق شعراء الدنيا في صورة هي أكثر من رائعة ونادرة تصور الغدر والخيانة. ففي مسرحية (تاجر البندقيةThe Merchant of Venice   ) تمنح بورشيا حبيبها بسانيو خاتم الحب وتسأله ان يعدها بالا ينزعه من إصبعه حتى الموت. الا انه اضطر إلى جعله ثمن خلاص صديقه انطونيو من الموت. وتلتقي بورشيا حبيبها وتجده من دون الخاتم فيعتذر لها وهنا تبدأ الصورة الشكسبيرية، يقول بسانيو:

Portia, forgive me this enforced wrong,

And, in the hearing of these many friends

I swear to thee, even by thine own fair eyes,

Wherein I see myself-

بورشيا، سامحيني على هذا الخطأ غير المتعمد، وأمام هذا الجمع من الأصدقاء،

اقسم على ذلك بعينيك اللتين أرى بهما نفسي.

 

فتجيبه بورشيا متحدثة إلى جمع الأصدقاء:

Mark you but that!

In both my eyes he doubly sees himself;

In each eye one; swear by your double self,

. (68)  And there's an oath of credit

لاحظوا هذا جيداً!

في كلتا عينيَّ يرى صورته المزدوجة؛

في كل عين واحدة..أقسم بازدواجيتك،

عندها يكون قسمك موثوقاً به.

 

إن طرافة الصورة تأتي من حقيقة ان المقتربين من بعضهما يرى كل واحد منهما صورته في عين الآخر؛ فبورشيا التي اعتادت حديث القرب مع بسانيو تراه كاذبا لا يقسم بعينيها بل بصورته المزدوجة التي تنطبع في عينيها عند كل لقاء.

وهذه الصورة ذاتها رسمها المتنبي وهو يصف حبيبته التي فارقها في الشام وهو يقف أمام عضد الدولة الفارسي مجبراً. ولعل حبيبته المزعومة كانت رمزا لسيف الدولة الذي غدر به بعدما أحبه واقتربا من بعضهما البعض في لقاءاتهما حتى كان الواحد منهما يرى صورته في عين الآخر شأن بورشيا وبسانيو، يقول المتنبي:

شامية طالما خلوت بها

               تبصر في ناظري محياها

 

فقبلت ناظري تغالطني

وإنما قبلت به فاها(69)

 

أي ان حبيبته قبّلت عينه على انها مجبرة على فراقه، ولكنها في حقيقتها مغالطة كانت تقبل فمها وصورتها المنطبعة في عينيه. وهي صورة مشتركة واضحة التناص.

والراجح أن الذي جمع هذين العملاقين في هذه الصورة الخيال السامي والشاعرية المتفردة، وليس التأثر والتأثير لبعد الزمان والمكان، ولان أغلب الغربيين اهتموا بالمتنبي مؤرخا أو مفكراً أكثر منه شاعرا؛ فماريوس كنار المؤرخ المشهور الذي اهتم بشعر المتنبي لم تعجبه الروعة الشعرية فيه تلك التي نحسها نحن حين نقرأ شعره، بل كان اهتمامه منصبا لاستنباط حقائق تاريخية، ففي قوله:

أتوك يجرون الحديد كانهم

سروا بجياد ما لهن قوائمُ(70)

 

وجد كنار دليلا على ثقل جيش الفرسان البيزنطيين المسمى بالرومية (scholorioi) ويعني المطاردين المدججين بالحديد، الذين ركبوا خيولا مستورة القوائم برداء من الدروع يكاد يبلغ الأرض(71).

وكانت صورة المتنبي تشير الى مجرد الغدر، بينما كانت الصورة الشكسبيرية أكثر تعقيداً؛ لان شكسبيراً أكثر تحضراً وعمقاً من المتنبي، فأشارت صورته إلى الازدواجية سلوكاً ومرضاً، ولم تكن الازدواجية معروفة في زمن المتنبي، وكانت في عصر شكسبير مرضا لم يقتصر على الأفراد بل شمل مجتمعات كاملة. ويرد بعضهم انهيار الإمبراطورية الرومانية الى تفشي مرض الازدواجية في الشعب الروماني وحكامه على السواء.

وبعد، فهذه بعض تناصات المتنبي أردنا بها أن نشير إلى عالمية المتنبي وعالمية ثقافته ونتاجه الخالد.

 

.........................

هوامش القسم الثاني

 (48) ديوانه، ج2، ص95.

(49) شرح نهج البلاغة، ج9، ص41.

(50)  المتنبي بين ناقديه، ص349.

(51)  مع المتنبي، ص635.

(52)  الرسالة الحاتمية، ص24.

(53)  عباس، إحسان، تاريخ النقد العربي، ص248.

(54)  ديوانه، ج4، ص195.

(55)  تاريخ النقد العربي، ص249.

(56)  البديعي، الصبح المنبي ، ص95.

(57) ديوانه، ج2، ص48.

(58)  هكذا تكلم زرادشت، ص73.

(59) ديوانه، ج4، ص291.

(60)  هكذا تكلم زرادشت، ص95.

(61) ديوانه، ج4، ص217-218.

(62)  هكذا تكلم زرادشت، ص116-117.

(63) ديوانه، ج4، ص238.

(64)  هكذا تكلم زرادشت، ص110.

(65)  ديوانه، ج4، ص157.

(66)  هكذا تكلم زرادشت، ص276.

(67)  ديوانه، ج1، ص248- 249.

(68)  تاجر البندقية، ص225- 226.

(69)  ديوانه، ج4، ص405.

(70)  ديوانه، ج4، ص99.

(71)  شعر الحرب في أدب العرب، ص306.

 

المصادر والمراجع

1-   الإبانة عن سرقات المتنبي، العميدي، محمد بن أحمد (ت )، تحقيق إبراهيم الدسوقي،(القاهرة، دار المعارف، 1961).

2-   الأدب المقارن، محمد غنيمي هلال،( بيروت، دار العودة، 1987).

3-   بحار الأنوار، العلامة المجلسي، (ت 1110هـ)،( بيروت، مؤسسة الوفاء، 1404هـ).

4-   تاجر البندقية، وليم شكسبير، عربي – انكليزي، ترجمة عبد الرزاق محسن الخفاجي (بيروت، دار الهلال، 2008).

5-   تاريخ الأدب العربي، كارل بروكلمان، نقله الى العربية د. عبد الحليم النجار،ط1،(قم، دار الكتاب الاسلامي، 2005).

6-   تاريخ الاسلام في افريقيا وجنوب شرق آسيا، صباح ابراهيم الشيخلي، عادل محي الدين الآلوسي،( بغداد، مطبعة التعليم العالي، 1987).

7-   تاريخ النقد الأدبي عند العرب، إحسان عباس، ط4،( بيروت، دار الثقافة ،1992).

8-   الحلبة في أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام، الصاحبي التاجي (ت بعد 697هـ) تحقيق د. حاتم الضامن، مجلة المجمع العلمي العراقي، الجزء الاول- المجلد الرابع والثلاثون، كانون الثاني 1983.

9-   حلية الفرسان وشعر الشجعان، ابن هذيل (ت 763هـ)، (بيروت، مؤسسة الانتشار العربي، 1997).

10- حلية المحاضرة في صناعة الشعر، الحاتمي محمد بن الحسن، تحقيق د. جعفر الكناني،( بغداد، دار الرشيد، 1979)

10- الحيوان، الجاحظ، عمرو بن بحر(ت 255هـ)، تحقيق عبد السلام محمد هارون، (القاهرة، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، 1938).

11- دليل القارئ الى الأدب العالمي، ليليان هيلاندز وآخران، ترجمة محمد الجورا ط1، (لبنان، دار الحقائق، 1986).

12- ديوان الأعشى، تحقيق: مهدي محمد ناصر الدين، ط3 (بيروت، دار الكتب العلمية، 2003).

13- ديوان المتنبي بشرح عبد الرحمن البرقوقي، (بيروت، دار الكتاب العربي، 1980).

14- ديوان المتنبي بشرح الواحدي، الواحدي علي بن احمد (ت 351هـ) تحقيق فردريخ ديتريصي (برلين، 1861).

15- الرسالة الحاتمية فيما وافق المتنبي في شعره كلام أرسطو، تحقيق فؤاد افرام البستاني، (بيروت، 1931).

16- الشاهنامة، ابو القاسم الفردوسي (ت409هـ) ترجمة سمير مالطي ط1،( بيروت، دار العلم للملايين، 1977).

17- شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني، محي الدين عبد الحميد، ط2، (مطبعة المدني، القاهرة، 1962)

18- شعر الحرب في أدب العرب في العصرين الأموي والعباسي الى عهد سيف الدولة، زكي المحاسني، (القاهرة، دار المعارف، 1961).

19- الشعر والشعراء، ابن قتيبة (ت 276هـ) (القاهرة، دار الحديث، 1982).

20- الصبح المنبي عن حيثية المتنبي، يوسف البديعي، نحقيق مصطفى السقا، محمد شتا،ط3، (القاهرة، دار المعارف، د.ت).

21- صحيح البخاري، البخاري، محمد بن اسماعيل،(ت 256هـ)،( بيروت، دار الفكر، د.ت).

22- صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج، (ت261هـ)،( بيروت، دار الفكر، د.ت).

23- الطريق الى المدائن، احمد عادل كمال، (بيروت، دار النفائس، 1972).

24- العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، ابن رشيق القيرواني،(ت 456هـ)، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد،ط3،(القاهرة، مطبعة السعادة، 1964).

25- الفردوس المفقود، جون ملتون، ترجمة وتقديم محمد عناني،( بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 1982).

26- قوة آشور، هاري ساكز، ترجمة عامر سليمان، (بغداد، 1999).

27- الكافي، الكليني، ثقة الإسلام (ت 329هـ)،( طهران، دار الكتب الإسلامية، د.ت).

28- الكشف عن مساوئ شعر المتنبي، الصاحب بن عباد، (ت385)، تحقيق محمد حسين آل ياسين، (بغداد، مطبعة المعارف، 1965).

29- لقط المرجان في أحكام الجان، السيوطي، جلال الدين (ت 911هـ)، دراسة وتحقيق مصطفى عاشور،( بغداد، مطبعة المعارف، 1965).

30- المتنبي بين ناقديه في القديم والحديث، محمد عبد الرحمن شعيب،( القاهرة، وزارة المعارف، 1964).

31- المتنبي مؤرخاً، الدكتور محمد تقي جون (بغداد، دار الشؤون الثقافية، 2007).

32- مع المتنبي، الدكتور طه حسين،( القاهرة، لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1936).

33- مروج الذهب ومعادن الجوهر، علي بن الحسين المسعودي (346هـ) (بيروت، الشركة العالمية للكتاب، 1989).

34- معجم البلدان، ياقوت الحموي (626هـ)، ط2،(بيروت، دار صادر، د.ت).

35- مقامات بديع الزمان الهمذاني، أحمد بن الحسين (398هـ)، تحقيق: الشيخ محمد عبده ط4، (بيروت، دار الكتب العلمية، 2006).

36- مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، طه باقر، ط2، (بغداد، دار الشؤون الثقافية، 1986).

37- مناقب آل أبي طالب، محمد بن علي المازندراني ابن شهراشوب (588هـ) (النجف، المطبعة الحيدرية، 1956).

38- موسوعة الشعراء والادباء الاجانب، الدكتور موريس حنا شربل،(لبنان، دار جروس برس،1996).

39- الموسوعة العربية الميسرة، (بيروت، دار نهضة لبنان للطبع والنشر، 1987).

40- هكذا تكلم زرادشت، فردريك نيتشه، ترجمة فليكس فارس، (بيروت، دار القلم، د.ت).

41- الواسطي يحيى بن محمود بن يحيى رسام وخطاط ومذهب ومزخرف، عيسى سلمان، (بغداد، مطبعة التايمز، د.ت).

42- The new Encyclopedia Britannica, volume 15 (USA, 2002)

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1339 الثلاثاء 09/03/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم