تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا وآراء

المهرجانات المسرحية العربية تعزز دور المسرح وقضاياه

يكونوا بمعزل عن الحياة اليومية والمشكلات الاجتماعية المختلفة التي طفت على سطح الحياة .حيث تصدرت قضايا كثيرة من خلال معظم الاعمال المشاركة بالمهرجانات  العربية وناقشت بموضوعية تلك القضايا من خلال الاختيار النوعي من هذه العروض .وأن ادارة المهرجانات كان لها دور في الوقوف على المستوى المتميز للأعمال المشاركة والتي حققت أكبر تظاهرة عربية تجمع الاشقاء لمحاولة لم الشمل العربي فيما تفرق فيه في المجالات الأخرى .واللافت  للنظر في هذه المهرجانات تم التركيز على الجوانب الاجتماعية والانسانية وموضوعة الحروب . وتحرص كل دولة من الدول المشاركة في المهرجانات أن تنافس بقوة على الجوائز في مجال التأليف والاخراج والتمثيل وسنيوغرافيا العرض وكل ادوات العرض المسرحي . بالرغم من ان المبدع العربي يعيش مأزقا سواء كان مؤلفا أو مخرجا أو ممثلا ً أو مصصما ً وهم هؤلاء جميعا ً يحتاجون للتشجيع . كذلك نحتاج إلى الاطلاع على التجارب العربية لتسهم في تبادل وجهات النظر المختلفة. وأن لا يعلمون داخل إطار واحد أو يدورون  في حلقة واحدة الامر الذي قد يدخلنا في أزمة ولا نستطيع الخروج منها .ونحن نحتاج الى نقلة في نوعية العروض المشاركة في المهرجانات وان نحترم عقلية المشاهدين ولابد من  إلتزام هذه العروض بالثقافة والمصداقية . ومسرحنا العربي يحتاج إلى مساحة  أكبر من الحرية وتقديم ما يهم المشاهد والالتزام بالموضوعية في الطرح والتناول لأننا للأسف مازلنا نخشى من حرية الرأي في اطارها المقروء والمسموع . ونحن كعرب يجب أن نجد لذواتنا مكاناً وان نعرف كيف نخاطب الاخر وكيف نغذي ذاكرة الإنسان العربي وان تكون مشاريعنا المسرحية هو تقديم مسرح حقيقي للناس .وخير داعم للثقافة المسرحية العربية للعديد من المجلات والجرائد في الوطن العربي وكذلك المهرجانات .فجاءت " مجلة المسرح العربي " الصادرة عن الهيئة العربية للمسرح في الشارقة كلمة تقول فيها " فلنأمل في صياغة واقع مسرحي مغاير " إلى أن الأمل في مسرح جديد لايأتي من المحافظة على ما هو  متحقق والتمترس فيه . بل يولد من ممارسة النقد والمراجعة لمسيرة الخشبة العربية وتعزيز فعلها ليغدو عنوانا ً اساسيا ً في المجتمعات . وأن الأمل في المسرح العربي الجديد هو في استعادة وظيفة المسرح غير المرتهن الى السلطة كبوق / المسرح التنويري الذي يدفع الى معرفة الذات وإصلاح ما بها/ وأن المسرح الجديد هو صوت الشعوب لا السلطة . وهو المسرح الذي يؤكد قيم العدالة الاجتماعية والخير والجمال .كما يؤكد الفنان المغربي " عادل أبا تراب " ويشاطرني الرأي في موضوعة المهرجانات العربية يقول الفن والثقافة عموماً ليس من ضروريات الحكومات . وأن الهم واحد لدى المسرحيين العرب وانني اكون مشاركا ًللمرة الاولى في مهرجان القاهرة التجريبي في مسرحية " لفها ماثور " التي أثارت الكثير من الجدل حول طريقة العرض واداء الممثلين وكلامهم وحتى تحية الجمهور . ومشكلات  الفنان العربي كثيرة ويجب التصدي لها . وان الوطن العربي مليء  بالطاقات الإبداعية المذهلة التي تملك الكثير . ولكن المشكلة الأكبر للفنان في الوطن العربي هي  الحكومات . وكما أن هذه المهرجانات العربية فيها تنوع كبير وان يتقابل مسرحيو العرب لكي يتبادلوا تجاربهم وخبراتهم  في دفع عجلة المسرح العربي الى الامام . ولايخفى على الدارسين لتاريخ المسرح العربي أنه  إعتمد في بداياته الأولى على حركة الترجمة . وهي الحركة التي بدأت في النصف الثاني من القرن التاسع واستمرت رافد ا ً رئيسيا ً  لتطوير المسرح العربي وإمداده بأهم منجزات المسرح الأوروبي في كافة مجالاته .اتجاهات النقد / النص المسرحي / نظريات المسرح / الخ . ومما يزيد من تفاؤلي في هذه المهرجانات هو الكم المعرفي والتزود  بأفاق متفتحة تساهم في توسيع أفق الوعي المسرحي .

 

قاسم ماضي- القاهرة

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1341 الخميس 11/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم