قضايا وآراء

مقولة الكلمة بين لغة النثر وسلطة النص

بحسب المعنى العام للتبادر الذهني الناتج عن خاصية العلاقة بين الواقع وحواسنا الخمس، فهي لفظ أو قول يحاور هذا الواقع، لينسج صورة جديدة تختلف بحسب معاييرها الإنسانية .

 

 ومما لا يخفى ان الواقع الإنساني بكل مكوناته وابعاده الإجتماعية والإقتصادية والسياسية مزيج صاخب من الأسئلة والموضوعات . لكل سؤال من هذه الأسئلة مفردة خطابية معينة، هذه المفردة لها طرفان ؛ الأول موضوعها العقل، والثاني موضوعها الإنسان . هنا ومن خلال تطلعي على جميع الأجناس الأدبية بما تحتويه من مذاهب ومدارس مختلفة، وجدت أن جميع هذه ألأجناس تحاول أن تكشف عن الحقيقة الخبيئة للإنسان عبر محاكاة هذا الواقع .

 

 من هنا اقول ان هنالك فناً آخر هذا الفن هو فن صياغة الكلمة، بكل ما تحتويه من ادوات وابعاد وبنى تركيبية، ما يجعلها تتناغم بطريقة أدبية مع كل أجناس ألأدب كالنثر والقصة أوالشعر والخطابة والملحمة والرواية، ما يحملها أيضا لإن تنبعث في هذا الوجود برؤية جديدة وبهوية جديدة بحسب عمقها ومدلولها الخطابي .

 

هذه الكلمة ترتبط أصلاً بمجموعة افكار ونصوص، لها وجودات ولها مسارات ومساقات متعددة في صياغات الخبر والإنشاء، ما يمنحها منطقاً إنسانياً تتفرد فيه في علم القضايا، لعلها تستكشف هموم هذا الواقع باعتبارها تشكل نبضه المتدفق وحركته الحية بغض النظر عن نوع جنسها الأدبي .

 

هذه الكلمة تريد عقلاً يسعى لإن يرسم صور هذا الواقع، يشخص عمق هذه المعاناة، بطريقة فنان وأديب ومفكر وفيلسوف وسياسي، بطريقة إنسان يستوعب تفاصيل هذا الوجود، لهكذا شكل من أشكال ألخطابة أكتب ..

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1075  الخميس  11/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم