قضايا وآراء

الفضاء المكاني في رواية "تفاحة الصحراء" لمحمد العشري

ويصبح الماضي والحاضر ضفافا لطبيعة الحياة في الصحراء التي تعرف بعض التأثيرات، لكنها بيئة تحتفظ بنمط العيش ذاته في مواجهة قسوة الطبيعة والتعامل مع الكائنات الضارية التي تكتسح حياة الصحراويين، ليبقى المكان  نواة الواقع والحلم، الذاكرة ورموزها، الخيال وشهوة المرغوب فيه ...

 

وكان الاهداء إلى هؤلاء الذين يقرأون الآن، والمنسيين في صحراءنا الشاسعة، قديما وحديثا ..."، فأول إشارة الى عالم الرواية، في تحديد الفضاء وهو الصحراء، والشخصيات التي تحركت عليها قديما وحديثا ... فالإهداء يشير الى ذاكرة الصحراء، وإلى حاضرها، ليشير العالم الروائي  إلى طبيعة الصحراء، وطبيعة الأحداث التي مرت عليها .

 

فللمكان أهمية قصوى بما أنه يبرز وجهة نظر الكاتب، وهو يتفحصه بعمق، ويستقرأ تفاصيله، وتاريخه، ليبرز وجهة نظره المحتجة على  غزوه أيام الحرب العالمية الثانية، وعلى القادمين من وراء البحار ليعملوا في مجال استخراج البترول . فالسرد الحكائي لصيق ببنية المكان الثابت وتأثيرات الزمن عليه: وتمثله من خلال الراوي هو تمثل عن طريق المعايشة واسترجاع تلك المعايشة، سيما وأن الشخصية الأساسية لهذا العمل الروائي "المهندس تامر" هي متطابقة في تكوينها العلمي والعملي مع تجربة كاتب النص الجيولوجي محمد العشري . فالمكان" هو الذي يؤسس الحكي لأنه يجعل القصة المتخيلة ذات مظهر مماثل لمظهر الحقيقة " (2)

 

الفضاء الذي تنفتح عليه الرواية هو فضاء حربي، حيث يقود المهندس السيارة الجيب الرمادية وبيده بندقية، يطارد غزالة هاربة، وقد صورت الغزالة بسمات الرقة والانتفاض وخفقات القلب، مما يؤشر الى عالمين متناقضين يشطران شخصية المهندس وهو يطارد الغزالة الرقيقة، فهو فنان بارع الوصف، وهو قناص مصر على ذبحها ... فالصحراء فضاء للشدة والصراع والتوتر، وهو بذلك يصور صورة انسانية اليفة، تختبئ بين طيات الراوي وهو يشعرنا بآدمية هذه الشخصية التي تستجلي صورة الغزال الهاربة وقد صوب الرصاص على صدرها . فتصوير مشهد الغزالة الجريحة تصوير فني قد لا ينتبه له القناص الحقيقي في الحياة، ولكن الكاتب يرسم المشهد بقلبه، وذلك ما يشير له الاهداء : وقد دفنتهم في قلبي " . فصورة الغزال الذبيحة تلك الصورة المنسية، التي يعيد الكاتب التذكير بها، وفي ذلك إدانة لعقيدة القتل الحربية : " تهلل وجهه وهو ينزل من العربة متجها اليها،  وهي مكومة على أطرافها تئن، دماءها تسيل وقد انحصرت في الوادي، ذي الأرض المنبسطة الكاشفة، لكل حشرة فيها، والتي كانت بمثابة الشرك لها  ... حملها بين ذراعيه مبتهجا، رأسها متدل إلى أسفل، عيناها على العشب، مأكلها ووطنها، وهي تبتعد عنه للمرة الاخيرة، أطلقت دموعها لتروي مكان قدميها، فربما تجد تلك الدموع احباء، من بني جنسها فتتذكرها " ص7 . فالراوي يصور المشهد بحيادية،  هذا العالم الجميل والرقيق والعاطفي، في مقابل عالم آلي وحربي . فقناص الغزلان وهو يلقي قبلة طائرة على الغزالة ويدوس على قلبها، ويحملها نحو موطن تجهله، انما يشير الى اجتثاث العاطفة، والمخلوقات الجميلة، واقتلاعها من بيئة الصحراء .

 

هذا المشهد الرمزي له دلالات وايحاءات أهمها التحلل من القيم في حالت الحرب، والرمزية لم تقم لولا تحررها من القيم الدينية والأخلاقية، لذلك عبر الكاتب عن هذا الجانب الحربي بالرمز الذي تفقد فيه العاطفة شحنتها، و تعمد اللغة الى الاشارة دون الانزلاق الى المعنى المباشر . والربط بين هذا المشهد الرمزي الذي يكشف عن اللاشعور، والرمز الذي عرفه الفراعنة منذ العصر القديم . ينتقل الكاتب إلى فخاخ الصحراء حيث سحبته الغزالة بمشهد حربي، يعيد صور الذاكرة الحربية في المكان : " على جانبي الوادي من الناحية الغربية يقف تلان عاليان كهرميين فرعونيين، فوق كل سور من الحجر الجيري المائل للاصفرار، ملتف في نصف دائرة، ارتفاعه يقترب من  المتر، من خلف السور تخرج ماسورة مدفع يبدو من هيئته أنه من النوع الصائد للطائرات " ص8 . الصحراء موقع قتالي، وشهد حروبا يعود لها الكاتب عبر ذاكرة المهندس تامر . فاذا بالمكان بآلاته الحربية مكان للمعارك الحربية الضارية، فالمكان المزروع بالألغام، اسر لكل الكائنات والمخلوقات مهما كانت ضآلتها،  وتساءل عن الكيفية التي تحرر بها رومل ثعلب الصحراء من هذا الأسر: " فكيف استطاع الثعلب أن يتخطى رؤوس الشيطان المزروعة في اكثر من 1872 حقلا لغميا في مساحة طولها إثنين وسبعين ونصف كيلومترا مربعا وعرضها ثلاثة وخمسين كيلومترا مربعا موزعة بعشوائية لا مخرج منها، لا عربة أو حيوان أو حشرة أو إنسان يمكنه أن يفلت، حتى الطيور التي في الجو لا بد أنها هالكة " ص10 .

 

المنطقة التي لم تمسح الألغام منها هي متاهة لا يعرفها إلا البدو، وهي دائرة للفراغ الآسر . يتحول المكان الى قيد وإلى أسر، يخترقه عن طريق ظهور الشاب صميدة راعي الجمال الذي كان يحلم بالعمل في البريمة .

 

 لقد اختار الكاتب الصحراء كمكان له خصائص حياة معينة، وكمكان متسع ومفتوح على الغزو والحروب، وعلى التنقيب على البترول، ولكنها تحتفظ بحياة خاصة للبدو، وبمعرفتهم لكيفية التعامل مع هذه البيئة القاسية، وحيث يتحول رعي الجمال، ومعرفة الحشائش التي تنمو، الى فضاء للحكاية، حكاية مهندس وقع في فخاخ حقل الغام وهو يصطاد الغزال ويدخل حقلا غير ممسوح من الالغام، وبما أن المكان يشير الى الذاكرة فهو لا يشير الى الذاكرة الحربية فحسب بل الى ذاكرة عبد الرحمان الذي كان يساعد القائد العسكري على مواجهة العيش في الصحراء، لترصد علاقة الذات بالاخر، وانطباق هذا العالم على ساكنيه، أما مخترقيه فلم يعنوا لهم شيئا عدا العناصر المساعدة . فالمكان له صلة بسكانه . فهم مركز المكان، والمكان هو الشاهد على العلاقة بين الأنا والآخر وهي علاقة اتصال ومساعدة، والمكان يشير الى هذا الشرق الذي حافظ على عفويته رغم الغزو الآلي، والمكان يشير الى الداخل، ولا يمتلك سكانه رؤيا لاختراق المكان او الانسلاخ عنه، فهو تشبث بالصحراء والتكيف معها ... ولكن الاخر المحارب والصياد والمنقب في عمق الصحراء هو الذي يعلق حلمه على حياة هادئة على ضجيج طقسها وعواء رياحها .

 

فهل تعبر الصحراء عن عالم عربي متحرك، تتقادفه الرياح، ويعتم فيه السراب والغبار الرؤية، مكان ينطوي على الرمال والصخور والعراء، ويتحول فيه السراب الى وهم الرؤية .  هل ثمة اختراق لهذه المتاهة؟ هل أن مكونات المكان، وبيئته، وخصائصه هي التي صممت هذا الفضاء المكاني في الرواية؟ ما هي مقومات المكان الطبيعي لبناء المكان الروائي؟ كيف تحولت الصحراء كمكان موضوعي الى فضاء روائي مشحون بالأحداث والحياة، وكيف انتقل الكاتب من تصوير المكان الى بث الحياة فيه؟

 

ينتقل الكاتب من المتاهة الى وصف الصحراء كمكون موضوعي فزيقي، ولكنه يجعل من الشاب صميدة الذي يرعى الجمال، الدليل الذي أنقذه من حقل الألغام، ونفذ له وعده بالعمل في البريمة حيث الآلات تحفر الصحراء وتستخرج السوائل السوداء، فالصحراء هنا ليست مجرد فضاء طبيعي ممتد، بل فضاء عرف عدة تحولات، واقتحمته الالات الحربية سابقا، والحفارات حديثا . وفي تحولها فهي لم تطمس هوية سكان الصحراء الذين لا يكلون الحركة على تقلب المناخ وقساوة العيش، وعواء الرياح الصحراوية، مكان لا يعرفه غير البدو الذين يعرفون مكان  الارانب البرية والثعالب، ويعرفون كيف يحمون الغازين من الافاعي السامة .

 

ينتقل الكاتب في الفصل الثاني الى رسم الفضاء الجغرافي الفزيائي الهندسي : " ففي الشمال حد البحر الأبيض بأمواجه الزرقاء الآتية من القارة الباردة، ينحر في شفتها العلوية محاولا استرداد زمنه الأول حين كان سائدا ومغطيا لصحار كثيرة . وفي الجنوب امتداد رملي جاف لا نهاية له بطول نهرالنيل تتخلله بعض المرتفعات الصخرية الصلبة، وقنوات مائية جافة، تبخر ماءها، وبقيت كخطوط رفيعة على الخرائط الطوبغرافية . وفي الغرب صحراء ليبية مماثلة، جائعة ومتعطشة الى الناس والماء . وفي الشرق مجرد خط زراعي أخضر مرسوم بالقلم، على ضفة النيل، كجسر يحجز حركتها التي تصحر الحياة، ويمنعها من الانقلاب على الماء " ص14 . الطابع الخاص بالمكان وخصائص الموجودات التي تعيش فيه، فضاء متسم بالاتساع والانفتاح " في تلك الصحراء الغولة يتناثر كل شيء دون أن يمتلئ " ص 14، إلا انه الاتساع والانفتاح المنغلق على ذاته، عبر تحديده لبيئة الصحراء الخاصة، وهذا الفضاء المكاني هو الذي يحدد الشخصيات التي تعيش فيه " يتلثم البدو  بالقماش الأبيض الخفيف، الذي لا يمتص حرارة الشمس، فيبعث الرطوبة في الرأس، ويرتدون الجلابيب البيضاء لحفظ أجسامهم من الاحتراق، الشيء اللافت أن النساء تتشحن بالأسود الذي يغطهن بكاملهن .. تراهن نحيفات، سمروات خفيفات كالظل " ص14، فقد وصف لنا الكاتب المكان في أكثر من لوحة مشهدية، اتسمت بجمالية الوصف : " تبدو مبقعة بالناس، والحيوانات والطيور والحشرات، والأشجار والحشائش والأعشاب والألغام، حين تهب عواصفها، تغرق في بحار الغبار، تلتهب شمسها ويمطر غطاءها سيولا جارفة فتعجن كل ذلك في رمالها وترابها " ص15

 

ويرسم محمد العشري بعض ملامح المكان بطريقة فنية نلمس من خلالها تأمله في صور الحياة في الصحراء، فهي تتنازعها قوة الحركة، فالصحراء ليت أبدا جافة، بل تشقها السيول أيضا، والتوتر ليس قائما أبدا بين الجمال من أجل الماء، فسرعان ما يتجاورا في سلام إثر العراك ...

 

" فوق تلك السهول المنبسطة تنتفض خطوط شحنات كهربائية، تمر لامعة تخطف العيون لترسم أشجار البرق الفضية اللامعة، وتسرج الجو، فيتعارك جمل الصيف مع جمل الشتاء . يوشك الكون على الانهيار، تهز السحب الثقيلة تحت أصواتهما العنيفة، يتوالد الرعد المتشعب الذي يكتسح السيول بعد تلك الهبة القوية للريح، ويغسل الأتربة، يتصالح الجملان، حين يتفقان على أن يتجاورا في سلام ويفسحا المشرب لبعضهما، يشربان من المياه المنهمرة التي تتحول إلى برك ومستقعات، تمتصها الرمال بشراهة، وتغلغلها تحت السطح، منتقمة من الجفاف الذي يذلها لفترات طويلة " ص18

 

 لقد مزج الكاتب اتصال صور السماء بصور الأرضية التي تعيشها الصحراء، وربط السحب الثقيلة والبرق اللامع بالسلام ... فالصحراء التي تتسع للحرب والتوتر هي مرفأ السلام أحيانا، مما يعيد للحركة توازنها، وللصورة ظلها . وهذا يدل على رؤية الكاتب في تقديم صور الحياة في الصحراء، لرسم مشهد من الفضاء الروائي، الذي منحه الحركة والضوء والسلام ..

 

فالصحراء بما هي فضاء موضوعي، فهي مكان منفتح ومنغلق،  مكان متوتر وأليف، وهو مكان تاريخي أيضا اذ مرت عليه بعض الاحداث التاريخية الحربية، وتلغيمها من طرف الايطاليين وجيوش موسليني التي زرعت فيها ألغام الموت، ولكن الصحراء العطشى الملغمة تتهيا للبهجة مع نزول الأمطار، فيحفرالبدو الابار ويزرعون القمح والشعير . و يقترن الوصف التعبيري برؤية الكاتب في تقديمه للزمكان الفني : فالصحراء كمكان لم تنفصل عن الزمان، يجتمعان في تلك اللحظة الذاتية التي تدمج المكان بالزمان، المكان الأليف الذي مازال يعيش على وقع صور الموت الملغمة، المكان الذي يتشوف للحياة والسلام على الرغم من بذر الغام الموت، فالسكان يزرعون بذور الحياة للبقاء ... ومن ثمة يشير هذا المشهد الى التلازم بين مكوني الزمان والمكان .

 

وفي النفاذ إلى هذا التوق للرخاء والسلام والألفة، تتحول الصحراء إلى " مركز تكيف الخيال " حسب هيلسا، لذلك فالمظاهر الآلية التي غزت الصحراء وتوق الجيل الجديد للاشتغال في البريمة لكسب المال، جوبه من طرف الكبار بالانتقاد : " البريمة واقفة في وسط الصحراء مثل المقام، الكل يريد زيارتها والتمسح بحديدها، يمكن يطوله البركة .. فعلا الزمن بقي غير الزمن " ص23 .

 

  والحديث عن التغير الذي مس صميمية الحياة، لاسترجاع مشاعر الأمن والحب وجمالية المكان : " الحب حين يولد يخلق قانونه الخاص به، الذي لا يركن إلى عقل أو منطق، فتلك الحسابات والقوانين هي من صنع الإنسان في لحظات رائقة، يكون فيها القلب ميتا، والحياة في الصحراء تترك المشاعر لتنطلق بحرية على طبيعتها " ص26 ... فالصحراء ببساطة الحياة فيها تمنح ذلك الشعور بالامن والحب على سجيته، ففي التشبث بالصحراء تشبث بالذات في مواجهة الحياة الالية ... وفي الحديث عن بساطة الحياة تعلق بالمكان، الذي يتجاوز الحيز الفيزيقي الى الحيز المطلق : " كان عبدالرحمن في صباه يرعى الماعز والأغنام ن يشق الأودية، ويصعد التلال، واضعا عصاه على كتفيه، مرتلا مزامير الرعاة، التي يتوارثونها جيلا بعد جيل، تصبح هي الحوار الأبدي، ما بين الراعي والطبيعة والحيوانات، لغة مشتركة تلم شمل الكائنات، تحت مظلة الالاه " ص24

 

ولم تخل الصحراء من الحكايات، من ذلك حكاية الضبي والضبية الذين أنسا الى بدو الصحراء أمام عين الماء، ولكن هؤلاء وضعوا الحشائش المخدرة في الماء للفتك بالحيوانات الضارية . فالدفاع عن الوجود يفرض هذا التفاعل مع واقع المكان .

 

كما أن المكان بدون حركة قد يتحنط ويتحول الى مكان جامد وغير مخترق، فالمهندس تامر الذي وجدناه منذ بداية الرواية يصطاد غزالة، ونجده في الفصل الخامس يطارد أرنبا بريا، بدا أنه تعلم الرماية منذ صغره : " إنها متعة لا حدود لها، حين تطارد الحيوان حتى يتعب ويسلم لك رقبته في النهاية صاغرا .

- لكن المكان هنا خطر

-المغامرة أهم شيء في الحياة ...أتركها على الله " ص42، وفي الفصل السابع من الرواية نجده أصاب غزالة بصدد الولادة، ليلتقط الرضيعين .. وفي مشهد الصيد يتفجر لغم على كف السيد جون، فيفقد أصابعه ... ويرى تامر ان ذلك أمر عادي يتعرض له البدو لكن هؤلاء الغربيين يحولون الأمر الى إشكال كبير إذ تعلق الأمر بفرد منهم . لنفهم أن هؤلاء الذين زرعوا ألغام الموت في هذا الفضاء، لن يفلتوا بدورهم من حوادث الألغام . وأن نقاط استفهام عديدة توجه حول أمن الناس في صحراء بذرت فيها ألغام الموت . لنستخلص أن تفاحة الصحراء، هي الشهوة الممنوعة والخطرة في نفس الوقت .

 

...............................

(1) "تفاحة الصحراء"، رواية للروائي المصري محمد العشري، وهي حائزة على الجائزة الأولى في مسابقة الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر، لعام 2000-2001، صادرة عن الدار العربية للعلوم في ثمانين صفحة في 2007 - الطبعة الأولى  .

  (2)  د. حميد الحمداني، بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، المركز الثقافي العربي، بيروت/الدار البيضاء. الطبعة الأولى، آب 1991م، ص 65.

  

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1349 الجمعة 19/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم