قضايا وآراء

سؤال السياسة قراءة في تأملات الأستاذ عبد الله العروي "من ديوان السياسة"

* التهذيب عملية واحدة في الظاهر، في كل زمن وفي كل بقعة من بقع الأرض. ولكن قد يهدف إلى إحياء الذات وقد يهدف إلى قتلها. (ص22)

* لم يعد في وسعه أن يكتفي بالتحليلات المضمونية أو الشكلية، سوسيولوجيا المضمون وتحليل الخطاب، لأنها متضمنة في النص نفسه فهو مدعو إلى الذهاب إلى الأبعد والأعمق، وربما الأبسط.

 * الأبسط هو فتح الطريق إلى الاستماع (ص7) .

هذه بعض الشذرات اقتطفناها من كتاب) أوراق (للمفكر الأستاذ عبد الله العروي، أردنا أن نصدر بها هذا المقال حول كتابه الأخيرمن ديوان السياسة.

ولا مراء بأن المتمعن. في مضامينها سوف يدرك للتو عمق فكر الرجل، وإحاطته المعرفية بمختلف تيارات الفكر العالمي...

والأستاذ عبد الله العروي مفكر له حضور وازن في الثقافة العربية المعاصرة، وذلك منذ صدور كتابه الإيديولوجية العربية المعاصرة.

 الكتاب صدر بالفرنسية سنة 1967 وترجم إلى العربية سنة 1970، وقام المؤلف بإنجاز " صيغة جديدة " من الكتاب بالعربية سنة 1995. مبديا في المقدمة عدم رضاه عن الترجمة التي أنجزت سنة 1970، نظرا لما شابها من قصور وتشويه لمضمون موضوع النص الأصلي...

وأهمية موضوع الكتاب تتمحور حول تحديث العقل العربي.

كتب المستشرق الفرنسي الراحل مكسيم رودنسون في تقديمه للطبعة الفرنسية من الكتاب "بفضل علمه بالتاريخ الإيديولوجي للعالم العربي وكذلك لأوروبا. وبمعرفته لمناهج التحليل التي كونها العالم الحديث. وبفضل تفتحه ويقظته بإزاء كل ما يستحق عناية إنسان ذكي وحر، أخضع (العروي) أهم قضايا العالم الذي ينتمي إليه إلى عقل تحليل مكين (1) .

أصدر العروي بعد كتابه الإيديولوجية العربية المعاصرة جملة من المصنفات والرسائل الفكرية الهامة باللغتين العربية والفرنسية أغنت المكتبة العربية.

 ولا شك بأن ثقافته الواسعة) التاريخية والأدبية والفلسفية والسياسية (ومعرفته بالمناهج الحديثة، جعلت مؤلفاته مثار اهتمام جمهرة المثقفين في المشرق والمغرب.

 من ضمن مؤلفاته يمكن أن نذكر في هذه العجالة أطروحته حول) الأصول الاجتماعية والثقافية للحركة الوطنية المغربية 1830-1912 () بالفرنسية (وكتابه) مجمل تاريخ المغرب- محاولة للتركيب (و) أزمة المثقفين العرب (و) العرب والفكر التاريخي (و) ثقافتنا في ضوء التاريخ (   و) الإسلام والحداثة () بالفرنسية (كما أصدر سلسلة حول المفاهيم) مفهوم الدولة – مفهوم الحرية- مفهوم الإدلوجة- مفهوم التاريخ ومفهوم العقل (وأصدر بعد وفاة الملك الحسن الثاني سنة 1999 كتابا بالفرنسية بعنوان) المغرب في عهد الحسن الثاني (.

وفي السنة الفارطة 2009 أصدر كتابين : السنة والإصلاح و) من ديوان السياسة (وقد أشار المؤلف في فاتحة كتابه بأن المؤلفان متوازيان، مجال الأول العقيدة. ومجال الثاني السياسة.

 

ــــ 2 ــــ

وقبل أن نعرض لما زخر به كتاب" من ديوان السياسة" من قضايا ورؤى وأفكار وتحليلات، مما ينم عن منهج فكري ورؤية مذهبية للأحداث والوقائع الاجتماعية والأنساق المعرفية والعمرانية...

فلا بد إذن من الإلمام بالخصائص والمقومات الفكرية والمنهجية للمؤلف حتى نعي مضامين خطابه النقدي التاريخاني...

اختار العروي " التاريخانية " مذهبا وفلسفة ومنهجا للتحليل.

وللتاريخانية تفسيرات عدة، فعند هيجل وماركس تنزع التاريخانية إلى كونها حقيقة قائمة في التاريخ الإنساني وهذه الحقيقة لها صفة الشمول والإطلاق...

وكل تاريخانية تقوم على غائية وهي عند هيجل و ميكيافيلي ونتشه تتجسد في إرادة القوة وتقديس الدولة.

فالتاريخانية إذن تعبر عن النزعة التاريخية التي تنفي أي تدخل خارجي في الحدث التاريخي...

التاريخانية هي الرد العلمي على التخلف وإخراج المجتمعات من التأخر التاريخي ..

إن مفهوم التأخر التاريخي تندرج فيه مجموعة من المظاهر الإستماعية مثل تخلف الذهنيات واالعجز الإديولوجي أو الوعي اللاتاريخي..

إن التاريخانية بالنسبة للعروي هي السعي والإحاطة بالوقائع التاريخية على أرضية التاريخ نفسه مع ضرورة التفريق بين مجال العمل التاريخي والمجال الفلسفي التأملي.

 وبما أن العرب يعيشون اليوم مشكلات وتحديات حددت معالمها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فلابد إذن من تحليلها وإدراكها وفهمها ولذلك وجب أن تتوفر لدينا الوسائل القمينة بأن تيسر لنا التغلب على الصعوبات وتنمي قدرتنا على فهم الغير، وهنا بالضبط تقوم ضرورة الوعي التاريخي (2) .

أما بخصوص المنهج فيرى العروي أن الدراسة التحليلية للواقع الاجتماعي أو الموروث الثقافي، هذه الدراسة المباشرة المحتكة بموضوعها هي التي توحي بمفاهيمها ومقولاتها أو تفرضها أي أنها تصنع منهجها (3) .

تأسيسا على أن التاريخ سلسلة أحداث ووقائع متوالية يؤثر السابق باللاحق، ويؤطره في صور شتى ..

فالتاريخ كما هو مكتوب اليوم يركز على منطق الأحداث إلى حد أن الأحداث في ماديتها قد تذوب ويظهر التاريخ كأنه كله من عمل عقل المؤرخ ..، مما يتطلب منا أن نميز بين التاريخ كدراسة لوقائع الماضي (أي التاريخ كفن) والتاريخ كوسيلة لتقييم الحاضر وتحديد المستقبل (4) . ومن ثم فإن التاريخانية تدخل ضمن هذا الإطار باعتبارها أفقا لاستشراف المستقبل من منظور المؤرخ ووفق منطقه..، بحيث تم استنباطها من الممارسة (praxis) بمنطق العمل والفعل، لا بمنطق الخطاب والتفكير أو التعبير والنظر والتأمل ... (5) ومن ثمة أولوية الفعل على الممارسة ...

التاريخانية من هذا المنطلق تسعى إلى تحديث الفكر العربي بجعله قادرا على استيعاب مكاسب العقل الحديث من عقلانية وموضوعية وفعالية وإنسية ...الخ (6) ، ولا يتأتى ذلك إلا إذا تحررت الذهنيات من سطوة المنهج التقليدي. لأنه يصعب تصور مجتمع عصري، بدون إيديولوجيا عصرية أو تنظيم سياسي حديث بدون ثقافة حديثة ...

وبالتالي فإن الوعي التاريخي وحده يمهد الطريق لثورة ثقافية أو فكرية تخرج المجتمعات العربية من حالة التأخر التاريخي والسياسي والإيديولوجي...

ويرى العروى بأن المثقف مطالب بالخضوع إلى قوانين التاريخ إن أراد أن يكون له وجود وتأثير.. (7) .

إن التمييز بين الثابت والمتحول، يسوق حتما إلى طرح السؤال حول المكن والمستحيل في السياسة ... وهذه هي الإشكالية التي طرحها العلامة ابن خلدون وألف حولها المقدمة.

 كيف نميز إذن بين عالم السياسة وعالم التاريخ...

إن المرء، لا يرتقى إلى نظرة علمية وموضوعية إلى المجتمع والسياسة والتاريخ، إلا إذا لمس، أن مؤهلاته الذاتية لا تكفي. إن الإخفاق في السياسة يأتي قبل كل شيء من اكتشاف موضوعية السياسة وموضوعية المجتمع وأخيرا موضوعية التاريخ (8) .

كيف إذن تتحول قوانين المجتمع إلى قوانين السياسة ...

ربما يتم ذلك طبقا لتغير الأوضاع أو تجديد التربية أو هما معا..

بحق أن الأستاذ العروي كان ينظر إلى العالم مستحضرا في مشروعه الفكري أزمة العالم العربي من منظور المؤرخ الذي يشرح الأحداث والوقائع طبقا لمنطق جدلية التاريخ والسياسة...

تماما كما فعل ابن خلدون ومكيافلي وهيجل وماركس، هؤلاء الذين تأثر بهم وامتزج فكره بفكرهم ..

ناملأن تكون هذه الإضاءات مفتاحا لقراءة واعية لكتاب " من ديوان السياسة".

 

ــــ 3 ــــ

يفتتح المؤلف كتابه بالتذكير أن الفكر السياسي القديم ينطلق من النوازع، إذ يعتبرها المادة الأولى للسياسة ممارسة وتنظيرا. ذلك أن النفسانية هي أساس الاجتماع والسياسة، بل السياسة هي من توظيف النوازع وقد ورث التفكير العربي هذا الاتجاه ولم يحد عنه (9) .

أما في العهد الحديث فإن مؤسسي السياسة بالمعنى الضيق افترقوا إلى معسكرين: الواقعيون الذين أحيوا الفكر القديم برمته فبنوا السياسة على النوازع أمثال ميكافلي وهوبس ومونتسكيو..

ومعسكر المثالين أمثال (سبينوزا ولوك وروسو) الذين شيدوا نظرياتهم على أساس الفرد الحر العاقل المنفصل عن الحيوانية. والمتحكم في كل النوازع..

ويرى المؤلف بأننا اليوم متأثرون أكثر من اللازم بمنهج الفريق الثاني، نتكلم عفويا عن السياسة وكأنها تهم جماعة أفراد أحرار عقلاء. كأنها تخاطب العقل في كل فرد، بعيدا عن العواطف والرغبات أو الميول، مع أننا نعلم علم اليقين أن المرء لا يكون عاقلا متعقلا باستمرار (10) .

- إن النوازع المسيطرة على الأفراد هي من جهة الخوف والحاجة، والتوهم والطمع والرضى، ومن جهة أخرى الطموح والغيرة والعدوان والتأثر .. ومما لا ينكر أن لولا الخوف لما كان الأمر ولولا التوهم لما كانت هيبة. ولولا الطمع لما كان ولاء ولولا الطموح لما كان سلطان..

- للخوف إذن وجود ومراتب ووظائف وكذلك للتوهم والطموح... هذه مجرد تفريعات أما ما يعني المراقب لما يجري في عالم السياسة هو الإمساك بالنوازع المؤثرة بصفة دائمة وقارة.

للسياسة أشكال وأطوار ، ولكل طور نزعة يعتمدها، يشخصها يتولاها، ويرعاها.. والسياسة من هذه الزاوية نشاط لابد لها من باعث هو النزعة ... (11)

- الإنسان حيوان ناطق ظاهريا التعريف جامع مانع، ولكن عند التدقيق، يبدو متداخلا ، وربما متناقضا...

ذلك أن النطق لا ينفي الصفة الحيوانية إنما النطق يكسب الإنسان أداة جديدة متطورة، ولكنه يظل حيوان (12) يذكر المؤلف بأن جان جاك روسو في طفولته كان يواظب على مطالعة كتاب (فلوطارخس) سير مشاهير الرجال الذي يلخص التاريخ اليوناني والروماني، من وجهة النظر الأخلاقية الرواقية حيث يختار المؤلف من ماضي الإغريق والرومان بطلين يشخصان إحدى الفضائل (الشجاعة والرزانة، العدل أو الإيثار، الشهامة والحلم.. إلخ) يتوسط في وصف أعمالهما، ثم يقارن بينهما ، معتبرا اختلاف الظروف والأحوال بحيث لا نجد عنده إلا أمثلة على الرفعة والسمو ولا شيء عن الخسة والظلم.

 إنه التاريخ في مرآة الأخلاق، هذا ما استهدفه (فلوطارخس) ، فلا عجب إذن أن يعتقد روسو أن الإنسان خلق طيبا. وأن ما يفسده هو المجتمع، ومن هذا المنطلق أسس علم السياسة على مبادئ العقل المجرد، على فرضية الفضيلة الفطرية لأنه كان يرى أن الطبيعة كلها خير (13) .

ثم يضيف المؤلف بأن (جون دار مندهاي) مبعوث ملكة انجلترا إلى سلطان المغرب في أواسط القرن التاسع عشر أنه قابل السلطان (محمد الرابع) وتحدث معه في شأن إصلاح أحوال المملكة (عن الأمن والعدل والحرية، وعن تحديث الجيش والشرطة، والجباية والتعليم ...إلخ) .

وقد استحسن السلطان كلما سمع وتمنى، لو يستطيع، أن يطبق البرنامج المقترح..

ثم أجاب كنت أبادر بفعل ما تقول، لو كنت أسوس رجالا عقلاء ولكني أتعامل مع أسد مفترسة (14) .

- يتكلم السلطان عن تجربته اليومية داخل القصر وخارجه...

- الإنسان حيوان كاسر...

ومن ثم فإن الكتب المعتمدة في حال السلطان وغيره من الأمراء هي كتب الحيل الذي توصى بالحيطة. وتنصح باليقظة وعدم الركون إلى الثقة وأن لا يأمن أو يغتر ...إلخ

- وما قاله الفارابي في المدينة الفاضلة، هو ما قاله اليونان وارتوى منه روسو ..

وما قاله مكيافلي وهوبس أن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان (15)

كل هذا يدل بأن التعارض ليس بين الشرق والغرب، ولا بين نظامين الاستبداد والحرية... بل التعارض قائم بين مستويين في الطبيعة (الحيوان والإنسان) في السلوك (الشهوة أو العفة) وبالتالي في التصرف..

- فالعنف يزرع الرعب، والرعب يؤدي إلى الخضوع والانقياد وبالتالي فإن العلاقة عضوية قائمة بين الخوف والاستبداد .. وليس في السياسة علاقة أوثق من هذه، إن التاريخ يبرزها.

الاستبداد هو السياسة بدون قناع. بل هو لبها إلى حد أنه ينفيها.

الاستبداد بمعنى الانفراد بالسلطة، بالأمر بالكلمة، بالثروة ...إلخ ملازم للسياسة، أيا كان النظام ...

- الخوف إذن ملازم لكل نشاط سياسي، فردي أيا كان مظهره..

- الخضوع، الطاعة، الانقياد، الإنصاف ..الخ، كل ذلك يتضمن قدرا من الخوف، وحتى النزعات المضادة كالعصيان، قد تنم هي الأخرى، عن خوف دفين...

- السياسة إذن في منشئها، قد تحمل معنى خاصا محددا، ويتطور المفهوم. يتطور المجتمع، بحيث أن الربط بين العنف أو الخوف وبين السياسة لم يعد مستساغا، فتعرف السياسة بأنها ذلك النشاط الجماعي الذي يستثني العنف والخوف، فيتميز برغبات أخرى (الهبة والعزة والتعالي، والشرف والتباهي...الخ) (16)

- إنها نزعات ورغبات أقل ارتباط بالغريزة الحيوانية.

في السياسة فإن وازع الطموح هو الوصول إلى السلطة، إنه وازع طبيعي، بل حيواني، وكذلك الولاء، إنه الإعجاب والتعلق والوفاء ...الخ، نتيجة لقوة "الكرزيما" السحرية وهي أيضا ظاهرة من ظواهر السياسة...

وكذلك الأوهام الراسخة التي يلفها الغموض في كل عصر من العصور...

- وفي السياسة أطماع للجاه والمنصب والمال وصراع من أجل الاستحواذ...

والطمع هو دائما الرابط بين الخصاص وبين الرشوة، إنه ميل نفساني عام ... (17)

ثم إن الحاجة هي أيضا ظاهرة من ظواهر السياسة، فلا سياسة مع الوفرة ولا سياسة مع القناعة ...

- العلاقة السياسية ، ليست سوى مسألة نوازع بين الحاكم والمحكوم كل واحد على قدر حاجته ...

- لولا الطمع، لما كان اضطهاد أو انتقام أو سلب أو رشوة، ولولا الطموح لما كان توسع وفتح، واستيطان، ولما كانت شهرة وصيت، وسمو ...

- ولولا خوف الحاكم لما كان قمع واستخبار وثأر...

الأمير أيا كان يعد بالأمن وهو خائف ويدعو إلى القناعة وهو طامع وينصح بالركون والمسكنة وهو طموح، ويلوح بالوفرة وهو شحيح ينوه بالوفاء وهو عاق مخلف ... (18)

- ومن الملاحظ أن الآداب العالمية تتضمن كتبا تعبر عن واقعية سافرة في كل ما يتعلق بالسياسة: فأرسطو هو الوجه الآخر لحكم اسكندر المقدوني وابن خلدون الوجه الآخر للسلطنة الإسلامية ولارشفكو الوجه الآخر لمملكة لويس الرابع عشر، ونيتشه الوجه الآخر للإمبراطورية البروسية (19) .

- السياسة إذن عبارة على نزوع أو سلوك عام، أو شخصية نمطية، نوازع حيوانية أو فطرية، لها عدة تشكلات، يتم تهذيبها عن طريق التربية، لا دخل لها بالفعل السياسي في مجال السياسة..

- التربية الأولى هي تربية البيت والأسرة، إلا أنه لا وجود اليوم للأسرة بمعنى العائلة الضامة لأجيال متعاقبة، العشيرة المتفرعة عن الفصيل..

- تتلخص الأسرة اليوم في الأم الحاضرة باستمرار، في حين أن الأب غائب لدوافع كثيرة ...

تربية الأم هي الحلقة الرابطة بين طبيعة المجتمع بقدر ما هي قريبة من الطبيعة، بقدر ما ترسخ في ولدها النوازع الطبيعية (الولاء الطمع الخوف ...الخ) ، وظيفة الأم لا تتغير، تقوم دائما بدور الوسيط الحافظ لكن ما تحفظه، ما توصله، ما تلقنه، من لغة ، وتقاليد وأعراف وآداب يختلف من منطقة إلى أخرى ومن طبقة إلى أخرى (20) .

- التنوع السكاني هو أولا ظاهرة سياسية، لأن الدولة تكونت تاريخيا بالغزو ... وبالتالي فإن الانتماءات العرقية والدينية، والفوارق بين الشمال والجنوب، هي بالأساس سياسية أو تعود إلى أسباب سياسية... يتأسس الانتماء على تمايزات عرقية أو لغوية أو ثقافية أو دينية... (21) .

- القبيلة أيضا ظاهرة سياسية. حسب نظرية ابن خلدون حول العصبية المستمدة من خصائص القبيلة، ومفهوم القبيلة ينطبق على الكلتيين، وعلى الجرمان، وعلى الهنود الحمر، وعلى الأفارقة السود، بل على قدماء الرومان واليونان...

ثم إن القبيلة المستقرة، غير القبيلة المتنقلة، أو قبيلة الرحل الجوالين...) اللهجة مختلفة، وكذلك العادات والأخلاق وقواعد القيادة. (هذه الخصائص هي بالضبط ما تلقنه ألام عبر الأجيال… (22)

تابع القسم الثاني من الدراسة

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1350 السبت 20/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم