قضايا وآراء

تقديم لديوان: السواد... يا لونيَ المفضّل.. ! للشاعر كريم الثوري (2)

فينعى منجرحا السقوط المهين لتجربة ظهر أنها كانت ضرورة لمنع انفلاتة الوحش الإمبريالي خصوصا الولايات المتحدة، هذا الثور الهائج الذي يصول مسعورا في محل من خزف الآمال البشرية:

(تعلمت من حرب المدن

ما لم يتعلمه احد من قبل

ألزم بيتي

حتى ينتهي الضجيج

لأخرج أتبضع قوت عيالي

كذلك كان جيفارا يفعل

وهوشي منه  يتبعه

بعد أن انتصرت فيتنام وكوبا

على أمريكا كما يقولون

وكذلك جُرجِر تمثال لينين

في الساحة الحمراء

دون دموع أو قداس

وكأنه ما كان لينين الخالد

في يوم من الأيام

تحمله مليار بذرة

من الرؤوس اليافعة

وتصلي في محراب الماركسية...

فرحت أصلي

صلاة الاستسقاء

لعلّـي أعود كما سيعود لينين

بدون صلعته و(سكسوكته)

في الذاكرة الميتة الآن

وبعد غد.

ستموت أيضاً...)

 لكن الخراب الشخصي يمكن أن يعبر عنه بعجز الإرادة.. بتشوّش الواقع النفسي.. بانلجام روح المبادرة والركون إلى حب السلامة.. وكلها مكافئة للإنخصاء النفسي:

(لست شيوعيا

 ولست إسلاميا

ولست ليبراليا

ولست ديمقراطيا

ولست قوميا

مجرد ببغاء

لما تجود به الأيام

لاكتشف.......

كم كنت خاويا ومنكوبا ومغفلا

عندها سوف أتشكل

في صورة التوبة وحيدا

وقد بلغت من العمر عتيا

هكذا يكون الثوري وإلا....

وهكذا كان وسيكون مناضلاً

بالنيابة عن غيره البروفسور الهارب

من خدمة العلم........؟؟)

والشاعر لا يتردد في إعلان انخصائه النفسي حتى في التعبيرات الحسية المباشرة.. فهو يقرر واقع حال المحنة الرهيبة التي تحاصره من كلّ جانب.. فأينما يولّي وجهه فثمة وجه العجز والخراب وسواد الانسحاق، إنسحاق يجعله، وهو المؤمن بالفكر العلمي المادي، يرفع بصره من أرض المحنة الفعلية إلى سماوات الإتكال والتفسيرات الميتافيزيقية رغم أن فعله هذا مشوب بروح تحرّشية:

(إيه ربي.. أيّة حكمة في مشيئتك

ماذا جنيت على العراق وأهله الطيبين

بل ماذا جنى العراق على العراق ؟

من حاكم ملكي لحاكم  نصف شيوعي لحاكم قومي لحاكم إسلامي لإمبريالية عالمية

تؤدلجنا من جديد.... ؟

فأين الشعب ؟ صرخت بقوة

(فاهتزت بيضتاي تحت عضوي الغافي

بعدما انساب قميص نومي الى الأسفل)

 

سمات مركزية أخرى:

- السمة السردية:

ومن السمات الهامة التي تتصف بها نصوص كريم هي السمة السردية. فالنفس الحكائي واضح في الكثير من النصوص. وهذه الظاهرة تسهم في إحكام ترابط أجزاء النص من جانب وشدّ انتباه القارئ من جانب آخر. ولعل هذا الموقف محكوم بعامل جوهري يتمثل في أن الشاعر يقصّ علينا حكاية خراب بلاده.. حكاية انثكالات عائلته المتتالية.. حكاية التمزق الذي طال حياته الشخصية هو نفسه.. إنها حكاية بلا بداية ولا نهاية، كل من يتصدى لتناولها سيجد ذاته في موقع الحكّاء الذي عليه أن يسرد فصولا من تلك الحكاية الدامية. يقول كريم في قصيدة (محراب الكلمات):

(في الطريق

سأله قلبه: الى أين هذه المرة ؟

أيها الغريب

أما آن لك أن تستريح

التفت إليه ساهماً

وهو يتحسس شفتيه

فقد علق شيء فيهما

من فمها.. كانت تسبح

 بعدما كانتا ذابلتين بدمه

مرَرَ إصبعه على شفته العليا

ليتفقد ماذا يحصل بالضبط

فغارت شفته ِالسفلى

خاصمته...

منذ ذلك اليوم والى الآن

ما شك قط بإصبعه

فهو إشارته

وما كذبه

وهو دليله

وما خذله

حتى صار الرجل الوحيد

من صنف الذكور

في العالم اجمع

حينما ينام

 وحينما يصحو

يضع إصبعه في فمه

ليتحسس أمان العالم

ويطرد الملل كلما يباغته

ويمضغ دونما حليب رضاعة

رضابها....

وقد عاد كطفل صغير

بملابس أهل مدينة الثورة

الممزقة

حافي القدمين

كانت عيناه

كبيرتين وشرستين..)

يمكننا اعتبار المقطع الواحد في النص وكأنه قصة قصيرة جدا "مسرودة" شعريا، فيها بداية ووسط ونهاية تتوج بلحظة تنوير. يتجلى ذلك في أغلب النصوص مثل (القبح ومدلول الجمال في القبيح – 1 -): 

(سألت الأم ولدها الرضيع

حينما كبر

 لمَ أنت حنون دون أخوتك

وشجاع وشهم

اخرج ثديها الأيمن

وأشار الى ثديها الأيسر

لم تفهم الأم معنى المعاني

لكنها حينما ماتت

نطقتها صدقت وذهبت صوب البعيد

استدعى الموقف الذهاب الى شيخ العرافين

وحينما حفروا قبرها

وجدوا العجب العجاب

كان ثديها الأيمن بحلمة متفرعة بألف فم وفم

والأيسر دون ذلك بكثير

فعرفوا من أين يأتي الكرم

وتأتي الشجاعة أيضا

ومعنى اليتم..)

أو هذا المقطع من القسم الثاني من (القبح ومدلول الجمال في القبيح):

(في عيد العمال العالمي

غادر العمال بيوتهم ابتهاجا بالفرحة

وافترشوا الطرقات

في كل بلدان العالم

سارت التظاهرات تلبية لمطالبهم

فسأل عامل عربي  زوجته

وهو قعيد بيته

هلمّي بنا الى الفراش نحتفي بالعيد

على طريقتنا  الخاصة

أثورُ عليكِ وتثورين عليً

ونحطم قوانين استأجرتنا

منذ نعومة أظافرنا

نقاباتنا الحرة وصحُفنا الخاوية

وقادتنا بين أفخاذ نسائهم

ينظرون إلينا  ويواروننا الثرى

واحدا تلو الآخر

في سجلات الغبار...)

- اللعب على الضمائر:

وتمتاز نصوص كريم هذه أيضا باللعب على الضمائر، فهو إذ يستخدم ضمير المتكلم، يتحول في المقطع نفسه أو في المقطع اللاحق إلى استخدام ضمير المخاطب أو الغائب. وهذا التنويع ليس تنويعا يأتي خبط عشواء بل هو محكوم بالموقف النفسي والخطابي الشعري وحتى النظرة الجمالية. خذ مثلا النص الذي يحمل عنوان (أول الكلام آخره) فستجد الشاعر في المقاطع العشرة الأولى منها (النص يتكون من عشرين مقطعا) يوجه خطابه إلى ضمير المخاطب الذكوري من جانب وضمير الغائبة الأنثوي من ناحية أخرى:

(عيناكَ مسمرتان

وعيناها مجهولتان

عيونكما

مجرات لهطول الأمطار

في غير مواسمها

من يتوقع...؟) – المقطع العاشر –

لكن الشاعر يتحول في المقطع الحادي عشر إلى الحديث عن الطرفين بصيغة ضمير الغائب:

(كان  قريب المسافة منها

كيف أضاعها

أضاعته...)

ويستمر على صيغة الخطاب هذه في المقطعين التاليين: الثاني عشر والثالث عشر، ليتحول في المقطع الرابع عشر إلى صيغة جديدة هي الحديث بضمير المتكلم، وهو الضمير المتسيد في لغة الشاعر:

(ليتها تعرف أني لا أطيقها

ليتها  تعرف

أن لا مجال بعد اليوم

لكي أحبها

ليتها تعرف

أن لا قلب ينبض

بعد اليوم...

ليتها لا تعرف

مازلت ارددها

في صلواتي

أبيات للدعاء

قبل حلول الوقت

وضوء مستحب....)

وضمير الأنا يلجأ إليه الشاعر كلما كان في موضع استعراض أبعاد الخراب الشخصي، فالخراب خرابه، والحكاية الدامية حكايته وهو الأعرف بشعابها النفسية السوداء، وهذا ما يحصل في المقطع اللاحق، الخامس عشر، الذي يواصل فيه خطاب الأنا:

(لي عين واحدة

مُحوَلة الأبيض

وانفٌ بمنقار

وجبهة ممسوحة بِإشارات 

تقودني من ذيلي المعقوف

فيما راسي يترنح إلى  الأمام

لي تاريخ بلا أبجدية

حروف بلا نقاط

يمتطيني ساعة يشاء

وينزعني أنواط شجاعة

لفحولة معطوبة الآخر

من يشتريني في السوق السوداء

غير راهبة بلا طواف

منزوعة الرغبة

أو معلم أُحيل الى التقاعد

يفترش التراب أنفاسه

يتأمل مقاعد الدرس

واحد من تلاميذه الأوفياء

فزّ كلما أراد

يركن الى مجاراته

يُعَرِفهُ مقامات عشقه

يعود عند المساء

زوادة برغيف وشاي

بلا سكر

ذكريات...)

ليعود لإكمال المقاطع الخمسة الأخيرة من النص – المقطع السادس والسابع والثامن والتاسع عشر والعشرين - مستعملا ضمير الغائب الذي يصعّد من خلاله الإيقاع الدرامي لحكايته ليصل الذروة في المقطع الختامي حيث الاستدراج الافتتاحي الذي يعلن عن بهجة لقاء الحبيبين بعد تغرّب وانهجار مديدين، وحيث مفاجأة الحل الأسود.. الحل المميت في قبر مشترك يحفره الحبيبان بأيديهما:

(بعد عشرين سنة

سأل عنها:

كان ما يزال على قيد الحياة

كانت ما تزال مُعافاة تنتظره

قادتهُ غريزتها الأنثوية

قادتها غريزتهُ الذكورية

قادتهما معا

لقبرٍ مشترك

كان هو من يحمل المعول

كانت هي من تفترش الأرض...

هو أو هي

فالتراب تراب...؟)

 

- الطابع الحكمي: 

ولعل الطابع الحكمي -نسبة إلى الحكمة -هو من السمات الأسلوبية البارزة أيضا في نصوص كريم الثوري. ويمتد هذا من العناوين.. إلى المقدمات الافتتاحية.. فالمتون النصّية. خذ مثلا عنوان نص (الموت الذي تفرون منه) وهو ذي مسحة قرآنية. وتأمل هذا المقطع الافتتاحي من قصيدة (القبح ومدلول الجمال في القبيح -1-):

(سأدلكم الى معادلة واحدة

تستدلون على الجمال من خلالها

 انظروا الى أقبح مخلوقات الله

 وتخيلوا الجمال كما يراه

لا كما ترونه

فذاكرة الجمال عند القبيح

انضج منها عند الجميل)

هنا يقودك الشاعر وبهدوء وسط إيقاع النصوص الخرابي المحتدم، وفي عمق جحيم التمزقات الواقعية الفظيعة، حيث يتشوش ويرتبك البصر والبصيرة، إلى موضع تأملي مرتفع نسبيا، تمعن النظر فيه في مسارات الهزيمة السوداء الواضحة الراسخة، وتحاول تمييز تلك الخيوط التفاؤلية الدقيقة التي ينثرها الشاعر هنا وهناك بلامبالاة ظاهرية، خيوط بيضاء شاحبة بين طيّات السواد المحكم، ولكن بعناية عميقة وشديدة التأصل، عناية تقدم في كل ضربة حكمية دليل عمل، بصيص نور مستضعف يمكنه، بالتكاثر الإيماني، أن يتحول إلى جذوة فشعلة هائلة تمزق أستار سواد الظلام الخانقة. هي وقفات تدعو إلى تأمل الذات، إلى اكتشاف – وهي مفارقة غريبة – القبح داخل الجمال وبالعكس، إلى الغوص في أعماق ذواتنا المهملة المتنفجة:

(تخيل نفسك تنظر الى وردة حمراء

وتذوب في عطرها

هل تخيلتها تنظر إليك

بذات الاتجاه؟

لمَ تتعقب الجمال

 مادمت جميلاً... ؟)

والشاعر محلل نفساني مقتدر رغم عدم تخصصه علميا، وهذا ما جعل معلم فيينا يؤكد أن المبدعين الأدباء هم أساتذته، فقد اكتشفوا دوافع وصراعات النفس البشرية منذ قرون طويلة قبل أن توضع في هيئة قوانين ونظريات بعد منتصف القرن التاسع عشر. إن الشاعر يدرك الأمراض العضال التي تتحكم بواقعنا النفسي الداخلي وترسم من وراء ستار أفعالنا وتصرفاتنا "الواعية"، من أمراضنا هذه: النرجسية المرضية – وهناك نرجسية صحية – التي توصلنا إلى إلغاء وجود الآخر ومقته، بل الدعوة لمحقه كما يتجسد في هذا المقطع:

(كانت المرأة الجميلة

تنظر في المرآة

كلما استدعاها بخياله

بينما المرأة القبيحة

تنظر الى مقدمه

وتعرف أنها خطواته

قبل حلوله

من قال أنها قبيحة؟

فالمرأة لا تُصِدق صَاحِبتها

بل ترسم صورتها كما يتمناها هو

في مرآتها العاكسة؟)

أو في هذا المقطع الذي يكشف أبعاد العدوانية البشرية المختزنة، والتي تنسرب تحت أغطية ذرائع تبريرية براقة ومهادنة، ذرائع شعرية تخفي تحت طياتها أشد الدوافع المميتة مكرا، خصوصا عندما تشعر النرجسية الفردية بالتهديد:

(قالت الأنثى للأنثى

من منا أكثر جمالا من الأخرى

قالت الأولى أنا

وأردفت الثانية بل أنا

فوسطتا ثالثة للتحكيم

نظرت وأطرقت وتهيأت وتنقبت

وقالت: أيكما أنا.....؟

لماذا أيها الحكم الغشاش

ابتسمت الثالثة بمكر، وقالت:

عجبا أن تُخاصم الأنثى الأنثى

وتحتكم الى أنثى

فيما يختص بمشهد الجمال أو القبح !)

 

سمات ثانوية هامة:

 

- ضربات الخاتمة:

وهناك سمة ثانوية من حيث تواترها ولكنها هامة من حيث إحكام استخدامها من قبل الشاعر ووظيفتها الفنية. تتمثل هذه السمة في الضربة الختامية القاطعة التي ينهي بها بعض مقاطع قصائده، ضربة حادة وسريعة من كلمة واحدة في الغالب أو كلمتين في الأقل. وتأتي هذه الضربة إما كحكم نهائي على "القضية" الشعرية المطروحة أولا، أو كتفسير لموقف ملغز ثانيا، أو كتساؤل يفتح أبواب الدهشة ثالثا

- (لن تموت بغيره

لن يموت بفقدها

تحبه فيحبها

لدرجة الموت حقا

سذاجة...) – (بائع الأوهام)

- (ليتها تعرف أني لا أطيقها

ليتها  تعرف

أن لا مجال بعد اليوم

لكي أحبها

ليتها تعرف

أن لا قلب ينبض

بعد اليوم...

ليتها لا تعرف

مازلت أرددها

في صلواتي

أبيات للدعاء

قبل حلول الوقت

وضوء مستحب....) (أول الكلام آخره)

 - (عيناكَ مسمرتان

وعيناها مجهولتان

عيونكما

مجرات لهطول الأمطار

في غير مواسمها

من يتوقع...؟) (أول الكلام آخره)

 

-  استخدام المفردة العامية:

والشاعر، ومن أجل تقديم التوظيف اللغوي المعبر عن أفكاره وصوره الشعرية، نجده يلجأ في بعض الحالات إلى استثمار طاقات المفردة العامية عند الضرورة. فهناك الفعل (يدردم) والإسم (الواوي) وغيرها. كما هناك الأمثال الشعبية التي يطرحها بصيغتها المباشرة: قملته بيضاء، أو بعد تحويرها لتلائم المناسبة وتحقق الدهشة: الصباح نواح، أو لا عين رأت ولا أذن سمعت.

 

ختام.. بياض الخلاص من أحشاء سواد الخراب:

.... ولعل كريم الثوري في إعلانه الشعري عن لونه المفضل قدرا وعيشا وعذابا ومصيرا، يخلص كل الإخلاص لما ذكره رقيم سومري شهير عن ذاك الجدّ السومري المعذّب الذي كان يقلّب مقاديره بانكسار، متلفتا إلى يمنة التبريرات وميسرة الذرائع فلا يجد له راحة في كشف سرّ هذا العذاب الذي كتب عليه فيطأطىء هامته مخذولا وهو يسال الآلهة لماذا عندما رسمت الأقدار للبشر، كتبت عليه الشقاء المزمن؟!. وكريم، لمن لا يعرف، كتب عليه الشقاء طوال حياته.. مزّقت عائلته.. وشُرّد هو في المنافي.. وهشمّت الخيول السوداء الغازية صدر وطنه وآماله.. وتحطمت تجربته السياسية الشخصية على صخرة التناقضات والإندحارات السياسية العاصفة.. ولكن يكفيه شرفا أنه عامل البناء.. مشقق الأصابع الكريمة الذي صار شاعرا يقدّم لنا هذه النصوص السود المفعمة ببياض الشعر والانكسارات الباهظة الرائعة، التي رغم كلّ قتامتها الخانقة فإن الشاعر لا يمكن أن يرتكن بفعلها إلى الخنوع ومهادنة الإنذلال.. الشاعر يقف دائما وبصلابة مع الإنسان في محنته.. مع الأمل والخلاص والإنعتاق.. مع البياض دائما وأبدا.. لكنه البياض الذي ينبثق كبشارة فجر من رحم سواد الشدّة الفاجعة:

(الثورة القادمة ملامحها حمراء

فقدت بريقها لكنها حمراء

أصرًت على أنها حمراء

كم من الدماء بانتظار مقدمها

وكم من الأجساد النابضة ستحتفي

بالحياة ؟؟

ليعاود هطول الأمطار من جديد

ويعود الليل والنهار الى العراق كما كان

وتعود الكلاب الى الشوارع بدل المزابل

وتعود الفئران والقطط تلحق بها

والأحزاب السياسية بعدد أصابع اليد

ثلاث صحف  وعشرون نافذة للثقافة

ويعود المربد الشعري في البصرة الفيحاء مزهوا بالمنفيين الرواد

الجواهري، نازك، التكرلي، البياتي، بلند، سعدي، النواب، شمران، لميعة، لطفية، العزاوي، السماوي..

ويعود المهاجرون الى أوطانهم دون عفو أميري

وتزدهر المقاهي والساحات  بالعاطلين عن العمل

ويختفي المخبرون عن الشوارع والمقاهي والأمسيات كِساح....

تعود الأغاني تصدح كما كانت برقصات- البزّاخة -

والمآذن تلتزم الحياد في غير مواقيتها

وتختفي العمائم المليار)

 

.. تحية لكريم الثوري..

 

...................

هامش:

التحليل النفسي, ماضيه ومستقبله – د. حسين عبد القادر ود. محمد أحمد النابلسي, سلسلة حوارات لقرن جديد -دار الفكر -دمشق 2002.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1350 السبت 20/03/2010)

 

في المثقف اليوم