قضايا وآراء

حين يخفق السياسيون ..وينجح السيكولوجيون!

* ستكون نسبة التصويت في الانتخابات بين 60-70%، وعدد المشاركين بالانتخابات بين 12-14مليون..وكلاهما صدق.

* ستحتل المراتب الثلاث الأولى: دولة القانون والعراقية والائتلاف الوطني، والمراتب الثانية: التحالف الكردستاني، و وحدة العراق..وقد صدق.

* ستحصل مفاجئات (سارّة لهذه ومؤسفة لتلك) لكل من: اتحاد الشعب،  أحرار،  الأمة العراقية،

التوافق، التغيير الكردستانية، وائتلاف العمل والانقاذ الوطني..وقد حصل.

وقلنا، قبل الانتخابات، ما نصه: (...هذا يعني أنه سوف لن يكون بمستطاع اية كتلة كبيرة ان تحصل على ( 163) مقعدا في البرلمان المقبل لتشكّل حكومة بمفردها، ولا حتى اكبر كتلتين ..بل يتطلب الأمر تحالف ثلاث كتل لتشكيل حكومة نتوقع، بحكم سيكولوجيا الصراع بين الفائزين وثنائية الطائفية والاثنية وما بينها من انشقاقات،  أن تشكيلها سيستغرق بحدود  ثلاثة  شهور). وأضفنا:

(ان تنبؤاتنا هذه لا تسر وطنيين وتقدميين يتمنون ان تكون غالبية من يأتون  يضعون انتماءهم للعراق ومصالح شعبه فوق انتماءاتهم الطائفية والاثنية ومصالحهم الشخصية،  لأنها مبنية على واقع حال سيكولوجي ما يزال مريضا بالطائفية والفساد السياسي والمالي والاخلاقي والتعصب بكل انواعه وضعف ادراك الناخب العراقي لقوة صوته).

ليس من باب التباهي أن نقول ذلك، فقبلها تنبأنا بفوز أوباما(نشرت في الحوار المتمدن والمثقف) فيما استبعد فوزه كبير الصحفيين العرب الذي شهد وغطى عشرانتخابات رئاسية أمريكية، الاعلامي المخضرم محمد حسنين هيكل، ومحللون سياسيون كبار. وأخفق ايضا محللون سياسيون عراقيون توقعوا نسبة تصويت انتخابات آذار بحدود 50%، وآخرون أكدوا أنها ستعبر الـ70%، وأكثرهم أتعبوا المشاهدين وأحدثوا لديهم فوضى فكرية.والسبب في ذلك أن تحليلات أغلبهم مبنية على (سياسة) فيما تنبؤاتنا مبنية على (سيكولوجيا)كنا حددناها بسبع حيثيات، ولأننا نفهم أكثر في سيكولوجيا الناخب العراقي والدعاية، ونحلل المشهد الانتخابي من خارجه..متحررين من تأثير ادراك الحدث من الداخل ومن انتماءات سياسية.

انها رسالة نبعث بها للسياسيين: أن السيكولوجين ليسوا قرّاء كف (ولا يضربوا بالتخت رمل) بل بينهم متخصصون بعلم النفس والاجتماع السياسي والدعاية وسيكولوجيا التفاوض فاستشيروا غير المسيسيّن منهم تحديدا،  فيما يخص قضايا شعبكم قبل تنفيذ معالجتكم لها برؤيتكم السياسية.ولوسائل الاعلام والفضائيات نقول: ان علماء النفس هم أفضل من يفهم الطبيعة البشرية، وأن تحليلاتهم للأحداث أكثر مطابقة للواقع وفيها راحة فكرية وثقافة جديدة في فهم الناس والأحداث والسياسة..فأشيعوها كما يفعل العالم المتقدم.

 

ومع ذلك فان البرلمان المقبل سيشكل خطوة باتجاه خلق حالة توازن بين الكيانات الاسلامية والوطنية والعلمانية لبرلمان 2014..متمنين أن لا يفاجأ الناس بعيد انتهاء الانتخابات بفراغ أمني قد يحصل اذا ركب الفائزون رؤوسهم و(دكوا رجل) بخصوص من سيتولى رئاسة الوزراء.

للاطلاع على مقال: نتائج الانتخابات العراقية في تنبؤات سيكولوجية

http://almothaqaf.com/new/index.php?option=com_content&view=article&id=11591:2010-03-06-10-03-51&catid=34:2009-05-21-01-45-56&Itemid=0

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1351 الاحد 21/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم