قضايا وآراء

فلاديمير ماياكوفسكي ... في الذكرى الثمانين لرحيله

وفي هذه الفترة القصيرة من حياته، إستطاع ماياكوفسكي أن يصنع مجده الشعري الذي جعل منه شاعر المرحلة السوفيتية وأحد الشعراء العظام في القرن العشرين .

 

إلتحق ماياكوفسكي بثورة اكتوبر وهو في سن الرابعة والعشرين وسخًر كل إمكانياته في سبيل إنتصارها، إلا أن صلته بالثورة لم تبدأ من هذا العمر، بل كان في سن المراهقة ينشر افكارالحزب الشيوعي .

 

وشاعر الثورة، كما يراه ماياكوفسكي، لا ينحصر عمله في تأليف الكتب، لذا إنخرط بعد إنتصار الثورة في العمل السينمائي والمسرحي والصحفي وفي الدعاية المكتوبة والمصورة للثورة .وكان دائماً يعلن بأن الفن يجب أن لا يعيش في القصور وصالات العرض والمكتبات والمسارح ، بل يجب أن يكون متاحاً للجميع .

 

وكان يردد دائماً: ” سنرسم الكلمة الحرة على زوايا الشوارع وجدران البيوت والسطوح والسياجات وشوارع مدننا وقرانا وظهور العربات والمركبات وثياب المواطنين، لتكن الشوارع مأدبة فنية للجميع .”

 

يُعتبر ماياكوفسكي واحداً من اهم شعراء النصف الأول من القرن العشرين ورائداً في الشعر الثوري الحديث. وتمتاز قصائده بالبساطة كشعر بوشكين ويسنين رغم إختلاف إنتماءاتتهم الطبقية، لكن الثلاثة كانوا قريبين من الجمهور. فقد كان ماياكوفسكي يحب كل العالم وجميع الناس المظلومين والمعذبين (بالفتح) في الأرض .

 

وما ياكوفسكي مجدداً في الشعر لغة وموضوعات ورائداً في الشعر الثوري الحديث، وحطًم قواعد النظم القديمة، وإعتبر ان ضرورات الصراع الطبقي هي التي تقرر وسيلة تشكيل القواعد وكان يقول: ” إن الإنسان لا يُسمى شاعراً إلا إذا كان خالقاً للقواعد ، وان أولويات الشعر ليست إلا الحركة الأولى في الشطرنج “

 

من المعروف أن ماياكوفسكي لم يكن يرتاد المسرح دائماً، لكنه لا يتوانى من حضور اية مسرحية من إخراج ميرخولد . وان ما قرًب ما ياكوفسكي من ميرخولد هو الفهم المشترك للمهام التي يجب ان يضطلع بها المسرح السوفيتي الجديد، وكان يعتبر تجارب ميرخولد تشق الطريق نحو فن مؤثر ومعبئ .

لقد خلق ماياكوفسكي مسرح الممثل الواحد، وكانت “ تمثيلية هزلية “، التي اخرجها ميرخولد، اعظم إنجاز للمسرح التحريضي في السنوات الأولى من عمر الثورة .

 

فقد خلت المسرحية من الحب والحبكة، وكانت الحياة السياسية المعاصرة موضوعها الحقيقي. فالسخرية التي إستخدمها ماياكوفسكي، الشاعر والمدافع عن الشعب، هو فن هجومي مكافح، إذ أن في طبيعة السخرية ذاتها، يكمن حس الروح الشعبية، والكفاح من اجل إجتثاث الأمراض الأجتماعية والقضاء عليها.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1374 الاربعاء 14/04/2010)

 

في المثقف اليوم