قضايا وآراء

الانتهاكات الأخلاقية في المساجد الإسلامية

وهم الذين يلوثون بساطة وخفة روح العقائد وفطرتها ويحولونها إلى معادلات رياضية متطورة يصعب حلها حتى على ذوي الاختصاص، وقد أوردت قصة الإمام المسلم المغربي الذي تحرش جنسيا بست طالبات قاصرات في أسبانيا كن يتعلمن أصول القرآن على يديه لكي أثبت أن هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم قيمين على العقائد ووكلاء عن الله لتطبيقها بين الناس فيهم من هو أكثر بعدا من الملحد الحقيقي عن الدين، لأنهم أول من يخالف قوانينها ويسيء إليها بأفعاله وأقواله، ولأنهم يستخدمون قدسيتها ليضفوا على أنفسهم قدسية زائفة تمكنهم من تحقيق مآربهم الهابطة، وهؤلاء يسببون الأرق للدينيين الحقيقيين لأنهم يفشلون مشاريعهم البنائية المستمدة من روح الشريعة.

 ثم ومن خلال اتصال هاتفي بالباحث الأستاذ رشيد الفهد تكلمنا كثيرا عن المخالفات التي تحدث في العالم الإسلامي ليس لتبرئة المسيحية من جريمة اعتداءات الكهنة على الأطفال وإنما للتأكيد على وجود أشكال أخرى لهذه الظاهرة بين (كهنة) الأديان الأخرى ومنها دين الإسلام، وهي مخالفات لا تقل سوء عن مخالفات الآخرين، ولذا جاءت فكرة هذا الموضوع وبدأت البحث والتقصي لأجد أن محطة البي بي سي أوردت يوم 15 أبريل /نيسان الجاري خبرا يتحدث عن انتهاكات في المدارس القرآنية بالسنغال شخصته منظمة (هويمان رايتس ووتش) المعنية بحقوق الإنسان وتبين من خلاله أن الأطفال في المدارس القرآنية بالسنغال يتعرضون لانتهاكات تشمل الضرب ومعاملة أشبه بالعبودية.وأن نحو 50 ألف طفل في السنغال يجبرون يوميا على ممارسة التسول في الطرقات والتجمعات السكانية والأسواق مما يحقق للمدرسين في هذه المدارس القرآنية عائدا يصل إلى 200 ألف دولار سنويا. بغض النظر عما يتعرض له الأطفال خلال تجوالهم في أماكن قد تكون موبوءة أخلاقيا سواء من خلال تواجد الشواذ جنسيا أو المتعاطين للمخدرات أو المجرمين والسراق والنشالين وعصابات الجريمة المنظمة التي تبحث عمن تجنده للخدمة في صفوفها، ناهيك عن الأمراض والمخاطر التي يتعرض لها هؤلاء الصبية الذين هم طبعا من الجنسين نتيجة الاختلاط بزحام لا يخلوا من مصابين بأمراض انتقالية معدية. وبالتأكيد يعني تشغيلهم وتسخيرهم للخدمة الشخصية في وقت الدرس وحصصه حرمانهم من تحصيل العلم مما يسهم في تأخير بلداننا الإسلامية عن ركب التحضر والتمدن، ويضيف لجيوش الأميين التي أخذت نسبها بالارتفاع بتناسب طردي مع تقدم العلوم لدى الأمم الأخرى أجيالا جديدة من الأميين الحاقدين على المجتمع لأنه كان السبب وراء أميتهم المفتعلة هذه.

وهذا طبعا غيض من فيض المخالفات التي تحدث في المؤسسات التعليمية الإسلامية في العالم الإسلامي خاصة والعالم كله عامة، وهي المخالفات التي تؤسس للخطر الحقيقي الذي يجابه الإسلام وفكره وعقيدته ويؤدي إلى انحسار الفكر الديني والرغبة بالتدين لدى شريحة واسعة من الناس المغلوبين على أمرهم. وقد حصلت على معلومات أخرى عن هذه الخروقات السيئة ولكني لا أستطيع البوح بها خوفا من الكهنة أن يرموني بالحجارة، وخوفا أن يستعملها عدونا ضد ديننا، فاكتفيت بهذا النزر اليسير لعل به عبرة لمن يعتبر، لأني واقعا أعتقد أن ما يجري بين المسلمين اليوم من تقاذف الإساءات والتكفير ونشر الغسيل القذر على منابر الفضائيات والمواقع الالكترونية سببه هؤلاء المجرمون أنفسهم ولا أحد غيرهم

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1376 الجمعة 16/04/2010)

 

 

في المثقف اليوم