تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا وآراء

تحت خط الحب.. (فلامنكو)

في عوالم الحياة تحفها الكثير من المتناقضات .. البراءة  وأعطاء المبررات قد تنفعني أنا دون غيري وأحيانا التشكيك للوصول من خلال ثقب التساؤولات كي أعرف الغوامض من صور الحياة ..

ففي عام 1984ذهبت في رحلة (فلامنكو) حيث شوارع الأمنيات في أسبانيا كنت مندهشة جدا بالنساء الأسبا نيات وهن يرتدين الثوب  التقليدية الذي يشد الجسد أليه مع تسريحة الشعر المرفوع بكبرياء الجمال، حرصت ان تكون لي لحظة في تلك الصورة لأرتدي ثوبا أسود بكرات بيضاء وحمراء وأقراط تدلت فوق أكتافي ورحت أرقص كمهوسة بجمالية الحركة السريعة وضرب الأرض من تحت قدمي بكل ما أوتيت من حنقا، ربما أنتقاما من الحرمان في ممارسة الفرح العلني في بلدي وربما قد تأول الى الجنون أو الخروج عن الآداب العامة أو تندرج تحت خط (الحلال والحرام)، بدأت ألتف حول نفسي وتتعالى صيحات من حولي تشجيعا، أختلطت الوجوه في دوراني بين السمراء والبيضا ء وتصفيق من حولي وكأني أعيد أمجاد أجدادي العرب أيام كانت أسبانيا جزء من مملكة لا تغيب عنها الشمس .

 وربما الأكثر عمقا من كل ما قرأت في كتب التأريخ ملامح تلك الشابة الأسبانية العشيرينية كان نصف وجهها غيمة والنصف الآخر شمس ومابينهما هدير مياه متساقطة من أعالي الخيال، بدأ الفضول يسابق نبضي كي أعرفها أكثر بدد حيرتي شاب من المغرب العربي فكان الحلقة التي أوصلتني بالجواب من تكون وماعملها؟ أجابته بصوت كالموسيقى مع ضحكة ممطرة بأصوات العصافير . .

قال: هي العاهرة رقم (10) !!

أمام علامات أستغرابي أتمت: هو عملها ورقم (10) بالنسبة لها رقما أستثنائيا يحمل من أوله حتى آخره رقصات ووجوه رجال مروا فوق جسد عهر الحياة، كنت بدأت أراوغ وأتعثر بذيل الثوب للهروب من فضولي لكنها حولت مدارات فكري كما (سويرات) الماء تبدأ بدوائر كبيرة وتنتهي بأ صغر نقطة ماء غارقة، تابعت أسترسالها وكيف أنها فخورة برقم جعلت منه أجندة في حياتها المفعمة بالشباب بالرغم من معرفتها انها منتهكة من نفسها لا من الآخرين، كانت تلك الشابة الأسبانية  رقما في سجل مشاهداتي وعرفت فيما بعد أن الأر قام قد تشكل في حسابات الكثيرين صراعات جنونية وربما العهر أحد أهم الأرقام في جسد الحياة التي نعيش وربما يتحول في لحظة الى تأريخ يتفاخر به كثيرون من يعلمون ولا يعلمون ..

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1378 الاحد 18/04/2010)

 

 

في المثقف اليوم