قضايا وآراء

الإنهيار:غربي، والوارثون شرقيون، والعرب متفرجون (1)

 بينما معضلة الغرب المنهار، أنه مغرق في التفكير باستمرار، ولكن بأسوإما يمكن.

إلاأن الشرق، الذي انهارفي الماضي، لايزال ينام على حقائق ميتافيزيقية وروحية عليا بينمايعيش الغرب، المنهاراليوم، علىأخطاء تاريخية شنيعة مستمرة، ستؤدي بالبشرية حتما إلى النهاية بالمعنى (التوراتي-المسيحي)، انتظارا للمخلص..

آفاق روحية – الفيلسوف السويسري فريتجوف شيونFrithhof Schuon، Perspectives Sirituelles ص 26 بانوراما عالم ما قبل الحرب الحضارية الفاصلة القادمة:

لامراء في أن الحضارة الغربية المعاصرة قد قزمتها أزماتها االى حجمها الطبيعي، وتهددها بالنكوص والعودة الى غياهيب ظلمات القرون الأوسطية، بموجب تفاقم معضلاتها المتزايدة بشكل غيرمسبوق، مع العجزالكلي عن التوصل إلى أية مرجعيات فكرية، أوسياسية، أوقيمية، أوإيديولوجية جديدة، تستند إليها لدعمهافي انتكاستها..لانتشالها من مستنقعاتها العفنة المتراكمة على جميع المستويات حيث لم يعرف العالم منذ قرون فراغا إيديولوجيا وقيميا كهذا، لتعودنا على تعويض الفراغ الطارئ بإيديولوجية أخرى... وهانحن اليوم نقترب من درجة الصفر، بعد انهيارالمعسكر الإشتراكي -حسب التعبير الحرفي للمفكر اليهودي الفرنسي المعروف ألان مانك في كتابه: القرن الأوسط الجديد) ص:205Minc Alain-Le nouveau Moyen Age ، حيث أصيب الغرب المعاصر بعضال العقم المزمن، والشلل الكلي عن إيجادحلول عقلانية وحكيمة لأزماته الخصوصية فما بالك بمعضلات البشرية، التي آلى على نفسه منذ الزمن (الإغريقي-الروماني) بالإستفراد بقيادة كل الحضارات، ووأد كل الثقافات- ثم انتكس الغرب في القرن السادس الميلادي بمجيء الاسلام الذي خبت حضارته بدوره وميضه بدوره بانحطاط الملسمين وابتعادهم عن روحه ومقاصده، فعاد الغرب الى الواجهة الحضارية بتشبيب خلاياه بتنبني تقليدين سماويين: (اليهودية-المسيحية) بعد تحريف أصولهما ومبادئهما ومقاصدهما الروحية لتبريرانطلاقته المظفرة الجديدة والحاسمة لتغيير خارطة العالم في القرن السادس عشر، ذلك العصرالذهبي للغرب الذي التحمت فيه أهداف كبار مغامري السماء المشبوهين (الكنيسة الغربية عبرحملاتها التبشيرية) بالتلاحم مع التطلعات اللامحدودة لمغامري الأرض الأفاقين عبر كبار المكتشفين وعظماء الملاحين، حيث تبدت الصورة الواضحة والنهائية للعالم اللامتناهي الذي يجب السيطرة عليه، مع اكتشافات ماجلان وفاسكودي غاما، وحملات التبشيرلتنصير آسيا واليابان، بقيادة أحد اوائل الرواد (للأخوة اليسوعية): القديس فرانسوا خابير (1552-1506) استجابة لنداء السماوات والعالم الفسيح، الذي لا بد من تلفيق مسوغات اكتساحه، تنفيذا للأنظومة الغربية الأساسية-التي هي: الهيمنةعلى مقادير اليابسة، عبر إحكام توليفة عناصر إلامبريالية الثلاثة: (العسكر، التجار، المبشرون)، حيث تكلفت الأولى بغزو البلدان وتقتيل البشر، والثانية بغزوالأسواق ونهب الخيرات، والثالثة بغزو الأرواح وتضليل العقول، وتلك هي الخيارات التي تبناها الغرب إلى غيررجعة، منذ تنويره وحداتثه حتى عشية حربه العبثية اللاعقلانية عام 1914 ووتساؤلات ما بعد حداتثه بعد حربه المدمرة الكونية الثانية لعام 1938، منتهيا بما بعد أطروحاته الجديدة لفهم العالم الجديد –حسب زعمه-:نهاية التاريخ /صدام الحضارات، /والفوضى العالمية الجديدة، ومشاريعها، وما أنتجته من حروب لاحقة، بدءا من العدوان الثلاثي على مصر (اسرائيل-فرنسا -بريطانيا) عام 1956الى الهجمة على العراق (أمريكا بريطانيا وفرنسا ميتيران بمشاركة عسكرية لدول عربية معتدلة) والهجمة على لبنان(التي كانت الأداة فيها إسرائيل، والتنسيق والمدد بريطاني والتسيير من مقر البنتاغون العسكري بإشراف كولن باول والدعم السياسي والمالي-عربي-اوروبي) ومحرقة غزة (بقرارومدد لوجيستي أوروبي وإجماع وتواطؤ امريكي- وتمويل عربي)

-فأزمته الإقتصادية المختنقة الحالية: تنذرب العولمة الأكيدة للمسغبة والفاقة والبطالة الكونية والمزيد من الإقصاء والتهميش لثلاثة أرباع سكان اليابسة، -حسب الدراسات الجادة- والزج بالبشرية في متاهات التخبط والمعاناة مابين هراسات عوالم الجوع الجنوبية المرتعبة، وسرابات أوهام عوالم التخمة والبطالة المقننة، وفانتازمات الجنة الموعودة في الشمال الشبعان ، الذي تنخره ديدان معضلاته المتعملقة الظاهرة المهلكة مثل التورمات السرطانية الخفية، التي لا يلوح في الأفق القريب، أية معجزة تنظيرية، أوعملاتية لإجلائها، سوي:

- مشاريع اختلاق الحروب الجديدة لطمسها وتصديرها، بغية الإثراء الجشع السريع، واكتساح الأراضي الجديدة لإنعاش النظام الغربي المتهاوي وحمايته من الـتآكل من الداخل

-ترهيب الأمم قصد إعادة تغيير الخرائط، وإزاحة أنظمة متمردة مناهضة ومارقة، واستنباث أًخرَموالية وخاضعة، وهي ما يسمى-(جيو-إستراتيجي) بالدول العازلة أو دول التماس، أوما يسمى بدول الليمس Le Limes، وهي الدول المجاورة لإمبراطورية الشمال التي أسندت اليها مهمة أن تصبح حاجزا طبيعيا يحمي الرجل الأبيض وحضارته وقيمه من هجمات الدول البربرية الجنوبية(النموذج العملي هوالجدار الفولاذي المصري)، فيجب الحفاظ على تلك الدول وحماية مصالح حكامها ودعم أنظمتها، ومراقبة شعوبها وترويض واحتواء مثقفيها، وتطويع وتدجين متمرديها، ليتم تذويبهم بالكامل بالترويج لنخبها الحداثيين المتنورين الذين أنيطت بهم مهمة ترويع الأمة وتحذيرهامن تبني تيارات مناهضة مشاريع الغرب، حيث تعتبردول الاعتدال العربي-وخاصة مصر والسعودية- أهم المحاورالأساسية للتوجيه (الديني-الثقافي) لتفكيك الشعوب العربية من الداخل، لكون دول الإعتدال العربية أصبحت تشكل اليوم، تلك المعاقل الدفاعية والأحزمة الأمنية للدفاع عن المصالح الغربية في العالم العربي-الإسلامي– ونحن في عشية الحرب الحضارية الأخيرة التي تطبخ في تل أبيب وعواصم المجموعة الأوروبية وواشنطن، وقد تتحلب أفواه أباطرة موسكو الجدد الى تقاسم الكعكعة -على هدي خلق غورباتشوف جديد-كما تتلمظ لها شفاه ميكيافيللي بكين الذين يسعون الى جمع الأحوطين : التخلص من القوة الصاعدة لإيران وتركيا والزج بالغرب في صدام عنيف في المنطقة والسقوط السريع للطرفين لاستكمال الهيمنة الجديدة للتنين المرعب القادم

-دعم ما يسمىب الأبارتايد العالمي الجديد الذي هوالإيديولوجية الجديدة المتنبناة في الغرب، بعد الترويج لأطروحات المابعد the postوالنهايا the end-التي فصلت فيها في مقال سابق والتي تم التنظيروالتخطيط لها بعيد نهاية الإتحاد السوفياتي المسماة ب خطاب النهايات وخاصة نهاية الإيديولوجيات، باستحداث :إيديولوجية القطيعة المطلقة مع عالم الفقر، وتعميق اللامساواة البينة بين الشمال والجنوب

- اختلاق المجاعات والأوبئة المنظٌمة في العوالم المسالمة والمهادنة التي توجد في الأراضي المجهولة البعيدة، وهي مناطق ومدن وأقاليم العالم الثالث التي ترزح تحت الفوضى الشاملة، والتخلف، والصراعات العرقية، والفقر المذقع (ليبيريا، إثيوبيا، الصومال، أوغاندا، رواندا، الكونغو، جنوب السودان، الكومبدج، التايلاند، الهند، الخ مع معظم دول أمريكا اللاتينية، وبالأخص أفغانستان (التي هي اليوم، حصان طروداة، وكعب أخيل، والمفتاح الذهبي لكسر مصباح علاء الدين محاصرة وترويض التنين ، واخضاع الدب الأبيض أو رشوته) وذلك عبر المشاريع المالتوزية الجديدة المعدة منذ أوائل التسعينات، وزرع فوضى العنف والاقتتالات الداخلية (بعد نجاح التجربة في العراق وفشلها في لبنان) لتواجه هذه الدول مصيرها المشؤوم، بعد أن تم التخطيط النهائي الى تحويل الغرب الى قلعة محصنة ضد تهديدات برابرة الجنوب المستنفرين للانقضاض على قيم الغرب الثابثة ومنجزاته الحضارية الكبرى: (التقاليد الإغريقية –الرومانية، والقيم الأخلاقية اليهودية-المسيحية) حيث لا مكان لقيم الآخرين في هذا التعريف المعجمي للحضارة الغربية، مما حدا بهنري كيسينغرإلى التحذيرمن برابرية الجنوب في أواخر التسعينات من ....أن تصبح الحضارة الغربية عرضة للهجمات البربريةالجماعية كالتي حصلت للأمبراطورية الرومانية في أواخرها، فحطمتها وهي المهمة الجديدة للأطلسي(الذي بدأت حتى بغاث الدويلات الصغيرة مثل إيسلاندا، تتنافس في إرسال ما يمكن إرساله، ولورمزيا، لدعم لحمة الأخوة الحضارية الغربية التي حطت عصاها وبندقيتها في كابول لحماية الرجل الأبيض المتواجد على بعد آلاف الكيلومترات، وبرصد ميزانيات مهولة تكفي لتحويل أرباض افغانستان وفجاجها الى خضرة يانعة... فانظر!إنها نموذج الحروب الوقائية ضد الشعوب والأمم

- أزمة التلوث البيئي–التي هي إنتاج (غربي-حداثي) محض: أرضا وجوا وبحرا:التي تهدد بتشظي هذا الكون ونسفه باستغلال الأعراق، المجتمعات، الافراد، الفضاء، الطبيعة، الغابات، باطن الأرض وأجواف البحاروالمحيطات، ولوديانوالأنهاروينابيع المياه، حيث كل شيء ينبغي أن يكون نافعا، وكل شيء ينبغي أن يكون مستغلا، وكل شيء ينبغي أن يكون منتجا إنتاجا مدفوعا إلى طاقته القصوى حتى النهاية حسب التعبير المرعب للانثربولوجي بيير كلاستر في كتابه Pierre Clastres ، Recherches d’anthroplogie polotique، ص (56)

- أزمةالسقوط التام لكل الأفكارالتي قامت عليها المقولة الغربية :فكان لابد أن تتداعى معها الإمبراطوريات المؤسسة على تلك الأفكار، فتتهاوى، بدورها، فلسفاتها وادعاءات عقلانيات رؤاها، وأسطورة صوابيتها المطلقة، فارتدت من جديد، -في هذا الغرب المنهار-، عقارب ساعته إلى نقطة الصفر، كما حدث في القرن الثامن عشرعندما زعزع عمامويل كانط عام 1784 كل الطمأنينات واليقينيات الفلسفية الغربية الكبرى بطرح تساؤله الذي أعجز فلاسفة الغرب مجتمعين(وتلك مشكلتهم وليست مشكلتنا) حتى يومناهذا، للاجابة عنها وهي : ما هو الانسان، ؟ وما هو التنوير؟ حيث ارتدت المعرفة الغربية إلى تساؤلات رعشاتها الأزلية الأولى من جديد، بعد موات أطروحتي (نظاما : العالم الاقتصادي الجديد والنظام العالمي الجديد) اللتان أنتجتا حروب تدميرالعراق وحرب الإبادة على لبنان المؤدية إلى الفراغ والفوضى الكونية، بدعوى إعادة ترتيب وضعية البشرية، وترنيب أوراقها، وإعادة تحديد أولويات العالم الجديد، مع فقدان البوصلات الموجهة، وكوابيس تزأبق المعطيات، وانتفاء الحلول، والإنحشارفي ثلمة الحلقة المفرغة المرعبة، التي يستحيل للمنطق الإرسطي الخالص، بأن ينتزعها من مكانها-حسب تعبير أورتيغا إيجاست

 ومن هذا المنظور، فقد أخذت الأبحاث الأكاديمية في الغرب اليوم، تضرب أخماس في أسداس، باحثةعن البدائل، وتفكر–بجدية- في هول وعبثية تلك الصورة السوداوية للمستقبل المعتم لهذه الحضارة التي صبغت كل مناحي التفكير، وطرق تدبير شؤون البشرمنذ قرون، بضياغة تصورها الكوني المعرفي في قالب واحدي وأحادي مهاجم، وصل الى قمة بهرجته في القرن التاسع عشرالأكثرالقرون بريقا وتهريجا وشؤما على شعوب العوالم المتخلفة، التي انتشت فيه المعلمات المظفرة للإمبيرياليات الأوروبية المكتسحة للمعمورة، والمتسترة وراء تنظيرات الأنوارالألمانية ( النتشية-الكانطية-الهيغلية) المؤصلة للنازية والفاشية والصهيونية والبراغماتية الأمريكية الداعية إلى المغامرات البشعة في العالم، أوعبرعبقريات التنوير الفرنسي (فولتير- مونتيسكيو-ديدرو) المنتجة للثورة الفرنسية الكبرى، المفرزة للديكتاتورية البونابارتية، والكولونياليات الفرنسية اللاحقة في إفريقيا السوداء، والمغرب العربي، وبلاد الشام، (سوريا ولبنان وغزو بيت المقدس) وأطروحات عبء الرجل الأبيض المسوغة لاستأصال الإثنيات والثقافات الهمجية ، وعبرالنفعيات ا لليبرالية الأنجلوساكسونية، المنظرة لسطوة الإميراطورية البريطانية لتي لا تغرب عنها الشمس الهادية للشعوب الضالة، حيث أدت عقائد 'آدم سميث وتوماس هوبز إلى تحويل الإنسان الأوربي، إلى رجل جشع، ومصاص دماء، والى ذئب لأخيه الإنسان-حسب تحريض هوبز ، والىمحتال ونصاب وأفاق، يروج للأكاذيب، ويزورالتاريخ البشري، ويبريراللصوصية لاكتساح البلدان، ودك العمران، وزهق الأرواح، وبيع أرض فلسطين – التي لا يملك منها شبرا واحدا- الى أخطرعصابة مرتزقة عنصرية في التاريخ المعاصر لصعاليك ظلمات همج التاريخ واقامة دولة ديموقراطية حداثية عصرية مؤسسة على أغرب وأبشع تنظير لاعقلاني بتقاليد (خرافية -ماروراء –ميتافيزيقو- قبرية)، بأكبرسيناريو هوليودي غربي جماعي بشع، بمصادقة المجتمع الدولي الإنساني وتواطء كل ديموقراطيات العالم، المتحضر، عبربؤر وأوكار مافياته التي يطلق عليها تحقيرا لعقول الأنام ب المنظمات الدولية والهيئات الإنسانية التي -للغرابة- لانرى لها أثرا لا في غزة ولا في العراق أو الصومال أو افغانستان أوجنوب السودان، ولا تتواجد إلا في أماكن تأجيج الصراعات الإثنية الداخلية، التي تمهد الطرق وتعبد المسالك للدول الغربية المفترسة للانقضاض والتدخل بغرض الحماية والامن والتدويل حيث حلت هذه المنظمات الإنسانية-للغرابة- محل الارساليات التبشيرية اليسوعية، في مراحل الغرب الكولونيالية بالأمس القريب

وتزداد الأمور تعقيدا عندما يتم التوصل إلى مسلمة وجود عامل ميكروبية الفناء والانهيارحتى داخل التقدم العلمي الفائق في هذه الحضارة، ذلك التقدم الذي تحول إلى آسيا بفعل هجرات العقول العكسية المضادة من دول الغرب نحو الصين، وكوريا واليابان وإيران وتركيا، وماليزيا، وأندونيسيا وستغافورة وهونغ –كونغ، وذلك بعد نهاية وهم أكذوبة الوفرة الاقتصادية وبزوغ المستقبل الأسود المريع المالي في أوروبا وأمريكا، مع تزايد الإفلاس اليومي للشركات الكبرى المتعاقدة مع مراكز البحوث المتخصصة، وشح مصادر التمويل من طرف الحكومات (فلا يزيد ما يتقاضاه الباحث المتخصص في التقنيات العليا في فرنسا، عما يتقاضاه ساعي البريد فيها-على سبيل المثال- مما أدى إلى الإضراب الجماعي لهؤلاء في عام 2008 والتهديد بالهجرات خارج البلاد)،

و كما تبين في لقاء شنغهاي الأخيرلعام 2009، فإن التقنية العلمية انتقلت بكاملها إلى آسيا، وهناك من يضم روسيا ألى هذه المنطقة، لان أكثر من ثلث أراضيها مسلمة، أومتاخمة للمناطق الأسيوية المسلمة أوالبوذية، او البراهماتية، أو الكونفوشيوسية، علما بأنه ليست هي المرة الأولى التي تنهار فيها الحضارة الأرقي والأكثر تقدما في التاريخ، مما يزيد المشتغلين بالشان الغربي ارباكا وتشويشا، الذين توصلوا الى يقينية أن شمس الحضارة المقبلة ستشرق من جديد من مشرقها، وأن غروبها عن الغرب لا ريب فيها حيث تضم لائحة الوارثين الجدد تلك الدول الشرقية الأصلب عودا والأقل مكسرا وهي : الصينيون (الكونفوشيوسيون)، والروس (الأرثوذوكس القيصريون) والإيرانيون (الفرس الشيعة)، والأتراك (التتارالسنيون) الذين يقضون ليل نهار مضاجع الوليدين الشعيين للغرب المنهار: إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، اللذان يعانيان اليوم أكثرمن أي وقت مضى، من الأعراض الباثولوجية الإكلينيكية، للتفكك والانهيار والنهاية الحتميةلأنظمتهما، بالرغم من هذاءات وألاعيب أوباما المسرحية، وشطحات ساديات ناتانياهوالتلمودية، وخربشات مجموعة بروكسل المهترئة المتواطئة، وترقيعات المنظمات الدولية التحايلية، وخنوع وخيانات الأنظمة العربية المعتدلة ومساندتهما في إطالة أمد (إسرائيل والولايات المتحدة) في السر والعلن بالتضحية بكرامة شعوبهم وبخيرات بلدانهم ..وتلك وأيم الحق من أكثر الأشياء عجبا في هذا الزمن (الأمريكي –الإسرائيلي ) الغريب

أين هم العرب اللاهون؟

والملاحظ أنه لا ذكر للأعراب الجدد في قائمة الوارثين للحضارة الغربية المنهارة، بالرغم من عزهم النفطي، وتعاليهم في البنيان، وعلو شأوهم في المال، وذيع سيطهم في التأمرك والتغرب والتأسرل، والتحديث الفج والتحضر القمئ، مع كثرة أحزابهم ومنظماتهم وجمعياتهم المدنية وكثرة تهاطل بذاءات مبدعيهم ومبدعاتهم ومتنوريهم ومتنوراتهم وإعلامييهم وتهريج قنواتهم، بل ومن المضحك-ذلك الضحك المريرالثقيل الضحل، الذي هوأخبث أنواع الضحك- حسب صمويل بيكيت أن هؤلاء العرب المحدثون، هم من يجاهد في إطالة أمد هذه الحضارةالمنهارة في السربضخ المزيد من الأموال في الأبناك الغربية المنهارة، والإستثما في المشاريع الأجنبية المشبوهة والمساهمة في تحريك ماكينات الصناعات الغربية الرهيبة، لإصرارهم على البقاء مجرد متسكعين لاهين ومعربدين على هذا الكوكب، بالإستهلالك المحموم لكادجيات الغرب مثل الأطفال والمراهقين والتطبيع النفسي والأخلاقي والسلوكي والثقافي مع الأسرلة والأمركة والتأورب، وفي العلن عن طريق النخب التنويرية اللامعة التي تمارس ساديتها ونرجيستها على الأمة لكي يستقرفي قيعان لاشعورالأمة، أنه لا سبيل إلى التغلب على بني صهيون، لا بالنفيرولا بالنقير، وأنه لا مناص لها من الحداثة الغربية ونبذ التراث جملة وتفصيلا، والقبول بالعيش المشترك والاندماج الكلي مع تراث البشرية الأعظم :التراث العبري ، أوالطوفان، ولا عاقل يدري عن أي تراث يتحدثون ! وأي حداثة يلهجون بها ويدندنون !، وبأي طوفان يهددون !!!

للبحث صلة

د‌. الطيب بيتي العلوي:باحث مغربي في العلوم الأنثروبووجية /باريس/فرنسا

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1387 الثلاثاء 27/04/2010)

 

 

في المثقف اليوم