قضايا وآراء

ملاحظات عامة حول قصائد "زلة أخرى للحكمة" لجريس سماوي

مع التركيز على أحادية المكان سواء كان واقعيا أو رمزيا أو تجريديا . فالمكان هو فضاء الذات الحادسة في قصائد: "كلام"، "تحية"، و"طقوس" . وهو مساحة الظل في قصيد "عاشقة" . اللوحة التشكيلية في قصيد "قبلة"، الفضاء الشاسع في قصيد "ماشا وأغنية الغجري"، البحر في القصائد المنضوية في "باب الماء"  الفضاء المطلق في قصيد "العناصر"، الحلم في قصيد "الصديق"، الحقل في قصيد "الرغيف"، الجزيرة في "نساء لم يولدن بعد"، الذاكرة في قصيد "إرث" ، النهر في قصيد "خيانة النهر"، الكنيسة في قصيد "كرسي الاعتراف" ، العينين في قصيد "امرأة متخيلة"، غيمة حلم ما في قصيدة " فريسكو على جدار غائم"، الرواق المقدس في قصيد "هوذا يولد كالنحل"، المدينة في قصيد "كما يرى الرائي"، كف امراة في قصيد "امرأة متخيلة "، و الحانة في قصيد "رقص" .

 

القص هو حكاية الشاعر يختلف باختلاف الحكاية وأجوائها الأسطورية وترميزاتها الدينية وألفاظها الموقعة حسب الحالة النفسية، تستحيل إلى جسد للقصيدة والأصوات المنبعثة منها . وبما أن الشعر هو حكاية في الخيال، فهو يصهر المعاني صهرا لتفضي إلى قصدية معينة وإلى وحدة المعاني في معنى مندمج، تتناغم تطوراته من السابق إلى اللاحق  مع تقطيعات لا تحيل إلى ومضات الذاكرة بقدر ما تحيل إلى الرعشات الروحية للذات الشاعرة وهي تنطلق وترتد، تعلو وتخفت، تبلغ الروح وتنأى عنها .

 

أما شخصيات الحكاية فهي واقعية ورمزية وتجريدية تتماهى مع صور القصيدة في حسيتها وفي تشكلاتها الفكرية وفي تخييلها، وهي شخصيات غير غائمة بل هي معروفة في المنطوق الأسطوري والديني والشعري .

 

 وتختلف أجواء القصة في القصيدة  من قصيدة إلى أخرى إلا أن السمة العامة هي اعتماد الضوء والظل، والواقع والحلم، الأسطورة ووهم الشعر . ترتفع بالذات الشاعرة  فالذات القارئة إلى الأسئلة الوجودية  الملازمة للشعر منذ نشأته . هذه القصائد تناشد الحياة وتختبر الموت، وترتد إلى الفناء وتعانق الكون والخلق والتجلي، تنبعث منها شحنة التأمل الصاخب مع العناصر الكونية ليرتسم التأمل عبر وسيط فني سواء كان رقصة أو لوحة أو طقس طبيعي لمشهد مسرحي أو رؤية ترصدها نظرة سينمائية .  فقصائد الديوان تحفل بالتشكيل الفني، ولكن كل قصيدة تختلف عن الأخرى باختلاف الفضاء وحالة الكتابة والأصوات التي تستقدمها، وهي بمثابة بطاقة شعرية تدخل القارئ إلى أجواء الفن الغامض  .

 

وقصائد الديوان التي كتبت على مدى ربع قرن حسب تواريخ كتابة القصائد، هي التفجير المتأني لينابيع الخلق في اللغة . وهي التشبع بالتعبيرات الفنية البدائية، عودة إلى "طفولة الفكر البشري" إلى رقصات الصيد الأولى، إلى مشاهد الأعراس في أساطير التكوين، إلى المدارس الطبيعية، والقراءات في الأديان المقدسة وغير المقدسة . هي اكتشاف للكون والحياة في عوالمها وتجلياتها الساحرة من خلال "الوجدان الغامض" . وهي توسيع للحظات الوجدان في رؤية عوالم الذات من خلال فضاءات تهندس لحظات اللاوعي الخلاق . فقراءة هذه القصائد تحمل القارئ إلى ينابيع إنسانية حين يدمج الشاعر الأشياء والموجودات في ذاتها، تتمثلها قوى ساحرة، ثم يحول قواها إلى ذاته، فيرى العالم الخارجي من خلال رؤاه .

 

يروض الشاعر اللغة لتستحيل إلى حرير  شفيف يعلو إلى مركز الضوء، يلتف بها وينأى عنها، وهي اللغة اللينة الرخوة . القصيدة بهذا المعنى لحظة وجد صوفي تتراقص على معزوفة الجسد المنتشي، هي قصيدة تناشد اكتمال المعنى في قالبها الشعري القصصي، أما القصائد الومضة وخاصة المنضوية في باب "الخيانات والوعد"، فهي لحظة تكلس المعنى في بداياته واتساع فجوات العدم في حالة غياب الرؤيا .

 

"زلة أخرى للحكمة" هي اللغة في تشكلاتها الجمالية وفي روحها المبدعة تصبو نحو الدهشة والاكتمال، وهي اللغة الملتصقة بالأرض والحس والحقيقة البشرية، لواقع الناس العاديين يترددون بين لحظات الحكمة والجنون، والتصوف وشهوة الحياة الحسية، الشك واليقين، الذهول والحيرة . هي ترصد تقلبات الذات الشاعرة وتناقضها، تناقض مشاهد الحياة، وتقلب عناصر الكون في هدوئها وصخبها . متلونة تلون النور والعتمة والألوان الهجينة والحارة والباردة . هي قصائد تختزل الشاعر الإنسان الكائن، وما التناقض إلا عودة إلى بدء في فضاء فني للقصيدة يهندسه الشاعر بصوره الشعرية المتنامية تحل المرئي في اللامرئي وتفتح مجالات قصية أو قريبة في الرؤية .

 

وتلعب تركيبة الشاعر جريس سماوي النفسية وانتماؤه إلى تراث فني وديني يستقدمه في شعره، وتكوينه الأدبي والفكري الأثر البليغ على كتاباته التي أضحت ارتسامات لصور وظلال للرؤية وصدى الأصوات القادمة من الذاكرة، وهو في تنقله من بيئة ذات ملامح بدوية ورعوية زاخرة بالموروث الفني وفولكلور بلاد الشام إلى الولايات المتحدة الأميريكية في بداية شبابه ليكتشف فضاء مكاني مختلف يبعث على التجريب والاكتشاف والمغامرة، يقف على الأرض الأم وفكره مشغول بحيرته الجديدة في ظل بيئة لم تعد تمنحه يقين الحكمة التي تغذى بيقينها في الكنيسة وفي عيشه في بيئة عربية أصيلة، و في تلك الحيرة بزغت شمس الشعرية في لغة الشاعر، فالتجربة الشعرية ترصد حيرته أمام عجز العلم على تحديد كينونة الشاعر، كما أن الحكمة أضحت تنطوي على معارف ساكنة، تقوضت وتصدعت أمام قلق الشاعر الوجودي فصار شعره من خلال ما يبدعه من لغة خاصة لغة قادرة على التخلص من الرواسب المرجعية للحكمة القديمة، وقد تحول هذا التصدع إلى نظام مستحدث في قصيدة الشاعر المتسمة بالوضوح من حيث البناء والقصد على قلق الشاعر ..

 

واللافت في تجربة جريس سماوي الشعرية تمركز ذات الشاعر الحادسة وهي تنهل من تراث صوفي ومن ينابيع الأساطير، وتستقدم نصوصا دينية( القرآن والانجيل )، فإذا بالشاعر المغامر يخرج من نواميس الحكمة القديمة، ولا ينفصم على يقين البدايات، فقصائده محملة بالعشق الايروسي للحظات الحدس والتجلي، يحفر اللغة، ويعيد بناء منطقها، عند الإفاقة على اللحظات المشحونة بحيرة الصدمة والإفاقة على واقع جديد،وما تلك الإفاقة إلا رجة أعادته إلى الينابيع بعدما تصدعت طبقات متكلسة من اللغة المائتة .

 

 

 

جمال الحالة الإنسانية في "زلة أخرى للحكمة"

رؤيا الجمال

 

الجمال نور يشع في الأشياء فنبصره بحواسنا و في الأعماق فنبصره ببصيرتنا، وهو يكشف عن نفسه حين يخاطب الذات الشاعرة عن طريق الرؤيا، يعبر بلغة العاطفة ويخاطب القلب . هو فيض من الأحاسيس الجمالية  تندفع كالسيل، وما اختيار الشاعر للورد كرمز للجمال  إلا تأكيد على الرؤية الباطنية للجمال وقد تشكل وردا . والورد في تعدده وفي وحدته، هو تناسل لكل الدوائر الممكنة للذات المتمركزة في نقطة وجودها تعيش درجات الفيض الروحي، فإذا بالجمال المتشكل في صورة الورد، يلتف بالورد طقسيا وشعائريا، يتهجد روحيا وفكريا: (أيها الورد / يا ذا البهاء الخفيض ../  أنربأريجك ديجور نفسي / وطف عريها " بأقدامك الناعمة / وبارك بزيتك إطلالة نائمة / في غدي / وطوب حشاشة يومي وأمسي / وصوب بطهرك خطوي وهمسي / وطهر رؤاي وحسي / وحلق على غبش الروح / معطفك الأرجوان المبلل بالفجر / والمرتوي بالندى / والأماسي / ألا أيها الورد / يا ذا البهاء / ويا ذا الرجاء / ويا ذا المسرات ../ يا أيهذا النبي المؤاسي / ويا أيهذا النبي المسمر بالحلم / والممتلئ بالنعاس) ص 92-93-94 .

 

الورد جمال يمتلك صفة النبوة المتمثلة للوحي والإلهام، المرددة لكلمات الغيب، كرؤيا الرومنسي تحيلنا إلى الجمال النمطي، أي "الخاصيات الخارجية للأجسام" المتماثلة الموجودة في الكائنات والتي يمكن "الاستحواذ عليها من خلال خاصية الرؤية"، وفق المدرسة الرومنسية، تلك الرؤية الجوهرية التي لا يمتلكها إلا الشاعر في حالة الصدق والطهارة الروحية . وهو الجمال الحيوي المتولد عن الجمال النمطي وفق المدرسة ذاتها . والشاعر وهو يتوجه للورد بالدعاء، فكأنه يتذرع للذات الإلاهية، فثمة رجاء وصفاء، ولكنها الرؤيا الشعرية في حالة الوجود في تيمة بين الوعي واللاوعي، وذلك ما تجسد آخر القصيدة (ويا أيهذا النبي المسمر بالحلم / والممتلئ بالنعاس). وما الورد إلا قناع للرؤيا، وشكل خارجي للذات التي تتمثله، فإذا بالورد ذات فردية ذكورية في صيغة الجمع، تجمع ذات الشاعر وشعريته في مركز واحد . وإذا بالذات الشاعرة تلتف في معطفها الأرجواني، والقناع هنا صورة تشكيلية للوحة، ينقل لنا الشاعر حركية الجمال في حيويته المهذبة، فهو الجمال في صورته المرئية واللامرئية، وقد كرر الشاعر مناجاته: "ياذا البهاء" للتدليل على النشوة عند الاستحواذ على الصورة الخارجية للجمال .

 

وبنى الشاعر سلسلة من الأفعال نستشف منها الحلول (أنر / طف / بارك / طوب / طهر). وهذه الافعال تدلل على ما يمنحه الجمال النمطي المتشكل في صورة الورد من الضياء . فهو ينير النفس في عريها الروحي ويلازم الإنسان في كل أزمنته (غدي / يومي / أمسي) لينصهر الزمن الذاتي وتنمحي فواصله، إذ ذاك تتكشف الرؤى .

 

والسؤال الموجه هنا: هل هرب الشاعر من المجتمع على غرار الرومنسيين؟ أم أنه يكشف عما يزيد عن الواقع حسب عبارة "بوجن"؟ أم أنه في تعبيره عن جمال الحالة الداخلية يستند إلى موروث شعري رومنسي، فكان السبب الحقيقي للعودة إلى القاع حيث البدء المغسول بتراتيل النبوة؟

 

 ومهما يكن من أمر، فالتلاقي بين القا (الروح) والسطح المرئي المحسوس، فقد استند إلى الرؤيا التي ارتفعت بالذات الشاعرة إلى تخوم المعنى في حالة الإحساس بالجمال .

 

الرؤية بعين شعرية

تلتقط عين الشاعر الصور الخارجية الماثلة أمامه في الواقع، الواقع كمصدر من مصادر الإبداع، يدرك عن طريق العين الناظرة وهي تحفل بجمال الصورة، وتركب الصور الأجمل في لقطة مجزأة إلى لقطات من أجل إبراز ذلك الكامن في مكونات الصورة والذي يعكس حالة الشاعر، ففي قصيد "وردة" يلتقط صورة إمراة تراود وردة حيث يتعاكس فعل الافتتان بين الأنثى في صورة المرأة والأنثى في صورة الوردة، على أن السؤال الذي ينهي به الشاعر قصيدته (من منهما تستنشق الأخرى وتدنيها إليها؟).

 

إن اختيار هذه الصورة مرتبط بذلك النرجسي الكامن في الذات في المرايا المعاكسة والتي تستحيل إلى صور مزدوجة ومشطرة تكشف عن التأثير العاطفي على المتلقي عبر المشاهدة والأحاسيس والأفكار المتولدة عن فعل المشاهدة  والمفضية إلى طرح الأسئلة التي يتخافت وقعها شعريا في سؤال يحيل إلى الدهشة ويفتح أبواب اللحظة الجمالية الكامنة في الذات، فالدهشة وهي تفلسف الصورة تحمل الذهن إلى أجواء مرئية،  وتبدوعين الشاعر  مرآة لقداسة روح اللغة و "قداسة فعل المشاهدة" لتستحيل الصورة الشعرية إلى تجليات لحظة صوفية تنشر بهائها .

 

وامتزاج رائحتي الوردة والأنثى في هذه القصيدة  تفتح حاسة الشم لاسترجاع تلك الرائحة العبقة عند فصل الحواس الأخرى والتركيز على الرائحة، فالرائحة، هي ما يبقى من الأشياء والموجودات التي لا تضمحل بزوال الأشياء تماما كرائحة الملابس تحيي صور الموتى . والمرأة والوردة كائنات آفلة، إلا أن النظر إلى الحياة الكامنة في الأشياء لن يبصر إلا شعرا، لأن اللغة الشعرية تكشف الحياة تنأى عن مرافئ الموت، وللشاعر عينه وهي تبصر الأشياء في تفاعلها الحيوي . فالشاعر لا يحفل بالشكل الخارجي للموجودات على جمالها، فبهاؤها يكمن في ما تتركه من آثار وأصداء وظلال وأحلام (حملت بتيه وردة في راحتيها / وتلمست أوراقها / برأس إصبعيها / ورنت إلى بمقلتيها / وببرهة رفعت الشفتين وردتها / وضمتها إليها / فتساءلت عيناي / من منهما تستنشق الأخرى وتدنيها إليها؟) ص27-28 .

 

فالشكل الخارجي أضحى فنيا في هذه القصيدة  والوسيط الفني في هذه القصيدة هو السينما، الصور التي تلتقط بعين الشاعر  في تحولها إلى شكل فني، فالعين كالكاميرا، وهي تعكس اللقطات، ثم ترتبها، وتقربها، أو تبعدها، تكشفها كاملة أو جزء منها، تعطي لتلك اللقطات شكلا ومعنى،  وقيام الشاعر بتركيب تلك اللقطات وتجزئة الحركة بين كائنين يشتركان في الرائحة الخارجة عن الصورة الجامدة هي اقتراب من الروح وتعكس الشعور الداخلي للفنان . ويكمن الاختلاف في الرؤية بين عين الشاعر وعين السينمائي أن الشاعر ينفث الحياة الداخلية في الصور وهو يعطيها رائحة الأحياء، ليخلع عنها صفة الموت . فالمرئي والمعنى الكامن في نفس الشاعر صنوان، وإذا بالصورة في تشكلها وتعددها تبرز دوائر التمثل الإبداعي لدى الشاعر واشتراكه مع ذلك المتمثل صورة ورائحة في تيمة البهاء .

 

وتبدو صورة المرأة قناعا لذلك الجمال الذي يراود القصيدة وتراوده، ولكنه الجمال الذي يحيل إلى معنى مطلق، عبر تغلف اللغة الشعرية في قصيدة " عاشقة " بالعشق ذي الدلالات الصوفية والحدسية (من هو / وأرخت على حيرة الروح أمي السؤال / وراحت تفتش عيني عنه / وتبحث عن ظله في ثيابي / وتوغل في لومتي وعتابي / وتسألني من هو / وداريت صمتي / وغالبت دمعي / وآليت الا أقول لها من هو؟ / من هو؟ / وحلق حولي الضباب / وأشعلني البرق / حلت بي النار / ماد بي الملكوت / ودار بي الريح / هز دمي رعشة واضطراب / وآليت ألا أقول من هو؟ " ص20-21، فالأنا لا يتحدد ولا يؤيقن وإنما يبث بعض سماته وملامحه من خلال ظله ونور برقه ووهج ناره وصوته السيكولوجي ورعشاته الروحية وظلاله الأسطورية، فالقصيدة لا تبوح بأسرارها وهي النارية في رغبتها الايروسية المتواصلة في الحلول في اللغة .

 

 واللحظة الحادسة في شعر جريس سماوي كامنة في ذات الشاعر يرى ظلالها في صورة المرأة وهي تحجب وتعلن . تبث بعض أسرار البهاء وتخفي البعض الآخر . هي القصيدة برموزها المتراوحة بين البهجة والأفول، بين الوجود والعدم، تحمل في نسيجها الخلق والعدم، هي صورة مائتة، لكنها تترك وهجا "كشرط أولي من شروط المعرفة" في حال انقضائها ومرورها .

 

وصورة الأنا المذكرة لا تعكسها الذات الشاعرة في صورة مماثلة لها لأن ذلك الفعل من الاستحالة، من ثمة عكس الشاعر هذه الرؤية لذاته من خلال قصيدة "العاشقة" الواردة على لسان الانثى . وكأنها القصيدة تسائل خالقها عن صورته دون أن تظفر بجواب . هي القصيدة كزهرة اللوتس تسير في موكب جنائزي نحو خلودها دون أن تدرك سمات الخلاق والأسرار التي تحملها بين طياتها، فقد كتبت بكساء اللغة التي ينخرها القلق الكوني، فما اللغة إلا الأرض الناقصة التي لا تخصب في غياب روح الشاعر و ضوء اللحظة الحادسة .

 

...........................

(1) زلة أخرى للحكمة، ديوان لجريس سماوي، صادر عن المكتب المصري للمطبوعات، 2005، ط1

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1388 الاربعاء 28/04/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم