قضايا وآراء

ايضا ... عن بعض البغداديات الجواهرية الراهنة

ونسجل  من جديد لقطات تحمل اكثر من مغزى  كما نظن، وليس كل الظن اثمُ، في عالم اليوم، الملئ بالعجيب وبالغريب المتراكم ...

... نشهدُ حوارا بين جمع أليف، ومن بينه :  مقدم عسكري، باسل، متقاعد برغمه، وكادر سياسي سمير للنشاط الميداني، و"بطران" مسرف في الاثارات  اللامتناهية ... الى جانب معنية  في العمل الجماهيري،  تركت السويد وترفها لتعاشر الاحياءالبغدادية الشعبية ، واخر فاعل  في منظمة للأمل في عراق اليوم، .. . ويحتدم النقاش حول السياسة والاقتصاد  والدين والثقافة، ويكون الجواهري حاضرا : شعراً، ورؤى ومواقف اباح بها، ونشرها،علنا قبل ازيد من ستين عاماً، وما برحت نيّرة  كأنها بنت اليوم، يستشهد بها، ويدعو  لتبنيها العديد من الدينين والعلمانيين ومن بينهما من  "الوسطيين"  وغيرهم ... اما هو القائل :

أنا العراق لساني قلبه ودمي فراته وكياني منه اشطارُ

... نزور- ومعي احد ابناء الجواهري - مديرية الاقامة لتمديد  فترة البقاء في بلاد "نا" عشرة ايام اخرى فيلتف حولنا ضباط شرطة ومراتب، وليحتفوا بنا بما هو ميسور، و ليسألوا عن بعض مقامات الشاعر والرمز الوطني  في براغ، التي جئنا منها زائرين ، وليتباهى امامنا  ضابط امن في العراق الجديد، ببعض معلومات، واعتزازٍ بصاحب " دجلة الخير"...

...نلتقي شاعراً، صادق العطاء، عاش سنوات شباب بهيجةٍ في براغ، فراح وعلى مدى اربع  ساعات في ذكريات واستذكارات خاصة وعامة، يطوفُ  الكثير منها،ويحوفُ  حول جملة من الاستثنائيات الجواهرية الشعرية والاجتماعية  والغزلية و... تداعياتها، وليوثق – صاحبنا- وهو شاهد عيان، كيف كان الشاعر العظيم صريحاً ومباشراً وجريئا في عشقه للحياة والجمال، ودون مدى، ولنستذكر سوية :

لو قيلَ: كيف الحبُ، قلت : بأن تُداء ولا تشافى

.. نزج في "معمعان"  عائلي، جمع بين اباء وابناء وحتى احفاد، فتتزايد تساؤلات وتمنيات لو يتحول منزل الجواهري- االاول والاخيرفي بغداد – الى متحف لاثاره ومنجزه الابداعي، قبل ان يُزال شيوعُه، ويضيع بين هذا وذاك، وليُجهدَ،ولربما بعد اكثر من الف عام تالية – كما هي حال  المتنبي الخالد – فيبحثُ لصاحب " دجلة الخير " عن مقام هنا اوهناك  ...

...نزور وزيرا، لطيف السجية، للمجاملة والتشاور في شأنٍ وظيفي، ومعي  صديق ظافرٌ بالاخلاق، واذ باكثرمن نصف وقت الزيارة ينقضي بالحديث عن بعض محطات الجواهري الستينية في اوربا، وهو في المغترب االاضطراري، وكيف كان الشبيبة والطلبة الكورد به، ومن بينهم الوزير ذاته، يحتفون بشاعر الامة العراقية  بكل محبة وتقدير، وخاصة وهو صاحب العصماء الحديثة انذاك ونعني بها  ""قلبي لكردستان يهدى والفم  "" ذائعة الصيت ...

......وندعى لاحتفال الحزب العراقي الاعرق، بمناسبة ذكرى تأسيسه السادسة والسبعين،وحيث   الاحباء والاصقاء " من قطعوا ومن وصلوا...." واذ بالعديد من  لافتات، الاحتفال، وكلماته، تتباهى وتنقل هذا المقطع الشعري او ذاك من بعض قصائد الجواهري الوطنية والسياسية الاشهر ....  ثم نخرج سارحين في شارع السعدون الزاهر شيئا فشيئا، لتطالعنا، وليس بعيدا عن موقع ذلك الاحتفال الحافل  سوى بعشرات الامتار فقط، وفي ساحة التحرير بالذات ، حيث  وسط العاصمة ، لوحة شامخة تحمل بعض  ابيات منتقاة من قصيدة " امنت بالحسين " االعينية المتفردة في تمجيد البطولة والتضحيات الاجل، والهاتف مطلعها بشموخ :

فداء لمثواكَ من مضجعِ، تنورَ بالابلج الاروعِ

...وتقودنا صداقة جديدة لزيارة القائم باعمال رئيس تحرير الصحيفة العراقية الاولى، فنتسامر  ونتحاور في رواهن متنوعة ... ثم ليدور الحديث، وكالعادة في مثل تلكم المجالس الثقافية والاعلامية، عن الجواهري، ول "نتفاوض" حول امكانية المساهمة بكتابة دورية  او توثيق او تأرخة، عن الشاعر وتراثه وارثه الثري ...

... اما عن حال واخبار " مركز الجواهري في براغ " ونشاطاته وظروف عمله المتاحة، والممكنة، وما الى ذلك من شؤون وشجون ... فلربما لا نبالغ في القول ان ذلك الامر كان دائم الحضور في مجمل اللقاءات ذات الصلة، وعلى مدى  الايام العشرين التى تقضت ببغداد وكأنها سويعات فقط ... اما الملموس من كل ذلك  فهو مؤجل كما يبدو والى اشعار اخر، لانشغال اولى الامر والنهي، وهو ما ندعيه بالنيابة عنهم ...

....وهكذا اذن، جهدنا ان ننقل بكل ايجاز ما نحسبه بعض حصاد عن محطات ابرز في بغداديات جواهرية انية، نثق انها ذات اكثر من مدلول ومغزى... وللحديث تتمة كما يقولون                                  للاستماع الى مقاطع من بعض قصائد الجواهري، بصوته،يُتابع الرابط ادناه

http://www.iraqhurr.org/content/article/2023090.html

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1392 الاثنين 03/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم