قضايا وآراء

الصحافة الورقية والصحافة الألكترونية ما لها وما عليها

وأصبحوا يتجهوا لقراءة الصحف والمجلات الألكترونية عبر الشبكة العنكبوتية، ومتابعتها باستمرار، ومتابعة ما بها من اخبار ومعلومات وقصص وأحداث عالمية او محلية، وما لذ وما طاب من القصص وخلافه، والتعليق عليها بشتى الوسائل الممكنة، وبكل ما يجول في نفس القاريء من ملاحظات، سواء كان القاريء رجلا او امرأة وغيرهم من المهتمين بهذا المجال.

تراجع كثيرا دور الصحف والمجلات والكتب الورقية، وما آل حالها اليه، بعد بزوغ الصحف الألكترونية وانتشارها، كانتشار النار في الهشيم، حقا ان بزوغ وانتشار مواقع الصحافة والمجلات والكتب الألكترونية على الشبكة العنكبوتية، اصاب الصحف والمجلات وصناعة الورقيات بشكل عام بصدمة كبيرة.

لا شك، ان ظهور الشبكة العنكبوتية وما بها من زخم الصحف والمجلات والكتب والمواقع والمنتديات الألكترونية، اثر كثيرا على انتشار الصحف والمجلات والكتب الورقية، وحد كثيرا من اهميتها وانتشارها وتوسعها، وهذا يعود ايضا، بسبب ان الصحف وغيرها من الورقيات لم تتطور كثيرا عبر السنين الماضية، لا بالصورة، ولا من خلال الموضوعات والأفكار المطروحة، واصبحت اسيرة لما تكتبه للأنظمة الحاكمة او الحزبية او الممولة لها، وأصيحت تهتم بالربح، اكثر من اهتمامها بالحدث وبالكلمة الموضوعية والمهمة، وبقيت تسير على نفس النهج والمنوال، منذ عشرات بل ومئات السنين، في الوقت الذي تطور فيه القاريء فكريا وعلميا وتكنولوجيا، ولم تعد الصحافة الورقية، مباحة لكل من هب ودب كالصحافة الألكترونية، فهناك احتكار لها من الكتاب، ويفرضوا افكارهم الخاصة بهم على القاريء، نفس الفكر والمنهج، وبدون اي تطور يذكر، ولم تعد تساير الواقع المتغير والتقدم العلمي والألكتروني، خاصة في مجال الاتصالات والثورة التكنولوجية الحالية، كما ان حرية التعبير بالصحافة الورقية، محدودة جدا، وليست متاحة للجميع، خاصة الجنس اللطيف، والذي يعاني كثيرا من الكبت والحرمان، وفي شتى المجالات وامور المعرفة، وبالمقابل فان حرية التعبير من اقصاها لأقصاها متاحة في الصحافة الألكترونية، خاصة للجنس اللطيف من النساء واللواتي عانين كثيرا من القيود المفروضة على حريتهن من الأهل خاصة والمجتمعات بشكل عام، فانت ترى في الصحافة الألكترونية، الكثير من الجرأة والشجاعة والصراحة في طرح المواضيع والتعبير عما يجول بالنفس من قضايا وامور مختلفة وخواطر، في الكثير من الموضوعات، التي يبحث عنها القاريء، ويسعى اليها بنهم شديد، سواء كموضوعات مثل الجنس والسياسة والدين وغيرها من الموضوعات، والتي كانت تعرف بالمحرمات او المحظورات في الصحف والمجلات الورقية.

يستطيع الكاتب او الكاتبة الآن، طرحها بكل يسر وسهولة عبر الشبكة العنكبوتية وفي عشرات المواقع، وهي تعبر عن مكنونات نفسه البشرية، بدون ان يعرف على نفسه، خوفا من الانتقاد او الفضيحة، بينما هذا الشيء، يكاد يكون مفقودا في الصحافة الورقية، خوفا من الحساب والعقاب والمسؤولية والفضيحة وخلافه.

ان متابعة الحدث في وقت حدوثه، اكثر اتاحة على الصحافة الألكترونية منه على الصحافة الورقية، وبالصوت وبالصورة في احيان كثيرة ايضا، وهذا راجع للتقدم التكنولوجي خاصة بموضوع الاتصالات، ونقل المعلومة، بينما هذا الشيء في الصحافة الورقية محدود جدا، وحتى يصلك الحدث من المكان والزمان الى المكان والزمان المناسب، تحتاج ليس اقل من اربع وعشرون ساعة، حتى يطبع العدد الجديد من الجريدة اليومية وخلافه، حتى ان الصحافة الألكترونية تتيح للقاريء الاتصال بموقع الحدث والاستفسار عن اسبابه ومسبباته من ذوي الأمر والمعنيين به، واخذ كافة المعلومات قبل ان تصيغه ايادي المحررين واللعب بمضمونه بطريقتهم الخاصة في الصحف الورقية، وبذلك يكاد يكون السبق الصحفي بخبر كان، ولم يعد له اهمية تذكر، بعد ظهور الصحافة الألكترونية.

ان الشركات التجارية الكبرى والصغرى، بدأت تلجأ لنشر دعاياتها والترويج لبضائعها عبر الشبكة العنكبوتية، اكثر كثيرا مما كانت تنشره على صفحات الصحف الورقية، وبذلك تأثر الوضع المادي كثيرا للصحف الورقية على ارض الواقع، وتكبدت كبريات الصحف الورقية خسائر مادية جسيمة بهذا المجال، حتى ان كبريات الصحف في اوروبة وبريطانية بالذات، اغلقت صحفها الورقية، بعد ان تعذر عليها مواصلة تحمل الخسائر المادية المتلاحقة يوما بعد يوم.

كيف يمكن للصحف الورقية والصناعات الورقية بشكل عام، المحافظة على وجودها، ولا تتراجع الى الخلف، والحد من خسائرها اليومية، والتي قد تقودها الى اغلاق مثل هذه الصحف، اذا ما استمرت خسائرها بشكل متواصل؟؟؟؟؟؟ قد يرى البعض من المحللين بضرورة ان تفرض بعض الرسوم على دخول المواقع على الشبكة العنكبوتية، بشتى انواعها، حتى تحد من اندفاع القراء الى الصحف والمجلات عبر الشبكة العنكبوتية، خاصة اذا ما تطلب الأمر منهم وجود رسوم باهظة  وتعقيدات اخرى على دخول الكثير من الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية، ولكن من هو الذي سوف يطلب، بفرض مثل هذه الرسوم وخلافه على المواقع الألكترونية او حتى على القراءا ورواد الشبكة العنكبوتية، ولمصلحة الصحف الورقية؟؟؟؟؟؟ وما هو الدافع الذي يدفع المسؤولين على الاقدام على مثل هذه الخطوة؟؟؟؟؟ طالما ان الصحف والمجلات الورقية في معظمها تعود ملكيتها للقطاع الخاص، وما هو مستقبل الصحف والمجلات وحتى الكتب الورقية، اذا لم تعد تجدي منفعة مادية لأصحابها، في ظل توفر بديل مناسب لها وغير مكلف نسبيا على الشبكة العنكبوتية؟؟؟؟؟؟ هل هناك مؤشرات على ان عصر الطباعة الورقية والصناعات الورقية سيتلاشى عبر السنين القادمة؟؟؟؟؟ او ان دوره سيقتصر كثيرا وبأضيق الحدود على امور محدودة جدا؟؟؟؟؟؟ هذا ما لن نستطيع التنبؤ به قبل مرور العشرات من السنين.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1394 الاربعاء 05/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم