قضايا وآراء
الهدف الأساسي للثقافة
فنحن انما نفعله ليسهل تداول الثقافة بيننا، وعلى هذا الاساس تكون أحاديثنا وكتاباتنا وسيلتين لانتشارها.
ولا ريب في انه بهاتين الوسيلتين يمكن تحقيق الهدف الاساسي من الثقافة، وذلك الهدف الذي يتلخص في ان تكون لنا ملامح ثقافية، ومعنى ذلك ان لا نكون أوعية للثقافة نختزنها ونصدرها للآخرين فحسب، وانما لا بد لنا ان نتركها تؤثر فينا وتطبع سلوكنا ومعاملاتنا.
ومن الملاحظ ان كثيرا ما يقال احدنا من كان يظن انه مثقف لانه يكتب او يحاضر، ثم يصاب بخيبة الامل عندما يجده فظاغليظ القلب لا تظهر في سلوكه تلك الملامح التي يتحدث عنها عندما يكتب او يذيع.
والمهم فنحن أفراد في المجتمع لا نحكم على الشخص بانه مثقف لمجرد انه يحمل شهادة جامعية او يتحدث بما لا نفهمه، وانما نحن نعتبر الفرد مثقفا عندما يتصف بالتعاون وسعة الأفق واحترام آراء الآخرين وغير ذلك مما هو معروف.
واذا كانت الثقافة ذاتية و واذا كان المفروض ان يثقف كل واحد منا نفسه طوال حياته، واذا كان من البديهي أيضا ان يلاحظ أثر الثقافة عليه في سلوكه ومعاملته، فان هذه الفكرة ليست الا دعوة لنا لكي يتأمل كل واحد منا حقيقة نفسه مستنيرا بنظرة الآخرين اليه، فاذا أظهر له هذا التأمل انه مثقف حقيقة حمد الله على هذا الواقع الجميل وعمل على الاستمرار في هذا الاتجاه، وان ظهر له انه لا اكثر من وعاء للثقافة توجب عليه ان يعمل على التأثر بها لتظهر في ادائه لواجباته وتعامله مع الآخرين.
زكريا ابراهيم العمري