قضايا وآراء

الماورائة الملائكية في "بيت لحبيبتي فوق القمر" للقاصة جميلة طلباوي

شفافة وأخرى داكنة  في تداعيات وحيثيات (زهرة) .... سطح المعنى يطفو على جغرافية المدار الدياليكتي، الدلالي ـ في مجريات (زهرة " التي افلت، في (فلاش بك) قذفته أمواج الارتداد  بين سطح يغزوه نمل  وشيب ويأس،  فوق سطح قمر  وزفرات  الذي ظفر بسكن بعد فوات الأوان .... في تسريحة قصيدة  تتصدر الصحف، وبين  جدائل " سقف يأوي مواجع لم تندم كالجرح بعد

..سطح " المعنى " في " اهتزازات " التداوي بالوجع، غطت سقف " غواية "  ظل يطفو كالزيت، بين  شفاه المدير المتلعثمة، المفعمة بمعنى " أخر يروي عطش القمر، إذا أصابه الظمأ، ولن يصيبه إلا إذا انزوت (زهرة) ثانية، وانحنت مكانا قصيا لها بين أعمدة الجرائد وبين أحضان رفوف " الموج "(مده وجزره .. بين الجزار والأم ..، وما " ورائية الماورئيات "  وبين ما ورائية " الهوس / بين المد والجزر.أيضا .. بين المدير ومستخدمه، يتوسطهما  أُفول الخوف، والتردي، والارتباك ..في تجليات أخرى  ميتافزيقية تصدر أحكامها / وولاءها المحوري المركزي   جهات أخرى .. تتحكم في " مصل " المعادلة ..(الظفر بسكن)(وفي ذات السياق / الجهة المانحة للسكن) 

معادلة لم تبرح شرنقتها .. لعلها ستكتب فوق سطح القمر (عقد زواج) كوثيقة لولاء إداري، محوري، مركزي .. لكن الموج أفضى إلى الضفة الأخرى كخيار بديل  لهذه الوثيقة الصادرة من / إدارة صلدة / عكس خفقان القمر // ووهجه، وأفوله، أحيانا  ليظهر من جديد .. يتوسط المدير والشاب في محاولة " للشفاعة "

جنح الظلام في المواجع أربك الخيط  الأبيض من الأسود، وحكاية الدجاجة والديك، ليعلن ولاءه للبعد المركزي الولائي  في " المكان الذي انتدبه قصيا " هذه المرة بين موج  وآخر. وبين خفقان وآخر ..  وبين وطن وآخر

المد التفاؤلي في / بيت لحبيبي فوق القمر " انعطاف من  انكسارات ظلت حبيسة..رهينة  / دوران النمط المعماري الهندسي في هذا العمل ..وفي استهلالها لهذا العمل تقول المبدعة القديرة / القاصة جميلة طلباوي " ها أنا وصلت إلى سطح القمر دون أن أدري بعد رحلة أدمت قدميّ،و لم تعد ملامح تلك الشجرة التي طالما أسندت إليها ظهري تظهر لي، ربّما لأنّنا حين نبتعد عن مكان ما التصقنا به و التصق بنا هو أيضا يشعر بمرارة فراقنا و يقيم حداده الأسود الذي قد يغيّب وجهه عنا "

 ضمن هذا المنحى المعماري السوداوي، السرمدي، الانزياحي، والبلوري أيضا.. يتزايد " ثغاء " الأنين، ليلتحم بشجرة " عش " انكسارات، سيظللها الدفء .. وما أجمل أن تتغلب الأحاسيس الدافئة.. الملائكية  على صلد  الصخر في جميع منحيات الحياة ..

صورة جاذبية، جذابة، ومؤثرة، تربك الشر لتشركه بشره، ولينتعل " الخير " منحى الصيرورة والديمومة ..

التعاطي مع الحداثة، واستحداث / معمار هندسي فني، أضفى على هذه القصة رونقا" سلوكيا "  جديرا بالتأمل  والاحترام، كان من المتوقع أو المزمع أن ينزلق ' المنحى العام  صوب السلب، لولا حنكة القاصة، وترويضها للبطلة   في بناء معماري  فني أخاذ، حيث دثرتهما بلغة (تدويرية) تحكمت في المفاتيح  وفي الدواليب، وصدت الأبواب  وشرّعت أخرى على نهايات مفتوحة .. فكان هذا المد  الانكساري  عملا ايجابيا، وان آلت النهاية إلى  محاصرة الأم لزهرة على أن تتزوج بالجزار ..

كان القمر يلمع، ويحتفي... ويتراقص .... ظل مآلا للصدق في هذه  السمفونية الجميلة " بيت لحبيبتي فوق القمر "

كبير إعجابي وتقديري لهذه الرائعة، في انسيابية لغتها، وبنائها الدرامي المحكم، وتأطريها بصدق في مواجع درامية، تدراجيدية  لغة وبناء مع مسألة شائكة (أزمة السكن والزواج) مقابل وثيقة ...

الوثيقة الإبداعية  لهذا العمل الأخاذ نبض شعوري متأجج ظل، ينبض ويتأجج على مدار هذا التواصل " الماورائي " .. الميتافيزيقي ..

انه حقا انسلاخ  المعنى  من فرضية التعاطي مع  إجرام " التهكم " .. في نمط توازني .. تعمره التضاريس اللغوية والإبداعية، وتدثره  مواطن دفء على سطح القمر، على إيقاع  موج ..".كجلمود صخر حطه السيل من عل" (على لسان امرئ القيس)  في ظل انكسارات المدير، / الموظف / الزهرة، هذه الثلاثية المفعمة بالازدواجية بين الشر والخير، وبين أفول القمر ليحضن زهرة في الوجدان إلى الأبد، وقد انتدبت لنفسها مكانها قصيا  بصرف النظر عما آلت إليه حكاية (الأم والجزار) .. مثلما انتدب لنفسه  مكانا ملائكيا .. قصيا بأعلى الموج ..

هل هذا هو القمر الذي حدثني عنه المدير؟.. أجل هو هذا القمر  الذي حدثك عنه المدير بكل تجلياته  وأبعداه الميتافزيقية الإنسانية الوجدانية .. الملائكية،،، وبكل كبريائه وغطرسته،  وتحت السقف بعد (أفول) زهرة)  سيكون نبض لا متناهي، لا يبرح وجدانك .. تفاءل أيها البطل وإن انتدبت (زهرة)  من أهلها مكاناً شرقياً

مغايرا لتطلعاتك وأمالك ..

 

** أحمد ختاوي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1405 الاحد 16/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم