قضايا وآراء

أرفع وسام للابداع الثقافي لابنتنا حوراء النداوي

في بلد غريب عن العراق في تركيبته الثقافية والقيمية وحتى الدينية. وهي الرواية التي دوى صداها في دول العالم وعكست صورة للعراقيين غير الصورة التي يعكسها اليوم الحراك السياسي في التسابق الى المواقع في هذه المرحلة الحاسمة.

(تحت سماء كوبنهاغن) لافتة أعادت الاشراقة الى فضاء بغداد ليرقى ألقا بيد براعم بما لم تستظل سماء العراق من قبل وتكلمت بلسان الانسان العراقي من عمق ديار الهجرة التي كانت حصادا لسياسة القمع الهمجية للنظام الدكتاتوري البائد، كاشفة عن عمق انتماء وهوية حقيقية تتأقلم في بلاد الغرب لكن لا تمحى من ذاكرتها أصالة الانتماء الى العراق في أرضه وشعبه.

وحين يطالعنا ما أنتجه القلم الشبابي للكاتبة حوراء النداوي فانه فاق ما يتوقعه البعض من أن الجيل العراقي الجديد ضعيف الارتباط بوطنه الأم فضلا عن اللغة الأم، واذا به يجد الشابة العراقية في روايتها قد تشربت عباراتها العربية بلغة تكشف عن الانتماء للعراق بما يستند الى الواقع من خلال تجربة ذاتية عكستها أحداث هذه الرواية الصادرة باللغة العربية.

الكم النوعي من العراقيين في الخارج من علماء وخبراء وأساتذة واختصاصيين جعل من الجيل الذي يليهم والذي ولد ونشأ هناك غير بعيد عن قساوة الغربة التي يقرأونها في عيون الآباء والأمهات حتى وإن مارسوا خبراتهم في مؤسسات الغرب، ما جعل خريطة الوطن راسخة في أذهانهم ومهيمنة على جانب كبير من تفكيرهم يظهر في نشاطاتهم الاجتماعية والتعليمية والثقافية كتأكيد للانتماء الحقيقي للعراق.

إن ما يبدعه الجيل المغترب الجديد - والنداوي أقرب مثال - يعطي إشارة مهمة الى إرادة التواصل الحيوي مع الحياة وتنفس هواء الوطن على البعد، ويكشف عن أن الشباب العراقي لا يوقفه عائق في نتاجه الأدبي والفني والعلمي بل يوقد شمعة إثر شمعة في تواصل فريد مع الوطن لرفع شأنه بين بلدان الأرض ودول العالم.

إن هذا الإصدار الأدبي والفني، ونأمل أن يكون بداية الطريق، من شأنه أن يعطي إشارة لشبابنا في داخل الوطن أن لهم امتدادا حضاريا في العالم المعاصر عليهم أن يحتفوا به ويضيفوه الى ما تنتجه عقولهم ومواهبهم. ومن شأن هذا الابداع أن يشكل حافزا لشبابنا للتواصل مع أترابهم العراقيين في بقاع العالم.

وأود التأكيد أن على الحكومة العراقية تكريم أبنائها من الشباب المبدع في العراق وفي اي مكان في العالم، ومن وزارة الشباب والرياضة نوجه الدعوة الى الأديبة الشابة حوراء النداوي وأنها تستحق منا الوسام االذهبي الرفيع للابداع الثقافي، خطوته الأولى توجيه دعوة لها لزيارةالعراق للمشاركة في احتفالية الوزارة بيوم الشباب العالمي في العاشر من آب المقبل في أروع مناسبة لتكريم المبدعين من الشباب وفي المقدمة ابنتنا المبدعة حوراء النداوي.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1432 السبت 19/06/2010)

 

 

في المثقف اليوم