قضايا وآراء

الزبرجديّة في أعمال الفنانة التشكيلية عبير عربيد

كيف لا وهي ابنة بلدة الطيّبة الجنوبيّة، ولن ابالغ بالمطلق إن قلت إنّي رأيت في وجهها شريان حياة جديد يفتح افقا واسعا على المستقبل الثقافي، يبشّر بالجمال الآتي وإن كان المخاض يبدوا عسيرا ومؤلما، لان عيناها ملأى باحلام كبيرة، وما أذهلني تحديدا هذا التوهّج عندما تسافر الى الذات لولادة النص الأجمل إن كان رسما او كتابة نص، فهي علاوة على انها فنانة تشكيلية، كاتبة مرموقة وان كانت مقلّة، لأن مايهمها على الصعيد الثقافى الإرتقاء الى مصاف السمو الثقافي واعتقد انها ارتقته بامتياز.

2056-ab

فلسفتها الفنّية لاتقف على مكان، ولا تنحصر في زمان، الفلسفة الفنّية لديها ترتكز لذاكرة ممتدة ومتواصلة، لايعتريها السكون، اوالجمود، أو الصمت، لأنها ذاكرة روح، ولأن السكون ليس مذهبها، والجمود ليس من صفاتها، والصمت لايروق لها إلا عندما تستغرق بفكرة تداعب خيالها الواسع.

ترفع القامة حتى تضاحي قامة تلألؤ الروح، بالريشة والقلم، وما يميّزها في اعمالها الفنّية إنفجار تراكم الالوان عندما تملّ الصمت، لتصرخ وتنادي، وتشعر صدقا لتلد عملا ولا أرقى يكون مرآة روحها للبناء الجمالي لأعمالها.

والأروع من كل هذا وذاك، أن أعمالها الفنّية لاتحمل عنوان، لكي تكون أعمالها مفتوحة على كل القراءات، والرؤى، والثقافات.

2056-abira

دائما في ذهنها وفي عينيها مولود، ينطق من أول رعشة ريشة، وتفريغ وجع، فهي تمسك باللحظة وتمتلكها حتى آخر مدى، بإنبعاث روحي خلاّق، غرفا، ونحتا، بجمالية رائعة، تعكس وتترجم روحها الزبرجديّة، كأنها تغتسل بضوء القمر الّذي هو توأم روحها، وبخيوط الشمس والذهب وبماء الكوثر، ولا تنام إلا بعد أن تستأذن توأم روحها وتهمس بأذنة، لتغفو على كتفة.

عبير عربيد ملأى دائما بأحلامٍ كبيرة فهي(حلاوة وإن صار غيرها علقما) كيف لا وهي في كامل توهجها، تختزن إرثا راقيا للمستقبل، فنّانة ترفض كل المساحيق، فهى مرآة الروح، تحفر بأظفارها في الجدار لتفتح كوّة على النور، كي تواصل غسل حصى الزبرجد بماء البحر، لتبني لوحاتها الزبرجديّة، بكثافة التفاصيل الجمالية الّتي لاتتركها أبدا

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1433 الاحد 20/06/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم