قضايا وآراء

إتحادنا....واتحاداتهم!!!

العراقيين لهكذا خضوع وتوسل حين يواجه الحق المشروع إلى رفض صبياني من أبواق لا ينبغي مجرد التفكير في توجيه صيغ حضارية للتخاطب الآدمي الرصين معها، تلك الجهة التي تضم فعاليات لا تستحق إلا أن يدير المرء ظهره لها بعد أن انتقل اتحادنا إلى مرحلة من اتخاذ القرار بعيدا عن سطوة السلطة وسياطها كما هو الشأن لبقية اتحادات العرب الكارتونية لا أن نستجدي عطفها ونطلب منها أن تتخذ مواقف منصفة بحق اتحادنا وتصحيح الخطأ الذي وقعوا فيه وهي أصلا اتحادات مستلبة ولا استقلالية لها  في ظل أنظمتها القمعية لاتخاذ قرارات تأتيهم مختومة من دوائر الأمن ومسئولي الأجهزة الاستخباراتية  لان مسئولي هذه الاتحادات موظفون تابعون لأجهزة المخابرات بأجندات وبرامج ومواقف مرسومة لها والويل لها أن تتخطى الخطوط الحمراء المرسومة لها ولا يحق لها الاعتراض أو إبداء الرأي أو فتح الأفواه الملقمة حجرا.

إنها مجرد أبواق لسياسات الأنظمة التابعة لها بشعارات للاستهلاك المذل ولا تملك من القرار ما يدفع اتحادنا أن يتوكأ عليها  لإنصافه لكونه كان وما زال مآل وحضن ومرجع لها جميعا.

إن اتحادات بهذه المواصفات بات من المخجل على اتحادنا العريق الذي ضم وما زال قامات ورموز من المبدعين سار العرب على خطاهم لكونهم أسسوا لأبجديات الفعل الثقافي ليتنكر منتسبو هذه الاتحادات الفاقدة للشرعية وهم منكمشون جميعا  في اتحادهم الذي لا طعم ولا رائحة له،  مؤسسة تفعّل أنشطتها  دوائر أمنية واستخباراتية ومعظم  القيمين عليها مجرد كتبة تقارير كيدية ضد كل من يقف بوجه السلطة أو يتجاسر عليها أو من تسول له نفسه لفضح سياسات بلدانهم القمعية، إنها مجرد مؤسسات يديرها ويمولها رجالات امن لا مبدعون كما يدعون وبات التقرب منها خيانة للفعل الثقافي والتوجه الفعلي لبناء الإنسان بعطاءاته وانجازاته الفكرية التي تتطلب النأي عن مكونات مجرد الانتماء لها مضيعة للوقت وتعامل بروتوكولي تحكمه علاقات زائفة ونفعية وتسويف للحقائق.

إن إتحاد الأدباء والكتاب في العراق الذي كان بالأمس القريب جزءا من منظومة السلطة القمعية حين مسخه النظام البعثي المقبور شان بقية مؤسسات الدولة وعسكرة المجتمع العراقي وخصوصا الفكري منه بخلق رموز أسموها ثقافية وهي مجرد أبواق برمجوها لتكرس أقلامها للكتابة عن القائد المظفر والهتاف باسمه وصب حمم الحقد لمن لا يمجد الأب القائد ليظل مثقف السلطة يدور في ذات الفلك الكارثي، وبعد زوال الغمة عاد اتحادنا إلى حيث الريادة وامتلاك سلطة القرار بمنأى عن أية تأثيرات خارجية من السلطة والساسة ومن يحكم البلد بمتغيرات رائدة  نتشرف أن نكون جزءا من هذه المؤسسة بفعلها الثقافي الرصين رغم ما تعتري مسيرته من شوائب  صادرة عن بعض المتصيدين في المياه الآسنة سيطردها حتما ويكنس كل تبعات العهد الصدامي المنهار من رموز معروفة هي مجرد مخلوقات لتخريب المسيرة الجديدة للاتحاد حين أجرى وبنجاح تجربته الانتخابية الرائدة البعيدة عن نسبة المائة بالمائة وصعود قيادة جديدة منهم من خبر قيادة الاتحاد قبلا ومنهم من دخل تجربة القيادة للمرة الأولى لإعادة البناء وتكريس الجهد الخير لتأسيس تقاليد جديدة تحفظ كرامة المنتسب وتضع آليات عمل للنهوض الحقيقي بالثقافة العراقية التي لا زالت تعاني من اعطاب النظام البائد وبخطى حثيثة شرع في البناء الجديد، فما الذي فعلته الاتحادات العربية ورأس حربتها اتحاد الأدباء العرب إزاء هذه الظاهرة العراقية الجديدة والتي لا مثيل لها إذا ما قارناها بطريقة الانتخابات الصورية لمعظم الاتحادات المتبجحة بالديمقراطية والقيمون عليها، فبدل أن يبارك العرب انعتاق العراقيين من سطوة القمع سنوا أسلحتهم الحاقدة لتسويف البرامج الجادة والتي ستعود بالمنفعة على الجميع  .

إن اتحادا صوريا جامعا لاتحادات بهذه التوصيفات لا ينبغي أن يتشرف اتحادنا بالانتساب له والطلب بين الفينة والأخرى بالعودة التي تعتبر مضيعة للوقت والجهد وإساءة كبيرة لاتحادنا العراقي ذو التاريخ والعطاء والانجازات الثقافية الكبيرة ذلك أن العودة للاتحاد العربي وهو بهذا الهوان ستكون عائقا مستقبلا وما ينتظر المبدعين العراقيين من تغييرات هائلة إبداعا وظروفا اجتماعية وتأكيدا بان الخاسر الأكبر سيكون اتحادهم الجامع لكل من هب ودب.

ليس من المعقول أن يقف أشخاص معروفون بضالتهم ليتطاولوا ويعلنوا على رؤوس الإشهاد وبوقاحة بأنهم ضد عودة اتحاد الأدباء والكتاب في العراق.

لا نريد أن نفتح ملفات هؤلاء المعروفين بمواقفهم الرذيلة وهم معروفون لكل مراقب ومكتوي لمواقفهم المندوفة بالعار وخصوصا للمبدع العراقي المكابد من  نار القمع والإقصاء البعثي حين كان هؤلاء العرب أبواقا لسلطة البعث ولا تمر مناسبة إلا وتجدهم في الصف الأمامي المدافع عن النظام الفاشي وتثبيت حضورهم في الملتقيات العراقية التي تشرف عليها مؤسسة الأمن العراقية وفرعها الفاعل الاتحاد العراقي السابق بقيادته المسخ.

يعرف هؤلاء السدنة أن اتحادنا العراقي يمثل مرجلا فكريا ويبنوع عطاء لاغناء الإبداع العربي بكل جديد إنما هم سيسوا المواقف بأوامر هبطت إليهم من قياداتهم القمعية ليتحولوا إلى ببغاوات ومن يبدي رأيا مغايرا بخلاف المرسوم له فسوف ينتظره مصير نعرف جميعا نتائجه.

إن اتحادنا المكافح يفتح يوميا منافذ جديدة للفعل الثقافي المنتج والراصد للحركة الإبداعية الجادة بعد أن تحرر من قيود الرقيب الأمني الأمر الذي يفتقر إليه الآخرون، وبكل ثقة أقول إن المبدعين العراقيين يشكلون رافد العطاء الذي يعتبر متنفس وديمومة إذا ما أراد منتسبو تلك الاتحادات البحث عن مصدر وحافز دائم يفعل فيهم رغبة التواصل الحقيقي مع الآخر اذا ما ارادوا تحقيق وضع ثقافي رصين لا أن تبقى منكفئة على نفسها لتستمد ديمومتها من سياط السلطة القمعية في بلدانها؟

من من هؤلاء المدعين أن يعترض بقلمه عن أفعال شائنة تمس وجوده وتعيق إبداعه؟ ومن يتجرا أن يعترض على الشطط الذي تمارسه الأجهزة الأمنية ومن يقول لا للتدخل في مسيرة الاتحاد التابع لتلك الدولة؟

ومن يمتلك استقلالية القرار بعيدا عن أملاءات السلطة وأجندتها لنقول انه يمتلك القرار؟ أن مدعيا يتجنى على المبدعين العراقيين وهو قابع في شرنقة السلطة وسطوتها وهي تدس انفها في كل صغيرة وكبيرة حري به ان يلوذ بالصمت خجلا واحتراما لنفسه إن كان مبدعا حقا ؟

هل يريدوننا أن نحمل أثقالا أعيت الحكام لنتقاسم معهم عرض بضاعتنا في سوق النخاسة للأنظمة العربية؟ وعندها نكون نحن العراقيون قد اقتربنا منهم بعد أن نختار طريق التزلف وبيع الضمير وتأجير الأقلام لمن يدفع أكثر كما هو ديدنهم دائما؟

ألا يخجل ممثل دولة الفاتح أن يقف بوجه عودة اتحادنا بهذه الطريقة المشينة وفمه مملوء بشعارات الكتاب الأخضر، رغم أننا ندين بشدة مجرد التفكير في العودة لمؤسسة أراحها الله منذ زمن وباتت أطلالا وخرائب مندثرة.

ماذا نقول لممثل فلسطين وهو يعرف أن عداءه لاتحادنا سببه أنهم لم يعد بإمكانهم تسلم هبات القائد من أموال السحت الحرام التي كان يجود بها عليهم المقبور صدام وهي أموال العراقيين المحاصرين والجائعين يماثله في هذا الموقف ممثل الأردن الذي وان كنت اجهل من يكون إنما وبضربة حدس المكتوي من هكذا مواقف مدفوعة الأجر انه إما أن يكون من بعثيي الأردن أو عروبييها الذين تلقوا ضربة موجعة برحيل عرّابهم ومالئ اكفهم من أموال الشعب العراقي المظلوم، ودعوني اذهب ابعد من ذلك لأقول بثقة لا مراء فيها أن كل من وقف ضد عودة اتحادنا إنما هو مطلوب للعراقيين لأنه ببساطة من لصوص ونخاسي المشهد الثقافي العربي إبان الكرم الصدامي لأنها اقتطعت من نصيب العراقيين لتمنح لعديمي الضمير والذمة وهم هنا يفضحون أنفسهم بأنفسهم دون أن يعوا فعلتهم وهذا لعمري سلوك في غاية البلادة والخسة.

أما الممثل السوري فلا ينبغي تعرية موقفه لان الشارع العربي من أقصاه الى أقصاه يعرف أن خطاباته قد أعدت سلفا في دوائر الأمن والويل له إن خرج عما خطط له وإلا فالمصير الأسود بانتظاره، وقس على ذلك عزيزي القارئ لهكذا مواقف مفضوحة تنم عن غباء وتخلف وسوء نوايا مبيتة، لنزد ممثل تونس إلى هذه الجوقة التي يشملها التوصيف.

ترى على من يريد هؤلاء تمرير أحابيلهم  متخذين  موقفا عدائيا من اتحاد الأدباء في العراق تحت ذرائع مضحكة ولا تمر حتى على نزلاء المارستانات العربية  وما أكثرها.

وهنا بوسعنا أن نثمّن عاليا المواقف النبيلة لممثلي المغرب ومصر ومن أنصف الحقيقة وعينه مفتوحة على الأمل  بقراءتهم للمتغيرات الحقيقية في العراق والنقلة النوعية التي يعيشها أدباء العراق ومبدعوه، لا العين الشاخصة على أقبية الأمن العربية بزرع عملائها ودسهم في مناحي الحياة على الأرض العربية ولا هدف لها سوى الخراب وبقاء دار لقمان على حالها.

سبق وان كتبنا مقالات تتناول ذات الموضوع ونبهنا من الاقتراب لهذا الملف الشائك وغير المجدي إنما أخوتنا من يقود مسيرة اتحادنا المباركة الآن تعمدوا ألا ينصتوا لنصحنا ولعلهم أرادوا من وراء ذلك تبيان أن العراقيين ما انفصلوا وما ابتعدوا وما أداروا ظهورهم للعرب. أقول لكل المنصفين العرب ولا لخريجي أجهزة الأمن ممن يتولى الآن قيادة بعض الاتحادات العربية ولكنهم بظني كانوا ينفخون في قرب متهرئة وحصدوا ما راهنوا عليه وستبقى مواقف العربان هذه دون أن تتزحزح شعرة واحدة لأنهم ببساطة خاضعون لأسيادهم ولا يحتكمون إلا على الألسن الطويلة  دون طائل وليفهم  العراقيون الرسالة جيدا.

أنهم مجرد أدعياء ومصابون بلوثة أن العراق متهم بالطائفية والاحتلال وفوضى السياسة وأخطاء السياسيين وإرباكات في مفاصل الحياة  فيه ورغم أننا ندين العديد من الممارسات الشائنة والكثير من التجاوزات والسلبيات ونقولها بجرأة ودون خوف وحتى بوجه من هم في هرم السلطة الآن خلافا لما كنا عليه من تكميم الأفواه وتغييب الناس لأتفه الأسباب  والإقصاء والتهجير والهروب من الوطن دونما ذنب او خطيئة  وسواها من ممارسات القمع البعثي الفاشي وهذا سر تعلقنا بالتغيير البهي، لأننا قد استعدنا أدميتنا وامتلكنا منافذ حقيقية للحياة الكريمة، وإذا ما عرّجنا على أي بلد عربي نجد إن الملفات التي يؤاخذون العراق عليها  من طائفية واحتلال  وفوضى وهدر للكرامة واستلاب لآدمية الناس كلها تصفع بقوة حياة الناس اليومية.

ففلسطين تحت الاحتلال ودولة الفاتح تحت قبضة قائد الفاتح العظيم وتونس والأردن أكثر من سمن على عسل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ويطلبون ود الشيطان الأكبر ولا ينالونه وهي تدير ظهرها لتوسلاتهم ومثقفوها الفرسان يشهرون سيوفهم ضد العراق وشعبه العظيم ومثقفيه المبدعين واتحاده الشرعي

والسيناريو طويل طول الليل العربي الكالح والملفع بالسواد ويريدون من العراق أن يرفع راية الاستسلام والعودة لأيام البطش البعثي كي يطبلوا ويزمّروا طلبا للسحت الحرام الذي حرموا منه دون رجعة وسيأتي يوم فضح الأسماء.

اللعنة كل اللعنة على من لا يخجل من نفسه وقارئه ومنصته. وقد أنصفنا جميعا نحن مبدعي العراق حين وصف الشاعر والصحفي الصديق فالح حسون الدراجي اتحاد الأدباء العرب فاسماه (اتحاد القشامر العرب) لا فظ فوك أخي ابو حسون ولا ندري لماذا يتشبث اتحادنا المتميز بملف العودة لمجموعة القشامر هل يردينا ان نكون قشامر مثلهم كما كان أزلام الثقافة البعثية في حقبة صدام الزائلة وهيهات لانقياء الثقافة في العراق أن يكونوا لقمة سهلة لأنهم وتحت السياط البعثية ما تزحزحوا عن مبادئهم فكيف يريد الآن هؤلاء القشامر ان يمرروا الألاعيب ونحن أهلا للوقوف بوجه هذا المد العربي الاتحادي القشامري الأصفر والكالح.

أخيرا اقول: رحم الله امرأ عرف نفسه أما من لا يستحي فليقل ما يشاء لأنه فاقد لكل شئ حتى آدميته.

وليفتح اتحادنا العراقي المكافح منافذ جديدة على المثقف العراقي وليدر ظهره لثرثرة المدعين العرب  وليمد اذرعه وقلبه لكل المواقف المنصفة والنزيهة دونما دغدغة لأحاسيس عربية ماتت أصلا منذ زمن بعد أن غزاها الجذام الخبيث.

وآخر قولنا أن شر البلية ما يضحك حين يلعلع صوت المغني بإذن علي عقلة عرسان خريج المدرسة العليا لجهاز الأمن المخابراتي:

ما تروحش تبيع المية فحارة السقايين

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1436 الاربعاء 23/06/2010)

 

 

في المثقف اليوم