قضايا وآراء

رواية "خيال ساخن" للروائي المصري محمد العشري / هيام الفرشيشي

 وكان الإهداء: إلى الأرواح الهائمة في الكون بحثا عن جنتها الخاصة "، أما المفتتح فكان موجها إلى المحبين الرومنسيين: " المحبون وحدهم يلمسون بقلوبهم جوهر الأشياء ... والهائمون حبا ينهلون من الدنيا .. سعادة الحياة ... إليهم جميعا حبا بحب .. "

 

تبدأ الرواية بزرع الحياة في الكائنات المندثرة  التي تحتاج  إلى الماء، من خلال اللوحة المشهدية الأولى للرواية : " في حديقة البيت رأيت كتلة من شجرة متحجرة، باقية من الأزمنة الجيولجية البعيدة، وتقلباتها التي رسبت محاليل الرمال المنصهرة في خلايا المادة الحية، تاركة بقايا الكائنات العملاقة، كحفريات متناثرة تدل على الحياة القديمة، كتلة صخرية مغبرة، تحتفظ بتفاصيل الحياة النباتية، تبدو كشجرة لا ينقصها إلا الماء، عثر عليها تاجر الغلال في رحلة له في الصحراء، ساعده رفيقاه البدويان في وضعها في صندوق في عربته، زرعها بين الحشائش في الممر الأمامي، في حديقة بيته ذي الأشجار الضخمة، على عروقها الحادة، فتلين تحت ملمسه، يعيد إليها الذكرى وهو يستشعر الحياة التي تركتها . وحولت أخضرها إلى جفاف وتحجر، فهناك في الزمن البعيد حين بدت محاولات الهواء لتحريك أغصانها وفروعها مستحيلة، توارت في باطن الأرض وانطمرت إلى أن تغيرت الدنيا ومن عليها، أزاحت أعاصير الرياح الرمال التي تغطيها، من جديد أطلت على المكان الذي ولدت فيه، لم تجد غير الفراغ يحيط بها، والشمس تلهبها بنارها، حتى وجدها ذلك التاجر في مكان ليس لها، فلا طيور تحط على رأسها، لا أغصان بأوراق خضراء ملتصقة بها، لا حيوانات تتجول في حضورها، ولا حشرة تتسلق ساقها، نقلها التاجر الى بيته، من أبناء جيل آخر من الأشجار الحية، وأحفاد تنمو تحت ظلها، على العشب الأخضر الندي، دبت الروح من جديد في لحاتها، وتسربت الى لبها المحفوظ في تابوت صخري " ص13 ....

 

 لا تبدو الشجرة المتحجرة كائنا ميتا، ولم تنبر كرسم تجريدي عبثي بقدر ما تحمل في جذورها لبنات الحياة التي تحتاج إلى نقلها إلى فضاء مغاير، وتربة خصبة تختلف عن رمال الصحراء، وفي نقل هذه الشجرة من تربة تيبسها إلى أخرى تعيد إحيائها، ثمة بعث لروح جديدة في الكائنات المتحجرة التي لم تقطع صلتها بالحياة، "إلى أن دبت الحياة من جديد في لحاتها، وتسربت إلى لبها المحفوظ في تابوت صخري" . فهذا المقطع الأول من الرواية عبارة على لوحة رمزية لتشكل الحياة في لوحة تبدو صامتة وإعادة بعث الروح فيها، سيما وأن تاجر الغلال الذي نقلها من الصحراء إلى حديقة بيته هو رسام، وعملية نقل الشجرة المتيبسة إلى الحديقة وإعادة إحيائها أشبه بإعادة تشكيل اللوحة من جديد من خلال ملمس أصابعه ورؤيته إلى عالم الخلق، والتحول الفني الذي يحول الأشياء من صورتها الخام و يبعث الصور من حالات الموت والجمود إلى حالات الحياة " فتلين تحت ملمسه  يعيد إليها الذكرى وهو يستشعر الحياة التي تركتها . وحولت أخضرها إلى جفاف وتحجر "، ومن خلال هذه اللوحة المشهدية نستشف أن رؤية الكاتب تقوم على النظرية الأسمى في الفن، التي تتناقض مع النظرية العبثية التي بدت جلية خاصة في رواية "الشحاذ" لنجيب محفوظ  والتي بررت فلسفة اللاجدوى نظرا لتركيبة نجيب محفوظ الذهنية وهو الدارس للفلسفة التي تزعزع كل يقين، لكن محمد العشري المهندس الجيولوجي الباحث عن الحياة في الكائنات المنسية في الزمن القديم، هو الباحث عن الحياة في الكتابة الأدبية التي تقوم على ضخ طاقة هائلة من الخيال الخلاق الذي يراه الرومنسيون حقيقة فنية، على غراركيتس  : " لست على يقين من شيء غير قدسية عواطف الفؤاد وحقيقة الخيال ...وما يدركه الخيال على أنه من الأمور الجميلة يجب أن يكون حقيقة سواء وجد من قبل أم لم يوجد، ويمكن مقارنة الخيال بحلم آدم - فحالما استيقظ وجد حقيقة " ....

 

 وبما أن عملية الخلق الفني لا تكتمل إلا من خلال رصد ملامح الحلم الكامنة في هذا الكون، هذه الملامح التي يقع تصعيدها بالقدرة الفنية وتصعيد طاقات الخيال، فإن اللوحة تتشكل من خلال قتل هذا الحيوان في الجسد، الذي يفرغ الروح ويأخذ طاقة الحياة، ويحول الحياة إلى سكون عبثي أو استعارة مركزية للعبث، فقد ظهر حيوان غريب يقفز في الممر، جاء بفريسة ليأكلها فوق الصخرة، فانكمش أهل الدار بين الجدران، وبدا وجه البنت الصغير من النافذة العلوية المتمسح بالزجاج أشبه باستعارة مركزية لنهاية مسرحية عبثية حيث فقد العالم الخارجي اطمئنانه وهو يستعير صور الحيوان الزاحف على العالم الإنساني المعقول، المعقول برؤيته لحلول هدفية للعقل وإعادة رسم الحياة عبر العقل، ونور المحبة الصادقة . وتتمثل هذه الاستعارة من خلال رمزية الرجل "ساهر" الذي تفطن إلى ما يحصل في منزل الرسام، فقتل الحيوان المتوحش حين صنع نفقا من داخل حجرة الحارس نحو الصخرة وحقن الحيوان بمخدر ثم صارعه وقتله، وما ذلك الرجل إلا إنسان يبحث عن ذاته المنطلقة بعدما ترك وظيفته الحكومية . فكلف الرسام تاجر تماثيل ليصنع تمثالا لساهر ممسكا بفكي الحيوان المفترس ..... وفي محاولة منه لتشكيل الحياة من خلال قدرة العقل، فقد انطلق خيال الرسام نحو تشكيل لوحة ترمز إلى عالم إنساني يتحرر من الغرائز والعبثية والحيوانية نحو عالم إنساني، ونحو فن إنساني يرتفع بالحياة ولا يعلق في وحلها ....

 

" أمسك فرشاة، خط خطوطا مختلطة الألوان، أبعد ما رسمه عنه، ونظر إليه مستغربا، رأى حيوانا غريبا يتحرك أمامه، خارجا من اللوحة، جسمه الطويل مقسم الى حلقات عرضية، رقبته مكسوة بشعر غزير، شكله تحول الى تنين مرعب " 21 ... الحيوان الخارج من اللوحة اتجه نحو سوق بيع الحيوانات يحث الحيوانات على الثورة . فالترميز للثورة على وضع الحيوان الدوني هو رسم منشود لصورة الإنسان المكتملة عبر الجهد والمهارة والخيال الخصب ... لقد كان هذا الحدث أشبه بالرجة التي تخرج من أعماق الأرض و الفن الذي يخرج من باطن الروح  حين حدث زلزال " رأى نهاية الدنيا تخرج من باطن الارض " ص23، و"وجد زوجته وابنته جمانة متعانقتين، ومنبطحتين على الأرض في هلع "23، فتلك الحركة الجيولوجية تؤشر إلى حركة قيد التشكل من جديد إذ ندرك جليا أن التضاريس الجيولوجية الحية هي التي تعرف حركة الحياة على خلاف التضاريس الجيولوجية الميتة ... ومن خلال هذه الحركة الجيولوجية تنتقل الحياة إلى روح شخصية البنت "جمانة" ...

 

ومن خلال غياب ساهر وتطلع الفتاة للتمثال، وتحول الحقيقة الى خيال أو شطحة فنية ... صار ذلك الأخير مجرد طيف يراه الحارس وهو يطير نحو السماء . حلم يطل من وراء الزجاج، وحين حاول أن يلمسه، " اقترب من الخيال الذي صنعه في حلمه ولم يجده "ص25 .  هو ذلك الخيال الذي تحدث عنه بليك " الخيال الذي يجسده الفن يعد تمثيلا لما وجد منذ الأزلية بشكل حقيقي لا يمكن تغييره " ...

 

في المقابل تبحث جمانة عن جذور الأشياء في العالم حولها، تتأمل التمثالين " وهي مدهوشة وهائمة في خيالاتها " ص25، أمامها حجر أصم، جسد بلا روح، ينصهر ويلين عبر الحب، نور يتلألأ في الخارج، خرجت في رحلة الى شلالات في واد ريان، " سمعت خرير ماء ينساب على صخر، مشت اليه، وجدته يأتي من مجرى محاط بالأشجار والحشائش المتشابكة العالية، في انحدار طويل يصب في بحيرة صغيرة تكونت من مائه عبر سنوات طويلة، تسبح فيه أسراب البط الأبيض، وطيور الشحرور بمناقيرها الصفراء ........ " ص28 ...

 

التقته في رحلة مدرسية مرشدا الى رحلة أخرى " يسكن في بيت صغير أشبه بالكهف في أعلى الجبل القريب من منزلها ...تسكن في الضفة الأخرى للنهر، توالد التجاذب بينهما : " نحن الذين نصنع الخرافة، وبمرور الوقت تصبح هي الحقيقة، والواقع المعيش حولنا " ص36، وبعدما أخذته للبيت انكر علاقته بالتمثال .....

 

ويتناول محمد العشري مسألة فنية شديدة الأهمية وهي النظر في جوهر الإنسان في علاقته بالأرض والكائنات، فهو لا يرى الأشياء مسخرة له دون أن يعمل على تحويلها لصالحه عبر سيطرته على الطبيعة وأن لا يكتفي بالموجود، وأن عملية ولوج الذات تتطلب جهدا وفعلا وعقلا، للوصول إلى جذور الحياة، وهي عودة الى الخلق الطبيعي، لا الصناعي، وكما بين رسكن " إن ما هو أصيل له طبيعة تماثل الطبيعة الإنسانية، فهو ينشا تلقائيا من جذور العبقرية الحية، وهو ينمو ولا يصنع " ...كما نلمس عودة إلى أفكار رسكن عن " الشكل العضوي " لا "الشكل الخارجي "، أو ذلك " الجمال النمطي " الذي هو على "شاكلة الله " ممتد في هذا الكون، ووظيفة العقل والقصد من كل فعل : " ماذا لو لم يكن النيل موجودا ؟ هل كان الناس سيموتون عطشا ؟ كانوا سيبحثون عن مصدر الماء، وربما انتشروا في الصحراء الواسعة، وجعلوها مكانا مناسبا للحياة، أفضل مما هي عليه الآن " 39، كما ينتقد غياب الحركة الذهنية والبحث في عمق الحياة في نفس الوقت  " وهم لا حول لهم ولا قوة، شائخون تماما في مثل النيل الذي مل من السريان بين وجوه نائمة، متبلدة، لا تحفل بأي شيء يبعث الحياة، في أرواحهم من جديد " ص40، فالجسد كالأرض بحاجة الى ممرات، إلى الينابيع تحفر بمعاول الإرادة والمحبة  : " ألف يوم في النهر، مدة كافية لرتق الروح، وإحياء الجسد من جديد، يحفر ممر يحمل الماء إلى الأرض العطشى " ص39، لذلك تجسدت رغبته في هذه الحركة الذهنية عبر إطلاق طاقات الذات الخلاقة : " وهو يصعد إلى قريته النائمة فوق الجبل الحارس للنهر، كانت به رغبة أن يتحرك، أن يغير مكانه، هربا من شيء ينتفخ في صدره " ص39، وتجسدت تلك الرغبة عبر الحلم الطفولي " اطمأن الى أن الطائرة تحت سيطرته، كتب أمنياته ورسم بعض الرسوم، في قطع من الورق الأبيض المقوى، ثقبها من المنتصف، افلط الخيط فيها، بسرعة جرت الأمنيات الى قلب الطائرة عبر الخيط المشدود "ص59، حلم العودة إلى الينابيع وجذور الكائن الإنساني في عمق الطبيعة : " وهم مسافرون الى رحلة عبر التاريخ، الى جذور ذلك الكائن، الذي يشربون من مائه  "ص39 ....

 

في هذا الجزء من الرواية ثمة كشف لحفر البحر واستصلاح الأرض، " فعند تلك الفتحة المسماة بثغرة "الهوارة" أو "اللهون " عبر فرع صغير، عبر فرع صغير من شجرة النهر، انتقل الماء إلى واحة الفيوم، في زمن ماض، من خلال بحر يوسف، الذي حفره يوسف الصديق، في عهد فرعون العزيز حين كلفه بذلك " ص41

 

 وفي "بردية النماء" وقصة الحيوانات نلمس شخصنة الأساطير لإحياء قيم الإنسان على هيئة تليق به، الإنسان القديم، في الفضاء الرحب، الأساطير التي لا تسطدم بالحواجز هي عودة الى الخيال، عودة إلى الصورة والرمز عبر الحكايات الترميزية المؤشرة للخلق، عبر الحلم المتواصل للحياة ...وعبر تمثل الأساطير، وتشكل اللغة بصور شعرية رومنسية يتلازم الأسطوري والشعري  من خلال عودة ساهر الى التاريخ، وإلى الماء، والطبيعة، فهي عودة إلى الينابيع وإلى عذرية اللغة وخصوبتها ... مع العودة الى رومنسية كيتس وشيلي ووردزورث ...

 

بدا الكون كله متوحدا، فإيقاع الإنسان متشابه من أول الدنيا إلى آخرها "ص51، ويتلازم تفسيره للأساطير والحكايات العجيبة مع ما تركته حكاياته من ايحاء وتخييل في نفوس التلاميذ، وهذا التلازم بين الاسطوري والغريب والعاطفة ما غذى النفس بالخيال الخلاق المنفتح على الحقيقي والأزلي، وفي استرجاع قصة الحيتان المتحجرة ثمة تحرر من اللغة المتحجرة الى لغة مشحونة بالخيال الرومنسي: " الحيتان المتحجرة في وادي الحيتان تحجرت فيه الحيتان من خجلها بعد الزلزال الذي حدث في الزمن القديم  " ، فهي صورة خصبة لبعث الحياة في الكائنات واللغة الموات، تدلل على معاودة الانبعاث من رحم التاريخ بأساطيره وحكاياته العجيبة التي تكسر الصور المألوفة وتؤشر الى صور الخيال المدهشة التي تنطوي على طاقات الخلق الفني : تزيين الواقع بالألوان، والنقش على الجدران بفرشاة لينة، تطمس اثار وخربشات الزمن المتوحشة...

 

 

يفتح نافذة في نفسه كلما انغلقت عليه صخرة في مغارة الرتابة، وكلما هاجمته سيوف الأسئلة، فعبر الاحتماء من سيوف الرمل ينغلق الدهليز عبر الصخرة، وفي كوة الظلام والعتمة، يقبع ذلك الضوء في ذلك التأمل، والحلم بالتطهر والاغتسال في جدول ماء دافئ يخدر الحواس، حيث تلك الحالة الهجينة، وتيمة "العقل المكسو بالظلال " في حالة وجودية مظللة بستائر العتمة ...بقعة حالكة وضوء يومض والحد الفاصل بين الظلام والنور، وأشباح نورانية كنجوم تسبح في الظلام : " أخبرتها أن الاشباح اجتمعت علي، قيدتني بالأرض، ألجمتني، خنقتني بأ شكالها المرعبة، وحين رأيت نورها أمسكت به " ص74 ، فعبر هذا التأمل اكتشف حقيقة النجوم وحقيقة الإنسان، فلكل انسان نور نجم، " في نافذة غرفتي وقفت أراقب النجوم، محاولا الوصول الى السر وراء انتشارها هكذا في الفراغ، وصلت الى علاقة ما تحكم ما، وتنتظم في خيط مستقيم "ص71، ويكمن هذا النور في عمق القلب الذي لا قرار له ، وعبر ولوج الفيض العاطفي :

 

" تحدث عن أمل الروح، ومراودته للوصول الى الحبيب، خارجا من بين الضلوع، ياتي من بعده الهيام، الذي يسيطر على القلب، يدفعه بقوة إلى منتهى الحب، يصبح له نافذة تطل على القلوب الهائمة، الباحثة في كل مكان عن حبها وتوءمها، إلى أن تجده، تتحد معه فيعناق أبدي، تنطلق به في مدار خاص، يصل إليه المحبون، الذين يعرفون الطريق إلى سعادة قلوبهم، والهائمون الذين ينهلون من ذلك الهناء ........" ص109

 

 " خيال ساخن " كما تبدو من عتبة العنوان رواية رومنسية، تبحث في جوهر الحقيقة الإنسانية  التي تكشف عن طاقات الكاتب الإبداعية من خلال ضخ لغته بصور ورموز الخيال الفني، وفي هذا الإطار بين رسكن : " يدرك الفنان الحقيقة الجوهرية، ويعب عنها، ويفعل هذا بفضل ما عنده بملكة خيال متطورة "، الفنان المبدع ذاتيا، والحقيقة الأسمى في الفن .  وهي رواية تكشف عن دور القلب المحب المنير بالجمال في هتك الحجب : " ارتدى أطياف اللون الابيض السبعة، وهي منفصلة على بعضها، وقف على حافة الماء في نهاية البحيرة، بحجم السماء، موردا وجنات الكائنات، شاهدا على الحب الذي ذاب في كل ما حوله، وتدفق في قلب الكون " ص110

 

 وتلك هي رسالة الكاتب في عودته إلى الرومنسية بعدما تجاوز الكتابات الحداثية التي كثفت حالات الحيرة والقلق، وتجاوز للإسقاطات العبثية على لوحة الكائن الإنساني في علاقته بينابيع لغته، وهذه اللغة التي تتطلع إلى نور الإلاه هي لغة رومنسية تحمل طاقات المحبة والجمال، وتشحن الفكر بنور البصيرة : وهي تعود بنا الى دعوة وردزورث، " سامية دعوتنا يا صديقي ... فالفن الخالق يطلب عون العقل والقلب " .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1442 الثلاثاء 29/06/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم