قضايا وآراء

ردا على موضوع (حملة تصحيح الحجاب الى أين؟) للدكتورة كاترين ميخائيل / صالح الطائي

وقد ابتدأت موضوعها برواية أبيات للزهاوي، ثم تساءلت بتعجب (ألن تغضب عظام الزهاوي علينا؟ ألا يقول لنا انهض ايها العراقي الابي من النوم العميق لتخاطب الذين يظلمون نساء بلدك وانشد لهم من جديد، إلى أين يمضي العالم وإلى اين انتم ماضون؟)

 

وأجيبها غير متعجب: من هو الزهاوي قبال كتاب الله القرآن أو قبال رسول الله (ص) الذي أمر النساء والرجال بالحجاب لكي تغضب عظامه على من يريد أن ينشر شرع الله بين المسلمين ويعرفهم أصول دينهم؟ وإذا كانت عظامه لها قدرة الكلام وهناك بين حملة شهادة الدكتوراه من له قدرة سماعها، أما كان الأجدر بها أن تقول للعراقي: انهض أيها العراقي الأبي من النوم لتخاطب العراقيين الذين نسوا ما يربطهم بأخوتهم العراقيين الآخرين فأصبحوا يتذابحون ويقتل بعضهم بعضا لسبب تافه ما أنزل الله به من سلطان بدل أن يكون متحيزا للمرأة فقط ويدعوهم لرفع الظلم المزعوم عنها؟ إن الظلم طال خلال السنوات الخمسين الماضية كل العراقيين، فلماذا تكتفي عظامه بمخاطبة المرأة وتدعوها للتمرد على القيم من دون باقي العراقيين؟

ثم قالت: (اما الرصافي فقد كان له جزء خاص في ديوانه سماه " النسائيات " وخصصه للدفاع عن قضية المراة . كان الرصافي يعارض رجال الدين ويدعو الى السفور ببيت شعر: واكبر ما اشكو من القوم انهم يعدون تشديد الحجاب من الشرع)

 

وأقول لها إن الرصافي والزهاوي وغيرهم ما كانت دعواتهم للدفاع عن المرأة إلا مكاء وتصدية يراد من ورائها التشوف أمام الناس، وإلا من هو الرصافي  حتى يعارض رجال الدين؟ أليس هو صاحب الكتاب العلماني المنحرف الذي تطاول فيه على رسولنا وسيرته المباركة فما الضير إذا ما دعا إلى مخالفة الشريعة بحث النساء على السفور؟

 

ثم عادت الدكتورة لتنتقد دون وجه حق ولا مسوغ أخلاقي سعي المسلمين لتعليم أهلهم سنن دينهم لتقول: (سؤالي الى كل الذين يرفعون حملة تصحيح الحجاب وعدم لبس الكعب العالي في الكاظمية حيث انطلقت البوسترات على مداخل المدينة. الم يكن الزهاوي والرصافي اولاد العراق؟ الم يهمهما الشرف العراقي؟ الم يكونا مسلمين؟ ما علاقة الكعب العالي بالتستر؟)

 

وأسالها: هل ممكن لمن يعيش في أمريكا أن يأتي إلى الكاظمية بنفسه ليستفسر عن هذه الظاهرة ويراها بأم وأب وجد عينه لكي تتوثق عنده عيانا؟  أم أنه سمع من بعض الناس الذين لا يعرف مرجعياتهم وجود مثل هذه الظاهرة فصدق بما سمع دون تمحيص أو تدقيق؟ وهل تأكد من صحة الخبر المنقول إليه، وممن تأكد؟ وهل عرف غاية ناقل الخبر من وراء نقله لمثل هذا الخبر بالذات بينما هناك في العراق اليوم آلاف الأعاجيب والمصائب التي تدهش من يسمعها؟ وهل فرغ العراق من الإدهاش الذي يدفع أحيانا إلى الجنون لكي لا يرى هذا الزائر سوى بضع لافتات توجيهية لفتت نظره بهذه الدرجة ليتطوع بنقلها إلى بلدان العالم الأخرى التي لا تهتم بمصائبنا وآلامنا ومأساتنا التي فاقت الحدود عسى أن يدفعها للاهتمام بنا؟

لقد عشنا بالأمس مهزلة أكذوبة كبيرة سببها فلم مفبرك ضد رجل دين محترم بغية تشويه عقيدته ومرجعيته الدينية ولا زلنا نعيش تداعيات هذه الكذبة الفاجرة، ثم يأتي من لا علاقة له بشرائع الله للترويج لكذبة أخرى لا تقل عن تلك شناعة ولها نفس الأثر التدميري التخريبي.

إن القضية وما فيها أن هناك في الكاظمية مؤسسة للتثقيف الديني رأت أن من واجبها تبعا للحديث النبوي (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) أن تسهم بتوجيه المسلمين إلى كيفية أداء بعض الممارسات الإسلامية بوجهها الصحيح دون أن تأخذ اوامر من جهة عليا، فأخذت على عاتقها توجيه الرجال قبل النساء إلى ضرورة التمسك بالقيم الإسلامية ومنها ضرورة الالتزام بالحجاب الشرعي بصيغته الإسلامية المعروفة غير المتطرفة والتي تنص على وجوب تغطية المرأة المسلمة لمفاتن جسدها وعدم إظهار الزينة  أمام الغرباء تبعا للآية القرآنية الكريمة ( ... ولا تبدين زينتكن ...) فما الضير في ذلك؟ نعم قد تكون طريقة تنفيذ هذا العمل غير متطورة تبعا للتخلف الإعلامي الذي يسيطر على أداء كل مؤسساتنا حتى الحكومية منها، ولكنه بالتأكيد لا يأتي مخالفا لحقوق الإنسان، وإذا كنت تعترضين على هذا العمل وتعدينه مخالفا لحقوق الإنسان فإن عملية التنصير القسري لفقراء أفريقيا التي تصرف الدول الغربية عليها ملايين الدولارات سنويا هي المخالفة الصريحة لحقوق الإنسان، فلماذا لا تعترضين عليها؟!

 

ثم بعد هذا المدخل البائس الفقير فكريا تأتي الكاتبة بما يمكن أن يوضع في باب التطاول المقصود على عقيدة ورجال ديانة سماوية لتقول باستهزاء لا يناسب البحث العلمي الرصين ولا الأخلاق الحميدة: ( كم اصبح المتزمتون بالدين اليوم غيارى على العراق والعراقيات؟ هؤلاء الذين ياخذون من العباءة ايديولوجية اسلامية بحتة تقود البلد الى هاوية  . هؤلاء لم اجدهم يوما مهتمين باقتصاد ونفط العراق،و البرنامج الدراسي والتربوي والزراعة، والخطط التنموية في العراق وتوفير لقمة العيش للفقير، وتطوير حياة الانسان العراقي، لكن الشغل الشاغل لهم هو الانثى ماتلبس وما تأكل وما تعمل؟  وبعدها يأتي التدخل الشخصي في حياة الفرد مثلا المأكل والملبس وعدم سماع الموسيقى وإستعمال قوة السيف. يرغبون عزل المراة في البيت وكأنها عبدة للرجل يأمرها بلبس الحجاب والعباءة كما يشاء . ويكون النظام الفحولي القديم قد عاد الينا، ليقول كل شئ تحت امرة (الملا) أحيانا لا يمتلك حتى شهادة الابتدائية.)

 

وردا على هذه الإساءة نقطة نقطة أقول:

    الإسلام لا يؤمن بالتزمت ولكنه يؤمن بالوسطية والاعتدال، والملتزمون دينيا كانوا ولا زالوا من أحرص الناس على مصلحة العراق والعراقيين، وغيرتهم العالية دفعتهم للتحرك في كل الأماكن الخطرة لتقريب وجهات نظر المسلمين فالسيد علي السيستاني كان صمام الأمان للعراق والدكتور عبد الغفور السامرائي رئيس الوقف السني جمع المجاهدين المسلمين وقادهم بنفسه لمحاربة تنظيم القاعدة المتزمت فعرض نفسه وأصحابه للموت المؤكد، والشيخ الدكتور خالد الملا أنضم إلى قائمة شيعية ورشح نفسه معها، فهل من غيرة أكبر من هذه الغيرة؟

    أما الحجاب الإسلامي الذي تسميه الكاتبة (العباءة) فهو أيديولوجية إسلامية من صميم عقيدة الإسلام، فما ذنبنا إذا كان بعض الجهلة بالعقائد الإسلامية لا يعرفون ذلك؟

    إن أعمال الإرهابيين والمتطرفين الإسلاميين وألئك الذين يحشرون أنفسهم فيما لا يعنيهم من الكتاب المتفلسفين هي التي تدفع العراق إلى الهاوية، وابتعاد المسلمين عن عقيدتهم هو الذي يدفع العراق إلى الهاوية، وليس الالتزام بالحجاب أو بالقوانين الإسلامية.إن الفلم المفبرك للإساءة لرجل الدين مناف الناجي ومواضيعك التي تنشرينها مستغلة ترفع الآخرين عن الرد عليك هي التي تقود العراق إلى الهاوية. أما مباديء الإسلام وقيمه وروحه السمحة ومساواته بين البشر فهي بالتأكيد اليد التي ستمنع العراق أن يقع في الهاوية التي تحفرونها له.

    إن علماء المسلمين الملتزمين بأصول عقيدتهم كانوا السباقين في الاهتمام بالقضايا الاقتصادية والتنموية والتعليمية، وحريصين على تطوير حياة الإنسان العراقي، ونظرياتهم كانت الأساس الذي بنت عليه النظريات الغربية أصولها، ومن حق غير المسلم أن لا يعرف مثل هذه الأمور لأنها قد لا تعنيه ولكن ليس من حقه أن ينصب نفسه حكما وحاكما في أمر يجهله. هل تعرفين كتاب (البنك اللاربوي في الإسلام، أو كتاب (أقتصادنا) أو كتاب (الأسس المنطقية للإستقراء) بالتأكيد لم تسمعي عنها ولذا تجهلين أن هناك بين رجال الدين المسلمين من وضع نظرية اقتصادية ثالثة!

    ولأن هؤلاء العلماء الأجلاء يجدون أن من واجبهم الحرص على أبنائهم فهم يحرصون على صيانتهم من الانحراف وهذا بعض وليس كل شغلهم الشاغل سواء فيما يخص الرجل أو المرأة، ولكن العقول المريضة لا تدرك روعة هذا الحراك وتجهل وجوده.

    وأكبر الإساءات التي صدرت عن الدكتورة بحق رجال الدين وصفها لهم بـ (الملا) وادعائها أنهم (أحيانا لا يمتلك حتى شهادة الابتدائية) ويأتي هذا القول للتدليل على جهل الدكتورة بأصول وقواعد وطريقة تحصيلهم علومهم، وجهلها أن رئيس ديوان الوقف السني يحمل درجة دكتوراه حقيقية وليست مزيفة، وحوزة النجف فيها مراحل منها المقدمات ثم السطوح ثم البحث الخارج وكل مرحلة منها تعادل مرحلة دراسية نظامية وصولا إلى  درجتي الماجستير والدكتوراه فضلا عن أن أغلب المتقدمين لهذه الدراسات يحملون أساسا شهادات جامعية أولية وبينهم من يحمل درجتي الماجستير والدكتوراه قبل أن ينتظم في الدراسات الدينية وهناك أيضا جامعات دينية متخصصة مثل جامعة الإمام الأعظم وجامعة الإمام موسى الكاظم وعشرات بل مئات الجامعات المتخصصة الأخرى، وبين رجال الدين العاملين اليوم في الدعوة والإرشاد مئات بل ألوف يحملون شهادة  الدكتوراه.

 

ثم تعود لتسأل: (هل خلق هذا الدين لمهمة الجنس فقط  أيها المتزمتون؟ كل هذه الوصايا تصب لعدم إثارة الرجل، هل تحول الرجل العراقي الى وحش للجنس؟ عذرا أخي العراقي أنا واثقة ليس هذا صحيح . إنها إهانة للرجل قبل ان تكون إهانة للمرأة)

 

وأقول لها: أولا ليس من حقك أن تسألي عن سبب خلق هذا الدين العظيم لأنك لا يمكن أن تعرفي هذا السبب أبدا، وثانيا أرى تأكيدك على مسألة الجنس بهذه الدرجة يعني أنك تشكين من عقدة نفسية تحتاج إلى العلاج الفوري. إن من أسباب ولادة هذا الدين هي الرقي بالإنسان من حالة البهيمية الحيوانية  التي كان يعيشها والتي تجدينها بأصدق صورها في العالم الغربي اليوم حيث تعيشين لكي يمارس إنسانيته بأعلى درجاتها ومنها الترفع عن الأعمال الحيوانية بما فيها الهوس الجنسي، لقد جاء الدين لكي يمنع الإنسان أن يتحول إلى وحش ليس في مجال الجنس وحده ولكن في كل سبل حياته ومجالاتها الأخرى، أما دعوتك المتهتكة ومن يؤيدها فهي الدعوات الحقيقية إلى توحيش الإنسان.

 

بعدها عادت الدكتورة لتطرح نظرية علمية جديدة تقول خلاصتها: (حيث يقاس الشرف العراقي وفق التصحيح الجديد بقطعة سوداء  تغطي المراة من رأسها حتى اخمص قدميها تخفي انوثتها الرقيقة وتصبح شبحا اسودا.

واحيانا يجري السؤال هل هذا رجل ام امراة؟ الم يكن تجنيا على انوثتها التي خلقت بهبة من ربها؟

 أم هذا فتح الباب على مصراعيه ليلعب الارهاب كما يشاء في العراق يستطيع كل إرهابي ان يلبس هذه العباءة السوداء ويقتل ويسرق ويغتصب كما يشاء؟)

 

وأقول ردا عليها: إن مقاييس الشرف في العراق وفي الإسلام أكثر من أن تحصى لأن الشرف هو الميزان المعياري بل المعادل الموضوعي بين البهيمية والإنسانية، ولأن الإسلام يهتم بالتمييز بين الاثنين لذا أعطى للشرف أهمية لا يمكن أن تدركينها     وما الحجاب إلا واحدا من الوسائل التي أتخذها الإسلام لحماية شرف المرأة وعفتها، إن الجاهل قد يرى قنينة الترياق لا نفع فيها بل قد يتثاقل من حملها أما المتخصص بالعلاج فيراها الطريقة الوحيدة لعلاج من لدغته أفعى سامة، ومن ينظر للحجاب على أنه ترياق هو العالم بالتأكيد أما من يتثاقل  منه أو لا يعرف أهميته فهو من أجهل الناس.

النقطة الثانية: لا أعرف أين يطرح هذا السؤال فالنساء في العراق يميزن عن الرجال بالنظر سواء كن محجبات أم سافرات، والظاهر أن من يطرح مثل هذا السؤال مصاب بالعمى ولا يتمكن من التمييز بين الأشياء، أما الحديث عن هبات الله سبحانه فحديث ذو شجون فمن هبات الله على الإنسان أن أعطاه عقلا مفكرا لكن بعض البشر يستعملون عقولهم لتدمير الإنسانية ودفعها للتقاتل، وبعضهم يحلل قتل الآخر بلا سبب ، وبعضهم يستخدمه لاستغفال الآخرين وسلب حقوقهم ولذا وضعت القوانين السماوية والأرضية لكي تتحكم بتوجيه هذا العقل نحو الخير والصلاح. كذلك الجمال والأنوثة هي الأخرى هبة من الله ومن الواجب أن نضع القوانين التي تحفظ لها كرامتها وتحافظ على إنسانيتها وأن لا نجعله مبتذلا مباحا كما هو عند القرود!

أما حديثها عن الإرهابي والعباءة ففيه من السذاجة ما يدفع للضحك لأن الإرهابيين غير غافلين عن هذا الموضوع ولو كانت  لهم مصلحة به ما كانوا لينتظروا من الدكتورة أن تتوصل لنتيجته بعد بحث وعناء شديدين!

 

واستمرارا في التخبط تساءلت الدكتورة: (وإذا كانوا يربطون العباءة بالعفة هل يعني ان المراة العراقية في الاربعينات والخمسينات كانت غير مغطاة الشعر بانها كانت غير عفيفة والان رجعت الى الصواب واصبحت عفيفة؟) هذا السؤال يأتي من باب الإستغفال والضحك على الذقون  فهي لو كانت مطلعة على قانون الحجاب الإسلامي لعرفت دونما حاجة للحيرة أن كل من تخالف القانون الإسلامي تضع نفسها تحت طائلة العقاب الرباني سواء عاشت في الخمسينات أو الألفينات.

 

وتحت نفس التأثيرات التي يحفزها الجهل المطبق عادت لتسأل: ( لماذا نطالب المراة ان تتمتع باخلاق عالية لكن لا نطالب الرجل ان يتمتع بهذه الأخلاق؟ هل يعلم المتذرعون بالايدولوجية العباءية ان الكثيرات من النسوة يستعملن الحجاب والعباءة من أجل ممارسات غير اخلاقية .)

 

أيتها الدكتورة إن الخطاب القرآني (يا أيها المؤمنون أو يا أيها الذين آمنوا) يخص الرجل والمرأة بأتفاق آراء المفسرين، وكل القوانين الإسلامية تخاطب كلا الجنسين الرجل والمرأة، والإسلام يطالب الرجل بالعفة والأخلاق العالية بنفس درجة مطالبته للأنثى وربما أكثر، ولا أريد أن أكمل الرد على الفقرة الثانية والسبب معروف!!

 

أما الخلط والمغالطة والأخطاء اللغوية وركاكة الأسلوب فتمنعني عن الرد على قولها: (هذه الحملة أصبحت موضوعا مهما في الكاظمية هل الغاية منها خلط الاوراق وإبعاد السياسيين عن المهمة المنشودة الان وهي تشكيل الحكومة العراقية الجديدة  .ألم يتسالوا انفسهم بأن هذه الحملة اساءة الى الدين قبل ان يكون اساءة الى المراة المسلمة .)

بعد هذه السياحة في رمال الصحراء والاتكاء على مقالة لا يعرف مدى صدق كاتبها دخلت الدكتورة في جدل بيزنطي لتقول: (تشير دراسات كثيرة بان لا علاقة للدين بالحجاب) مستندة إلى مقالة عن الحجاب للكاتب عبد الخالق حسين لتصل إلى نتيجة مفادها  (ويبدو ان السبب الرئيسي كان تمييز الحرائر من إلاماء . وبما انه لا توجد إماء الان (من الناحية القانونية) فلماذا اذا تلبس المسلمة الحجاب؟)

 

وأقول لها آتيني بدراسة موثوقة واحدة تستند إلى النقل والعقل تؤكد هذا الرأي وسآتيك بألف دراسة وألف كتاب كلها تؤكد أن الحجاب من أسس العقيدة الإسلامية ومن لا تلتزم به تخالف الشريعة، وإنه للرجال كما هو للنساء.

 

وأخيرا استندت الدكتورة إلى المواد (17) و(35) و (44) من الدستور العراقي لكي تتهم  مؤسسة الإرشاد الديني في الكاظمية بمخالفة الدستور وأقول في ردي عليها:        

أولا: إن الدستور ليس منزلا من السماء ولا معصوم وهناك بين العراقيين اليوم من يطعن حتى بشرعيته وأنت نفسك ـ كما اذكر ـ كتبت مرة  متضجرة من بعض مواده.

ثانيا: أغلب المعاهدات الدولية التي وقعت عليها الدول العربية والإسلامية إنما جاء توقيعها إرضاء للقوى العظمى ولذا  نجدها معدومة الأثر على أرض الواقع ولجان الرقابة الغربية تعرف ذلك وتشير إليه في تقاريرها الدورية ولكن المنظمات الدولية تمتنع عن اتخاذ الاجراءات لأنها تعرف قبل غيرها أن ما ورد في هذه الاتفاقيات لا يتناسب في بعض جوانبه مع السلوك المجتمعي العام لبعض الأديان والدول.

وأخيرا أتمنى لو انصرفت الدكتورة إلى الحديث عن عقيدتها الدينية أو الحديث عن عروض الأزياء وادوات الزينة وغيرها بدل أن تتجنى على الأديان والعقائد الأخرى بآراء ما أنزل الله بها من سلطان فذلك أجدى وأنفع لها ولمن هم على شاكلتها.

 

  للاطلاع على مقال الدكتورة كاترين ميخائيل:

حملة تصحيح الحجاب الى أين؟ / كاترين ميخائيل

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1450 الاربعاء 07/07/2010)

 

 

في المثقف اليوم