قضايا وآراء

مشكلة البدون المزمنة في الكويت / حيدر مفتن الساعدي

الصحف الكويتية التي تتناول هذه القضية من وجهة نظر واحدة وهي وجهة النظر الرسمية بالتأكيد وهذه الوجهة غير محايدة وهي بعيدة عن أنصاف هذه الفئة أن لم تكن خصمآ لها آصلآ، والبدون هي التسمية التي تطلق على عديمي الجنسية رغم أن أكثرهم ولدوا وعاشوا على أرض الكويت العزيزة ورغم ذلك يمنع أصحاب القرار في هذه المشيخة حق هؤلاء الطبيعي في ما يسمى بالجنسية الكويتية، وفئة البدون هذه هي من أكثر الفئات التي تعرضت الى شتى صنوف الظلم والأضطهاد على يد مستوطني الكويت حيث يتم التعامل معهم بدونية ترتقي الى مستوى الأذلال فهم يمنعون من العمل، ومن العلاج، ومن ممارسة أي نشاط تجاري ويحرم أطفالهم حتى من المدارس في أحيان كثيرة، بل وصل الأمر الى التضييق على هذه الفئة حتى في أدق تفاصيل حياتهم اليومية حالهم حال مئات الألوف من العمالة الوافدة والتي يتم التعامل معها بأحتقار شديد، هي العنصرية إذن تتجلى بأبشع صورة لها في الكويت والعالم يتفرج لا يحرك ساكنآ حتى الأشارات التي تصدر من هنا وهناك منددة تكون في أغلب الأحيان خجولة لا تلبي حجم المعاناة التي تتعرض لها هذه الفئة من البشر . بل أن منظمات حقوق الأنسان والمنظمات التابعة للأمم المتحدة أصبحت تغض الطرف الى درجة تجعلنا نعتقد بوجود تواطئ ما أو محاولات لشراء ذمم للسكوت على هذه الفضائع التي تمس الضمير الأنساني حيث تأثير البترودولار واضح .

لا شك بأن هنالك مسؤولية ما يتحملها أصحاب القضية أنفسهم وهم البدون والذين لم يستطيعوا إيصال صوتهم وإبراز مظلوميتهم بالشكل الصحيح ليطلع العالم على حجم المعاناة التي تعرضوا ولا زالوا يتعرضون لها، فمن خلال متابعتنا الدقيقة لبعض منظماتهم وجمعياتهم في أوربا وأمريكا الشمالية أستطعنا من أن نؤشر على بعض نقاط التقصير في عمل هؤلاء وكيفية طرح وجهة نظرهم والتي لم ترتقي الى مستوى ما يطمحون اليه فأغلب هذه المنظمات ليست لها أهداف واضحة تعمل على تحقيقها وهي تعمل بدون أي خطط مدروسة والقائمين عليها غير مؤهلين لنقل هذا الملف المهم الى طاولة الضوء، أما فيما يتعلق بشرائح أخرى من هذه الفئة فبعضهم يتوسل لحد الأستجداء لكي يمنح فيزا زيارة للكويت وكأن حقوقه هي فقط في مجرد الحصول على الفيزا وليس الى الرجوع للتمسك بأرضه وأنتزاع حقوقه، والبعض الآخر ينتظر أن ترف لهم قلوب المسؤولين في الكويت لأرجاعهم أو لمنحهم حقوقهم وهؤلاء يخافون حتى من الظهور في وسائل الأعلام لشرح مظلوميتهم وأطلاع الرأي العام العالمي عليها فهم باقون ينتظرون يمنون النفس بأحلام قد تطول كثيرآ.

فليعرف أصحاب هذه القضية أن الكويت ليست إسرائيل التي تتمتع بوضع خاص يجعلها فوق المسائلة والمحاسبة حيث من السهل عليهم أن يوحدوا جهودهم في الدفاع عن قضاياهم وليمدوا جسور التواصل مع كثير من المنظمات الأنسانية المعنية بحقوق الأنسان لكشف ما تعرضوا له من أنتهاكات وذلك بتكثيف نشاطهم الأعلامي والسياسي ومن جهة أخرى يواصلوا الضغط على السفارات الكويتية في الخارج عن طريق المظاهرات المتواصلة الهادفة، ولا بد في الوقت نفسه من التواصل مع أحرار الكويت في الداخل هؤلاء الناقمين على تبديد ثروات هذه الأرض وجعلها منطقة أستهلاك لكل منتجات الأرض حتى للقيم المنحطة الدخيلة المستوردة التي باتت تطغى وتتسيد مقابل أضمحلال وأنحسار للقيم العربية والأسلامية .

?

حيدر مفتن جارالله الساعدي

[email protected]

?

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1454 الاحد 11/07/2010)

 

 

?

في المثقف اليوم