قضايا وآراء

محمد بن علي الصيني .. الشاعر والظاهرة / محمد تقي جون

هم وشعرهم للتضييع بعد زوال الوزارة أو الدولة التي آزروها، كما حدث لشعراء البرامكة وشعراء الدولة الفاطمية. وإذا كثرت أسباب التضييع، فالسبب السياسي أهم الأسباب أو السبب المباشر لها. وفي دراستنا لشاعر اعترف أدباء ونقاد بارزون بأهميته، وهو (محمد بن علي الصيني)، وجدنا أن تضييعه كان لتضافر سببين هما: (أعجميته) و(ولاؤه للبرامكة).

وقد كان من إفرازات الدولة العباسية، التي ولدت بنصفين غير متمازجين: عربي وفارسي، ظهور الصراع القومي الذي شهر بأحد النصفين فقط بما عرف بـ(الشعوبية)، وكان الأتم للحق والمعنى أن يسمى الصراع (العروبي – الشعوبي)، وقد عمل كل منهما على قصر الفضائل ومنها الأدب عليه، ونفيها عن الآخر. ولما كان ثقل الصراع أدبيا فكريا، فقد تبناه الأدباء دون المؤرخين، ولكن السياسة هي التي تسيدت وقادت أبطال الصراع واستكتبتهم.

وحتماً كانت الغلبة للعرب أدبياً بعدما حسمت لمصلحتهم سياسياً. وعلى الرغم من وجود شعراء عجم أفذاذ إلى جنب شعراء العرب، إلا أن هذا الصراع المقيت ترك مفاهيم خاطئة بقي صداها في الزمن ولم ينقض تأثيرها طيلة العصر العباسي. ومن هذه المفاهيم أن الشعر خاص بالعرب، وليس للعجم شعر البتة ومنه قول الجاحظ " وفضيلة الشعر مقصورةٌ على العرب، وعلى من تكلَّم بلسان العرب"(1). وأراد بالآخرين الشعراء العجم الذين كتبوا بالعربية كبشار وأبي نواس لاستحالة إنكارهم، ولكنه عاد ففضل عليهم العرب بقوله: " والقضية التي لا احتشم منها، ولا أهاب الخصومة فيها إن عامة العرب والأعراب والبدو والحضر من سائر العرب، اشعر من عامة شعراء الأمصار والقرى من المولدة والناتية (الطارئين)، وليس ذلك بواجب لهم في كل ما قالوه"(2).

أما أشعار العجم فمرة عدوها خطباً "وقد سمعت للعجم كلاماً حسناً، وخطباً طوالاً يسمونها أشعاراً، فأما أن يكون لهم شعر على أعاريض معلومة وأوزان معروفة، إذا نقص منها حرف أو زاد حرف، أو ترك ساكن أو سكن متحرك، كسره وغيره، فليس يوجد إلا للعرب خاصة دون غيرهم"(3). ومرة عدوها أغاني " وكان أكثر ما يغني العجم الفهليد مع أيام كسرى أبرويز... وذلك بمنزلة الشعر في كلام العرب"(4).

وإذا تساهلوا فجعلوا للعجم شعراً، فانه طارئ وليس جبلّة " الشعرُ حِلْية اللسان، ومَدْرَجَة البيان، ونظامُ الكلام، مقسوم غَيْرُ محظور، ومشترك غير محصور، إلا أنه في العرب جَوْهري، وفي العجم صناعي"(5). وذهب الثعالبي إلى أن جودة الشعر تكون بمقدار الابتعاد عن مناطق العجم " والسبب في تبريز القوم قديماً وحديثاً على من سواهم في الشعر: قربهم من خطط العرب ولاسيما أهل الحجاز، وبعدهم عن بلاد العجم"(6)

كما تكررت فكرة انه إذا وجد شاعر أعجمي فهو مخير بين أمرين: أن يكون دعي شعر أو أن أمه زانية بعربي؛ قال أبو حيان التوحيدي:" قال رجل من القحاطنة لرجل من أبناء الأعاجم: ما يقول الشعر منكم إلا من كانت أمه زنى بها رجلٌ منا فنزع إلينا. فقال له الثنوي: وكذلك كل من لم يقل الشعر منكم، فإنما زنى بأمه رجلٌ منا فحملت به، فنزع إلينا، فمن ثم لم يقل الشعر"(7). وقد تكررت هذه الفكرة مع أكثر من شاعر، قال رجل لابن الرومي يمازحه: ما أنت والشعر؟ لقد نلت منه حظاً جسيماً وأنت من العجم، أراك عربياً في الأصل أو مدعيا في الشعر(8). ومثله وقع للشاعر الصيني (موضوع الدراسة) حينما أنشد عبد الله ابن طاهر بحضرته شعراً، فقال له أعرابي: ممن الرجل؟ فقال: من العجم، قال: ما للعجم والشعر؟ أظن عربياً نزا على أمك"(9). وتلك المغالطات لا يبررها إلا الصراع القومي الذي اشرنا إليه.

ومن الشعراء الذين عانوا التضييع بسبب كونهم من الأعاجم، وارتبطوا بقضية سياسية هي صلتهم بالبرامكة، الشاعر محمد بن علي المعروف بالصيني، الذي مثل هذه الظاهرة. وقد جاء هذا البحث ليؤكد من خلال دراسة الشاعر الصيني وجود شعراء مهمين آخرين همِّشوا وضيِّعوا إلى درجة المحو أو شبهه لهذا السبب كالشاعر كلثوم العتابي رفيق الصيني في الولاء البرمكي ورفيقه في التضييع.

وكان حجم تقييم الشاعر الصيني من قبل فحول الشعر وجهابذة النقد، وما ذكره صاحب الفهرست بأن ديوانه في ثلاثين ورقة، لا يتفق مع حجم ما وصل من أشعاره وأخباره، مما يعني انه عانى التهميش والتضييع العمد؛ فقد وصفه ابن المعتز بالشاعر (المطبوع)، (المقتدر)، (المنطيق) (10) ، ووصفه المرزباني بأنه (راوية الشاعر العتابي) و(شاعر طاهر بن الحسين وابنه عبد الله بن طاهر)(11). فان وصف ابن المعتز وصف لشاعر كبير من شعراء الدولة العباسية، وكونه راوية العتابي يؤكد مكانته وأهميته، فاختصاصه بالعتابي وروايته لشعره تعنيان انه امتداد لمدرسته وترشيح العتابي إياه شاعراً له أهميته نفسها. وتميزه شاعراً مداحاً إلى درجة انه اختص بأميرين خطيرين، له خطورته في مجال القصيدة الرسمية السياسية، كما يدل على كتابته القصائد المطولة وليس بضع القطع التي وصلتنا من شعره. وهذا يؤشر جسامة خطورته شاعراً، وفداحة خسارته ضائعاً.

وقد جهد البحث ليلملم شظايا أخبار الشاعر المضيع (محمد بن علي الصيني) وينفخ في رماد فنه لإيقاده من جديد، ويسلط الضوء على الضوء لينعكس وجوداً يضيف ويضفي بهاءً على عظمة القصيدة العباسية التي مثّلت أوج التطور الشعري العربي، ورافداً ثبّاجاً ظلت تمتاح منه العصور الأدبية التالية وتتشبع به رياً ورواءً.

وكانت المصادر والمراجع التي ذكرته كثيرة، ولكنها قليلة في تناوله وقصيرة وقاصرة المادة، وأهمها: (معجم الشعراء) للمرزباني، (طبقات الشعراء) لابن المعتز، (الحماسة البصرية) لعلي بن أبي الفرج، (العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده) لابن رشيق القيرواني، (الوافي بالوفيات) لصلاح الدين الصفدي، (زهر الآداب وثمر الألباب) للحصري القيرواني، (غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائض الفاضحة) للوطواط، (كتاب الصناعتين) لأبي هلال العسكري، (الأمالي) لأبي علي القالي، (معجم الشعراء العباسيين) لعفيف عبد الرحمن وغيرها. وهذه مصادر ومراجع رئيسة اعتمدها البحث، فضلا عن مصادر ومراجع مساعدة، مثل: (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني، (الإمتاع والمؤانسة) لأبي حيان التوحيدي، (معجم الأدباء) لياقوت الحموي، (النجوم الزاهرة) لابن تغري بردي، (وفيات الأعيان) لابن خلكان، (القسطاس في علم العروض) للزمخشري، (الاشتقاق) لابن دريد، (ضحى الإسلام) لأحمد أمين، (تاريخ الأدب العربي) لبروكلمان، (المعجم الوسيط) لمجموعة من المؤلفين وغيرها.

قسمت البحث على مقدمة تناولت الموضوع وحيثياته وأهميته، ومبحثين: تناول المبحث الأول قراءة في حياة الشاعر؛ حدد فيه تاريخ ولادته وروايته للعتابي واختصاصه بالطاهريين وحادثة سجنه وأخيراً وفاته، وتناول المبحث الثاني قراءة في شعره؛ تضمنت الاختلاف في رواية شعره والآراء فيه وأخيراً تقييمه، وخاتمة ذكرتُ فيها خلاصة البحث ونتائجه.

وبعد، فاني درستُ شاعراً وأخرجته من قبور النسيان وركام السنين المنسية لجدارته بالدراسة، ولأشير إلى ظاهرة من ظواهر تضييع الشعراء في العصر العباسي. ولا أدعي أني وفَّيت الموضوع حقه، ولكني عملت جاهداً للوصول إلى الحقيقة وهو حسبي.

 

المبحث الأول: قراءة في حياته .. اسمه ولقبه وأصله

لم تزد المصادر على أن اسمه محمد بن علي(12) ، وانه يلقب بـ(الصيني)(13) ، وزادوا عليه البغدادي(14) ولم تذكر له كنية مما قد يعني انه لم يتزوج. ويدل لقبه على انه لم يكن عربياً، وقد أكد الشاعر نفسه انه من العجم؛ جاء في العمدة أن الشاعر الصيني أنشد عبد الله بن طاهر بحضرة احد الأعراب شعراً، فقال له الأعرابي: ممن الرجل؟

فقال: من العجم(15).

والعَرَب: ضدُّ العجَم، وكذلك الأعراب: ضدُّ الأعاجم(16)، وبذا يقصد بالعجم الأقوام من غير العرب مطلقاً. قال أبو حيان التوحيدي: "الأمم عند العلماء أربع: الروم، والعرب، وفارس، والهند؛ وثلاث من هؤلاء عجم"(17). إلا أن لفظة العجم الصق بالفرس دون غيرهم وعلم عليهم(18)، وقد جاء في كلام القدماء لفظ العجم رديفاً للفظ الفرس قال أبو حيان في الإمتاع والمؤانسة:" كلغة أصحابنا العجم والروم والهند والترك وخوارزم وصقلاب وأندلس والزنج"(19) فهو يريد الفرس.

ونحن نستبعد أن يكون صينيا لقلة وفود أهل الصين إلى امة العرب، ولعله سافر إلى  الصين في مرحلة من حياته الأولى وفي إثرها صار يلقب نفسه بالصيني كما حدث لعمر بن يوسف الأنصاري البلنسي المحدّث؛ فانه بعد دخوله الصين أصبح يكتب البلنسي الصيني(20). والمرجح عندنا انه اتخذ هذا اللقب بعد نكبة البرامكة ليخفي حقيقة أصله وولائه لهم؛  فهو كما نراه من عجم البرامكة، كما ستوضح الدراسة، والبرامكة فرس(21). وقد اتصل بهم في مرحلته الأولى حيث التقى العتابي وعمل راوية له، وبعد نكبتهم هرب متخفياً بلقب (الصيني) ليعفي على أصله البرمكي. وكانت الدولة العباسية تصفِّي البرامكة؛ جاء في النجوم الزاهرة عن قتل جعفر البرمكي " وكان قتله في أول صفر من هذه السنة (أي 187هـ)، وصلبه على الجسر وسنه سبع وثلاثون سنة وقتل بعده جماعة كثيرة من أقاربه البرامكة"(22).

وكان ظهوره مجدداً مع شخصية ودولة جديدة ذات ميول فارسية؛ الأمير طاهر بن الحسين والدولة الطاهرية سنة (205هـ)، ويبدو ان الدولة الطاهرية جمعت اغلب من عمل مع البرامكة كالعتابي وعلان الوراق البرمكي؛ فقد عمل علان مع الرشيد والبرامكة ثم مع الطاهريين، وكتب قصيدة انتصر فيها لعبد الله بن طاهر مجيبا محمد بن يزيد الخصيبي ومفتخرا بأصله المشترك مع الطاهريين:

كسرويات أبوتنا

غررٌ زهرٌ مقاويلُ(23)

 

وربما تفسر علاقة الصيني بالعتابي، وهو عربي تغلبي، بهواهما البرمكي الفارسي المشترك، فقد سافر العتابي مرات عدة الى فارس وأتقن الفارسية وأفاد من الثقافة الفارسية، كما انه انقطع بسبب هذا الهوى للبرامكة(24) ثم لطاهر بن الحسين، وقد لازمه الصيني في المرحلتين، وكلاهما لاقى المصير نفسه من التخميل لهذا السبب كما سنوضح.

 

 

 

 

مولده وحياته ووفاته

لم تذكر المصادر شيئاً عن ميلاده ووفاته، واكتفت بذكر شذرات من أخباره، سنستعين بها في تقدير سنة ولادته ووفاته. قال المرزباني وصلاح الدين الصفدي:" محمد بن علي الصيني راوية العتابي، شاعر طاهر بن الحسين وابنه عبد الله بن طاهر"(25). والعتابي (؟ - 208)(26) كان في عهد طاهر بن الحسين (205- 207هـ) شيخاً(27)ً مما يرجح انه مولود سنة (130- 135هـ)(28).

ومن الخبر السابق نتبين مرحلتين في حياة الصيني: الأولى كان فيها (راوية للعتابي) ونرجح أنها في زمن البرامكة وبمعيتهم، وكان فيها بمقتبل العمر، والثانية بلغ فيها مرتبة الشاعر المطبوع المقتدر المنطيق فصار (شاعر طاهر وابنه عبد الله). وممكن أن يكون خبر سجنه منطلقاً لهذه الفرضية وتحديد ولادته ووفاته بدقة أكثر.

 

حادثة سجنه:

جاء في طبقات الشعراء إن الشاعر الصيني كان في جملة طاهر، لا يمدح سواه منذ اتصل به، وان طاهرا غضب عليه فأمر بحبسه، فبلغ ذلك المأمون، فقال لطاهر: ما فعل شاعرك الصيني؟ قال: هو محبوس يا أمير المؤمنين. قال: ولم ذاك؟ قال: لموجدة  وجدتها عليه، فقال: أيستحق من زعم أن الخلافة ما استقامت في دارها إلا بمقامك تحت ظلال السيوف(29) أن يساء إليه؟ ولكن إذ فعلت ما فعلت فما أحد يطلبه بحقي غيري (وفي المختصر) بحقه، ليعلم كيف يقول بعدها، والله لئن أخرجته من الحبس لأضربن عنقه.. فكان طاهر يجري عليه في محبسه الكثير ولا يستجرئ على إخراجه خوفاً من المأمون(30). وفي رواية المختصر أن طاهرا (اسقط اسمه من دفتره) وذلك (لكثرة الحافه وبذاء لسانه) وان المأمون أصر على بقائه في الحبس مدة حياته " وأنا أعطي الله عهداً إن خرج من الحبس ما دمت حيا، ليتأدب بذلك، فإذا أرادوا أن يقولوا قولا لم يذمُّوا"(31).

 

ويمكننا من هذا الخبر تحديد تواريخ مهمة من محطات حياته:

1- حبس الصيني في عهد طاهر بن الحسين (205-207هـ) ولما كان (مختصا به لا يمدح سواه) ففي الأقل انه بقي يمدحه سنة كاملة، فتكون بداية سجنه سنة (206هـ) أو (207هـ). وكانت وفاة المأمون في سنة (218هـ)، ولما كان المأمون قد اقسم أن يبقى مسجوناً ما دام حياً، فهذا يقطع بأنه بقي سجيناً إلى سنة وفاته (218هـ) أي بقي سجيناً (11- 12) سنة.

2- لم يكن ثمة سبب قوي يفسخ العلاقة بين الصيني والطاهريين، أي انه لم يهجهم وهو ما يوجب قطع العلاقة في الغالب، ففي النص إن طاهراً سجنه (لموجدة) أي غضبة، وفي المختصر يذكر هذه الموجدة (لكثرة الحافه وبذاء لسانه) وهو طلبه العطاء، ومن حق الشاعر أن يطلب من ممدوحه (حاميه) ما يكفي مؤونته، فتجاهل الأمير طاهر بن الحسين طلباته المتكررة مما حدا بالشاعر إلى ذمه بالبخل قولاً وليس بهجائه شعراً، يؤكد ذلك قول المأمون (ليتأدب بذلك، فإذا أرادوا أن يقولوا قولا لم يذمُّوا)، وان الأمير عدها (عثرة من عثرات الملوك وسقطة من سقطات الأمراء)(32) وعدها المأمون (إساءة للشاعر وعدم مكافأة)(33) كما انه بقي في معية العائلة شاعراً ولو كان هجا طاهراً أو المأمون لأسقط نهائياً أو ربما قتل ولم ترع له ذمة.

3- تسلم عبد الله بن طاهر الإمارة بعد وفاة أخيه طلحة سنة (214هـ)(34)، وكان الصيني في السجن، أي ان الصيني لم يمدح طلحة لانه لم يلتقه، وهذا يؤكد انه بقي في السجن طيلة خلافة المأمون، لذا لم يذكر معه بل قفز من (طاهر) إلى (عبد الله)، وبدأ مدح عبد الله بن طاهر بعد أربع سنوات من إمارته.

4- لم يعد للصيني ذكر بعد عبد الله بن طاهر الذي استمرت إمارته إلى سنة (230هـ)، وهذا يعني انه توفي سنة (230هـ) أو قبلها.

5- أرجح بقوة اتصاله بالبرامكة في أخرة أيامهم (187هـ) ليصح كونه تلميذاً وراوية للعتابي، وهذا لا يجعل التقاءهما مجدداً عند طاهر بن الحسين محض مصادفة، بل عن اتفاق لسابق عهد ومودة. ويستبعد جداً أن يكون الصيني راوية العتابي عند الأمير طاهر وهو في أوج وجوده الشعري حيث يوصف بـ(المطبوع)، (المقتدر) و(المنطيق) (35).

6- بناء على ما سبق يكون الصيني عند اتصاله بطاهر بحدود عمر (40 سنة) ليتسنى له التمكن من الشعر، فتكون ولادته في حدود (165هـ) بينه وبين أستاذه (30) سنة وهو فارق عمري معقول، ويكون عمره عند نكبة البرامكة (187هـ) (22) سنة وهي سنة تسمح لموهوب بقول الشعر ولزوم شاعر كبير بوصفه راوية له. وان المدة بين (165هـ) سنة (ولادته الافتراضية) و(وصول الأمير عبد الله بن طاهر) إلى السلطة (214هـ) هي (49) سنة، وهي سن أدنى من سن الشيخوخة؛ فقد جاء في رواية العمدة انه كان يمدح الأمير عبد الله بن طاهر وسأله أعرابي (ممن الرجل؟) ولم يقل (الشيخ)، والشيخوخة تبدأ من الستين على اختلاف في ذلك، فيكون هذا المشهد الشعري قد تم خلال الـ(12) سنة الأولى من حكم عبد الله بن طاهر.

7- بالمحصلة نخلص إلى نتيجة مرجحة في ولاته ومماته هي: انه ولد قبل منتصف القرن الثاني الهجري، وتوفي قبل سنة (230هـ).

 

مجده الشعري

إن الشذرات المتبقية من أخباره وشعره تدلل، بما لا يقبل الشك، على انه شاعر مهم، وان ما تعرض له من ضياع لا يلغي أهميته، فالشاعر وصل إلى ذروة من المجد استناداً إلى حقائق عدة هي:

1- كان الشاعر محمد بن علي الصيني في جملة شعراء الأمير العباسي الكبير طاهر بن الحسين الذي على يده كان مصير الخلافة من الأمين إلى المأمون، وبالتالي فاتخاذ هذا الأمير الخطير الصيني شاعرا له لا يكون إلا من قبيل استحقاقه هذه الأهمية، وانه من شعراء عصره المبرزين، وقد جرت عادة الأمراء أن يسجلوا شعراءهم الرسميين في (دفتر الشعر) بعد ان يمتحنوهم، وقد جاء في خبر سجن الصيني قول طاهر بن الحسين " وأمرت بإسقاط اسمه من دفتري"(36).

2- ورد في الخبر السابق أن الخليفة العباسي المأمون سأل عنه بعد أن تفقده فلم يجده بين الشعراء، وسؤال خليفة كالمأمون عن شاعر لا يكون إلا بعد أن يثبت هذا الشاعر حضوره فنياً بشكل واضح. وكانت الدولة العباسية تقيِّم الشعر وتلتزم الشعراء المجيدين حدَّ الإلزام كما حصل مع  أبي العتاهية فقد ألزمه الخليفة المهدي بقول الشعر بعد أن قرر تركه(37) لما يمثله الشعر من سند دعائي وسياسي وثقافي للخلافة العباسية، وقد تغنى الشاعر الصيني بخلافة المأمون وإمارة طاهر.

2- كان الشاعر الصيني من شعراء القصيدة الرسمية المدحية، ويؤكد كثرة مدائحه وممدوحية ما اورده صاحب طبقات الشعراء في قوله" كان في جملة طاهر، لا يمدح سواه منذ اتصل به" أي انه قبل اتصاله به كان يمدح سواه، وهذا يشير إلى غناه الشعري وأهميته شاعرا سياسياً.

3- جاء تقييمه من قبل ناقد حصيف وشاعر عظيم هو (ابن المعتز) الذي وصفه بأنه (مطبوع، مقتدر، منطيق)(38)، وحسبُ الصيني هذا الوصف من شخص كابن المعتز المعروف بتشدده في التناول وشدته في التمحيص. كما قيَّمه أبو هلال العسكري في كتابه (الصناعتين)؛ فقد أورد له قطعة من الشعر مثالا على المنظوم الجيد(39). كما أورد شعر الصيني جهابذة الأدب والشعر مثل: ابن المعتز في (طبقات الشعراء) ومحمد بن عمران المرزباني في (معجم الشعراء)، وأبو علي القالي في (أماليه)، وعلي بن أبي الفرج في (الحماسة البصرية)، ومجد النشابي في (المذاكرة في ألقاب الشعراء) وغيرها من كتب الأدب والاختيارات التي تورد ما يستجاد من الشعر، وأن التصدي للاختيارات لا يتسنى لأي أحد بل لمن يكون أديباً مطلعاً عارفاً بدقائق اللغة وأسرارها والشعر وفنونه ومتعلقاته؛ قال الآمدي يصف أبا تمام من خلال اختياراته: " وهذه الاختيارات تدل على عنايته بالشعر، وأنه اشتغل به، وجعله وُكده، واقتصر من كل الآداب والعلوم عليه"(40).

 

أسباب خموله

عاني الشاعر الصيني التضييع، فانحصر في زمانه، وانحسر ذكره وشعره بمرور الأيام، فانه لم يمضِ نصف قرن على وفاته حتى شحت أخباره فابن المعتز (ت296هـ) يقول: "وأخبار الصيني قليلة جداً"(41)، وتبع خموله إسقاط الكثير من شعره، فازداد خمولا على الأيام، وقد ضؤلت وخفيت حقيقته حتى عن النخبة من المثقفين والدارسين؛ فقد ذكر عبد الستار أحمد فراج محقق كتاب (طبقات الشعراء) أن اسم الصيني صحف إلى (الحصني)(42)، وجاء في الفهرست في طبعة (بيروت، دار الكتب العلمية) (الضبي)(43)، وتردد فيه فؤاد سزكين بين (الصيني) و(الضبي)(44)، وعلق  محمد محيي الدين عبد الحميد، وهو محقق بارز، في تحقيقه لكتاب (العمدة) على اسم الصيني بـ"كذا، ولم يستقم لنا المراد منه"(45)، وأسباب ذلك:

1- أصله: الثابت أن أصله أعجمي كما اعترف هو، وقد رجحنا انه برمكي فارسي. وكانت عادة الأعاجم أن يتخذوا موالي من العرب؛ جاء عن ابن عمر أن الرسول (?) قال: الولاء لحمة كلحمة النسب لا يباع ولا يوهب(46). وذكر أبو الفرج الأصفهاني أن رجلا شريفاً وقف على بشار، فقال له: "يا بشار قد أفسدت علينا موالينا، تدعوهم إلى الانتفاء منا وترغبهم في الرجوع إلى أصولهم وترك الولاء"(47). ولم يرد عن الصيني انه والى عشيرة أو قوماً من العرب، فظل أعجمياً مصرا على أعجميته متفاخرا بها، وهو ما يؤكده خبر العمدة:

قال له الأعرابي: ممن الرجل؟

قال: من العجم!!(48).

فهو إصرار يختلف عن إعلان بشار وأبي نواس عن فارسيتهم مع احتفاظهم بولائهم للعرب؛ فقد كان بشار مولى بني عقيل(49)، وأبو نواس مولى الحكم بن سعد العشيرة(50) ، بل ذهب بعض الأدباء الأعاجم إلى التنكر لأعجميتهم وادعاء العروبة لتسويق أدبهم كبديع الزمان الهمذاني(51) لان السياسة العباسية كانت تثقف بنفي أي فضل أدب للأعاجم، حتى أنها أصبحت كالقاعدة بل قاعدة كما وضحنا.

2- أدى اتصاله بالبرامكة في مرحلته الأولى إلى إسقاط شعره، فافقده ذلك أفضل قدح لزناد شاعريته، كما لاحقته اللعنة فرغَّب أهل الأدب عنه، وقد نال أستاذه العتابي المصير نفسه، بإسقاط شعره وملاحقته لمدحه البرامكة واختصاصه بهم، وهو الشاعر الكبير الفحل، وحسبه انه ترجم له في: الشعر والشعراء، والأغاني، ومعجم الشعراء والعقد الفريد وتاريخ بغداد والبيان والتبيين وغيرها، إلا انه مع ذلك لم يبق من شعره ما يشكل ديواناً(52)، وكزميله الصيني لم يجد ابن المعتز له الكثير ليرويه مع اعترافه بحقيقة أن " أشعار العتابي كلها عيون ليست فيها بيت ساقط"(53).

3- ومن أسباب خموله عدم سفره وتنقله ترويجاً لشعره واكتساباً لمعارف وفنون تعينه في تطوير قابليته الشعرية، ولم يعرف عن شاعر كبير انه لزم بيته؛ فقد سافر أبو تمام وتغرب البحتري وقضى المتنبي عمره مسافراً، ووجد المعري لزاماً عليه السفر إلى بغداد لتسويق نفسه شاعراً وهو أعمى فسافر وتحقق له ما اراد، كما سافر أستاذه العتابي إلى بلاد فارس ثلاث مرات(54)، متثقفاً بالثقافة الفارسية، ونتيجة ذلك أصبح أديبا ممتازاً غزير المعاني في شعره روح غير مألوف(55). أما الصيني فقد لزم بيته ولم يغادر بلدته، قال ابن المعتز "وكان لا يوجد إلا بمدينة السلام(56).

4- ويضاف إلى الأسباب الأولى سجنه عند الطاهريين، فانه قضى (11- 12) سنة في غيابة السجن، مما دعا الى نسيانه وبروز شعراء آخرين، ولعله لم يعش طويلا بعد خروجه من السجن، فكان المتبقي من شعره قليل القليل. الا ان الاسباب كلها تصب في السبب الرئيس وهو ولاؤه للبرامكة الذين دالت دولتهم فظل خائفاً مهزوماً.

 

المبحث الثاني: قراءة في شعره

لا يمكن التكهن بحجم ديوان الصيني، وقد تفرد ابن النديم بذكر حجم لشعره حدده بثلاثين ورقة(57)، ولم يعده من المقلين لانه اذا أورد شاعرا قليل الشعر يذكر انه مقل؛ فهو اذاً مكثر، ولكنا لسنا مع تحديد ديوانه بثلاثين ورقة، فشعر طاهر بن الحسين وعبد الله بن طاهر (خمسون) ورقة(58) فكيف يكون شعر الأمير اكثر من شعر شاعره باكثر من ضعف! واذا جارينا ابن النديم في هذا التحديد فهو لا يتفق مع ما بقي من شعره الذي ترويه المصادر وهو (أربع مقطوعات) فقط: واحدة في المدح، وثلاث في الغزل، ومجموع أبياتها كلها (سبعة عشر بيتاً)! وقد ذكر ابن النديم حدود الورقة بقوله:" انما عنينا بالورقة ان تكون سليمانية، ومقدار ما فيها عشرون سطراً؛ أعني في صفحة الورقة"(59) ومعنى ذلك ان الورقة تحوي أربعين سطراً، في كل صفحة عشرون. فإذا كان البيت صدرا وعجزا يكتب سطرا واحدا، فمجموع شعر الصيني (1200) بيت، وإذا كان البيت يكتب صدرا تحته العجز فيكون بسطرين فشعر الصيني (600) بيت. واذا كانت الورقة يقصد بها صفحة، وهو خلاف ما ذكر ابن النديم، فشعر الصيني اما (600) بيت اذا كان البيت سطراً، واما (300) بيت اذا كان البيت سطرين. وهذا يعني ان ما تبقى من شعر الصيني ورقة واحدة أو صفحة فقط.

وكونه شاعراً مختصاً بأمراء الدولة الطاهرية يقتضي منه كتابة القصائد الطويلة التي تلائم مدح الأمراء فالمدح يكون بالقصائد لا بالمقطعات، وتلائم وصفه من ابن المعتز بالمقتدر والمنطيق وغيرها، كما أكد قصائدية شعره ابن رشيق بخبر اورده في (العمدة) وهو ان الصيني انشد عبد الله بن طاهر شعراً في محفل من الناس؛ فمحتم أن الصيني أنشد قصيدة في هذا المحفل وليس قطعة.           إن قناعتنا بجدوى دراسة شعره على ضآلة المروي منه في المصادر، تجعلنا نتجشم العناء والغمار ، وفي دراسة شعره سنتناول ثلاثة موضوعات:

 

أولا- الاختلاف في رواية شعره:

على الرغم من أن ما وصل من شعره مقطعات يبلغ أطولها خمسة أبيات، إلا انه من النادر أن تتفق المصادر على بيت واحد في الرواية، بل اختلفت في روايتها حتى وصل الاختلاف في بعض الأحيان إلى رواية أخرى تشمل الشطر والبيت بأكمله، ولعل الاختلاف اللافت في رواية شعره يضيف دليلا آخر على ضياع وتضييع الشاعر، فان كبار شعراء العصر، الذين عبروا الخطوط السياسية الحمر، لم يختلف في رواية شعرهم على كثرة ما وصل منه.

 

شعر المدح

وما تبقى منه قطعة واحدة قالها في طاهر بن الحسين رأس الدولة الطاهرية، مشيراً إلى جهوده في إقرار خلافة المأمون، فضلا عن مدحه بصفات كثيرة، وهي حتماً جزء من قصيدة طويلة. وقد جاءت في مصادر عدة باختلاف في الرواية، وفي رواية معجم الشعراء(60) التي سنعتمدها:

(1) وقُوفُكَ تحتَ ظِلالِ السُّيوفِ

أَقَرَّ الخِلافَةَ في دارِها

 

(2) كأَنَّك مُطَّلِعُ في القُلُوبِ

إذا ما تَناجَتْ بِأَسْرارها

 

(3) وكَّراتُ طَرْفِكَ مُرْتَدَّةٌ

               إليكَ بِغامِضِ أَخْبارِها

 

(4) وفِي راحَتَيْكَ الرَّدَى والنَّدَى

وكِلْتاهُما طُوْعُ مُمْتارِها

 

(5) وأَقْضِيةُ اللهِ مُحْتُومةٌ

وأَنتَ مُنَفِّذُ أَقْدارِها

 

والروايات الأخرى:

1-   الحماسة البصرية(61)، وفيها (فكرَّات) بدل (وكرَّات).

2-   التذكرة السعدية في الأشعار العربية(62)، وردت القطعة بلا نسبة: (وقال آخر). وفيها أربعة أبيات بإسقاط الثالث، وجاء في البيت الرابع (السدى) بدل (الردى).

3-   كتاب الصناعتين(63)، وردت مقدمة بـ(ومن ذلك قول بعض المحدثين)، وفيها أيضاً (فكرَّات) بدل (وكرَّات)، و(مردودة) بدل (مرتدة).

4-   الوافي بالوفيات(64)، وجاء اسم الصيني محرفا الى (الضبي)، وفيه ايضاً (فكرَّات) بدل (وكرَّات).

5-   زهر الآداب وثمر الألباب(65)، وردت بيتين الأول والثاني فقط ومقدمة بـ(وقال بعض شعراء بني عبد الله بن طاهر).

6-   وفيات الأعيان(66)، ورد فيه البيت الثاني فقط.

7-   طبقات الشعراء(67)، ورد فيه البيت الأول فقط وفيه (مقامك) بدل (وقوفك).

 

شعر الغزل

وما تبقى منه ثلاث مقطوعات، توحي بأنها مقتطعة من قصائد أكبر، كما انها جميلة مؤثرة صادقة الفن وتدل على صدق الواقع، وتؤكد لو ان شعره الغزلي وصل الينا لاثبت انه من الغزليين المرموقين والعشاق المشهورين.

 

القطعة الأولى: اختلف فيها اختلافاً كثيرا. في رواية معجم الشعراء(68) التي سنعتمدها:

(1) لمَّا مَضَتْ دُونَه اللَّيالِي

               وأَحْدَثَتْ بَعْدَهُ أُمُورُ

 

(2) واعْتَضْتُ باليَأْسِ عنه صَبْراً

               فاعْتَدَلَ الحُزْنُ والسُّرُورُ

 (3) فَ

لسْتُ أرجو ولست أَخْشَى

ما أحدثتْ بَعْدَهَ الدُّهُورُ

 

(4) فَلْيَجْهَدِ الدَّهرُ في ضِرَاري

فما يُرى بَعدَهُ يَضِيرُ

 

والروايات الأخرى:

1-   الحماسة البصرية(69)، وجاء في البيت الأول (قبله) بدل (دونه)، وفي الثاني (فاعتدل) بدل (واعتدل)، وجاء البيت الثالث:

فَلسْتُ أَخْشَى ولا أُبالِي

ما فَعَلَتْ بَعْدَكَ الدُّهُورُ

 

وفي البيت الرابع جاءت لفظة (مساتي) بدل (ضراري)، وجاء العجز (فما عَسَى جُهْدُهُ يَصِيرُ)

 

2-   الأمالي(70)، جاء البيت الاول مختلفاً هو:

أتت على عهده الليالي

وحدثت بعده أمور

 

 

وفي البيت الثاني وردت (منه) بدل (عنه) و(واعتدل) بدل (فاعتدل)،  وجاءت رواية البيت الرابع هكذا:

فليجهدِ الدَّهرُ في مساتي

فما عسى جهده يَضِيرُ

 

وفي البيت الثالث جاءت لفظة (بعدك) بدل (بعده)، وجاءت رواية البيت الرابع هكذا:

فليبلغ الدَّهرُ في مساتي

فما عسى جهده يَضِيرُ

 

3-   البديع في البديع في نقد الشعر(71)، ص309: وفيه نسب البيتان الأوليان للعتابي، والتاليان جاءا بعد جملة (كشفه بعضهم بقوله). جاء البيت الأول برواية مختلفة للصدر هي(مضتْ على عهدهِ الليالي)، والبيت الثاني وردت لفظة (واعتدل) بدل (فاعتدل)، وجاءت رواية البيت الرابع مختلفة وهي:

فليَجْهَدِ الدَّهرُ في مساتي

فما عسى جَهْدُه يُضِيرُ

 

 

القطعة الثانية: ونسبت إلى أكثر من شاعر فضلا عن شاعرنا الصيني. في رواية في طبقات الشعراء(72) التي سنعتمدها:

(1) لَيتَ شِعري عَن أَملَحِ النَّاسِ دَلا

               أَمُقيمٌ لَنا عَلى الوَصلِ أَم لا

(2) زَعَموا أَن مَن تَشاغَلَ بِاللَّذاتِ عَمَّن يُحِبُّهُ يَتَسَلَّى

(3) كَذَبوا وَالَّذي تُساقُ لَهُ البُدنُ وَمَن لاذَ بِالطَّوافِ وَصَلَّى

(4) لرسيسُ الهَوَى أَحَرُّ مِن الجَمرِ عَلى قَلبِ عاشِق يَتَقَلَّى

 

والروايات الأخرى:

1-   المذاكرة في ألقاب الشعراء(73)، وفيه وردت منسوبة إلى يعقوب بن الربيع، واسقط منها البيت الأول كبقية المصادر التي أوردت القطعة، وجاء البيت الثاني فيها مختلفاً عما يقابله في المتن وهو:

كذبوا، والذي تقادُ له البدنُ، ومن طاف بالحجيجِ وصلى

 

2-   الوافي بالوفيات(74)، وردت فيه منسوبة إلى محمد بن القاسم أبو الحسن المعروف بماني الموسوس من أهل مصر بإسقاط البيت الأول، وفي البيت الثاني جاءت لفظة (تقاد) بدل (تساق) و(عاذ) بدل (لاذ)، وفي البيت الأخير جاءت عبارة (إن نار الهوى) بدل (لرسيس الهوى).

3-   فوات الوفيات(75)، ج4، ص32: ووردت فيه منسوبة إلى ماني الموسوس أيضاً، وجاءت روايتها مطابقة لرواية الوافي بالوفيات.

4-   تاريخ بغداد(76)، ووردت فيه منسوبة إلى ماني الموسوس أيضاً، بإسقاط البيت الأول، وفي البيت الثاني جاءت لفظة (عاذ) بدل (لاذ)، وفي البيت الاخير (ان نار الهوى) بدل (لرسيس الهوى).

5-   مصارع العشاق(77)، ووردت منسوبة إلى ماني الموسوس أيضاً، وجاءت روايتها مطابقة لرواية الوافي بالوفيات.

6-   غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائض الفاضحة(78)، وردت القطعة منسوبة إلى ماني الموسوس أيضاً، وجاء البيت الأول فيها مختلف الرواية، وهو:

زَعَموا أَن مَن تَشاغَلَ بِاللَّذاتِ يوماً عن ُحِبُّه يَتَسَلَّى

 

 

وجاءت في البيت التالي لفظة (دار) بدل (لاذ)، وفي البيت بعده جاء (إن نار الهوى) بدل (لرسيس الهوى).

 

القطعة الثالثة: وردت في طبقات الشعراء للصيني، وفي معجم الأدباء دون نسبة، فهي إذاً متمحضة له وهو غير مدافع فيها. في رواية طبقات الشعراء(79) التي سنعتمدها:

(1) متِّعاً بالعراقِ يومَ الفراقِ

               يستجيران بالبكا والعناق

 

(2) كم أسرّا هواهما حذر البين وكم كاتما غليل اشتياق

(3) فأطلَّ الفراق فاتفقا فيه، فراق أتاهما باتفاق

(4) كيف أدعو على الفراق بمكروهٍ ويوم الفراق كان التلاقي

 

وفي رواية معجم الأدباء(80)، وهي مكررة بالنص في كتب أخرى اكتفينا عنها برواية المعجم، جاءت الأبيات كلها فيها اختلاف عن رواية الطبقات لذا سنذكرها وهي:

متِّعاً باللقاء يومَ الفراقِ

مستجيرين بالبكا والعناق

كم أسرّا هواهما حذر الناس وكم كاتما غليل اشتياق

فأظلَّ الفراق فالتقيا فيه، فراقاً أتاهما باتفاق

 

كيف أدعو على الفراق بحتف

               وغداة الفراق كان التلاقي

 

ثانياً- الآراء في شعره:

نال شعر الصيني عناية علماء الشعر، وأهم من تنبه على أهميته ابن المعتز الذي يعترف بقلة أخبار وأشعار الشاعر، ولعل قلة المروي المتبقي من شعره هو الذي أخمل ذكره على أقلام كثير من العلماء والنقاد، وقد ورد نقد لشعره من أبي هلال العسكري دون الاشارة الى اسمه، وهو دليل أهمية هذا الشعر وقلة حظ صاحبه من الشهرة.

في نقده لشعر الصيني يؤكد ابن المعتز أن الصيني شاعر مطبوع، مقتدر، ومنطيق(81)، وهو مدح عال لشعر الشاعر؛ فـ(المطبوع) من الشعراء الجاري مجرى القدماء مع الإجادة وهو وصف حظي به البحتري والمتنبي وغيرهما من المتمكنين، وعلى الضد منه (المصنوع) وهو الجاري على سنن الشعر الجديد المتبني أساليب البديع والعناية باللفظ دون المعنى، ويعد ابن المعتز من النقاد المتبنين الأسلوب الأول في الصراع الدموي في موضوعة التجديد والتقليد. وفي زهر الآداب يصف الحصري القيرواني المطبوع والمصنوع بقوله: " والكلامُ الجيد الطبع مقبول في السمع، قريبُ المِثَال، بعيد المَنَال، أنيق الديباجة، رقيق الزجاجة، يدنو من فَهْم سامعِه، كدنوّه من وهم صانعه، والمصنوع مثقف الكعوب، معتدلُ الأنبوب، يطرد ماءُ البديع على جَنَبَاته، ويجول رَوْنَق الحسن في صفحاته، كما يجول السِّحْر في الطَّرْف الكحيل، والأثرُ في السيف الصقيل". وفي هذا القول إشارة إلى سليقية الأول وصناعة الثاني. ويعطف الحصري على قوله هذا بوصف الجانب السيئ في الطريقتين:" فأخذ المطبوع كل ما تدفعه له قريحته يخرجه إلى حَدّ الرثّ، وحيّز الغثّ، واكراه الصانع شعره على الشكل دون المعنى يخرجه الى فسادِ التعسّف، وقَبْح التكلّف(82).

والشاعر الصيني يحرص على المعنى، ويجعل وكده التعبير الشعري وإلباس الفكرة أسهل لفظ ببساطة ودون تعمل، فما نجده من قليل بديع في شعره إنما يأتي عفو الخاطر على الرغم من صيغ البديع التي نستطيع ان نقتنصها اقتناصاً ولا أقول نجدها ايجاداً، على انه شاعر محدث وليس متمحلا متكلفا للقول العربي كابن مناذر، وفي شعره ما يؤكد سمو خياله وإفادته من الحضارة كالقطعة الثالثة في الغزل فهي قائمة على وصف حال عينيه فهما يقومان ببطولة أحداث الشعر فطرفاه هما (أسرا هواهما حذر البين وكاتما غليل الاشتياق) وهما (اتفقا من الفراق الحادث اتفاقاً) وهو شعر حضري رقيق. وقد أشار إلى حقيقة اتباع الشاعر القدماء مع احتفاظه بالأسلوب العصري أبو هلال العسكري في كتابه (الصناعتين) فانه بعد أن أورد نماذج من الشعر العربي القديم أشار بأن المحدث ليس له حجة في تقليد هذه النماذج، ثم أورد شعرا عربيا مثالا على المستوي النظم الملتئم النسج، ثم قال: " والمنظوم الجيد ما خرج مخرج المنثور في سلاسته، وسهولته واستوائه، وقلة ضروراته، ومن ذلك قول بعض المحدثين (يريد الصيني).. مقامك تحت ظلال السيوف"(83).

وقوله: المنطيق، يدل على تمكنه من أداته، وقدرة شعره على الإقناع، فضلا عن ظلال معان كثيرة توحي بها هذه اللفظة في دنيا الشعر والنقد، فالمنطيق: البليغ المفوه(84) المقتدر على الكلام، وهو مشتق من (النطق)(85) ومثله المقتدر أي صاحب المكنة في مجال الشعر لا العيال عليه المحسوب والدعي فيه.

 

ثالثا- تقييم شعره

من خلال تقييمنا لشعره نثبت نقاطاً مهمة هي:

1- من خلال وصفه بشاعر مختص بالأمراء، ومن خلال الدراسة المتأنية لألفاظ مدحته اللامعة ومعانيها العميقة، يتضح لنا مهارته في كتابة القصيدة الرسمية السياسية، وتمكنه من فن المدح، وهي من الشروط المعتمدة في التقييم النقدي العربي الذي وضع لبناته الأصمعي وابن سلام وبقية النقاد الذين يؤكدون أهمية الشاعر باقتداره على قصيدة المدح، وهو الذي جعل الصيني نابهاً ومذكوراً عند المثقفين والكتاب والنقاد والشعراء الذين ذكروه ونقلوا لنا شعره.

2- غزله فيه لوعة وصدق، يدلان على انه مارس العشق، وكابد آلامه فانطلق شعره معبراً عن حقيقة نفسه المتألمة.

3- شعره الذي وصلنا مكتوب على ثلاثة بحور هي: المتقارب، مخلَّع البسيط، الخفيف، وهي من البحور العربية المعترف بها من قبل المؤسسة الثقافية العباسية، التي وقفت ضد ابتداع أوزان جديدة لا تستوعبها دوائر الخليل، وان وضع الخليل لعلم العروض إنما جاء لحصر البحور المعترف بها وانعكس ذلك على الشعر نفسه فالشعر المكتوب على غيرها غير معترف به وهو ما أشار إليه صراحة الزمخشري بقوله: " إنَّ بناء الشعر العربي على الوزن المُخترَعِ، الخارج عن بحور شعر العرب، لا يَقدحُ في كونه شعراً عندَ بعضهم. وبعضُهم أبى ذلك، وزعم أنه لا يكون شعراً حتى يُحامَى فيه وزن من أوزانهم"(86). ونحن على اطمئنان من أن الشاعر الصيني لم يكتب في شعره الضائع على البحور المولدة، وذلك من خلال تقييم ابن المعتز لشعره ووصفه بالمطبوع، وابن المعتز من المتشددين في هذا الأمر.

4- خلا شعره من المبالغات الغالية التي ابتلي بها شعراء المدح، فمن خلال المدحية الباقية نجده حريصاً على واقعية صوره، فالممدوح مفرط الذكاء كأنه مطلع على القلوب ونظراته تصل الى حيث يصل العقل المدقق، وليس في ذلك خروج على منطق الذكاء والأذكياء، ولعلنا نتأكد من خلال هذا المنحى أن الشاعر الصيني على قدر من التدين بانعكاساته في شعره حتى الغزل كقوله: (وأقضية الله محتومة) و(تساق له البدن) (لاذ بالطواف وصلى).

5- كان اختيار الشاعر الوزن والألفاظ والمعاني منسجماً مع موضوع القصيدة، ففي قصيدة المدح نحس بالنفس البطولي وتمتلئ آذاننا بمسموعات البطولة ومشوفات الكرم والقيادة، وعلى الرغم من خمسة الأبيات التي صارت عليها القصيدة الأصلية إلا أننا نعيش جو القصيدة في هذه القطعة ونقتنع بالانسجام بين أوليات هذا الشعر من مفردات ومن أفكار وصور وموسيقى وخيال، وفي مقطوعات الغزل نعيش الفراق وآلامه وحزن الشاعر المكين وتصويره حاله في هذه الفاجعة، وجاءت مكونات الشعر منسجمة أيضاً لا يوجد فيها نافر، وفي القطعتين الأخريين نلمس الأمر ذاته، وهذا دليل تمكن الشاعر من أداته وعمله بتأن جامعاً بين طبع الموهبة وصنعة الفن.

 

الخاتمة

درس البحث الشاعر محمد بن علي الصيني شاعراً وظاهرة، وقد أكد البحث أهمية الصيني شاعراً متمكناً لتأكيد خطورة ظاهرته. ومن رماد أخباره وأشعاره المنطفئ بعث أجيجه، فأجِّج فناً راقياً ملموساً أقنع بأن الصيني لم يكن يعوزه للشهرة شيء سوى ما غمطه أصله الأعجمي وانتماؤه السياسي من حقه فضيِّع وأخمل ذكره وشعره.

وهكذا درس المبحث الأول حياته، للوصول إلى تفاصيل حياته ما أمكن، من خلال المعلومات القليلة التي وصلتنا والعلاقات المتصلة بهذه المعلومات؛ كعمله راوية للعتابي، واختصاصه بالطاهريين، وحادثة سجنه. وقد وصل البحث من خلالها إلى تحديد تقريبي لولادته، ومراحل حياته، ووفاته.

وفي المبحث الثاني تم جمع شعره، وهو أربع مقطوعات فقط تضم سبعة عشر بيتاً، منها قطعة في المدح والثلاث الباقية في الغزل. وقد قمنا بتأشير اختلاف الروايات الكبير والمثير على الرغم من قلة شعره هذا. كما تناولنا آراء القدماء لشعره؛ إذ وجدنا رأيين مهمين فيه من ناقدين مهمين هما: ابن المعتز وأبو هلال العسكري. بعد ذلك وضعنا تقييماً شاملاً لشعره لتكتمل دراسة فنه. وبهذا وفَّينا البحث حقه، كما وفينا الشاعر والظاهرة.

 

........................

الهوامش

(1) الحيوان، ج1، ص74- 75.

(2) المصدر نفسه، ج3، ص130.

(3) الحور العين، ص217.

(4) المحاسن والأضداد، ص236.

(5) زهر الآداب وثمر الألباب ، ج3، ص64.

(6) يتيمة الدهر، ج1، ص33، 34.

(7) الإمتاع والمؤانسة، ج3، ص175- 176.

(8) العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، ج1، ص78.

(9) المصدر نفسه.

(10) طبقات الشعراء، ص303، 304، 444.

(11) معجم الشعراء، ص358.

(12) معجم الشعراء، ص358؛ الفهرست، ص268؛ معجم الشعراء العباسيين، عفيف عبد الرحمن (بيروت، دار صادر، 2000)،ص246.

(13) ينظر: طبقات الشعراء، ص303، 444، 445؛ معجم الشعراء، ص358؛ الحماسة البصرية، ج1، ص257؛ العمدة، ج1، ص78؛ معجم الشعراء العباسيين، ص246؛ آل طاهر والحركة الادبية في العصر العباسي، عبد المهدي اليادكاري، رسالة ماجستير مقدمة الى الجامعة الامريكية في بيروت سنة 1967، ص141

(14) معجم الشعراء العباسيين، ص246.

(15) العمدة، ج1، ص78.

(16) الاشتقاق، ص361.

(17) الإمتاع والمؤانسة، ج1، ص70.

(18) المعجم الوسيط، ص586.

(19) الإمتاع والمؤانسة، ج1، ص77.

(20) نفح الطيب من غصن أندلس الرطيب، ج2، ص632.

(21) ينظر: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ج2، ص123.

(22) المصدر نفسه.

(23) معجم الأدباء، ج12، ص196.

(24) ينظر: الأغاني، ج13، ص122.

(25) معجم الشعراء، ص358.

(26) تاريخ الأدب العربي، مج1،ج2، ص36.

(27) جاء في الاغاني " ولما قدم العتابي مدينة السلام على المأمون أذن له فدخل وعنده إسحاق الموصلي، وكان العتابي شيخا جليلا نبيلا، فسلم فرد عليه وأدناه وقربه حتى قرب منه فقبل يده" (ينظر: الأغاني، ج13، ص125).

(28) يذهب عفيف عبد الرحمن إلى انه ولد قبل منتصف القرن الثاني الهجري. (ينظر: معجم الشعراء العباسيين، ص294).

(29) إشارة إلى قول الشاعر الصيني:

وقوفك تحت ظلال السيوف

اقرّ الخلافة في دارها

 

(معجم الشعراء،ص358).

(30) طبقات الشعراء، ص304.

(31) المصدر نفسه، ص445.

(32) المصدر نفسه ، ص445.

(33) المصدر نفسه ، ص444.

(34) الكامل في التاريخ، ج5، ص492.

(35) طبقات الشعراء، ص303، 304، 444.

(36) المصدر نفسه، ص444.

(37) ينظر: مقاتل الطالبيين، ص361.

(38) طبقات الشعراء، ص303، 304، 444.

(39) كتاب الصناعتين، ص132.

(40) الموازنة بين الطائيين، ج1، ص56.

(41) طبقات الشعراء، ص248.

(42) المصدر نفسه، ص303 هامش.

(43) الفهرست، (طبعة بيروت، دار الكتب العلمية)، ص268.

(44) تاريخ التراث العربي، مج2، ج4، ص196.

(45) العمدة، ج1، ص78 هامش.

(46) السنن الكبرى، ج10، ص494.

(47) الأغاني، ج3، ص200.

(48) العمدة، ج1، ص78.

(49) الشعر والشعراء، ص745.

(50) المصدر نفسه، ص784.

(51) ينظر: رأي في المقامات، ص59- 60.

(52) ينظر: حياته وما تبقى من شعره، ناصر حلاوي، مجلة المربد، جامعة البصرة، العدد 302، 1969، ص369- 436.

(53) طبقات الشعراء، ص263.

(54) تاريخ الأدب العربي، ج2، ص36.

(55) ينظر: ضحى الإسلام، ص144.

(56) طبقات الشعراء، ص304.

(57) الفهرست، ص314.

(58) المصدر نفسه، ص312.

(59) المصدر نفسه، ص303.

(60) معجم الشعراء، ص358.

(61) الحماسة البصرية، ج1، ص257

(62) التذكرة السعدية في الأشعار العربية، ص41،

(63) كتاب الصناعتين، ص132

(64) الوافي بالوفيات، ج4، ص89

(65) زهر الآداب، ج4، ص156

(66) وفيات الأعيان، ج2، 417

(67) طبقات الشعراء، ص444.

(68) معجم الشعراء، ص358.

(69) الحماسة البصرية، ج1، ص257

(70) الأمالي، ج2، ص93

(71) البديع في البديع في نقد الشعر، ص309

(72) طبقات الشعراء، البيت الأول في ص445، والأبيات الثلاثة الباقية في ص304،

(73) المذاكرة في ألقاب الشعراء، ص168.

(74) الوافي بالوفيات، ج4، ص246.

(75) فوات الوفيات، ج4، ص32.

(76) تاريخ بغداد، ج3، ص388.

(77) مصارع العشاق، ج2، ص25.

(78) غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائض الفاضحة، ص170- 171.

(79) طبقات الشعراء، ص445

(80) معجم الأدباء، ج2، ص71.

(81) طبقات الشعراء، ص303، 304، 444.

(82) زهر الآداب، ج3، ص283.

(83) كتاب الصناعتين، ص132.

(84) تاج العروس، ج16، ص386.

(85) لسان العرب، ج13، ص214.

(86) القسطاس في علم العروض، ص3.

 

المصادر والمراجع

(1) الاشتقاق، الحسن بن دريد (ت321هـ)، تحقيق: عبد السلام محمد هارون (بيروت، دار الجيل، 1991).

(2) الأغاني، أبو الفرج الاصفهاني (ت356هـ)، تحقيق: د. يوسف علي الطويل، ط2(بيروت، دار الفكر، 1995).

(3) آل طاهر والحركة الادبية في العصر العباسي، عبد المهدي اليادكاري، رسالة ماجستير مقدمة الى الجامعة الامريكية في بيروت سنة 1967

(4) الأمالي، أبو علي القالي (ت 356هـ) (بيروت، دار الحكمة، د.ت).

(5) الإمتاع والمؤانسة، أبو حيان التوحيدي (ت نحو 380هـ)، تحقيق: أحمد أمين وأحمد الزين (بيروت، منشورات دار مكتبة الحياة، د.ت).

(6) البديع في البديع في نقد الشعر، أسامة بن منقذ (584هـ)، تحقيق: عبد آ. علي مهنا (بيروت، دار الكتب العلمية، 1987).

(7) تاج العروس، مرتضى الزبيدي (1205هـ)، تحقيق: علي شيري، (بيروت، دار الفكر، 1994).

(8) تاريخ الأدب العربي، كارل بروكلمان، نقله إلى العربية د. عبد الحليم النجار،ط1،(دار الكتاب الإسلامي،2005).

(9) تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي (ت463هـ)، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا (بيروت، دار الكتب العلمية، 1997).

(10) تاريخ التراث العربي، الدكتور فؤاد سزكين، تعريب: د. عرفة مصطفى، مراجعة: د. محمود فهمي حجازي ود. سعيد عبد الرحيم (السعودية، جامعة الإمام محمد بن سعود، 1991).

(11) التذكرة السعدية في الأشعار العربية، محمد بن عبد الرحمن العبيدي (ت ق8هـ)، تحقيق: د. عبد الله الجبوري (تونس، 1981).

(12) الحماسة البصرية، صدر الدين بن أبي الفرج البصري (ت 659هـ)، تحقيق: الدكتور مختار الدين أحمد (حيدر آباد، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، 1964).

(13) الحيوان، أبو عمر الجاحظ (ت255هـ) ط3(بيروت، دار الكتاب العربي، 1969).

(14) الحور العين، نشوان الحميري (ت573هـ)، تحقيق: كمال مصطفى (طهران، 1972).

(15) رأي في المقامات، الدكتور عبد الرحمن ياغي (بيروت، المكتب التجاري، 1969).

(16) زهر الآداب وثمر الألباب، الحصري القيرواني (453هـ)، تحقيق: الدكتور صلاح الدين الهواري (بيروت، شركة شريف الأنصاري للطباعة والنشر والتوزيع، 2008).

(17) السنن الكبرى، أحمد بن الحسين البيهقي (ت458هـ)، تحقيق: محمد عبد القادر عطا (بيروت، دار الكتب العلمية، 1999).

(18) الشعر والشعراء، ابن قتيبة (ت276هـ)، تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر،(دار الحديث، القاهرة، 2003).

(19) ضحى الإسلام، احمد أمين، ط3،(لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1938).

(20) طبقات الشعراء، عبد الله بن المعتز (296هـ) تحقيق: عبد الستار أحمد فراج، ط2(القاهرة، دار المعارف، د.ت).

(21) العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده،الحسن بن رشيق القيرواني (456هـ)ط3،تحقيق: محيي الدين عبد الحميد (القاهرة، مطبعة السعادة، 1964).

(22) غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائض الفاضحة، محمد بن إبراهيم الوطواط (ت 718هـ)، تحقيق: إبراهيم شمس الدين (بيروت، دار الكتب العلمية، 2008).

(23) الفهرست، ابن النديم (ت380هـ)، تحقيق: د. ناهدة عباس عثمان، ط2(قطر، دار قطري بن الفجاءة، 1985).

(24) الفهرست، ابن النديم (ت380هـ)، تحقيق: د. يوسف علي طويل، ط2(بيروت، دار الكتب العلمية، 2002).

(25) فوات الوفيات والذيل عليها، محمد بن شاكر الكتبي (764هـ)، تحقيق: الدكتور إحسان عباس (بيروت، دار صادر، د.ت).

(26) القسطاس في علم العروض، جار الله الزمخشري (ت538هـ)، مخطوط في مكتبة مشكاة الإسلامية على الانترنت.

(27) الكامل في التاريخ، ابن الأثير (ت630هـ)، تحقيق: الدكتور محمد يوسف الدقاق، ط3(بيروت، دار الكتب العلمية، 1998)،

(28) كتاب الصناعتين الكتابة والشعر، أبو هلال العسكري (395هـ)، تحقيق: الدكتور مفيد قميحة (بيروت، دار الكتب العلمية، 2008).

(29) لسان العرب، ابن منظور (ت 711هـ)، (قم، أدب الحوزة، 1405هـ).

(30) المحاسن والأضداد، أبو عمر الجاحظ، ط2(القاهرة، مكتبة الخانجي، 1994)،

(31) المذاكرة في ألقاب الشعراء، مجد الدين النشابي (ت657هـ)، تحقيق: شاكر العاشور (بغداد، دار الشؤون الثقافية، 1988)، ص168.

(32) مصارع العشاق، أحمد بن الحسين السرَّاج القارئ(ت 500هـ)، (بيروت، دار صادر).

(33) معجم الأدباء أو إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، ياقوت الحموي (626هـ) (الرياض، دار الزهراء، 1991).

(34) معجم الشعراء، محمد بن عمران المرزباني، تحقيق: عبد الستار أحمد فراج (دار إحياء الكتب العربية،1960).

(35) معجم الشعراء العباسيين، عفيف عبد الرحمن (بيروت، دار صادر، 2000).

(36) المعجم الوسيط، إبراهيم مصطفى وآخرون، (استانبول، دار الدعوة، 1989).

(37) مقاتل الطالبيين، أبو الفرج الاصفهاني (ت356هـ)، تحقيق: أحمد صقر، (قم، دار الزهراء، 1428هـ).

(38) الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، الحسن بن بشر الآمدي (ت 370هـ)، تحقيق: السيد أحمد صقر (القاهرة، دار المعارف، 1961).

(39) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي (ت 874هـ) (القاهرة، مطابع كوستاتسوماس، د.ت)،

(40) نفح الطيب من غصن أندلس الرطيب، أحمد بن محمد المقري (ت1041هـ)، تحقيق: إحسان عباس (بيروت، دار صادر، 1988).

(41) الوافي بالوفيات، الصفدي (ت 764هـ)، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، (بيروت، دار إحياء التراث، 2000).

(42) وفيات الأعيان وأنباء أهل الزمان، ابن خلكان (ت 681هـ)، تحقيق: إحسان عباس (بيروت، دار صادر، 1977).

(43) يتيمة الدهر، أبو منصور الثعالبي (ت 429هـ)، تحقيق: الدكتور مفيد محمد قميحة (بيروت، دار الكتب العلمية، 1983).

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1470 الثلاثاء 27/07/2010)

 

 

في المثقف اليوم