قضايا وآراء

أيها الشعراء هل قرأتم قصيدة علي الاسكندري: مأزق وردة الخشخاش ..؟؟؟

كي نتوفر على رؤية موضوعية، وفي ما يلي قراءة الاستاذ سلام كاظم فرج الانطباعية عن النص...... التحرير

 

أهم مبررات قصيدة النثر التكثيف والتركيز.. فلقد سئم الناس إطناب القصائد الكلاسيكية.. وأدلجتها.. ونخاستها.... ومهما كانت أغراءات القصيدة الكلاسيكية الجمالية تظل تحمل آثام الادانة...  لذلك لم يكن عجبا إزدهار قصيدة النثر والنصوص المفتوحة وما سمي بالنثر المركز... رغم ابتلاء هذا الفن الجديد الوسيم بإمراض شتى أخرى لاتقل عن أمراض أسلافه من الفنون.. اهمها  إزدحام  السوق بالدخلاء.. وفتح المنافذ على مصراعيها لكل متوهم بإمتلاك ناصية هذا الفن الصعب .... ومنذ ان بدأ محمد الماغوط المشوار هرع الاف الكتاب يجربون حظهم وكأن الامر أسهل من دخول حديقة عامة..ولكثرة الضيوف والمضيفين ابتلي هذا الجنس بشتى العاهات.. وتضيع في مهرجانه أصوات مخلصة تحمل شرعية تمثيله وسط كم هائل من الدعاة المزيفين. والمفارقة ان بعض قصائد النثر تحمل ذات  السمات القديمة كالاطناب والمحسنات اللفظية والايدلوجية!!.... والشاعر علي الاسكندري.. من اولئك الشعراء المحترقين بالشعر والمنذورين للشعر..

 وقصائده تحمل كل سمات قصيدة النثر التي ولدت معافاة على يد الاباء الشرعيين.. الماغوط  وسنية صالح...ورهطهما... لكن صوت الاسكندري الجميل والاصيل..   لم يجد من النقاد الرسميين اية بادرة لتقديمه للقراء بما يستحق من إشادة او نقد موضوعي رصين..

 وقصيدته مأزق وردة الخشخاش... من الاعمال المثيرة للإهتمام.. فهي تحمل سمات القصيدة  الكونية.. الشاعر في هذه القصيدة يأنسن وردة الخشخاش... فهي قد تعبت من الوقوف... وهي تتألم من ثرثرة زوار الحديقة.. وهي تحزن لأهمال الناس لها رغم انهم يعرفون كم هي رائعة ورقيقة لكنهم مشغولون عنها بهمومهم اللاشعرية.. والغير عابئة بالورد وحديث الورد.. كأني هنا بالاسكندري يتحدث عن قصيدة النثر الحقيقية لا المدعاة... او ربما عن كل شيء جميل ورائع لكنه مهمل... علي الاسكندري يبلغ هنا ذروة الابداع الشعري .. سيما حين يقرر.. او حين يتذكر انها مطرودة من....... ومحظورة من قواميس الحدائق والبساتين.... الوردةُ التي توّرمَ ساقـُها من الوقوفِ في الحديقة

 

طيلةَ حياةٍ تامة

وانشغلَ المتنزهونَ عنها بالثرثرةِ والنسيان   

لمْ تقلْ للعاشق ِ حين جزّها لخليلتهِ

لــِــمَ أدمـيـتـنـي ...؟

بلْ سارعتْ للذبول

لتنفق جمالها...............

 

هي قراءة سريعة لقصيدة رائعة مدهشة.... جميلة جدا جمال زهرة الخشخاش.. وهي دعوة للأخوة القراء والنقاد لقراءة موضوعية رصينة لهذه القصيدة النادرة.. التي رأيتها نموذجا لما ينبغي ان تكون عليه قصيدة النثر الحقة........ ..

 

لقراءة قصيدة الشاعر في المثقف

مأزق وردة الـخَـشـخَـاش

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1470 الثلاثاء 27/07/2010)

 

في المثقف اليوم