قضايا وآراء

بدعم من الاصلاحيين .. موسوي يتمرد على المرشد

التي قادها الخميني عام 1979 في ايران  ضد حكم الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان يلقب انذاك بملك ملوك ايران، مير حسين موسوي الذي رشح نفسه لرئاسة ايران كان منافسا قويا في الانتخابات التي جرت قبل ايام وممثلا لجبهة الاصلاحيين العريضة التي تضم رجال دين وليبراليين واكاديميين وحتى اعداد كبيرة من اشهر رياضيي ايران شوهد بعضهم يضع شارة خضراء في مباراة المنتخب الايراني الاخيرة امام كوريا الجنوبية استجابة لنداءات مير حسين موسوي.

 

ولايعود ذلك الحضور الطاغي للسيد موسوي في وسائل الاعلام الايرانية والاجنية فقط للتاريخ السياسي الطويل الذي يمتلكه الرجل على الصعيد الايراني كما ان ترشحه للانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة التي حظيت بتغطية اعلامية غير مسبوقة ليس سببا كافيا لهذا الحضور الاعلامي، وانما اضافة الى جميع ما تقدم فان السبب الرئيسي هو في صلابته بالدفاع عن حقوق الناخب الايراني وتوجهات الشارع التي ارادت القيادة السياسية في ايران مصادرتها وحصارها باساليب مختلفة واحدة من اهمها دخول المرشد طرفا في النزاع الى جنب الرئيس احمدي نجاد وكذلك الحصار الاعلامي الذي تعانيه جبهة المعترضين والمتظاهرين مما جعلهم يبحثون عن اساليب تكنلوجية اخرى لايصال صوتهم الى الراي العام وربما نجحوا في ذلك.

 

هذه المظاهرات المتواصلة لم تكن مجرد ردة فعل على ما حصل في الانتخابات الايرانية بل مرحلة جديدة وسقف مرتفع من ردود الافعال القوية للجماهير الايرانية الاصلاحية التي تعاني من تغييب وكبت طيلة الدورة الرئاسية لاحمدي نجاد الذي فاز بالانتخابات السابقة بعد غياب المرشح الاصلاحي القوي مما جعل الناخب الايراني يعزف عن المشاركة في الانتخابات عام 2005.

 

الشارع الايراني وجد في مير حسين موسوي ذلك الاصلاحي الصلب جدا الذي تجاوز في شجاعته حتى مرحلة خاتمي وذلك بعد ان تمرد الرجل حتى على توجيهات المرشد التي اعلنها في خطبة الجمعة.

 

ان موسوي يعرف تماما صعوبة المهمة ويعرف حجم المجازفة ولذلك فان هذا الاخير دعى الى الاستمرار في المظاهرات حتى بعد اعتقاله بل واكثر من ذلك اكد انه مستعد للشهادة في سبيل التغيير، لانه يعرف قبل غيره اساليب الطرف الاخر في ادارة اللعبة السياسية.

 

الملفت ان تحركات السيد مير حسين موسوي تحظى بدعم اصلاحي غير مسبوق ومن شخصيات لها ثقلها الكبير في الجبهة الاصلاحية وغير الاصلاحية مثل السيد خاتمي وكل جماعة الروحانيين المجاهدين كذلك بالنسبة لجبهة المشاركة التي يتراسها شقيق خاتمي وكذلك كروبي ورفسنجاني بل اضافة الى ذلك حظيت بتاييد بعض مراجع الدين في مدينة قم المعروفة بثقلها الديني في ايران.

 

صيحات (الله اكبر) اطلقت هذه الايام وقت الغروب في اشارة لما حصل عام 1979 ايام الثورة على الشاه كما ان ردة الفعل جاءت بحجم المشاركة في الانتخابات التي كانت خيارا اخيرا للتغيير .. كل ذلك جعل الجمهورية الاسلامية الايرانية في موقف لا تحسد عليه، كما ان ضعف الجبهة الداخلية الايرانية يشتت تركيز المفاوض الايراني الذي يلعب على حبل الوقت وترتيب بعض الاوراق السياسية في المنطقة، وفوق كل ذلك فان ولاية الفقيه على صعيد النظرية والواقع قد تعرضت الى ضربة قوية بهذا التحرك وجعلت نفسها في خصومة مع الشارع الايراني.

 

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1085  الاحد 21/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم