قضايا وآراء

المتحولون إلى الإسلام في الغرب / يحيى ابو زكريا

التي تعني بتقديم صورة صحيحة عن الإسلام للغربيين والسويديين خصوصا،  وتتعامل المؤسسة مع البلديات والمدارس والجامعات وأسواق العمل والمؤسسات الحكومية حيث تقوم هذه المؤسسة بتقديم دورات دراسية عن الإسلام في كل تفاصيلها ليتسنى للمؤسسات المذكورة التعامل بشكل إيجابي مع المسلمين المواطنين أو المقيمين في الغرب .

ويعتبر المسلم السويدي ماكس دالغرين من أنشر العاملين في مؤسسة الأقصى للدراسات الإسلامية، وقد أسلم قبل فترة من الزمن وعندما إلتقيناه حدثنا عن قصة إسلامه الشيقة ودرا بيينا الحوار التالي ...

 

كيف كانت بداية علاقتك بالإسلام !

لقد تعرفت قبل سنوات عدّة على شخص مسلم كبير في السنّ في منطقة تابي، وتمّ اللقاء في مركز الفنون، ولم نتطرق في اللقاء نهائيا إلى قضية الدين والمعتقدات، بل كان مجرّد لقاء عابر، لكنّ هذا اللقاء ولدّ عندى الكثير من الأسئلة .

إذن من خلال هذا المسلم المهاجر إلى السويد بدأت تتعرّف على الإسلام !

نعم لقد سنح لي هذا اللقاء أن ألتقي بالعديد من المسلمين الذين كانوا يجيدون التحدث عن قضايا الدين والإسلام والآخرة والأمور العقائدية الأخرى التي لم أفكّر فيها مطلقا في حياتي، ولم تكن تعن لي شيئا البتة ..

مبدئيا لقد ألمّت بي دهشة بالغة بشأن قدرة الإسلام على الغوص في قضايا العقل والفلسفة وردوده البالغة في كل ما يتعلّق بالحياة وما بعدها ..لقد بدأت تنشأ لديّ قناعة بأنّ الحياة أوجدها خالق وأنّ هذا الخالق موجود لا محالة، وأنه هو الذي خلق الشجرة التي أراها من خلال النافذة  وغير ذلك من الأمور ..

لقد بقيت سنتين وأنا أدرس الإسلام والقرآن الكريم، وبعد إن إكتملت لي الحجة بصحة وسطوع براهين الإسلام تلفظّت بالشهادتين قائلا :

لا إله إلاّ الله محمد رسول الله .

 

وهل تشعر بأنّ الإسلام غيركّ !

قبل الإسلام كنت قلقا للغاية ومضطربا بل وضائعا، وبعد إسلامي زالت كل هذه الهواجس وبدأت نفسي تشعر بالإستقرار والطمأنينة والسكينة، والأكثر من ذلك فقد منحني الإسلام فرصة أن أحيا من جديد، فمبدأ الإسلام يجبّ ما قبله أتاح لي أن أبدأ حياة على إيقاع التوحيد وهي  حياة بعيدة كل البعد عن الحياة السابقة، لقد رفعني الإسلام إلى المستوى الإنساني الرائع، قبل ذلك أي قبل الهداية كنت ضائعا ومدمن مخدرّات وكنت أصاب بالكآبة الشديدة ..

بالنسبة لي فالإسلام ليس مجرد عقيدة وشريعة فحسب هو منهج حياة هو طريقي التي تؤدي بي إلى النجاح دائما ..هو بمثابة المنبّه الجميل الذي ينبهّني دوما أن إمض في الطريق المستقيم دائما وأبدا، بالفعل أقولها صادقا لقد طهرّني الإسلام، طهرّ جسدي وروحي ..ليس هذا فحسب بل أرشدني إلى طريق المستقبل وجعل مستقبلي مضيئا للغاية ...

 

وكيف تعامل معك الآخرون في السويد عندما أسلمت !

الدهشة والإستغراب وعدم القبول، تلك كانت مواقف المحيطين بي الذين ينتمي معظمهم إلى الدين المسيحي، وقد إحتجت إلى عشر سنوات لأرمم بعضا من هذه العلاقات المقطوعة بسبب إسلامي .

وربما هذا يفسّر إلى حد ما لماذا يرمي الغربيون المسلمين بتهمة الإرهاب، ففي أخير إستطلاع أجريّ في السويد تبينّ أن نصف السويديين يخافون من الإسلام !

في الواقع خوف الغربيين من الإسلام والمسلمين لا يعود لكونهم يكرهون الأقليات المسلمة في الغرب، بل يعود لجهل الغربيين أساسا بالإسلام وعدم معرفته بأبعاد الثقافة الإسلامية، كما أنّ الكثير في الغرب تعودوا على فكرة إنسانية الرب أو الرب الإنسان، والمفهوم العقائدي للهّ في الإسلام قد لا يستسيغه أصحاب هذا الفهم مطلقا . بالإضافة إلى ذلك فإنّ وسائل الإعلام في الغرب تصوّر على الدوام المسلمين كما لو كانوا إرهابيين ومتوحشين وخصوصا بعد أحداث مانهاتن في أمريكا .

و هذا التقصير في عدم معرفة حقيقة الإسلام يتحمله المسلمون والغربيون على السواء، فالمسلمون مطالبون بالإرتقاء إلى مستوى حضارتهم الإسلامية ومقوماتها الروحية الرائعة، والغربيون مطالبون بألا يعيروا جماجمهم لوسائل الإعلام في الغرب الحاقدة على الإسلام والمسلمين .

 

وهل ستضطلع بعد إسلامك بمهمة تبيان حقيقة الإسلام للغربيين !

واجبنا الشرعي أن نعرف بالإسلام حضارة وعقيدة وشريعة وثقافة ورقيا، وهذا يتطلب إستراتيجية معمقة لهذا الهدف النبيل ..

 

وبماذا تنصح المسلمين !

نصيحيتي الوحيدة لهم أن يعرفوا بإسلامهم الرائع بالوسائل المقنعة ...

من كتاب المتحولون إلى الإسلام في الغرب ليحيى أبوزكريا .

 

[email protected]

 

 

 

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1490 الثلاثاء 17/08/2010)

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1490 الثلاثاء 17/08/2010)

 

 

في المثقف اليوم