تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا وآراء

نقد النقد .. قالها ومشى / قاسم ماضي

وفي ايامنا هذه نحن ندخل مملكة الشعراء الجدد الذين يصبون دواخلهم على ورق أبيض كي يستنشقها القارئ عبر آليته التي يحددها ووفق نظرية " هات وخذ " وتحضرني هنا مقولة في درس الأدب للناقد المصري " د.محمد عبد المطلب " الذي يدرسنا مادة " الادب العربي " حيث يقول " القضية ليست هل الشعر موزونا ًأم منثورا ً، وانما قضية هل هذا شعر ام لا، فألفية بن مالك ليست شعرا ً رغم أنها موزونة، ومن هنا نقول ان الوزن ليس هدفا ً في الشعر، وانما أحد ادواته فحسب، ومن حق المبدع وهنا يقصد الشاعر اختيار الأداة التي تناسبه سواء كانت تفعيلة أو نثر، المهم أن يكون شعرا ًجيدا ً، أسرد كلامي هذا لبعض الشعراء في جاليتنا اعتلوا خشبة المسرح في ميشيغن وعلى قاعة المشرق الذهبي مؤخرا ً في مدينة " وورن " وفي الوقت نفسه كسر قاعدة عمومية الأبوية وهي شكل سلطوي يعاني منه الشعراء الشباب مما أفصحوا عن دواخلهم للتعبير عن مكنوناتهم الشخصية، فأتيحت لهم الفرصة من خلال بعض الشعراء الذين تسيدوا المشهد الشعري العراقي المهجري وهم اكاديميون ولهم باع في التدريس والمنجز الادبي،وفي اعتقادي يبقى التحديق ومن خلال اللغة التي استخدمها الشعراء عن وعي او لاوعي في ايصال قصائدهم التي اخفق البعض في نظمها من حيث الصورة الشعرية واللغة الركيكة والرفع والنصب في غير محله مما أرهق أذن المتلقي واصبح المعنيون في إتاحة هذه الفرصة لبعض هؤلاء الشعراء محرجين وغير قادرين في الدفاع عنهم، والكل يعرف ان اي تجربة شعرية تعتمد على وجدان صادق مفعم بالفكر والفلسفة، ومنطلقة من عبارات ذات ايحاء موسيقي وتكون منسجمة من خيال رائع بين ذلك فيما سبق، ولكون الشاعر موقف فكري ونفسي من الحياة ونحن نعيش عصر العولمة يفترض من الشاعر أن يعمق قصيدته ويطور لغته بالاعتماد على المطالعة التي تتيح له البحث والإستقصاء من عصور الشعر التي مرت بتاريخ العرب كون " الشعر ديوان العرب " فسيظل الشعر هو الحامل لهذه المهمة، وان عظمة الشعر في انه حافظ على وجوده منذ ان ظهر قبل امرؤ القيس حتى يومنا هذا . والشعر هو فن اللغة بالدرجة الأولى، فكيف نوظفه ونوصله الى المتلقي عن طريق جماليات هذه اللغة، ويبدو ان الشعرالآن بات جزءً من هذا الزمن العربي الرديء، حيث حاول بعض الشعراء المشاركين ان ينقلوا الشعر من الدرجة الأولى الى الدرجة الاخيرة، هؤلاء يبحثون عن جواز الدخول الى المملكة الشعرية دون جهد أوتعب غير مبالين بقيمة الشعر وماهيته، منطلقين من إستسهال وإستخفاف  بتجربة الخوض الشعري الأمر الذي جعلهم ينعقون مع كل ناعق، ونحن نقول الزمن سيصّفي من هو شاعر جيد ومن هو شاعر رديء، وإنطلاقا ً من حكمة " أبي تمام " شعري كأبنائي فيهم الذكي وفيهم الغبي، فيهم الجميل وفيهم القبيح هل تتصور يوما ً انني أحب أن يموت لي أبن منهم " فإنبرى الأستاذ والمربي د. عبد الاله الصائغ وأعضاءالبيت الثقافي في واشنطن على خلق فرصة حقيقية لهؤلاء الشعراء في المشاركة وسط حضور من المثقفين من ابناء الجالية العراقية وهذا يصب في مصلحة الشعر ومعناه، أن هكذا مشاركات تعني ان ثمة حياة وحيوية ورأي ونشاط وكذلك رأي مضاد واننا لسنا أمواتا،وأن البيت الثقافي في واشنطن جاء كردِ فعلٍ لكل الاحزاب في مهجرنا في ترسيخ ثقافة الجميع وتحشيد مبدأ " العراق اولاً "بإعتبارأن مبدأ السياسة يقوم على أن كل حزب يرفض الاخر والأسماء التي إنضمت الى المشاركة لم تكن معدة سلفاً بعيدة كل البعد عن التربيطات والشللية ونحب أن ننوه أن كل الشرفاء من ابناء العراق أن يعتمدوا مبدأ الانفتاح على كل الطوائف في جاليتنا العزيزة التي تعاني من النزقية والمذهبية والعشائرية في ظل مؤسسات الدولة الفاشلة، فالاغبياء في الصف الأمامي والكفاءات في الصفوف الخلفية، كما يقول "شوقي عبد الامير " أصبح الوطن عباءة ممزقة مغربة/ وملطخة بالدم . ماذا يحدث لهذا الشعب ؟ فمتى الأشجار صارت ترحل عن بساتينها وتغادر أريافها، فالنخيل العراقي يملأ شوارع بيروت التي صارت تتزين لمؤتمراتها، القمة الفرنكفونية ومن بعدها العربية. وما على الأسماء المشاركة في الأمسية نقول لبعضهم يجب ان يتمكنوا من شعرهم وتوظيفه بالهموم الإنسانية وتدعيم مستوى القصيدة " وكما يقال أن الشعوب التي ترقى ثقافيا تنتصر سياسيا ً. ومن الاسماء المشاركة د.عبد الاله الصائغ / بهاء الدين البطاح / د.نزار احمد / دجلة السماوي / سعيد الوائلي / حبيب الهلالي / صادق العلي / د.قحطان المندوي / اسماعيل محمد اسماعيل / زمان الصائغ / هشام الحسيني / همام عبد الغني / كمال العبدلي / اركان السماوي . ولابد من الإشارة هنا إننا كنا ولانزال ندعم أي جهد من شأنه تفعيل العملية الثقافية المهجرية على أسس سليمة

                        قاسم ماضي - ديترويت

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1491 الاربعاء 18/08/2010)

 

في المثقف اليوم