قضايا وآراء

النقد الادبي: محاولة للاستبصار (قراءة انطباعية لقصة هيام الفرشيشي الصخرة والبحر والإلهام)

 وصفحات المثقف حفلت  بنصوص في القصة القصيرة تستحق الاهتمام..  لنخبة طيبة من الكاتبات والكتاب.. ونص الأستاذة الأديبة هيام الفرشيشي (الصخرة والبحر والإلهام) من بين تلك النصوص  المثيرة للاهتمام.. وربما للجدل.. فالقصة بدأت وانتهت بسرد بسيط سهل  بعيد جدا عما اعتدناه من غموض مفتعل  مما هو شائع في  السرديات المعاصرة.. لكن تلك السهولة واليسر  في  السطور الأولى والأخيرة وحسب.. أما عن المتن عموما فقد احتوى غموضا وعمقا يغرق  أكثر القراء مهارة  في فن العوم في لجة ذلك النص المفرط في إنزياحات عديدة ..إن في المفردات.. أو في الجمل السردية الطويلة... نص هيام الفرشيشي يشبه تماما البحر الذي تحدثت عنه القصة.... فنحن حين نتوغل في البحر .. نجد إن الماء لايكاد يغطي  أقدامنا ثم لايلبث أن تتصاعد وتيرة العمق حتى نجد أنفسنا غرقى في لجته.. وان استطعنا العبور إلى الضفة الأخرى .. سنجد ما يشبه البداية من  سهولة العبور وبساطة الموج.. وهدوء البحر..

 هذه قراءة حاولت إن تتحدث عن أكثر سمات النص عمقا.. لكن النص يحمل إيحاءات كثيرة بعيدة الغور.. تروض المفردة والجملة  وهي تبث تشفيرات فلسفية وأسئلة وجودية.. عن العدم والوجود.. والجدوى والعبث.. والحب والبغض.. والإلهام والانتقام.. حتى اسم الصديقة (هدى).. يحمل دلالاته وأسئلته..

 واختيار عوليس من بين كل رموز الأدب الإنساني له انزياحه رغم إني بحثت عن جيمس  جويس فلم اجده.. وعن  التداعي الحر في الكتابة فلم اجده.. كان النص صارما بما يكفي لكي اعرف بدقة .. إن عوليس هيام الفرشيشي . مختلف تماما عن عوليس الأسطورة وعوليس جويس.. ولكن علينا البحث عن كنه ذاته وترميزاته.. (هل هذا متيسر؟؟) جواب ذلك عند القارئ المتعمق والناقد المتمكن..!

  لعل مقولة الناقد كلينث بروكس عن طبيعة العمل الإبداعي الجدير بالاهتمام تنطبق  تماما على  نص الاستاذة هيام الفرشيشي.. يقول بروكس (إن اهم ما يميز العمل الإبداعي شعرا أو نثرا..هي استخدام الرمز أكثر من التجريد..والإيحاء أكثر من المنطق الصريح.. والمجاز أكثر من التقرير..)

 

للاطلاع على نص القاصة هيام الفرشيشي:

 

الصخرة والبحر والإلهام

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1496 الاربعاء 25/08/2010)

 

في المثقف اليوم