قضايا وآراء

مشروع وطني لانقاذ العراق والديمقراطية / قاسم حسين صالح

    اتجاهات حرة

    اقلام حرة

    النور

    مواقع عراقية أخرى

 

تحية طيبة

نقرأ من حين لآخر عقد ندوات تخص اوضاع العراق يحضرها العراقيون في الخارج، أو يدعى لها سياسيون محسوبون على هذه الجهة أو تلك.والمفارقة، انكم متنورون لكنكم تمارسون "المحاصصة".. حتى ليبدو انكم الوجه الآخر لما هو عليه العراق الآن..فصرتم بدل ان تؤثرّوا انتم في السياسيين العراقيين وتنقلوا لهم تجارب "بلدانكم" المتحضرة، صاروا هم الذيم يؤثرون فيكم وتفعلوا ما يريدونه من حيث لا تقصدون.

كان يفترض في الجهات التي تعقد هذه الندوات ان تكرّسها لتوحيد وتبني موقف وطني عام، وان لا يقتصر الحضور على من في الخارج، بل يدعى لها مفكرون واكاديمون ومثقفون من الداخل، غير مسيسيين..فهؤلاء هم الأكثر قدرة على الاقناع،حيث هو الخطوة الأولى باتجاه فعل التغيير..لا أن تكون هذه الندوات مثل مآتم نجتر فيها أحزاننا وننفّس فيها عن فواجعنا..فصرنا مازوشيين لأفكارنا وآلامنا ايضا.

وكما أن للسياسيين رذائلهم، فأن للشعوب رذائلها.. وكلتاهما كانتا سبب الكارثة في العراق.وما لم تظهر قوة موحدة من عراقي الداخل والخارج فأن الحال قد يتدهور الى ما هو اسوأ.

وعليه فأنني اقترح مشروعا" يتضمن اقامة جبهة بأسم (جبهة انقاذ العراق والديمقراطية)، أو بأي عنوان آخر، تبدأ اولا" بتشكيل هيئة تضم مفكريين واكاديميين ومثقفين وفنانين غير مسيسين،توحّد الجهود والطاقات في الداخل والخارج وتضع برنامجا" يمكّنها من ان تصبح قوة فاعلة محليا" واقليميا" وعالميا"، وتؤسس لظهور مدرسة فكرية وسياسية تتبنى الديمقراطية وتجمع بين اتجاهات مختلفة.ولنا في هذا اكثر من سابقة.. فجعفر ابو التمن مثلا"،كانت له علاقات شخصية حميمة مع ديمقراطيين (كامل الجادرجي) ويساريين (عزيز شريف، عبد الرحيم شريف، عبد الفتاح ابراهيم..) وكان يتقبل افكارهم الاشتراكية المعتدلة برغم أنه رجل دين.

ان هنالك عشرات المواقع العراقية الالكترونية، اصيب معظمها بعدوى الواقع السياسي بعد التغيير، وكأننا تعودنا سيكولوجيا" على التفكير المنفرد فيما نحن بنا حاجة الى التفكير الجمعي، الذي ما اعتدنا عليه ليس فقط بسبب صراعاتنا السياسية بل ولأن معظمنا مصاب بتضخم الأنا.

صحيح انكم،أصحاب المواقع الألكترونية، تقومون بدور تنويري كبير، الا ان امامكم فرصة لأن يكون دوركم فاعلا" في التغيير..بأن تتبنوا جميعكم مشروع انقاذ العراق والديمقراطية.

انني اطرحه هنا كفكره، وله اكثر من صيغة للتنفيذ، غير ان انضاج المشروع وجعله قضية وطنية والتزاما" اخلاقيا"، مهمة تخص كل المفكريين والاكاديميين والمثقفين والفنانين من عراقيّ الداخل والخارج.

ان خمسة ملايين عراقي في الخارج، نصفهم في الاقل طاقات مقتدره وكفاءات تخصصية، لو عاد منهم مليون وتعاونوا مع مليون مثلهم في الداخل..لجعلوا العراق جنة الله في الأرض..وأنكم لقادرون على أن تجعلوا هذا المشروع هو الطريق الى هذه الجنة.

مع خالص تمنياتي بالموفقية

 

أ.د. قاسم حسين صالح

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1502 الثلاثاء 31/08/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم