قضايا وآراء

علي بن أبي طالب / غالب حسن الشابندر

 حاط ببقية الله، فالشكر لك يا أبا الفقراء، يا أبا المساكين، يا أبا بنات الهوى يستجدين خبزة من حراس جنة المأوى، من يد تتوضا ليل نهار، من لسان يلهج بحب الحسين، والحسين يلعن طمثه المسموم، وقد لطخ عار الجبناء ببريق عيني الشيطان الرجيم، ليخفي عاره قبل عارهم، يتهدّى بدمك ثراء قارون، ويذبح في سرِّه اللعين ــ سيدي ــ ربك بسكين مثلّمة بجدل الشياطين، يد تتوضا تقرِّح عينيك بلئيم الحقد على كل جميل، تنهش جمال الإنسان بمخالب مستلة من نصل سم حيضه الشيطاني، ينفث قرنه في جسد الرب، يمزقه إربا إربا، واليد التي تتوضا لا تسرق يا سيدي ...

هكذا قال عبدك الماكر !

مسّني من صميم حزنك في صفّين نصل، يحزّ في داخلي نزيفه اللاهوتي ... يولول ... يصرخ... ينهش ما تبقى بي من لحم، كاد أن يكون سعرُه من دمع عيني، يُسعِّرني هياجا لاهوتيا، يزعق كالسماء وقد شهقت بسفاح حرام، ينتشر نارا بيني وبين يد تتوضا، أدمت وردة الحب الوحيدة في هذا الوجود، يضحك كانه خنثى من صنع شيطانها الرجيم، يسكب حقده الاعمى على كل يد لم تتوضا لأنها رغم ذلك لم تخن روح الله !

دعني ...

أتركني ...

سيدي لا أطيقك بعد !

مسّني منك روح جن جنونها من جمال الحقِ معرفةً دونه كلَّ حقً نكرةً، فما كان من دمي إلاّ أن يهجر لونه أملا أن يُعمِّي عليك حظه من الوجود، ولكن هيهات سيدي، هيهات، إنك تريد قتلنا، تريد أن تنفذ سكاكين الوغد في أحشائنا عمقا، علنّا نصرخ من شدة الالم فيستيقظ العالم، تنفش المنكودة شعرها احتجاجا، ويلوح طفل يتيم بسبابة الموت شهادة على من ظلموه، ويهرع سكران فاخرا فاه الى السماء، يشكوك بخمرة عذابه جبّة رجل دين كانت قد نُسجِت من شرايين زمنه المعدوم، و يغني حب عدموه غيلة لان جماله لم يكن من نصيب قبح تلك الوجوه، وينبعث مهموم من ركام همومه، تسفح عيونه بالدمع من ظلم وفي الدمع ألم !

ماذا تريد بنا يا أبا الحسنين ؟

دمعة !

دمعة حرّى وحق عينيك الجميلتين، دمعة لا أكثر، تحرق مكرهم، خبثهم، أياديهم التي تتوضا، عقدهم التي كانت تغزل داخلهم أمل الفوز المخادع على كل أصيل وما كنّا ندري يا سيدي، دمعة من ذكراك تشهق بنا شهيق ثورة لا تبقي ولا تذر ...

ولكن متى؟

حدّثنا سيدي ما الذي يشغل ضميرك ذاك الذي اضاء عتمتنا بلهيب الحق والحقيقة، ماالذي يدور في ذاك الضمير المشتعل بحب الحب لله وحده، ماالذي يبكيك دما، تلك دمعوك نراها، نسمعها، نشمها، نتذوقها، تركض في وجداننا، تفتش عن مكان آمن، لان اليد ا لتي تتوضا لوثت كل بقاع الارض بمنيها القذر، بدمها الملوث بدماء أبناءك الابرياء، لقد استظهورك علنا، وشنقوك سرا، يد تتوضا تسرق حتى ذاتك، فكم هي يد قد توضات بمني الشيطان الرجيم ...

حدثنا سيدي ما الذي يبكيك ...

كنت تقول: ليس الزهد أنْ لا تملك شيئا وإنما الزهد أنْ لا يمكك شيء ...

هؤلاء سيدي سرقوا عيون الله، فما بعد نبصر !

كنت تقول: الفقير حبيب الله ...

هؤلاء سيدي زرعوا بذرة الموت في قلب كل شريف ... شيدوا من جماجم شبابنا قصور هارون الرشيد يطلون من شرفاتها، على تلال جماجمنا تتدحرج على شفير سكاكين الحقد ... إنها لعبة جميلة يقدمونها لابنائهم المؤمنين جدا جدا !

سيدي كنت تقول : ما جاع فقير الا بما متع به غني ...

هؤلاء يا نبي الاحرار يلعقون دمنا زكيا، ويفرزونه منيا شيطانيا، يسقون به بطون جائعات غرثى، في دهاليز صلاة تشع بنازلات الموت خنقا ...

تلك أياديهم التي تتوضا سيدي !

علي ...

يا علي ...

وينك يا علي ...

أنت ايضا متّ يا علي !

مستحيل ...

إذا مت يا علي سوف يجن حتى الله ...

كنت تقول : الانسان بنيان الله ملعون من يهدم بنيان الله ...

ههههههههههه !

سيدي هؤلاء نبشوا قبور الموتى الذين كانوا يحلمون بعالم سعيد لكل انسان واحرقوها بحقد الاولين والأخرين ...

مسني منك شوق يطرب لرقصة جسد طاهر، يطفو لهيبه القدسي على سفح وعد جميل، يوزع ابتسامات العشق الصوفي بين حناينا ...

 لعلنا نأمل من جديد ...

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1506 السبت 04/09/2010)

 

 

 

 

في المثقف اليوم