قضايا وآراء
الشاعرة زمان الصائغ لا تريد لقصيدتها أن تنتهي / قاسم ماضي
وبأعتقادي لا يزال كثير من النقاد يتحدثون عن الجواهري والبياتي وسعدي يوسف بعيوبهم ويتهمونهم بمواقفهم، فما بال حال الشعراء الجدد الذين ينتشرون على الشبكة العنكبوتية وهم يطرحون منجزهم الشعري ومنهم الشاعرة زمان الصائغ، تلك الشاعرة التي تراهن على نحت قصيدتها التي إنطلقت منها، وهي تمتلك لغة حلمية، طيفية، تستفيد من هذا وذاك محاولة بذلك الإلمام بقصيدتها،تقول
يا ايها الليل أين الحب ؟
اين الدعاء ؟
اين الدين ؟
واين المرجع ؟
يبدو أنها خلقت للشعر، ومن اجله تبحث عنه، فهي من عائلة أدبية،أمها الناقدة دجلة السماوي وابوها البرفسور الشاعر عبد الاله الصائغ، واختها الدكتورة الشاعرة وجدان الصائغ، كل هذا الجو المفعم برائحة الادب الجاهلي مرورا ً بالأموي والعباسي وعصر الحداثة يقلقها ويخلق أيقاعا خاصا ً لها وأن أتسم بتلك القدرة اللغوية، مما طغت على قصيدتها توترا ً شعرياً وجوا ً تأمليا ً ملتهبا ً بالحسرة والحنين، وهذا الصوت يأتي من دواخلها داويا ً ضاجا ً ومقلقا ً ليس فقط لها وانما لقراءها الذين لازموها والباحثين عنها، تقول وهي مخاطبة الرجل المسيطر على كاهل المرأة ومستلب حريتها والضاغط على أمورها :
لن أكون أحدى جواريك الاربع
أصلي لك خمس واركع
فانا اليوم أنا أكبر ...
ياسيدي حبك سلاسل تكبر
حبك حدائق فيها العصافير والفرشات
تقُمع
يبدو أنها تخوض حروبا ً كثيرة مع الرجال / العالم / المتخيل / الواقع / الحسي وهو سلاحها الماضي الذي تحتاج إليه في كل الأوقات، ولأن قصيدتها هي تعبير عن كربتها وتخفيف أحزانها وشعرها هو الدفاع عن نفسها،يقول الجواهري " أعتدت على ذلك في النجف منذ البدايات، فحين كانت تداهمني القصيدة أنزل الى السرداب،أحدو ثم أطرب وأدخل في ملكوت الشعر، في عالمه السحري، وعندها يكتمل البناء متجملا ً بالشكل، أعود الى نفسي وأضحك معها أحيانا ً، أحقا ً إنني كنت هنا ؟ ومن هنا بنت النجف الأشرف تولد قصيدتها، وكأنها في مخاض الولادة، أي أنها تولد من جديد .حتى تحل عليها اللحظة الشعرية،
أكره رجلا ً
يتسلل خلف الأسوار
يبحث ليلا ً عن أمرأة تلهو
يكسر جناحيها
ويقدمها قربانا للرغبة
وما كتبته من شعر يصدر عن رؤية إيمانية ومحرك للوجدان والفكر،وهي منطلقة من أن الشعر هو تحفيز لإتخاذ موقف معين أزاء حالة معينة تتبناها وفق منظومتها الفكرية،والشيء المؤسف أن سطوة الرجل وهو "كبعبع " شغلت عندها مساحات واسعة في نصوصها وخاصة في قصائدها " ديك شهرزاد " و"رجل " وغيرها من القصائد، وبالتالي فإن هذا الاجتراح نتيجة صور شعرية متضمنة وحدات من التجلي العاطفي مستخدمة مبدأ الموازنة بين الدال والمدلول وبين التقنية اللغوية وتقنية الإيقاع . " عذرا / ان لم أزل أنتظرك خلف الستارة / كأي منارة / وادعي أني لم اراك / وأدعي أنك بالجراح لم ترمني / وأدعي وأدعي / تحت خيمة الليل ادفن كل البقايا / واقتل مابقى مني / وأمحو ورائي كل أثر " يذكر ان الشاعرة المذكورة كانت قد شاركت في الأمسية الشعرية التي نظمها المركز الثقافي العراقي في واشنطن الى جانب عدد من الشعراء العراقيين وذلك في مستهل تدشين فعاليات المركز .
قاسم ماضي -
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1515 الاثنين 13/09/2010)
