قضايا وآراء

فن الخيانة أو علم الخيانة / صادق العلي

  

بالمقابل هناك قيم ومفاهيم اصيلة يحاول البعض طمسها والقضاء عليها الى الابد على أعتبار انها قيم بالية ولا تساير حركة الزمن ... هناك من يروج الى قيم جديدة علينا حتى لو كلفنا ذلك الى تغيير بعض عاداتنا وتقاليدنا مرورا بالملبس والمأكل ولا تنتهي سلسلة الاصلاحات والتطور الذي ينشده هذا البعض .

واكثر تلك المصطلحات خسة وقذارة هو الخيانة) والعياذ بالله هذه الكلمة الاكثر بشاعة وقذارة لدرجة ان الكثيرين قد يتقبلوا الملحد ولا يتقبلوا الخائن, وهذا شيء مفروغ منه ولا يحتاج اي أثبات .

قد أخترت هذا العنوان مع علمي ان الفن يحتاج الى الموهبة والخيانة حالة من رذيلة يصلها الخائن لاسباب مقنعة بالنسبة لهُ وهي لا تحتاج الى موهبة بقدر أحتياجها الى الاستعداد للتخلي عن الوطن والشرف والاخلاق ... اما بالنسبة للعلم فبإمكان الخائن أن يطور ادوات الخيانة وان يدخل عليها نظريات حديثة تتخللها التكنلوجيا المتقدمة .

وحتى لا يُساء فهمي من قبل البعض فانني سوف أتناول المسلسل الاكثر شعبية في العالم العربي للخمس سنوات الماضية وهو مسلسل (باب الحارة):

فالخونة في هذا المسلسل أقتنعوا بأنهم يعملون بجد واجتهاد لبناء وطنهم وأن كان تحت راية المحتل ! ولكي لا يُظلم احد في مواجهة المحتل فأنه يحتاج الى مترجمين هؤلاء الذين يضحون بالغالي والنفيس من اجل الوطن وأبناء والوطن (ولكي يجملوا صورة الاحتلال) وهنا يجب التوقف قليلا ونتساءل بحق ...

 هل عملهم هذا في خدمة المحتل ام هو لمساعدة أبناء جلدتهم؟

هل يستحق هؤلاء الاناس كل هذه الاموال الطائلة ؟

 وهل يحتاج المحتل لتجميل صورته ؟

 ثم من يقوم بإحتلال بلد آمن ومطمئن هل يحتاج الى من يجمّل صورته ؟

 وهل تمرير المعلومات للمحتل عن طريق كتابة التقارير وبشكل دوري يدل على خدمة الوطن وأبناء الوطن ؟!

 بالمقابل نشر الاشاعات بين الناس وترهيبهم من المحتل وعدم الوقوف بوجهه بمعنى لعب دور الطابور الخامس للمحتل كل هذا يصب في خدمة المحتل بالتاكيد وليس في خدمة الوطن .  

لقد اقتنع هؤلاء بانهم ليسوا خونة ! وأنهم كما اسلفت يساهمون في ازدهار بلدهم كما شاهدنا في المسلسل وانهم الاكثر قدرة على استيعاب المستحدثات وان عقولهم النيرة قد ادركت الحقيقة وعلى الجميع ان يكفوا عن أطلاق الشعارات الرنانة والخطابات التي لم تجلب لنا غير الذلة والمهانة والتي ارجعتنا عشرات السنين الى الوراء وعليه فأن الجميع مُلزمون بان يتقدموا بطلبات عمل لدى السيد (المحتل) وان يتفضل على الجميع بقبول هذه الطلبات ... وان لا يكترثوا لبعض الهفوات التي تحدث هنا او هناك مثل بعض عمليات الاغتصاب البسيطة التي تدل على اعمال فردية !!! ولا تدل على توجه عقائدي او عرقي كذلك بعض عمليات القتل الخطأ الغير مقصود !!! وغيرها من الاعمال التي يجب على الجميع عدم التركيز عليها ولكي لا تقف حجرا ً امام تطور البلد وتقدمه في ظل العالم الحر .  

وكونهم شرفاء ولا يقبلون بالاحتلال سواءاً كان احتلالا ً عسكريا ً او مدنيا ً فأن القائمين على هذا المسلسل لم يعالجوا حيثية مهمة او انهم لم يتنبهوا لها وهي ان هؤلاء الخونة لا شرف لهم ولا اخلاق... وان من يضع قدمه على طريق الخيانة عليه أولاَ ان ينزع ثياب الشرف والاخلاق والوطنية لكي يكون مؤهلاً للحصول على لقب (خائن) ولان هذا اللقب يجمع في طياته كل هذه الصفات ... لكل هذا ولغيره الكثير اقول للذين يكذبون على انفسهم او علينا بأنكم خونة وان المحتل لا يحترمكم ولا يحترم اهلكم ولا أبنائكم وانكم أدوات رخيصة وانكم مستعدون للتخلي عن اي شيء حتى نسائكم وأبنائكم... طبعا هذا الكلام للشخصيات في مسلسل باب الحارة .

 

صادق العلي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1517 الاربعاء 15/09/2010)

 

في المثقف اليوم