قضايا وآراء

علي بن أبي طالب (2) / غالب الشابندر

وحنكة التحقيق مقدمات ما يبدا ويشرع قياسا، من أجل معرفة تزهو بنورها الخالد!

ذاك هو علي سواء وصل لنا قياس الفراهيدي ام يصل ...

كان علي يقول عن الزبير وقد جندله علي الحق  قتيلا  بغاء نفسه من حيث يشعر أو لا يشعر، كان يقول لهفي  عليه، كم من مرّة ذب سيفه عن وجه رسول الله ...

كان الزبير شجاعا، لم يرتض أن يُمتدح سيفه، بل ينبغي أن يُمتدح عضده، لان العضد هو المتحكم بالسيف، وتلك لمحة شجاع بلا شك .

ولكن هل له من كرم علي بن أبي طالب؟ وقد اكتفى بقرص شعير وقدح ماء قراح ولهمة ملح أجاج؟ فما له من شجاعة تجدها عند علي مضاعفة، وما عند علي من كرم يشكو جدبه  بين يدي الزبير، جدب القيمة والغاية والكم والكيف، أعني ما اقول ...

ذاك ابو ذر قد واصل الزهد رسالته بين  دفتي ضميره الحي، ينشد اللقاء بالله خالي وفاض اليدين، من صفير الدنيا وبياضها، ولكن هل له أن يزهد مثلما زهد علي؟ وهل له أن ينظِّر للزهد كما نظّر علي !

قال: (ليس الزهد ان تملك شيئا إنما الزهد أنْ لا يملكك شيء)، هو الزهد في عينه وليس الزهد في مظهره حتى لو كان المظهر صادقا !

وهل كان ابو بكر ألا حكيما ؟

نعم !

ذاك هو ..

ولكن هل هي حكمة علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام، فقد عف ملكا عريضا، خوفا عن أن يلتهم النسيان حكمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتغدو صلاتنا شبحا، هباء منثورا، فهي الحكمة التي تحولت إلى إحالة تقييم، وتمثيل، وشهادة، واستشهاد، وقياس ...

وهل كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلا مديرا ناجحا ؟

ولكن هل لعمر تلك الحكمة النظرية التي لمّضت لسان العرب برائع البيان مشحونا بوهج الفكر وسيادة العقل وسرعة البداهة وسطوع الكلمة؟

كانت اللغة تجري على لسانه من وحدها، هي ترغبه، تعشقه، فطرة لغوية كان عليا !

وهل كان عمار إلا إيمانا من كعبه إلى رأسه ؟

ولكن أنى ّ  لعمار أن يقول: (لو كُشف لي الغطاء ما ازدت ايمانا)، وتلك هي صرخة كارل ماركس الكبير (لست ماركسيا)، فكم كان إيمان علي بإيمانه ايمانا !

وهل سلمان الفارسي ألا تجربة حياة ؟

وأي تجربة ؟

ولكن  أنّى له أن يصوغ تجربته الثرية بثراء فكرك الذي رُزقته غذاء روحيا من رحيق رسول الله، عليه أفضل الصلاة ولسلام ؟

قال الصوفية : هو علي ..

وقال الشجعان : مثلنا علي ...

وقال العلماء : نبعنا علي ...

كل ما عندهم عندك وزيادة في النوع تجعلها مقياس المفاضلة والموازنة والمقارنة، وليس ما عندك استنخه الله كاملا عند أي منهم على الاطلاق ...

احبك ...

يتبع 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1526 الجمعة 24/09/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم