قضايا وآراء

التدين مسلك ديني أم مسلك سياسي / جاسم الصافي

لذا لا توجد حضارة تخلو من التدين، ربما تخلو بعض تلك الحضارات القديم من المسرح أو الآداب أو بعض الفنون الأخرى لكن لا يمكن أن تخلو من وجود معبدا، وأسباب ظهور التدين كثيرة، لانها تتناغم طردينا مع ما ينتجه الواقع وخصوصا في أوقات الظروف القهرية التي تقع على الفرد أو على المجتمع بصوة عامة لذا قد يكون التدين تعبير عن الأمل اوتعويض عن العجز والخيبة وربما عملية لترميم الروابط الاجتماعية أو حالة لمواجهة الإقصاء الموجود لفئة معين داخل مجتمع ما، كون التدين هو فكر عاطفي وهو ما قد يتسبب في التقوقع على المعتقدات واضطهاد من هم من غير طائفة، والإسلام قد حل هذه المعضلة منذ القديم عن طريق عقد الذمة لغير المسلم وهو اعتراف مبكر لحرية الأديان، وحالة التدين هو مسلك فردي وفي حالات نادرة يكون جماعي وهو على نوعين حسب ما صنفه العصر الإسلامي (تدين سلفي ـ تدين عادي) ونجد الأول في طائفة معينة أو في أماكن دون غيرها حيث يكونوا تحت تأثير رجال دين متعصبين تقوده فتاوى التطرف وهم ليس مؤمنين بالمعنى،اذ يمكن لتدينهم أن ينقطع مع زوال الظروف التي أوقعتهم تحت تأثيره وأسباب تواجد مثل هذا التدين يأتي مجتمعا بأسباب اجتماعية و سياسية واقتصادية وربما تكون بسبب أحداها لكن السياسية هي من أوضح تلك الحالات كوننا نجد أن اغلب رجال الدين السلفيين هم مسيسون يفتون في موالاة هذا أو ذاك من الحكام ويستثمرون الدين لأجل التعبوية للقضايا السياسية ولأجل تحقيق أهدافهم يسلكون أي مسلك حتى وان كان في قتل النفس التي حرم الله قتلها ولعلا اجتهاداتهم تعتمد على النصوص المتأصل في أوقات المحن والتي كانت تبرر الكثير من مثل طاعة الحاكم الظالم، وإذا ما وجدوا هؤلاء السلفيون أيدلوجية جديدة يمكن منها أن تحل محل الدين وتؤدي وظيفته يمكنهم حينها أعادة  النظر في مسلمات تدينهم السلفي، ويمكن أن نسمي المتدينون السلفيون بغوغاء التدين أما التدين الاعتيادي فهو تدين عفوي لا يميل الى السياسة الا في حالات محددة ومبررة وهذا التدين متباين الآراء كونه ياتي من فئات متباينة حيث أن الدين عندهم هو العلاقة مع المطلق لذا قد يظهر بشكل فردي نتيجة لحالة معينة ينقطع بها الإنسان عن عالمه السفلي أو الواقعي لينال مرتبة علوية يتطهر بها من ماضيه وحاضره ويصل الى المعرفة اللاهي وربما الى مرتبة من التصوف، أن هذا النوع من التدين قد يتسبب في ايهام العقل أو توقفه عند ضوابط معينة يؤمن بها الفرد فيموت احدهم عطشانا وفي يده قدح من الماء.أن الإسلام لا يشترط التدين بل الأيمان وهناك فهم مخلوط بين الاثنين، كون التدين حالة أو مسلك بينما الأيمان صفة تبصم على من أردهم الخالق الى جواره وألا لم جعل الله في الحياة أسرة وتكوين اجتماعي فقد اوجب أن يكون امتحان الإنسان وهو بين الناس وليس بين الأفكار التي تحجبه عنهم 

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1540 السبت 09/10/2010)

 

في المثقف اليوم