قضايا وآراء

أحبكم أيها المسيحيون! / بلقيس الملحم

كل البشر باختلاف ديناتهم وعقائدهم وسلوكهم في الحياة، أرى الله وقد أسبغ نعمه الظاهرة والباطنة وهو ما يزال يتودد إليهم بالنعم، فأدرك نعمه الأرواح المجنَّدة لإعمار الأرض، نعمة الدافع الفطري لمساعدة المضطر ونجدة الملهوف وإيواء الداخل في الحمى. أرى نبي الرحمة وهو يبتسم في وجه عداس النصراني، أراه وهو يوصي بهم خيرا حيث يقول" وأنا أحفظ ذمتهم أين ما كانوا من بر أو بحر في المشرق والمغرب والشمال والجنوب وهم في ذمتي وميثاقي وأماني من كل مكروه " أرى الشاعر القروي –المسيحي- ينشد:

يا فاتح الأرض ميدانًا لدولته

صارت بلادُك ميداناً لكل قوي

ي يا قومي هذا مسيحيٌّ يذكّركم

لا يُنهِض الشرقَ إلا حبُّنا الأخوي

فإن ذكرتم رسول الله تكرمة

فبلّغوه سلام الشاعر القروي

 

أما الشاعر إلياس فرحات فيقول:

يا رسول الله إنا أمة

زجها التضليل في أعمق هوة

قل لأصحابك صلوا وادرسوا

إنما الدين هدى والعلم قوة

 

نعم ادرسوا سيرته، مواقفه، حسن خلقه في التعامل مع الآخرين، ادرسوا وانفتحوا على الآخر، اقبلوه كما هو لا كما تريدون أنتم، مدوا أيديكم تسامحا وحبا وابنوا جسور التواصل كي نحيا بسلام ، لنتعاون فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا فيما اختلفنا فيه، لنتسامح داخليا ولننشر ثقافة قيم التسامح والشراكة الذاتية واحترام التباينات، للندمج في الوطن والواحد فهو أكبر من أي دين ليفرقنا، ثم لنقدس الإنسانية التي هي أسمى المعاني..

 الإنسانية التي دفعت نبي الرحمة بأن يقف على باب الكعبة ليقول: يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم وآدم خلق من تراب، يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيرًا،  أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء..

 فلنُطلق إذا من صدورنا، من أيدلوجياتنا، من ثقافتنا العمياء: خفافيش الكراهية والبغضاء، تلك الخصومة والعداوة التي فتكت ودمرت أكثر مما بنت. لنفقه بأن هذه الحياة قصيرة، وأن الإيمان بالأفضلية والأحقية وهلم جرا من أمراض النفس المغرورة سيدفعها بلا شك إلى سلوك العنف الذي بات مرفوضا من كل الطوائف..

أيها الأحباب، تعلموا من غاندي الذي يقول: "إذا قابلت الإساءة بالإساءة، فمتى تنتهي الإساءة"

 أقولها لكم جميعا أيها المسيحيون، من فتاة مسلمة تنشد رؤية العالم وهو يعيش في سلام دائم، فيا أقباط مصر، يا مسيحي لبنان وسورية، يا مسيحي العراق، يا مسيحي العالم، بملأ فمي أقولها لكم: أحيكم أيها المسيحيون!

.............

بلقيس الملحم/ شاعرة وكاتبة سعودية  

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1556 الاثنين 25/10/2010)

 

 

في المثقف اليوم