قضايا وآراء

الغرب الجديد .. من ينقذ برج بابل المنهار؟ (2) / الطيب بيتي العلوي

 (إنتظارا للمزيد من الأفكار)

ولاشيءأكثر وبالا ًعلى العقل والتفكير..، وعلى حضارة أومجموعات بشرية أوثقافة ما، من الدوران في محورaxe التآكل الذهني المؤدي إلى الإرتكاس، أوالتصارع من أجل الحفاظ على البقاء بالعنف، .. وذلك حال الغرب المعاصراليوم..، يدورحول نفسه بتدويرالأفكارالمتصارعة، ويسميها تدليسا بـ: التداول الفكري -، ولايمكنه، بالتالي، سوى السقوط في المزيد من الأخطاء الفادحة المتكررة بالإجترار..، وكأن الأفكار الحقيقية تنتقم ممن يصرعلى الإقتصارعلى الأعتقاد بيقينية هذيانات الأفكار .. التي تتحول إلى عقائد وربوبيات..، وتلك طامة تأليه الأفكار . ص 12

 ... وإن كل الحضارات قد انهارت...، غير أن الطرق اختلفت :فانحطاط الشرق سلبيnégative، ومطاوع Passiveبينما انحطاط الغرب فاعل Activeومهاجم agressive

ومعضلة الشرق الذي انهار...، أنه شل عن التفكير. !، بينما معضلة الغرب المنهار... أنه مغرق باستمرارفي التفكير .. ولكن...، بأسوإ ما يمكن !

الاأن الشرق الذي انهار..، مايزال ينام يقينا - على حقائق ميتافيزيقية وروحية موغلة في عمق الأسرار، ولم يسلم (الشرق) مفاتيح خزائنه إلى الآن ... !

بينمايعيش الغرب اليوم - يقينا - على استمرارية أخطاء فكرية دوارة ستؤدي بالبشرية حتما إلى النهاية بالمعنى (التوراتي - المسيحي) انتظارا للمخلص ص26

ص:12و26من كتاب:Perspectives Sirituelles et Fais  Humainsآفاق روحية ومآثر إنسانية :للفيلسوف السويسري وأكبرالمتخصصين في الحضارات والروحانيات المقارنة في القرن الماضي فريثجوف شيون Frithjof Schuon

 

تمهيد:

إن تننفيذ فكرة الهجمةالحضارية الأولى على بوابة العالمين:العربي والإسلامي: العراق، .. جعلت الغرب يطمئن إلي يقينية اختياره الجديد لفكرتي أنظومة العالم الجديد و النظام الاقتصادي الجديد لبوش الأب، .. وجعلت الغرب يشعربالإنتشاء ببداهة المستقبل القادم المزدهرللبشرية - حسب زعمه - تترجمها تصريحات أهم الفاعلين الغربيين الرئيسيين المؤصلين، أو الحاملين لاستمرارية فكرة الحرب على الإرهاب إلى يوم معلوم، ... تلك الفكرة التي لاكتها ألسنة هؤلاء –بالتكرار - وستظل كذلك إلى أن يستعاض عنها بفكرة بديلة - تجب ما قبلها - تطبخها علب ( التينك - تانك) المتخصصة في مجالي: الإستشراق السياسي و علم النفس السياسي بعد تقادم براديغمات : فهم العالم الجديد التي على هديها يتم ترعيب البشرودك الحجر..

فهذاتصريح طوني بلير في في 21 مارس من عام 2006 الممهد للهجوم الإسرائيلي المدبرمع مجموعة بركسل والولايات المتحدة، في الهجمة على لبنان بشهورمعدودة - بعد مرورسنوازت قليليةعلى تدمير العراق وأفغانستان - حين قال:

 إننا - نحن الغربيون - ..، اذا لم نستطع أن نعبرعن سياسة مشتركة بيننا مبنية على القيم المشتركة التي نتقاسمها - (يقصد (التقاليد–الإغريقية–الضرومانية) والقيم (اليهودية - المسيحيةالغربية) بمفهوم التعريف الرسمي المعجمي للحضارة الغربية - ) .. فإننا سنصبح مهدَدين، ليس فقط بالفوضى، ولكن أيضا في استقرارنا الإقتصادي والإجتماعي والسياسي، إن لم تكن لنا القدرة على استأصال التطرف (الإسلامي) .. ومواجهة الأزمات–الإقتصادية والإجتماعية) والحروب والمظالم والبربريات ...

ثم تلاه تصريح جورج بوش الإبن عند بدء الأسبوع الأول لحرب إبادة لبنان، ليقول بلسان حال المزهو والمتأكد من نجاح استمرارية أفكار الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد، الذي حاكته عقلية الأنتلجنسياالأمريكية في إحدى الأمسيات الغروبية - والعقل الغربي ولاد فلسفات عند غروب كل مساء، حسب تعبيرأبو الفلسفة الغربية المعاصرة هيدغر .. حين قال الرئيس الأمريكي: .. إن الإنطلاقة من بيروت، هي إنطلاقتنا إلى دمشق وطهران .. ثم تبدى بعد ذلك أن البوصلة الموجهًة -

بيقينية الأفكار -، قد ضلت الطريق في شعاب المسالك الوعرة التي تنجرإليها أمريكا يفسرها والترأ. مكدوغالWalter A . McDougall أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بنسالفانيا بما يلي إن الإرباك والتضارب أصبحا القاعدة في العلاقات الخارجية الأمريكية منذ أن قننا مبادئ دبلوماسية عديدة منذ عام 1897تتجاذبنا معا في وقت واحد :الصراعات بين أفكارالثنائيات الأمريكية القديمة والجديدة :المثالية والواقعية، الإنعزالية والعالمية....، ونحن الأمريكيين، بشريسعون وراءمصالحهم في المدى القصير بمهارة تزيد أو تنقص واللعنة على بقية العالم ...

 وفي خضم هذا التشتت الأمريكي بين ثنائياته المتضاربة، تجد الولايات المتحدة نفسها، دوما، إلى البحث عن طرق أخرى - مع المحافظة على نفس الأفكار ...، وهي المهمة الصعبة التي أسندتها جماعات الضغط إلى الرئيس أوباما...، فجاء تصريحه الجديد الذي لم يخرج عن تصريح طوني بلير و بوش سوى في الشكل، مع الحفاظ على المضمون، عندما خرج على العالم يومه 29 من أكتوبر2010، بنفس الأحاديث الغابرة لما قبله عن المؤامرات الشرقية على الغرب - تبريرا لتوسيع دائرة السيطرة على المنطقة، للوصول هذه المرة إلى اليمن لمشاطئة السعودية من أجل مراقبتها–من خارج الحدود - لا لحمايتها كحليف إستراتيجي -، ولمراقبة التغييرات المفاجئة المرتقبة في أكبروأخطربلد في العالم العربي والإسلامي:مصر، الذي أذا صلح صلح العالم العربي كله، وإذا فسد تداعت سائر أطراف العالم العربي بالفوضى، وحيث يعرف سادات البيت الأبيض، أنه اذاانفلتت في مصر زمام الأمورالداخلية، لغيرحسابات الجيوبوليتيكا، وميزان القوة ومصالح واشنطن في المنطقة، فستكون وبالا على المستقبل الأمريكي في ما أسمته بـ: الشرق الأوسط الكبير الذي يبدوأن أوباما يؤمن بجدواه على المدى البعيدأكثر من سابقه بوش : مع التذكيربأنه لم يحدث في تاريخ الولايات المتحدة أنها حافضت على ود صديق أو حليف منذ خروجها من العزلة مع:

مبدأمونرو، .. سياسة الباب المفتوح، نقاط ولسون الأربع عشرة، ميثاق الأطلنطي لفرانكلين روزفلت، خطة مارشال، وتفكيك الإتحاد السوفياتي

 ولن نحتاج إلى عبقرية أنشتاين، أوحنكة شارلوك هولمزأو بصيرة عارف بالله، لفهم مرامي الخطاب المفاجئ لأوباما الذي يرمي إلى تفعيل التطويق الكامل للمنطقة بالحروب الذكية - كما صرح أثناء حملته الإنتخابية - عبرالإحاطة الكاملة للعراق من خارجه (بعد مهزلة الإنسحاب المسرحي) وللمراقبة اللصيقة لسوريا ولبنان وإيران وتركيا والسودان - ... وذاك حال لسان المجموعة الأوربية وإسرائيل تحت القيادة الهجومية الكلاسيكية:الولايات المتحدة، التي هي مثل ذلك الكلب الضخم الودود المحشورفي غرفة ضيقة، وكلما حرك ذيله حبورا أونفورا إلا وخرب ما في الغرفة –حسب التعبيراللطيف للمؤرخ البريطاني الكبير أرنولد توينبي ....، علما بأن الغرب كله كلما تحرك - تاريخيا - إلاوخلف وراءه المآسي، حسب تعبيرمفكرالعصرالماضي بلامنازع روني غينونRené guénon!، في كتابه أزمة العالم المعاصر La Crise du monde modérn، ..

. ثم سرعان ماتنطلي هذه التلبيخات الفكرية، على نخب عربية مثقفة، وصحافاتيين ومحللين سياسيويين مسترزقين، ورواد أحزاب مشبوهة، ورؤساءدول عربية غلاظ شداد مع شعوبهم، رحماء مسالمين مع أعداء أمتهم

وكان هؤلاء الأنغلوساكسونيون ( بلير - بوش - أوباما) بتصريحاتهم المترابطة والمتكاملة - مطمئنَين، من سلبية ردودأفعال الإنسان الأوروبي والأمريكي اللذان تم تضبيعهما وقولبة عقلهما بتكرارنفس الأفكارالدوارة التي يتلقاها عبرالماكينة الجهنمية المهولة لإمبراطورية الإعلام الخاضعة كلها لللوبي الصهيوني، إذلا تخرج الشعوب الغربية إلى الشوارع في المظاهرات للتعبير عن رأيها - في قضايا الأمم المضطهدة - و في كل حروب هذا القرن (1) إلا بعد فوات الأوان، مما جعل أحد الظرفاء المتمردين اليساريين المعروفين :الفرنسي ألان سورال Alain Soralيقول:لقد حولتنا البروباغاندا الصهونية العالمية والأمريكية إلى بهائم صماء عجماء بلهاء، تقاد إما ببخورية التلمودية الملغوزة، أوشعوذة الأفكارالعقلانية الجاهزة، أونُقاد مثل القطيع أوعبيد النخاسة عن طريق البلطجة الأمريكية المعاصرة بالأغلال، أونُساق إلى حتفنا بالأكاذيب والتهريج وأخاديع الآمال .. حيث يستغفل سياسيو الغرب عقول شعوبهم وعقول البشر، بتدليس وتزويرالتاريخ البشري وقلب الحقائق وتمويه الأخبار، فتتشتت الأذهان وتُسحرالأنظار.. !وتصبح الحروبُ الغربية (الكولونيالية القديمة) والحروب الحضارية الجديدة (على العراق وأفغانستان ولبنان) حروبَ كفاح واستقلال، ويُروج في قواميس السياسات الغربية لمشاريع الحروب القادمة - التي لابد منها من أجل الإستمرارالغربي قبل الطوفان -، بأنها الطريق الملوكي لنظارة المستقبل وحسن المآل، والوسليةُ الحضارية الأوحد لنشر السلم و الديموقراطيات و التطور والحداثة ورفاه البشر والمدنية والإزدهار... !:

إنها المهزلة الغربية الجديدة في مهرجان التدليس الغربي الجديد، عندما تشوه الحقائق، وتنقلب الصور، لتصبح : الحقيقية هي الخديعة في الغرب الجديد - حسب تعبير المفكر السياسي الأمريكي الكبير تامبلاي Tamplay

من ينقذ برج بابل؟

 ... وكانت الأرض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة، وحدث ارتحالهم شرقا، أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار، وسكنواهناك، وقال بعضهم لبعض هلم نصنع لبنا ونشويه شيًا، فكان لهم اللبن مكان الحجر، وكان لهم الحمر مكان الطين، وقالوا هلم نبني لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه في السماء، ونصنع لأنفسنا إسما لئلا نتبدد على وجه الأرض توارة اورشاليم سفر التكوين 11: 1 - 2... وهذه هي المرجعية المتفردة والمشتركة للغرب، سواءلإعادة إنشاء منظمة الأمم المتحدة ( خلاصة لقاءات روزفلت - تشيرشل) أو انشاء الكيان الصهيوني - عام 1948، أو إنشاء المجموعة الأوربية عام 1951... !:

وفي مجال عالم المتاهات الذهنية وتخبطاتها على الأرض لتطبيق الأفكار الغربية .. - ونحن على مشارف نهاية عام 2010 -، فإن البرج البابلي الأوروبي الجديد - الذي تم تشييده على هدي الأفكار الجديدة لما بعد الحرب العبثيةالكبرى الغربية الثانية، وتم تحصينه لستين عاما، اعتمادا على أفكار يقينية بديلة نسخت ما قبلها..، - بدأ الآن ينهار.. !، بعدأن تم وضع لبنته الأولى في 9ماي عام 1951الرئيس الفرنسي الأسبق شومان، يوم أن أرسل نداء من كي دورسي إلى نظيره الألماني، يحثه للمسارعة بتفعيل المشروع المشترك للحديد والصلب بين البلدين الأوروبيتين الشقيقين الحديثين، والعدوين التقليديين التاريخيين القديمين، .. الذي تلته كل الإجراءات اللاحقة للوحدة الأوروبية التي تهددت فجأة، صبيحة 9ماي من عام 2010، ... باندلاع أول شرارة مع أزمة اليونان (رغم محاولات ترقيعات الثنائي اليميني الجديد الملغوزL:ميركل - ساركوزي للتقليل من أهميتها والتخفيف من سعيرلهيبها الممتدة إلى القارة الأوربية بأكملها)، .. ولا تلوح في الآفاق ومضات حلول لمحاولةإعادة ترميم حيطان القلعات الأوروبية المنخورة، بعدأن أصبحت كل حصونها مهددة بالتآكل والتساقط ...، وبدأت تتعالى من جديد - وكماحدث قبيل عامي 1914و 1938 - تحذيرات النخب الأوروبية المثقفة من أقصى شمال القارة إلى أقاصي جنوبها وشرقها وغربها، تضج بها كتاباتهم في الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية والدوريات الشهرية المتخصصة في مجالات السياسة والإقتصاد وعلوم الأناسة، عبرمقالات تهاويل الإسترعاب من هول يقينيةالإنحدارالأكيد إلى ظلمات القرون الأوسطية (1) التي تركزكلها على المخاطر التالية:

 - التحذيرمن الإرتماء الأعمى في أتون الخلافات، التي تذكرالأوروبيين بأهوال الحروب التي جاءت بعيد نهضتهم الكبرى، وهي حروب:القوميات والعرقيات الأوروبية والمذاهب الدينية المسيحية (من القرن الثاني عشرإلى أوائل القرن الثامن عشر) ... والإضطرابات الإجتماعية الدموية المؤدية إلى ما يسمى بـ:النهضة - التي لم تأت على طبق من ذهب - وتلتها الثورة الفرنسية - منقبة البشرية الكبرى الحديثة - التي دخلت التاريخ من أبوابه العريضة تحت عنوان:عهد الـثورة: (1789 - 1793) المتميزبالترعيب والمجازرو والمقصلات والسحل والتدمير الذي شطر فرنسا إلى نصفين:خونة، وممالئين للثورة -

 - التنبيه إلى خطرالدخول في الأنفاق المعتمة للصراعات المطلة على الأبواب الأوروبية، مع مؤشرات القلاقل الداخلية الأمريكية التي ستنعكس سلبا على أوروبا والسلم العالمي، وبالأخص تهدداستمرارية إسرائيل (والكل - للغرابة - :يمينا ويسارا في اوروبا..، أوديموقراطيون وجمهوريون في الولايات المتحدة، يتباكون على مصيرإسرائيل أكثر مما يتحسرون على مصيربلدانهم، باعتبارأمن اسرائيل هوالأهم، ثم يأتي الأمن الأوروبي والأمريكي والدولي في درجة اقل أهمية، فتتم التضحية - حينها - بالاقتصاد وأمن البلاد والعباد... وليأت الطوفان بعدذلك !. وهي نفس الأفكار الغبية والمشبوهة لقيام حربي (14 و38 ) . وما من حرب–ذكيةأوغبية نشبت، إلا وتعرف بداياتها، ولاأحد سيتكهن عن نهاياتها، وعن من الفائزأو الخاسر فيها... وإنما الأمور - دائما - بخواتيمها - كما وردفي الأثر الشريف

 - التحذير من المستفدين القادمين و الأعداء الخارجيين الشرقيين والبرابرة القادمين الجدد - كما يتكررذلك في الصحافة الغربية، منذالأزمة اليونانية إلى كتابة هذه السطور - بالتركيز على بربرية إيران، وهمجية تركيا وخطورتهماعلى الأمن الغربي أكثر من الصين وروسيا –وربطهما بالأذهان بهاجوج وماجوج وشعب العمالقة الهمجيين المحاربين للعبرانيين (شعب الأطهار) كما يكررذلك ناتانياهو في محاضراته وندواته في أوربا والولايات المتحدة، ولك أن تتساءل أين يضع أنبياء التنوير الغربي عقولهم وخاصة فقهاء فلسفة السياسة منهم، عندما يجتمعون ليغترفوا من العلوم اللدنية الغيبية (الماوراقبرية) لهذاالرجل وهم صامتون وإلى فتوحاته التوراتية في تقرير مصائر شعوب المنطقة والعالم صاغرون!على غرار نبيهم الأوحد هابيرماس !

ومنهذاالمنظار..، فإنك لن تجد مرجعا غربيا، أوبحثاأكاديمياواحدا جادا، يتحدث عن التسامح الغربي la tolérance occidentaleمن صليبيته بدءا من القرن التاسع الميلادي، مرورا بما بعد كولونياليته إلى حروبه الحضارية الأخيرة على الشرق في القرن الواحد والعشرين، ولونقبت عن هذه المراجع والبيليوغرافيات –مثلا - في باريس، في كل المباني الكبرى لمجمعات الكتب ودور النشرالمسماة بـ: Fnac - كمن ينقب عن إبرة في ليلية ظلماء داخل أكياس نخالة الشوفان - اللهم سوى بعض الكتابات الأدبياتية الدفاعية الإنفاعالية التسطيحية لعرب ومسلمين، لا تقنع أوترد يدا، ولاتفحم لجوجا أو تخرس لسانا، بينما تجد الآلاف من المباحث والمنشورات حول اللاتسامح الاسلامي l’intolérance islamique والعنف الاسلامي، والهمجيةالعربية وجلفيتها وبداوتها، والتشكيك في كل مخلفات الحضارة (العربية - الإسلامية) وتجلياتها الممتدة من حوض سيكيانغ من داخل لصين في آسيا وصولاإلى أرباض نيجيريا والنيجيربإفريقيا، ... كُتب معظمها قبيل الهجمتين على العراق وأفغاستان، تبريرا لحروب قذرة من أجل اللصوصية والهيمنة والستراتيجية، باسم نشر التحضر والديموقراطية وتحريرألاطفال والنساء المستضعفين والمثليين المضطهدين، من ربقة البربرية الشرقية ودياناتها وثقافاتها، وسارعلى دربهم متنورون ويساريون عرب وشرقيون وثالثيون مشبوهون ومزيوفون، بالكتابة بالأساليب الإستشراقية الرخيصة الأكثرعدوانية وانحطاطا من الإستشراق السياسي الرسمي الغربي نفسه، الذي له مميزات حرفنة الطرح ونقيضه، والمتناول لقضايا الشرق بتلك الأطروحات التي تناقش وتحلل وتفكك ويؤخذ منها ويترك

 

.....................

هوامش:

 (1) - الحديث عن حروب الولايات المتحدة - كوليد شرعي للحضارة الغربية منذ حوالي ستة قرون كنموذج أمثل للحضارةالغربية والحداثة والتقدم والديموقراطية وحقوق الانسان، يعني الحديث عن حضارة قامت فقط على الحروب منذنشاتها الأولى:

أولا كاندفاعة دينية: كنهاية لحج عظيم ونهاية للروح العظيم منذ وصول المجموعة الثانية من الأوروبيين إلى شاطئ نيوإنجلاند على ظهر السفينة ماي فلاور عام 1620، والتوقيع على ما يسمى ب: عهد ماي فلاور الذي بموجبه تقرر المصيرالعظيم في المجتمع المثالي في أورشاليم الجديدة أو إسرائيل الجديدة –كما تمت تسميتها منذ البداية - وعنها تم استنساخ التجربة (الإستطيانية –الإحلالية - الإستأصالية) للكيان الصهيوني للتجربة الأمريكية بحذافيرها على الأرض المقدسة للمسيحيين والمسلمين فلسطين ... وانظر في هذا الشأن مباحث المؤرخ الأمريكي Edwin ,Scott Areligious History of America ص 15،

     

وثانيا: كاندفاعة نفعية مهاجمة استغلالية بشعة اتسمت بكل ضروب النهب والتخريب، التي طالت الغابات والحيوانات - وخاصة الثيران والخيول البرية - و شملت البحث المحموم عن مناجم الذهب والفضة، كما وصفها جيدا المؤرخ والأنثروبولوجي الأمريكي والتر سكوت في كتابه الفرونتييرالعظيم

ثم تلتها تلك الحروب الدموية الأمريكية الداخليةوقد اتسمت تلك الاندفاعية المهاجمة بكل ضروب النهب والتخريب، التي طالت الغابات والحيوانات - وخاصة الثيران والخيول البرية - و شملت البحث المحموم عن مناجم الذهب والفضة، كما وصفها جيدا المؤرخ والأنثروبولوجي الأمريكي والتر سكوت في كتابه الفرونتييرالعظيم

والتذكير بالحروب الأمريكية يحتاج إلى مجلدات، نحاول التذكير بأهما على سبيل المثال لاالحصر وهي كالتالي:

بدأت بالحروب الداخلية : - حروب الأبادة العرقية على الأمريكيين الأصليين من الهنود الحمرلسرقة أراضيهم، ونهب خيراتهم من شرق القارة الأمريكية إلى الشواطئ الغربية وقتل معظمهم ثم حشرهم في محميات مثل الحيوانات وإغراقهم في جحيم المخدرات والكحول، و المساعدات لإماتة روح التفكيرفي ماضيهم، أو الرغبة في المقاومة، وتقوم أسرائيل باستنساخ نفس التجربة في حق الفلسطينيين اليوم في القرن الواحد والعشرين

 - حروب التحريرضد الأم إنجلترا - والحروب الأهلية بين الشماليين والجنوبيين -

 - الحروب الخارجية: ناغازاكي وهيروشيما : ( - 1942 - 1945) - حرب كوريا (1950 - 1953) - حرب غواتيمالا الأولى (1954) - حرب أندونيسيا (1958) - حرب كوبا (1959 - 1961) - حرب غواتيمالا الثانية (1960) - حرب الكونغو (1964) - حرب البيرو (1965) - حرب اللاووس (1964 - 1973) - حروب الفيتنام (1961 - 1973) - حرب الكامبودج (1969 - 1970) - حرب غواتيمالا الثالثة (1967 - 1969) - حرب غرانادا (1983) - حرب لبنان (1983 - 1984) حرب ليبيا (1986) - حرب السالفادور (1980) - حرب نيكاراغوا (1980) - حرب إيران (1987) - حرب باناما (1989) - حرب العراق الأولى (1991) - حرب الصومال (1993) - حرب البوسنة (1994 - 1995) - حرب السودان (1998) - حرب أفغانستنان الأولى (1998) - حرب يوغوسلافيا (1999) - حرب افغانستان الثانية (2001) وحرب العراق الثانية (2005)

و تمت كل هذه الحروب بدون استفتاء شعبي ديمقراطي للشعب الأمريكي –المدجن سياسيا والساذج بطبعه - .. ولم يحدث أن التظاهرات الشعبية في الغرب اوقفت همجية الحروب الأمريكية المشار اليها أعلاه، بل تتم عبر الاندحار الأمريكي في كل حرب يخوضها، فلم يثبت - في الماضي القريب - ان الولايات المتحدة دخلت حروبا خارجية وانتصرت فيها منذ خروجها من عزلتها في أوائل الأربعينات

 

 -    للبحث صلة

 -    baiti@hotmail. fr 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1563 الأثنين 01 /11 /2010)

 

 

 

في المثقف اليوم