قضايا وآراء

القتل والسيكوتين .. للجنسيين المثليين! / قاسم حسين صالح

 

من بدء مسلسل الحروب الكارثية عام 1980 عاصرت ما حدث بالمجتمع العراقي من ظواهر، وأجريت دراسات تطبيقية في ميادين: جرائم القتل، البغاء، المخدرات، العنف، والمثليه.. وتوصلت للحقيقة الآتية: (حين يمر المجتمع بأزمة حادة لابد أن تفرز ظاهرة سلبية يكون الشباب أكثر الفئات الاجتماعية تجسيدا" لها).

واللافت أن الظاهرة السلبية لها علاقة بنوعية الأزمة. ففي الحصار(13 عاما) شاعت بالمجتمع ظاهرة سرقة السيارات المصحوبة بقتل أصحابها، وقمت بتحليل شخصيات احداها فتبين انهم كانوا من السيكوباث والناقمين على الاغنياء. وخلال الحرب العراقية الايرانية ازدادت حالات البغاء والتقيت بأكثر من ثلثمائة بغيا" وسمسيره لمعرفة أسباب ووسائل البغاء وتحليل لشخصية البغي، نشرت نتائجها في مطبوع محدود التداول، تبين ان حمّامات النساء وصالونات الحلاقة ونوادي الدسكو وقوادات مسؤولين، من اكثر وسائله. وظهرت في العام1985 عصابات اجرامية بينهم 14 فردا" اطلق عليهم عصابة تكريت، ادينو بالاعدام، تبين أن غالبية المجرمين لم تتلق تعليما "أميون"، ويفتقرون الى القدرة على تأجيل اشباع حاجاتهم الآنية، فيسعون الى الحصول على الملذات بشكل فوري عن طريق الجريمة، وبعضهم يعاني من العصاب والاحساس بالدونية وخلل في منظورهم نحو ذواتهم، وكان بعض افراد "عصابة تكريت" جيء بهم من "وراء الغنم" ليكونوا في حماية "الرئيس".. فما استوعبوا مسؤولية السلطة.

وظهرت، بعد التغيير، مجموعة من الشباب المتميعين الذين يستخدمون"المكياج" لتجميل وجوههم، وزرق الهرمونات لتكبير الصدر، والتشبّه بالنساء في تصرفاتهم، فيصفهم الناس بـ "المخنثين" أو "المثليين" أو "الشاذين جنسيا". وربما كان وراء ظهورهم العلني قصد ذكي هو كشف حالهم للعالم الغربي ومنظمات حقوق الانسان بأنهم مضطهدون ومستهدفون بالقتل، لعلهم يحصلون على لجوء بدولة أوربية.

وما لا يعرفه كثيرون أن هذه الحالات موجودة ليس فقط في المجتمعات الغربية بل والاسلامية أيضا"، ولا علاقة لها بالاخلاق والدين والقيم. فالطب النفسي يضع حالات المثلية تحت مصطلح "اضطراب الهوية الجنسية"، وتعني تحديدا" أن الفرد "المثلي" يشعر أنه ولد في الجسم الخطأ. فالولد يشعر نفسيا" أنه أنثى مولود في جسم ذكر، فينجم لديه حصول اضطراب بين هويته النفسية ومشاعره الأنثوية وبين هويته البيولوجية وما مطلوب منه التصرف كرجل. وهذا ما نريد تنبيه أجهزة الدولة المعنية والناس بشكل عام الى أن هولاء المثليين جاءوا بتركيبة نفسية وبيولوجية خاطئة..اذ ترى النظرة العلمية الحديثة أن هذه الحالات ناجمة عن خلل تكويني يؤثر في نمو الدماغ البشري، يبدأ بمرحلة الجنين ويستمر في مراحل الحياة اللاحقة، ولا علاقة له بالتفسخ الاخلاقي والتحلل الاجتماعي، فهم كالمرضى الذين لا يكونون مسؤولين عن مرضهم. وعليه فان أساليب التعامل مع هؤلاء المنحوسين ليس بقتلهم أو بلصق السيكوتين في مقاعدهم.. انما يحال أمرهم للاطباء والاستشاريين النفسيين..لأنهم الوحيدون الذين يعرفون كيف يتعاملون معهم.

لقد بلّغنا بما يقوله العلم، فان اصررتم – مليشيات وشرطة – على جهالتكم .. فستكونوا من الآثمين.

 

أ.د. قاسم حسين صالح

رئيس الجمعية النفسية العراقية

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1565 الاربعاء 03 /11 /2010)

 

 

في المثقف اليوم