قضايا وآراء

حين يفلس السرابيون في بلوغ لغة الماء!!؟ / فائز الحداد

مبيناً مثالبها وعواهن الضعف في بنية الكاتب الثقافية التشكيلية ومرجعياته القرائية، واعتماده على المشاع العام والمسموع والمحكي والمنقول والمنسوخ والذاكراتي، مما يجعل الكاتب يدور في حلقة الضعيف الكتابي والمخطوء في آحايين كثيرة، وليس له من الجديد إلا تأريخ الموضوع ومكان النشر .. فتجده عائما على بحيرة من الزبد والشوائب الزائدة والنفايات القرائية الساذجة و(سوالف العجائز)، التي لا تفيد القاريء، حتى بالحدود الدنيا من استنزاف الوقت والجهد. ‏

أن الكثيرين ممن لم (يتقاعدوا) كتابياً، وبسبب الخواء الثقافي والمعلوماتي يصرون على (جدوى) ما يكتبون ؟! بل وينتقدون ويتندرون ويسخرون أنصاف المثقفين لخدمة مشروعهم في الترغيب والترهيب !! .

يوما، وفي دمشق العزيزة .. سمعت أحدهم بعد أمسية أدبية يتهكم ويشتم ويهدد بعد أن قال له أحد الشعراء : بأن ما قرأه من قصص (لا تعدو كونها اجترار لقصص قديمة مستهلكة وبعيدة عن جوهر موضوع الأمسية وتهدف الى إحياء الموتى!!) . ‏ وما كان بالعتريت إلا أن أتهمه بالإرهاب وهدده بإن ينال منه بعد حين .. فضاعت لغة الأدب والأدب والأدب .

هذا مثال لأمثلة كثيرة خصوصاً على صعيد النشر الأن، فهناك العديد ممن يكتبون يعيدوا فحوى موضوعاتهم عشرات المرات (المهم، كيف تكون صورته بجلبابه الجميل متصدرة الأعلى من لوحات المواقع ” ويا هلا بهل الطول يا ميت هلا ؟) .. ما بالكم في كاتب معروف، ما حدثته يوما عن موضوع كنت قد قرأته، الا وأجده بعد أيام (مختلسا) لفحواه أو لعنوانه على أقل تقدير، وتحت هذا الموضوع تقرأ إسمه (العتيد) .. ويا للخيبة إن تأتي فكرته ناقصة، ورأيه خاوٍ من المعلومة الصحيحة، باعتماده على اجترار فكرة ليس له معززة بمعلوماته القديمة، وهذا ما أسميه (بالاجترار المتداول)، ولا أدل عليه إلا ما يقوم به (القناصون) الافذاذ من القنص الثقافي من على (الموائد) والجلسات العامة أوعن طريق الغش والاثارة فيتطفلون على جهد وثقافة الآخر، الذي لا يعي الخسارة إلا بعد فوات الآوان ؟!.

إن وقفة دقيقة فاحصة ونموذجية منتجة على ما يكتبه هذا البعض، تجعلك تقف على كوارث التكرار والاجترار والاستنساخ والاقلاب والسرقة والحرام الكتابي !!، ولأن المسألة من الخطورة بمكان ما جعلني أتابع كتابة أحدهم، وهو (دعي) كبير و(اتهامي) خطير و(تآدبي) متنطع و(تثاقفي) موهوم، فوجدت له أربعة مواضيع اجترها ونسخها في الصحيفة التي يكتب بها من موضوع واحد سبق نشره، وغيرها لا تستند على مصدرية صحيحة، ناهيك عن مواضيع متفرقة أخرى منقولة من (كتاب) له .، وأمثال هذا الكاتب هناك الكثير من الأكاديميين والادباء كشعراء وقصاصيين وربما حتى روائيين ينحون نفس هذا المنحى الخطير (والعهده عليّ) ولهم نفس (ميزات) سالف الذكر في (البلطجة) والاجترار والأستذة والغش باتجاه ترسيخ البيروقراطية الثقافية .

أما حان الوقت لأن نقول لهؤلاء النفر ضع القلم، وكما قال الشاعر :

(نم يا صديقي نم، نامت عيون الخلق وأنت لم) .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1565 الاربعاء 03 /11 /2010)

 

في المثقف اليوم