قضايا وآراء

ثقافة الكتاب في عصر الإلكترون / مهدي الصافي

الممنوعة التجاوز عند البعض، تصبح الثقافة معيار عام تقاس فيه مدى تفاعل تلك المجتمعات الفردية مع نظمها الرسمية، من لا يلتزم بالتعليمات الحكومية وشروط البلديات المحلية، فهو إنسان فوضوي وغير مثقف، لهذا أصبحت ثقافة الكتاب عندهم في بلاد الغرب، وسيلة تجارية مسلية، تتلقفها وسائل الإعلام والصحف المشهورة، لتعدها مادة شيقة جاهزة للنشر، مهما تكن شخصية وفكر وثقافة صاحب هذه القصة المثيرة، ولعل شواهد قصص الاختطاف والتعرض لبعض المغامرات الصعبة، والرحيل في أودية العنف وصحراء العمليات الإجرامية، واحدة من أهم تلك الحالات المنتشرة في المجتمعات الغربية

فهم يعتقدون إن التكامل الخدمي والضمان الاجتماعي والوظيفي، الذي قدمته لهم دولهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كافية لتغطية وسد الاحتياجات الإنسانية المتعلقة بالمشاعر والعواطف والغرائز الطبيعية الأخرى، فهناك وسيلة الكترونية عصرية، قادرة على استيعاب كل الهموم والأزمات النفسية والعلاقات الجنسية الخ

هم مخطئون لان انتشار وازدياد الجريمة والانحراف الأخلاقي، دليل على فشل ثقافة هذه المجتمعات وتدني مستوياتها الثقافية،

لا تكفي أن ترى الحضارة شاهقة علو العمارات والبنايات الضخمة، بل هي يجب أن تظهر في التعامل اليومي بين الناس، ومن خلال ممارستهم لطرق معيشتهم واهتمامهم بأسرهم، وبعلاقاتهم مع الآخرين.

في بلاد الشرق العربي تحديدا، لا نحتاج إلى الثقافة الالكترونية في الوقت الحاضر، لان الدول الغير قادرة على أكمال الوسائل الخدمية والتعليمية والوظيفية، لا يمكن أن تقفز على الواقع وتصعد سلم التدرج بشكل اعتباطي غير مدروس، فهي إلى ألان لم تستطع أن توزع الكوادر الفكرية والثقافية على مراكز ومؤسسات التخصص المهتمة بنشر ثقافة واعية تنقذ الطبقات الاجتماعية المتدنية أو العديمة الثقافة،

نظمنا السياسية والتربوية لازالت تعاني من عقدة الدين والدولة وعلاقتهما الغير واضحة، لم تتمكن كل النخب الثقافية قديما وحديثا من اقتحام أسوار المؤسسات الحكومية، وتنقيتها من شوائب موروثة خاطئة ضررها أكثر من فائدتها، ثم نسأل هل نحتاج إلى معلومة وثقافة الكتاب

بالطبع نحتاج إلى أزمنة متواصلة من ثقافة الكتاب العصري، الذي لا يبحث كاتبه عن الحشو والتكرار والتضخيم، نحتاج إلى كتب ثقافية وفكرية، تقترب من المناطق والمواضيع الحساسة،

تعمل على إثارة أفكار اجتماعية وثقافية وسياسية مشتركة، تساهم في إشاعة فن الحوار الشامل مع بقية أفراد المجتمع، تكون فاعليته اقرب إلى فاعلية الكتاب والمعلومة والثقافة الالكترونية،

من عطايا الطبيعة ومكرماتها جعلت قراءة الكتاب عبر الشبكة الالكترونية، عملية صعبة بعض الشيء (إضاءة شاشة الكمبيوتر المزعجة-وضعية الجلوس المختلفة مع وضعية الكتاب- وسرعة قراءته ورقيا)

وهذا يدعوا الكتاب إلى الدخول رسميا وبدون خجل إلى ساحة التنافس، في مواجهة التطور الالكتروني، وذلك بتطوير أدوات النشر وموضوعاتها، والبحث عن الأساليب الجديدة في تناول المواضيع الساخنة أو المطلوبة جماهيريا.

هذا هو الواقع الذي نود أن نشير إليه في كتيبنا المزمع نشره في بدايات العام القادم، الذي يتحدث عن الأحداث العصرية الالكترونية

 

المهندس مهدي الصافي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1572 الاربعاء 10 /11 /2010)

 

 

في المثقف اليوم