قضايا وآراء

الإعلام الحر المستقل.. قناة الديار الفضائية أنموذجاً..!!

الإعلامي بمنأى عن  هذا التغير وعن هذه التحولات حيث كان لهذا الواقع حركة سريعة وكبيرة مستغلا في حركتهَ  فسحة الحرية التي كانت هذه الفسحة   إحدى ضرورات وشعارات المرحلة  .، مرحلة التغير لذلك أتُخمت الساحة العراقية بالعديد من المؤسسات والوسائل الإعلامية المتنوعة  حتى  تجاوز عددها المئات بين المقروء والمسموع والمرئي  ناهيك عن أنتشار المواقع الإلكترونية التي أخذت بالانتشار بشكل يتنافس مع الأعلام الأخر وهذا كله يسجل علامة صحة في المشهد الإعلامي والثقافي العراقي على حدٍ سواء  لأن هذا التنوع وهذا الثراء يعكس حالة من التطور والإيحاء بمؤشرات التحولات الجذرية التي تتواكب مع المفاهيم والنظم الديمقراطية  لبلد عانى  الكثير من الحكم الفردي   والحكم الشمولي الدكتا توري طيلة  حقبة طويلة من الزمن...ومن البديهي أن لكل تحول أو تغيير هناك أنعكاسات سلبية طالما تكون الحركة غير منضبطة ومبتعدة عن  الأحتكام لقوانين المهنة والألتزام بقواعد العمل  سواء كان ذلك العمل  سياسي أو ثقافي أو اجتماعي أو أعلامي  لذلك   أنكشف الكثير  خلال المرحلة المنصرمة  لاسيما   الأنكشاف الفاضح للعديد من المؤسسات ألإعلامية فقد   أنكشفت عورات أغلب المؤسسات الإعلامية بعد مرور فترة ليست بالقصيرة من الزمن على مرحلة التغيير فمنها  أخذ يتحدث عن الطائفة التي ينتمي لها والأخر أخذ يتحدث عن أجندات حزبه الذي يمونه ماديا ومعنويا والفريق الثالث أخذ يحرض على العنف والإرهاب   متأثراً بأجندات خارجية ولم يبق من هذا الكم الهائل من وسائل الأعلام المختلفة الأ القلة القليلة النادرة من يتحدث عن هموم المواطن ويكون منحازاً أليه في كل برامج عمله وكانت من بين هذه الوسائل بل في مقدمة الوسائل الإعلامية الوطنية العراقية  هي (قناة الديار الفضائية) التي يشرف عليها ويمولها من أمواله الخاصة الإعلامي والفنان العراقي الكبير الأستاذ (فيصل الياسري)  فقد أتخذت هذه القناة لنفسها خطأً مهنيا ووطنيا واضحا ً منذ تأسيسها قبل زهاء  خمس سنوات والى اليوم رغم أن هذه القناة تفتقر إلى التمويل وقد عانت ولازالت تعاني من العوز والفقر المالي كونها أعتمدت ذاتيا على تمويل نفسها طيلة  تاريخها والذي ابتدأ مباشرة بعد تاريخ تغير النظام في العراق.. فهذه القناة العتيدة  أخذت تتواصل بعملها دون أنقطاع وكانت  هي الأقرب للشارع العراقي ولهموم الناس فهي تعمل بالميدان  على عكس ماتقوم به بعض المؤسسات الأخرى لذلك  فقد أعطت كوكبة من الشهداء في طريق الحرية طريق الكلمة الحرة الشريفة منهم زملاء عملنا معهم وكانوا بالقرب منا في كل مفاصل عملنا وحياتنا أذكر من بينهم الزميلين الشهيدين (الشهيد عادل.، الشهيد جميل الركابي) ورغم ذلك بقت هذه القناة  صامدة بوجه الإرهاب بكل أصنافه وصامدة بوجه العوز المادي الذي تعانيه ورغم أنها تعمل بكادر معدود ومحسوب نتيجة للأسباب أنفة الذكرالأ أن برامج هذه القناة العتيدة أخذت بالتصاعد والرقي بالعمل المهني وأكثر ما يسجل لهذه القناة هي قربها لهموم المواطن وتلمس معاناته  ومن خلال نوافذ عدة خطتها القناة لتكون لسان حال الفقراء بحق. فكان برنامج (بين الناس) الذي يعده ويقدمه الزميل الرائع فلاح العزاوي وكذلك برنامجه الكبير و الناجح بكل مقاييس النجاح وهو برنامج (لقاء يوم الجمعة) وهذا البرنامج   لو استثمرته أجهزة ومؤسسات الحكومة بشكل جدي لكانت الكثير من قضايا الناس قد وجدت لها علاج وبهذا يتم التخفيف عن كاهل المحرومين والفقراء الذين لم يجدوا لهم نافذة لبث شكواهم غير هذا المنبر الحر الذي ظفرت به قناة الديار بجدارة وبدون منازع كما أني أسجل أعجابي العالي للأسلوب واللغة الراقية التي يستخدمها العزاوي في طريقة تقديمه لبرامجه المتنوعة والمتميزة.،  ولم تقف   قناة الديار الفضائية عند هذه المحطة بل  كان  لبرنامج  (أسوار بلا أفكار) الذي يعده الإعلامي البارز والمعروف الزميل عماد العبادي.  قيمة عليا لكونه لايقل أهمية في قيمته الإعلامية والمهنية عن البرامج الحيوية الأخرى و التي  تلامس الشارع العراقي  حيث واكب هذا البرنامج كل الأحداث التي مرت على العراق بعد الأحنلال الأمريكي له وقد أستضاف هذا  البرنامج  أغلب الشخصيات  الفاعلة في الساحة السياسية العراقية وكذلك الساحة الإعلامية والثقافية لذلك فهو يعتبر من البرامج النادرة   على مستوى الساحة الإعلامية الوطنية وإذا أردنا أن نؤشر ونسجل   النجاح و صعوده  للمنافسة في كل الاستفتاءات والسباقات التي تحصل  هنا وهناك وفي مناسبات عدة   فقد يعود هذا كله  كل إلى (كاريزمية) معد ومقدم البرنامج....وهكذا يستمر التألق في تنوع البرامج وبما تحمله من قيمة فكرية وثقافية  فيأتي برنامج( الثقافة في الصحافة) هذا البرنامج الذي يعده ويقدمه الإعلامي والقاص المعروف الزميل خالد الوادي يأتي هذا البرنامج ليحقق نجاحات  لتضاف للانجازات والنجاحات التي أحرزتها هذه القناة  فقد حقق  هذا البرنامج نجاحا مبهراً هو الأخر كونه واكب الأحداث الثقافية في كل مفاصلها بالإضافة إلى تقديم وجوده ثقافية لها  أثرها وبصمتها بالمشهد الثقافي العراقي.. وبهذا السبيل  تنمو الأفكار وتشع من على شاشتها فيكون ينبوعها متدفقاَ بكل  العطاء النفسي والفكري والترفيهي والثقافي وهكذا ترتبط سلسلة برامجها بعضها ببعض  لتنطلق بقطارها الصاعد نحو الأمام  وهو يقود عرباته المزركشة .. والتي حملت أسماء عدة منها (الشاشة شاشتك، وطابت أوقاتكم الذي يعده ويقدمه الزميل المبدع علي العنبكي.، برنامج طابت أوقاتكم الذي تقدمه الزميلتان  الرائعتان    ، برنامج النصف الأخر، وحوارات.. بالإضافة إلى النافذة القانونية والشريط الإخباري (السبتايتل) المتميز بحرفنته العالية ..الخ). ومن هنا أقول جازماً إن فضائية الديار قد  دخلت عالم  الإعلام من أوسع أبوابه  بالرغم من المنغصات العديدة التي يقف في مقدمتها الجانب المادي  ،  فقد استقطبت هذه القناة العراقية الخالصة  مختلف المشاهدين لما تحمله من  أضاءات إنسانية و وطنية  واجتماعية واقتصادية وسياسية وفنية وثقافية وإعلامية ، لاسيما التي لها صلة  بهموم وتطلعات الشريحة المغلوبة شريحة الفقراء والمساكين ،  فهي بحق تصب  في رافد مصلحة المواطن والوطن معاَ ..لذلك فهي تمثل الأعلام الحر الوطني المستقل  وبجدارة ...!!

فالمؤسسة الإعلامية  التي تتمسك  بصدق وإخلاص  بخدمة الناس تبقى متربعة  ناصية التألق  والنجاح والاهم من كل ذلك  فهي تتربع قلوب الناس حباً وهذا ماتحقق وما يتحقق لقناة الديار الفضائية  فهنيئا لهذا هذا النجاح وهنيئا لها حب الجماهير هذا الحب  الذي لن يناله الأ ذو حظ عظيم.!

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1091  السبت 27/06/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم