قضايا وآراء

حتى متى هذا الإهمال "تنبيها لإنقاذ المنجز الأدبي الفني"

المتأتية من الاستغراق في عوالم الذات، أو الكون، والعالم، أو غيرها من الغايات المتكاثرة كثرة الحياة ذاتها. ونحن كمتلقين لا تؤثر فينا، ولا تستثيرنا، سوى النتاجات المكتوبة بأنامل يقطر الهيام من مساماتها، ويحيط القلق بكل أجواءها. كما قد يبدو بان الشاعر يحتاج اكثر من غيره من الأدباء لان يكون مسكونا بألف جن وشيطان، يستعر في نفسه ويحرمه الاستقرار في أي لحظة من لحظات وجوده. وما لم يجتمع هذين الشرطين، اعتقد بأن الشاعر، والأديب، لا يستطيع أن يكتب نصا ذا قيمة. فكثيرا من الأدباء قد يملك خزينا لغويا هائلا كملكة مستقرة في نفسه، أو من خلال انشغاله في متون القواميس، والكتب اللغوية، واللسانية. لكنه لا يمتلك أي خزين من التجارب، والانفعالات المولدة لطاقة الأدب المكثف، والشعور بالاكتئاب والاغتراب. إزاء الكون، والذات والآخر. إلى غيرها من الإشكاليات، والجدليات الطافحة بكثرة مخيفة على ضفاف حضارتنا العجيبة. لذلك نقرأ في قصائد هؤلاء ونصوصهم، عبارات جميلة وتراكيب منمقة لكنها تبدو خاوية وفارغة، ولا تستثير فينا أي انطباعات، ولا تحرك دفئ عقولنا وعواصف قلوبنا ... قبل فتره قصيرة أهداني شاعر صديق مجموعة شعرية لأحد الشعراء المشهورين لاطلع عليها، وأسجل انطباعي الخاص عنها. فوجئت بالمجموعة إذ أني وجدت فيها كل شئ من العبارات، والتركيبات، والتراكمات اللغوية الأنيقة والصارخة. ألا أن ما يؤسف له أن المجموعة الشعرية بلا شعر، أو بعبارة أدق بلا لغة شعرية. ولم أجد صعوبة في أن استحضر ناظمها في فضاء مخيلتي المنفلتة، إذ رايته جالس على طاولته وقد نشر أمامه القواميس اللغوية، وبدا يجمع العبارات كيفما اتفق ثم يعيد صياغتها، ويختار لها عناوين ليقدمها لنا قائلا: ( تفضلوا بمطالعة هدا الشعر الجميل). ومن محاسن الصدف أو مساؤها، أن صديقي- المُهدي- كان قد سجل عنها نفس الانطباع، بعد أن أخبرته بانطباعي على المجموعة اللغوية لا الشعرية.  الخلاصة نكاد لا نرى ولا نتذوق في خضم المنتج الشعري، والأدبي المتكاثر، إبداعات أدبية تستحق صفة الإبداع، ألا في حدود النادر طبعا. وعلى هدا تنطلق هذه المقالة في الأساس من أفكار سابقة وقديمة التشكل في مساحات الوعي، حينما لمست ومنذ وقت طويل مساوئ الإهمال في خصوص النقد الأدبي / الفني  بشكل خاص. حيث الإهمال التام لإنجاز دراسات تحليلية، ونقدية متكاملة، لأكثر المنجزات  التي يطوي الإهمال، والإغفال إبداعات المنجز، أو تخبطاته في رفوف النسيان. ولا يحظى معظمها سوى ببعض التعريفات، والإشارات وغالبيتها وللأسف الشديد تجهيلا لا تعريفا، وغمزا لا إشارة. وكم من النتاجات الأدبية، والفنية ضاعت في مهب الإهمال هباء منثورا. وكم من أدباء بخس حقهم، وضاع علينا التعرف على مجهودهم الجمالي، والإبداعي بسبب حمى اللهاث النشري للمنتجات دون إعطاء فرصه للدراسة، والمقارنة. وجولة تفقدية في طول وعرض ارثنا الثقافي المحلي والعربي تضعنا وجها لوجه أمام أزمة ثقافتنا الخطيرة. فلا وجود لدراسات نقدية تحليليه للمنجز، إلى وكما هو الغالب أوراق، واسطر نادرة تتعرض لبعض جوانب منجزا ما بشكل سطحي، ومختصر، اختصار بائس. أما الدراسات الشاملة للمنجز فهو يكاد أن يكون غائبا، ومغيبا تماما. ومن هنا لا نعرف المنطلقات والأساسيات، أو الخلفيات التي ينطلق منها جل أدباءنا وفنانينا، ولا نتعرف بالتالي على آراءهم، وراءهم وما الذي يحاولون إيصاله لنا، في منجزاتهم، وما هي موارد القوى والضعف فيها. وهذا هو شأن الدراسات الانتقائية، والبترية التي لا تعنى بمجمل العمل الإبداعي للفنان، أو الأديب، لتعطينا من ثم نظرة كلية وشاملة. لتعرفنا بتفرده، وأسلوبه، ولغته، ومدرسته، واكثر الدراسات النقدية التي تتحدث عن المنجزات إذا سلمت من أي عيب أو خطا فهي تسلط الضوء على جانب واحد من جوانب المنجز- وأنا ألح على هذه الفقرة وأكررها في ثنايا المقال لقناعتي بكونها تشكل اغلب مساحة المشكلة موضوع المقال-. تلوي عنق القارئ نحوه دون أن يستطيع أن يعدل قامته إلى باقي الجوانب الأخرى. التي قررت ذائقة الناقد، أو الباحث، تجاوزها لأنها لن تثير فيه أي إثارة. فاعتبرها زائدة دوديه في جسم النص، وقرر أن يجري لها عملية أستأصال -أي إهمال وتغيب- ويكتب عن ما وجده ملفتا في نظره فقط.  أما في اكثر الدراسات النقدية المختصرة. والتي تغطي اغلب مساحة المنجز النقدي منذ عقود طويلة- فالدراسات الشاملة في حدود النادر الأندر كما قلت سابقا-. وهي تكتب في الصحف اليومية، والدورية، في اغلب الأحيان. فهي دراسات مفبركة، ومفتعلة’ غالبا، ومبنية على الوساطة، والعلاقات الخاصة على حساب الثقافة، والمعرفة، والمتلقي. فما أن نطالع صحيفة ما كتب فيها عمود أو مقال مختصر معني بالأدب - وبالمناسبة أن مساحة الأدب، والفن، التي لا تشغل سوى مساحات صغيرة، وموضوعات مكررة، وبائسة، في الصحف، والمجلات العربية، وشبه المغيبة، في الإعلام العربي لهو أمر خطير ومرعب خصوصا وان هذه الصحف ومحطات الإعلام تمنح جل مساحاتها لأخبار، وإشاعات الطرب، وهز الأجساد، وهو أمرا يستدعي انتباه المعنيين-، إلا وتباغتنا العناوين الطنانة الرنانة، يتطلب العنوان لوحده صفحات كاملة من العرض، والتحليل، لتبرير الغاية التي وضع العنوان على أساسها. وإذا بنا نفاجئ بان المقال برمته مجرد سطور محدودة باهته سطحية لم توفق العناوين الرنانة في تغطية عيوبها، وسد فجواتها. كل ما في الأمر اختيار بعض المفردات من هذه القصيدة - كمثال-، أو تلك، ثم صبها في اتجاه أدبي ما،أو رؤية فنية، وكيل عبارات المدح أليها بالمجان. في حين أن مساحة النص المنقول، والذي أسست على نقده وعرضه بنية المقال، لا يتجاوز بعض السطور، والكلمات التي لا تترك أي اثر في وعي المتلقي. ويفاجئ المسكين بهوامش، واشارات، ومصادر، ولا يتبين لديه المتن من الهامش. وبعد بضعة اسطر يرفع رأسه عائدا من  متن المقال إلى عنوانه لعله يستشف خيطا نحيف متوافقا بين عنوان المقال ومضمونه. دون جدوى فمرة يكون العنوان :(فلانة شاعرة البداهات الغامضة)، وما بين يديه مقال عن مجموعة شعرية جديدة نقل منها خمسة اسطر، أو اكثر بقليل، لا يستطيع أن يعثر فيها على بداهة فضلا عن بداهات.  ولا يدري بالتالي من أين له أن يتبين الغموض من الوضوح. عنوان آخر يقرر: (المعجم الشعري في مجموعة الشاعر علان )، وأيضا لا يجد المتلقي سوى بعض النصوص القليلة، والتي تدل على معجم لغوي بكل ما للكلمة من معنى ولا تدل على أي شيء شعري لا معجمي، ولا حتى ابتدائي لا من قريب، ولا من بعيد .عنوان طنان آخر مخيف وصادم: ( الكذا يحرر السرد من اسر البلاغة ) إلى أخ من العناوين التي تزهر بها الصحف العربية الهزيلة. وقد يعتذر بان هذا من طبيعة ثقافة الصحف حيث المساحات القصيرة التي تفرض أسلوب الاختصار إلى غيره من المساءل الفنية. لكن هذا شيء وما تحدثت عنه شيا آخر، فما علاقة الاختصار، أو العرض السريع، بإقحام الآراء المعقدة والغامضة، والتي لا يسع مجال الصحيفة المختصر لعرضها. وما علاقة العناوين الطنانة الرنانة التي تضع ألف علامة استفهام وتستثير ألف ريبة وتساءل. لماذا لا يتم التعريف بالمجامع الشعرية، والأدبية، والكتب الجديدة، بشكل واضح، وبأسلوب مباشر، وسليم بدون أساليب اللف والدوران، والضحك على الذقون؟ آلا تكفي الإشارة المختصرة لعرض الكتاب، أو المنجز الجديد، من اجل لفت أنظار القراء أليه؟ وترك أمر العناوين الرنانة، والنظريات النقدية، التي تحتاج إلى مزيدا من الإيضاح، والمقدمات الفلسفية، أو الأدبية المطولة، إلى فرصة إنجاز مؤلف تحليلي، أو نقدي، يتعرض لتحليل مجمل المنجز الجديد؟ ومن ثم تصبح العناوين الرنانة، والآراء المزعومة، مدعومة بالأدلة، والبراهين، لا مبنية على الأهواء، ولا مهداه جزافا . عودا على بدء، إذا أردنا أن نحصي مجمل الإبداع الأدبي /الفني المنجز. ونحصي قبالته الدراسات النقدية، والتحليلية سنصاب ولابد بالخيبة، ونستشعر عمق الكارثة الفاضحة التي ستدفعنا ولابد للتساؤل عن أسباب هذا الإهمال ولإغفال الخطير. في دراسة المنجز المحلي /العربي على التحديد، وبيان الغث من السمين فيه. وتقييم الأعمال الأدبية الفنية الكبرى، وتكريم مبدعيها سواء كانوا أحياء، أو أموات. وحتى متى - يحق لنا التساؤل - يا ترى سنظل نشهد هذا اللهاث، والحمى العارمة ،على المنتج الغربي والأجنبي بشكل عام. وحتى متي ستظل فينا هذه الغصة اللعينة التي تملأ عقولنا، وقلوبنا، أسفا يوشك على الانفجار. فنصبر وفي العين قذى، وفي الحلق شجى. ومن المسؤول عن إغراقنا بوابل أمطار المنجز الغربي، والأجنبي. حتى أن كان بعض هذا المنجز لا يستحق أن نلتفت أليه، ونضيع وقتنا فيه. إلا أن هذا المنجز- وبكل غرابة - تؤلف في حقه مجلدات، ودوريات، ومجا ميع كاملة، وليس مستغربا بعد هذا أن نلفي أنفسنا على دراية، ومعرفة كاملة بالأدباء، والفنانين الغربيين. حتى ألوان ألبستهم الداخلية، وكلابهم المدللة، وعاداتهم وتقاليدهم. هذا غير أننا طبعا قد قرأنا، وطالعنا حتى السطر الواحد الذي كتبوه. وترجم إلينا بلغة واضحة، وطباعة أنيقة، بينما لا نعرف شيا عن أدباءنا، وفنانينا، لا من الأحياء ولا الأموات. إلا نتف يسيرة، ومعلومات سطحية مبعثرة هنا وهناك، ولأعجب من ذلك أننا نفاجئ في كل يوم بروايات، ومجامع شعرية غربية تعاد ترجمتها من جديد، وتقدم لها مقدمات جديدة، ودراسات اكثر واشمل من الدراسات السابقة. وكل فترة من عمر الزمن يطل علينا إمعة جديد يملأ الأفق ضجيجا، والسماء نشيجا، إذ انه وصل بالمعرفة، والثقافة، إلى ذروتها. إذ اكتشف لنا مشكورا ثلاث سطور من تأليف الفيلسوف الغربي المأسوف على نعومة جسده التي افترستها ديدان القبر بلا رحمة. أو انه وفق بما يشبه المعجزة إلى أن يعثر على نصا مفقود هو بمثابة كنز ثقافي لأنه من مؤلفات الروائي الغربي الخطير( ...)، فيقدم لنا الإمعة المأخوذ ولابد بحالة من الهيمان، أو التأثيرات السحرية، العصية على الشرح والإيضاح، مقدمة مطولة قد تتجاوز الأربعين صفحة. يشرح لنا فيها كيف أن حب العلم والمعرفة، دفعا به لان يشمر ردان الكسل وينفض غبار اليأس ويبحث عن بقايا مآثر أنبياء الغرب أينما فقدت، أو دفنت، ويطلعنا على نص مقدس من تلك النصوص التي أنقذها القدر من أمواج الطوفان وقيض لها إمعتنا الباسل لك يخلصها من الغرق وهو لا يريد جزاءا ولا شكورا. بل هو يقدم كل جهده الذي بذله لاهثا وراءها في خدمتنا نحن القراء الأعزاء. الذين نفاجئ بأن أرثة النبي المزعوم لا تساوي فلسا واحدا في سوق الشعر والأدب. ولو أن أديب من أدباءنا كتبها لأتهم فورا بالجهل والغباء والكفر والجحود. ومرة أخرى قد يعتذر معتذرا ما بأن هذا لازم فلابد لنا من متابعة الإبداعات الغربية والعالمية، لتلاقح الأفكار وزيادة المعرفة. ونحن نضم صوتنا للمعتذر ولكن ليخبرنا أولا أن كانت هذه الغاية حقيقية وشريفة- بمعنى أنها خالية من نوايا السوء  وهي المقصودة لذاتها دون أي ضمائم أخرى- لماذا هذا الإصرار عن التغافل عن المنجز المحلي/العربي من جهة ومحاولة إهماله وتهميشه في اغلب الأحيان، حتى وان جاء بمنجز يجاري المنجز الغربي أو يفوقه، والأمثلة على هذا كثيرة لا تحتاج إلى توثيق،  وغياب الدراسات النقدية - سلبا- للمنجز الإبداعي الغربي. ونحن لم نجد على كثر تتبعنا نقدا صادا ومعترضا على المنجز الغربي حتى وان كان هذا المنجز سما  رعافا . بل الواقع المرير السائد بأننا نجد دوما من يدافع ويتصدى للرد على بعض الاعتراضات على منجزات الغرب بعناد وإصرار عجيب. ويتحتم علينا من جهة أخرى من اجل الموضوعية أن نستثني الدراسات والكتب الحديثة خصوصا في مجال الفلسفة والميثولوجيا وبعض الدراسات الاجتماعية والسياسية التي بدا منجزوها يدركون ذلك بوضوح ومن هنا بدأت دراساتهم وأبحاثهم تأخذ طابع العلمية والموضوعية الحيادية، التي توجه النقد إلى أي كان، من اجل أن تستوفي الدراسة أو البحث حقه. وقد أخذنا نطالع ولأول مرة منذ عقود طويلة دراسات تظهر أخطاء وتوهم الكثير من مفكري وعباقرة الغرب وأصبحنا نمارس حرية الحوار حول لا معصومية المنجز الغربي. دون أن نجد البعض من أبناء جلدتنا يتهمنا بالجهل والتفكير بنظرية المؤامرة. وهذا تحول مهم وملفت جدا جاء من تمرس مفكرينا وأدباءنا بالثقافة والفنون وانفتاحهم على العالم واختلاطهم بمختلف الثقافات. وقد تسنى لهم ذلك في المهاجر أو السفر الاختياري لدول الغرب، حيث الحرية الثقافية والعلمية متاحة للجميع - وفق شروط مفهومة بلسان الحال الغربي وان لن يصرح بها الغرب بلسان المقال فكل أحد يعرف شروط اللعبة ويتوجب عليه عدم اختراقها لك يحظى بمديات الحرية الثقافية من جوانب كثيرة-. والخلاصة أن أزمة ثقافتنا العربية/المحلية في مرحلة خطيرة وسط غياب التعريف بأبناء جلدتنا، والإهمال المتعمد أو إلا متعمد لأكثر منجزاتهم. وان نسبة الدراسات النقدية لمجمل الإنجاز العربي /المحلي لا يتعدى نسبة الواحد بالألف. وجولة صغيرة على مجمل الإنجاز تثبت هذه الإحصائية بينما جولة مختصرة في المنجز الغربي / العالمي تتعدى نسبة الأربعة في الواحد فاقل منجز غربي صدرت حوله أربع دراسات- على الأقل - نقدية وتحليلية بمئات الصفحات واجمل الطبعات. أقول لعله آن الأوان لك نتدارك كوارث الإغفال والإهمال و نلتفت لحالنا ولواقعنا وننقذ أنفسنا وثقافتنا من هذه العبادة والتبعية العمياء للمنجز الغربي - لكونه غربي-. ولنحترم ذواتنا أولا  لك نحترم مبدعينا ولنحاول احترام منجزاتهم ونفرغ بعض الساعات التي تنقضي باللهاث وراء المنجز الغربي لك نهتم ونتعرف على آراء وأفكار أبناء جلدتنا. الذين أصبحنا نجهلهم في كل شيء، واصبحوا اغرب الناس عنا. وافضل طريق لمعرفة ذلك هو متابعة المنجز فكل فنان وأديب وباحث يعبر عن أفكاره ورؤاه وتطلعاته ومجمل أهدافه من خلال المجتمع والمحيط الذي يحيا فيه.  فبدراسة المنجز وتحليله ونقده تتبدى أمامنا كل الإرهاصات والتطلعات التي تحيى في وعي مجتمعاتنا. واخيرا بعد أن طال بنا المقال وانفلت القلم بعيدا بجريه يتحتم علينا لجم انفلاته بان ندفع به في اتجاه الخاتمة فنقول: يجب البدء بمشروع نقدي متكامل لمجمل المنجز العربي / المحلي بدءا من الجيل العشريني على الأقل وحتى الآن. لكي توازي الدراسات ربع المنجز أن لم يكن في الإمكان اكثر من هذا بكثير. واعتقد بان لدينا كثيرا من المبدعين خصوصا في المجال الأدبي /الفني من الذين رحلوا عنا والذين لا يزالوا بيننا، يستحقوا منا بعض الاهتمام والدراسة. واهم شيء أن يبدأ هذا المشروع - أن كتبت له البداية- بداية علمية ثقافية فتاتي الدراسات شافية وافية بعيدة عن الجوانب الشخصية والنزاعات الجانبية. وتنصب أساسا على المنجز الإبداعي وتقدمه بحله موضوعية غايتها العلم والمعرفة إلى المتلقي أينما كان. آلا يستحق الراحل علي الوردي، والراحل فؤاد التكرلي، والرحل عبد الوهاب البياتي، منا ذلك ،آلا يستحق فنانونا وأدباءنا الأحياء منا ذلك اعتقد أن فيهم الكثير ممن يستحق ذلك فمتى يا ترى نزيل هذا الإهمال.            

 

18-10-2008

 لا هاي.

   

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1126  السبت 01/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم