قضايا وآراء

الى مبدعي محافظة صلاح الدين .. دعونا نقول كلمة حق واحدة أو لنصمت / مهند التكريتي

أو الهدم أو التسلق على ما أصطلحوا على تسميته سلفا ً بـ(هرما ً للثقافة) من أجل مصالحهم الذاتية البحتة ومن أجل أمجاد وقتية زائلة.

ان الثقافة في محافظتي وللأسف أصبحت رهنا ً بمجموعة من الأسماء – معظمهم،لا أقول جميعهم – من الوصوليين أو أنصاف الأميين أوفقاعاتهم المؤدلجة والموظفة لغرض واحد لاغير، الا وهو ضمان ولائماتهم عند حصول أي انقسام عند وجود مغنم ما سواء أكان ماديا ً أم معنويا ً .

 ومازلت أرى أن ثقافة التصفيق والتهليل والمجاملات السطحية – التي عودونا عليها – لهذا أو ذاك لن تخلق واقعا ً ثقافيا ً حرا ً في محافظتنا الهزيلة أصلا ً بمبدعيها، ولن تفعّل َ لستتراتيجية مستقبلية تمهد لقيام أرضية ثقافية حرّة تتوج بإعلان محافظتنا كعاصمة للثقافة في العام القادم .. لذلك سأعيد نشره للمرة الأخيرة عسى أن تستميل صرخاته أحدا ً من مثقفينا المقصودين والفاقديين للأهلية أصلا ً، أو أن يعد شرارة بسيطة لتأسيس مشروع نهضوي جديد يقوم على أثاره مجتمعا ً خاليا ً من كل آثار العقد التي تحيط بنا وفاتحة خير لمستقبل ثقافي مشرق

 

دعوني أقول لكم شيئا ً: لماذا نبدع؟ ولماذا نكتب؟؟

يبدو أن هذا الأسئلة ستظل تلح على كل صحفي ومبدع  شريف يمسك قلماً ويحترف الكتابة وستظل الأجابة تلهب خيالات الكتاب وتطارد ضمائرهم.

 نحن نكتب في تصوري كي نزيد من فهم الناس للحياة والواقع ولكي نضيف لوجودنا معنى جميلاً ونغماً يتماشى على إيقونة الحياة ولكي نسهم بكتاباتنا في توكيد معانٍ افتقدناها ورجعنا نقرأ عنها في كتب الأقدمين كأساطير غضة عانقت ثغورنا المكممة بطعم المرارة واليأس ..معان ٍ افتقرنا اليها في زمن لايفقه إلا لغة الضآلة والدناءة والمصالح الشخصية ..معان ٍ نسي الكثيرون منا بأن قيمة هذه الحياة لا تستقيم إلا بأريجها ودونها تصبح الحياة رحلة بهيمية لا معنى لها ولا طعم ونستوي فيها معاشر البشر بالكائنات الأدنى ..نولد لنعيش ثم نموت دون أن نضيف شيئاً يضفي على حياتنا القاحلة أي معنى إذ إننا لن ننتصر لقضية أو نعلي مبدأ أو نضحي من أجل قيمة أعمق وأنبل ...

اذاً نحن نكتب لنزيد من وعي الجميع بأهمية الحياة وقيمتها وغايتها ودور الإنسان وإسهامه فيها ولاأخفيكم بأن الأمر لايخلو بين الحين والآخر من إحباطات وأحزان واسى ففي أزمنة التخاذل والتراجع غالباً ما تضيع هذه المعاني وتختفي جمالية هذه المفردات من قواميسنا كقيم الحق والخير والجمال والمساواة ويقابل هذه الحالة شحة في قيم الشرف ونبل التضحية والوفاء والوطنية والكبرياء كتعبير مجتمعي عن تردي الأفراد ووسط حالة الجزر العام التي نحياها اليوم ونحن نستقبل رصاص المحتل بصدورنا العارية وانعكاسات مايمر به الفرد العراقي على قناعاته وسلوكياته  تفيض النفس وهي تلهج بأسئلة كثيرة عن جدوى مانكتبه وهل يدفعنا الإحباط إلى أن نكف ونكسر أقلامنا ونبتلع كلماتنا وآرائنا ...

وهنا ينبري السؤال قائماً وتتكور أقلامنا كعجينة طرية تترجل عن صهوتها لتقول بكل ما يعتمل داخل ضمائرنا وقلوبنا التي أضحت حفرة مليئة بالدم والألم والقسوة هل نستسلم أمام هذا الكم الهائل من القهر والاضطهاد أم نواصل في سرد حقيقتنا مؤمنين بأن قدرنا واختيارنا إنما هو انتماء لكل ما هو نبيل وأصيل، وأنه مهما كان مجرى الدم فأن هناك معاني رائعة تختفي وراء أثوابه معاني طالما حلمنا بها في طور برائتنا الأولى ألا وهي الأنتصار لقيمة رائعة أو فكرةٍ جميلة وإننا قد ننفق بعض العمر ..كل العمر..لكي نثقب هذا الجدار ليمر النور لأجيالنا وليصبح هذا الواقع المر عالماً تتجذر فيه معاني الرأفة والعدل....

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1579 الاربعاء 17 /11 /2010)

 

 

 

في المثقف اليوم